أبي ماذا فعلت بقلبي

** ******* **** *******
تماضر عبد الحميد ....
آه أنه أسمي ......
أقترب من تلك الإنسانه التي كل مابها يشي بالرتابه عيناها
إبتسامتها المصطنعه ويداها وهي تقلب الأوراق ..وحتى كلماتها ......
أمسك القلم بسرعه وكأني بعدها سأهرب الى البعي د
توقيع ويليه آخر ...أمسك تلك الورقه التي تحوي أحلام فقيره وأنظر لها طويلاً
ياه ...فهذه أول مره أملك شيكاً!!!!!!!
رغم أنه لايتجاوز أربع مائه وألفان إلأ أني سأشتري كا ماأحتاج أليه....
فيكفيني فقري ...وحاجتي ورغبات الأنثى التي تسعى دوماً للجمال .... لم أشبعها فيكفيني
مامضى. ......
فنحن خاصةً طالبات هذه الكليه نعاني تأخراً في إستلام مكافأتنا...وكأننا بذلك نعاقب في سبيل
العلم!!!!!!!!!!!!!!!!!
ففي هذا اليوم بالذات أحاديثنا كلها تدور عن الماده...عن أحلامنا........

• * ** *** *** **** *******

هناك في منزلي ...في غرفتي تحديداً أمسك الورقه والقلم وأكتب كل ماأحتاجه من السوق
فمن ذا يلومني وأنا أهفو الى هذ النقود التي نامت بين يدي وأرى من خلالها أشياء كثيره
لاأستطيع رسمها..... هكذا هم الفقراء تحلو حياتهم بالقليل ..بالقليل من النقود...
وهمي الأول أن أشتري هدايا لأمي وأخوتي الصغار ،فأنا كثيراً أعدهم بالحلوى والملابس
خاصةً هؤلاء الأشقياء الذين لاينفذون أوامري إلأ بوعودٍ كثيره أحمل ذنب عدم الوفاء بها
وأنا لاأدري.........

• ** *** *** *** **** *** ***

آآآآه لقد أنتهيت الأن ...أطوي تلك الورقه وأدسها تحت وسادتي بغباء....
فغداً سأطلب من أخي عامر الذهاب بي الى السوق لأحضر كل ماتطمع نفسي الشغوف به...
يوم ....يومان....ثلاثه......
وعامر مشغول بعمله وأخوتي الباقون لاحيله لي فيهم أبداً.....
متى ياعامر ....متى سأذهب ؟؟؟؟؟
أرددها كطفلةٍ صغيره كل مارأيته....وقبل أن تتحطم مراكب يأسي أتتني الموافقه من لدن أخي
العزيز.....هنا فقط كنت كما السجين الذي يعيش دنياً أخرى بخروجه ....

• **** ***** **** ***** ******

هنا عند تلك الواجهات التي أبهرتني إعلاناتها والمحلات العامره بصنوف الملابس ..
أراني أسير بلا شعور مني وأصوات الباعه حولي وكانت تطربني نداءاتهم ...
مسكينةٌ أنا بهذا المبلغ رقصت مشاعري وحطت أطيار السعاده فوق رأسي ..لاتلوموني أبداً
ولكن أنا لاتهمني كلماتهم لأني ببساطه إنسانه لاأعرف الجيد ولا الردئ وحسبي أن ينال رضاي
غريبة هي أفكاري ....لم أكن كهند ... ولا أمل ...ولا أميره أبنة خالتي الآتي يهمهن بالدرجه
الأولى أن يكون فستانها من ماركه عالميه ...... كان تفكيري بسيط .... هل هو التواضع الجم!!!
أم هو الجهل بالحياه وال........................ .زينه!!!!

• * *** *** *** **** ***

أكياس كثيره مملؤةً بالألعاب والملابس والكتب...ولا أعلم أيضاً لما كل هذه الكتب ؟؟؟؟؟
ولكن حتماً لأسلوو بها وأنعم....
أمي أنظري الى هذا الفستان هل يناسبني .....هناء حبيبتي مارأيكِ بهذه الجزمه الأنيقه ..أتراها
تعجبك تلك الجاكيتات....
وفي لحظه اترك كل مافي يدي وأركض الى ذلك الكيس الذي جعلت فيه بعض الأقمشه الجميله
جميعها لوالدتي ففضلها كبيرعلي فكم صبرت وتحملت الآلآم لأجلنا نحن صغارها ........
على الرغم من كل هذا فأني سأشعر دوماً بتقصيري تجاهها ولكن لعلها تعذرني .....
الألعاب أوزعها على أخوتي وكل صغير يفخر بما معه.... شعور جميل عندما ترتسم تلك
الأبتسمات على وجوههم الحبيبه فأضعف أمام هذا الخاطر وبلا هدوء أعدهم مره أخرى أني
سأحضر لهم أكثر من ذلك مادامت تلك النقود تكفي لخلق قلوب صاخبه بالفرح .....
كما لم أنسى أختي هناء أمد لها يدي بالكيس فتهبني تلك الإبتسامه العذبه غارقه هي في أدبها الجمْ

• ** *** **** ***

يدخل أبي فجأه صارخاً في وجهي ......
ماهذا الإزعاج ...مالذي يحدث هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كل هذه الأسئله يضرب بها عقولنا التي مازالت
مغسوله بالفرح وتموت الإبتسامات الصغار من على شفاة الأطفال ويلوذون بالهرب خلف
أمي متشبثين بها .....
ودون أن ينظر الى وجهي يخطف الأكياس من يدي ويبعثر أشياءه بلا مبالاه ......
ماكل هذا ياأبنة عبد الحميد ....؟؟؟؟؟
أجلس كذليله أجمع ماتناثرت روحه على وجه الأرض..أعيدها حيث الكيس ..
أنها ..أنها يموت الكلام ويموت الشعور ويموت الفرح فقط بحت بالصمت الرهيب.....
قالت أمي الحبيبه تريد أن تخفف من حدة ثورته وشبه إبتسامه على شفتاها الجافه:
لقد أستلمت تماضر مكافأتها وأرادت أن تشتري ماتحتاج فقط هذا كل شيئ ،هنا توقفت أمي
عن الكلام فما عساها تقول وكيف تفسر له ،فهي أعلم الناس به وبما يفكر....!!!!
أخذ ينظر ألي نظرات أشبه بالمووت أو هي اقسى....نظرات كادت تخنقني لاأدري بما أفسرها
أهو الغضب لأني بذرت النقود مره واحده؟؟؟؟؟؟؟
أم لأني أفتعلت الأزعاج كما يقول.....لأأدري حقيقه بما أفسر تصرفاته الهوجاء تلك!!!!؟؟؟؟

• ** *** *** ***

تلحق به أمي وكل فرائصها ترتجف ...لاتهذي له سوى بالطاعه والرضوخ...
تلك الليله لم أنم ولم أسعد بكل ماتعج به غرفتي الصغيره البارده ..بل كنت أنظر للأشياء ببلاده
فلم تكن الملابس ملابس ..ولم تكن الهدايا هدايا...ولم تكن الكتب كتب أبدأً...
كل شيئ أمامي أصبح ميت بلا فرح وكل مدلولات التعب ترهص أحاسيسي النازفه في لحظه
وكل لحظه.....................
وهكذا سارت بي الحياه.....

• ** **** **** *****

اليوم 26 فبراير عام 1996 هذا هو التاريخ الذي استلمت فيه راتبي . وهذا هو نفس أسمي
يكرر على مسامعي برتابه وأحضر أنا بنفس الملل وأوقع ولا أدري كيف ولا أين وقعت بالضبط
أنظر بلا أمل الى المبلغ المصطك بين يدي وأبتسم بتسامه قد توشحها الحزن من زمن مضى!!!
وأمضي بلا حلم الى حيث أبي ..هناك ينتظرني لا أن يضمني أو حتى يشحن قلبي بمشاعر
كنت أحوج الناس اليها ولكن.......................... .....
طامعاً بالغنيمه ..هارباً بها حيث لاندري وحيث أتلوى من الإنكسار...
هاهو ابي الحبيب كسب متاع دنياه بدوني..
يمزقني بظلمه ولا يزال.
تمضي بي السنون وهأنا تماضر عبد الحميد التي تحضى بالحضور والسياده لاتملك من سلطان
نفسها شيئاً ...
8عاماً تربو على مهرجانات التصبر وتطحنها مجهولات الغموض ،وتقتلها مفارق اليأس
بلا زوج أسكن أليه ..ولا أبن يحويه صدري فأرويه من أمومتي....سنيني كلها عجاف.....
بعد كل هذا العمر ياأبي أسألك......................... ...
أين هي إبتساماتي ؟؟؟ ولما قتلتها بهدوء؟؟؟
أين هي سعادتي ؟؟؟ ولما بعثرتها في الهناك ؟؟
أين هي تماضر اليوم؟؟؟؟
أتدري مالذي أسكنته بقلبي؟؟؟وماذا كسرت داخلي؟؟؟
أتدري أنك دست على أحلامي كثيراً؟؟؟
تفوح رائحة الحزن من وسادتي كل ليله ولا تدري!!!
نحرت كل المعاني الجميله في صدري بصمت وبلا رحمه منك تركتني أتألم!!!
أثقلتني الهموم ياأبي وأنا أعيش اليوم بلا أمنيات !!!!
تساوت الأيام في عيني فالبارحه مثل اليوم واليوم ولاشك مثل غد...
أماني كثير تسكن العيون إلأ عيناي التي تضج بالمراره ..باللوعه ..بالأسى!!!
أصبحت حياتي ..بأسرها باهته تعج بالحرمان الطويل..
نعم أشعر بكل ذلك فلا تستغرب أبداً موتي .....!!!
أواه لو تشعر بي .....
فأنا قد تواءمت مع العذابات وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه وألف آآآآآآآآآآآآآآآآآه من تلك العذابات...
"""""""""""""""""""""""
قصتي المتواضعه التي هي الأن بين أيديكم من نسج الخيال ولكنها حتماً تحكي حقيقة فتاه ما
سكنت بيننا ولا زالت تسكن بأحزانها وظلم والدها...
فلا تنظروا أبداً لركاكة الأسلوب او المعنى ولكنها المعاناه............
وسامحوني وحسبي هذا.......
فخير المحبين من كتم .......وعفا .....وسامح...
محبتكم : قلبٌ أدمته الجراح