- ومرت الأيام...
- أما اليوم فقد تيقنت أن كلماتها تلك لا تقدر بثمن!
جميلة هي بدينها وخلقها، لكنها اليوم أكثر جمالاً بطلعتها البهية، ونظراتها الخجلى... كان حفل زواج عائليا هادئًا ومختصرًا، مفعمًا بالألفة، حضره جمع من الأقارب وبعض الزميلات، إحداهن كانت في عجلة من أمرها، فبقيت لبضع دقائق فقط، وعندما همت بالمغادرة، اقتربت من العروس فصافحتها، ثم انحنت قليلاً وهمست في أذنها ببضع كلمات...
ومرت الأيام...
تقول العروس: لم أنس أبداً كيف فاجأتني تلك الإنسانة بتميزها عنهم جميعاً، فقد اعتدت ليلتها على سماع أشياء أخرى، نصائح طالما اعتاد الناس على إلقائها في أذن العروس.. وكلها متشابهة.. وبعضها لا يعدو كونه ثرثرة..!! وربما كنت أشعر بالبهجة كلما اقتربت مني إحداهن لتضع إلى جواري علبة هدايا فاخرة..!
أما اليوم فقد تيقنت أن كلماتها تلك لا تقدر بثمن!
تقول: منذ بداية الزواج صادفتني أمور وقفت أمامها عاجزة عن التفكير، حائرة، لا حيلة في حلها أو الخلاص منها، وكنت كلما هممت ببث شكواي إلى أحد، تراجعت، فأنا كتومة بطبعي، وفجأة تتسابق إلى ذهني تلك الكلمات... فإذا بهمي يزول ولو بعد حين...
أما تلك الكلمات الثمينة فلم تكن من إبداعها هي أو نسج خيالها، لم تكن تلك الإنسانة سوى مبلغة أجادت التبليغ.
اقتربت مني بابتسامتها الهادئة المعهودة، لتقول ويدها ما تزال تصافح يدي:
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير... أنت الآن تدخلين حياة جديدة، وقد تصعب عليك أمور، عندها تذكري أن نعم ربك سبحانه وتعالى عليك لا تحصى، فاحمديه وأكثري من الثناء عليه سبحانه، ثم تذكري أنك مقصرة ومذنبة لا محالة، فاستغفريه من كل قلبك والزمي ذلك، الاستغفار ثم الاستغفار، وتيقني أن رحمته سبحانه قريب من المؤمنين، وستذكرين كلامي هذا.."
ولا أقول إلا: طالما تذكرته، وجزاك الله خيراً.
بقلم الاستاذة:إيمان السعد
ملتوش
كم نحتاج مثل هذه الصديقه