ملاذي
13-08-2022 - 11:41 am
أبى النوم أن يطرق بابي وكان السهاد بالباب زائرا
حنت مني ألتفاته للباب عندما سمعت عليه طرقا
سالت من؟ قال:أنا السهاد قادما من قوم طردوني
إلى قوم ليحضنوني فتحت له الباب فاستقبلته
بإيماءة مني لدخوله جلس وقال ما بال هاتين
العينين ذابلتين قلت له:من كثرة ما رافقتهما أياما
وشهورا فقال باستنكار:أنا رددت عليه ومن غيرك
يا مسهد البشر قد أسهدتني تركتهم لتأتي إلي لتمكث
هاهنا وأنت الضيف الثقيل على القلب طاردا للنوم
تمكث هنا وفي النهاية تقول أنا فقال بحزن: إذا
لم تستقبليني وغيرك لم يستقبلني فأين اقضي ليلتي
هل أهيم في هذه الشوارع على وجهي ويظل النوم
ماكثا في سرير كل بيت فقلت له: هذه هي حال
الدنيا أنت وجدت في هذا الكون لتهيم على وجهك
بينما النوم ليمكث بين أحضاننا فاذهب فلا مكان
لك هنا بعد اليوم وقف السهاد على قدميه أمسكته
من يده وقلت له:أرجو أن لا أكون قد جرحتك
ظهرت على شفتيه ابتسامة يشوبها ذلك الحزن
المرير الذي طالما رأيته على وجهه دائما عندما
يهم بالرحيل وقال:لقد تعودت على ذلك فأنا اسمع
هذا الكلام من السنة البشر فكما قلتي هذه هي حال
الدنيا والدنيا غدارة وأنتي على حق فلا مكان لي
بين أحضانكم، خرج السهاد ذليل وعند خروجه
أصطدم بشخص غير عزيز على قلبه وقال له
بحزن:تفضل يا من أنت لست بصديقي تفضل
إلى أقوام أحبوك بل يدفعون ما يملكون ليحصلوا
عليك وأنا يدفعون ما يملكون ومالا يملكون لأرحل
عنهم فوداعا أيها............... وترك السهاد كلمته
مجمده وطار راحلا عله يجد من يحتضنه بين
ذراعيه هذه الليلة
حقا أبدعتى