همس ...
10-09-2022 - 06:22 pm
أختي الكريمة يا رعاك الله وحفظك وسدد خطاك ، لن أقول عظم الله أجرك في زوجك ، فليس من عبد موحد على هذه البسيطة إلا وفيه الخير مهما بلغ به الهوى أو رمت به غفلته أو شرده بعده ، لذا عليك أن تعلمي أن الخير في هذه الأمة باق إلى أن يرث الله هذه الأرض ومن عليها ..
أنت يا سيدتي الكريمة ، في بلاء وأي بلاء ، بلاء الزوجة في زوجها ، والأم في ولدها ، والمرأة في أسرتها ، فيا لله ما أحكمه ويا لله ما أعلمه وأحلمه ..
أختي في الله ، إعلمي يا رحمك الله أنك لست الوحيدة ممن يعاني في هذا الكون ، فهناك من هو أشد منك بلاء واختباراً وتمحيصا ، فهوني عليك الأمر ، وهوني عليك الآهات ، وحكمي العقل ، واجعلي رحمة الله حاضرةً على الدوام ، ولا تدعين الأمل يفتر في داخلك طرفة عين ، وتفاءلي يا رعاك الله مهما كان شدة الظلام أو سواد الغيم في حياتك مع زوجك ، فبعد العسر يسرا ، وبعد الشدة الفرج ...
أيتها الغالية وحسبي بك الصابرة إن شاء الله ، الله الله الله في الصبر ثم الصبر ثم الصبر ، كيف لا والصابرون يوفون أجرهم بغير حساب ...
سيدتي العزيزة ، أو تذكرين محمد الصادق الأمين ، أو تذكرين كيف شج رأسه وكسرت رباعيته وأدميت قدماه ، واتهم في عرضه ، ومات ولده ، وهجره قومه ، وطرد من أحب البقاع إليه ، ألم يقال له مجنون بعد أن كان الصادق ، ألم يقال له الساحر بعد أن كان الأمين ، سنين طوال ، يلاقي فيها العذاب وصحبه تلو العذاب ، ابتلاء من الله ، واختبار وتمحيص ، كي نستقي من سيرته العبر ، ونستمد من صبره الصور ، ونقتدي به إذا ما حل بنا الأمر ونزل ، ومن ثم لا يقول بأبي وأمي سوى اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ..
هل تذكرين أيوب وزوجته ، هل تصفحتي ما قاله أصحاب السير عن سيرته وقصته ، منهم من قال مرضه سبعة عشر سنة ، ومنهم من قال سبعة وعشرون ، ومن ثم ما كان من زوجته ؟؟ ومن ثم وبعد طول الصبر والعناء والشقاء جاء الشفاء وجاء العطاء من رب الأرض والسماء فنودي أيوب أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ...
أخيتي في الله ، سامحيني لأني أخاف عليك من صبراً يكاد ينفذ ، وأجرا يكاد يذبذب ، فدعي ما عملت لزوجك وولدك خالصاً لله بينك وبينه ، ودعي الشكوى لله الذي بيده الحل ومنه الظفر ..
أخيتي في الله ، زوجك بلي ببلاء هو من أسقام العصر ، السفر؟ ، وما أدراك ما السفر ، هوى ولعب وتبذير و ، السهر وضياع الصحة ؟؟ الغضب وسلاطة اللسان ؟؟ الكذب وعدم إيفاء الوعد ؟؟ بلي زوجك برفقته من الشباب وما أدراك ما الشباب إذا ما أطلق في هذا العصر ؟؟، شباب ضيع الأمانة التي استرعاها الله عليه ، واستقل بنفسه عمن سواه ، أنانية مفرطة ، وحب للنفس بلا حدود ، وجحود للعشرة ليس له مثيل ، وغرور وسوء خلق ، وكفر للنعمة وبعد عن الله ، فسامح الله أولئك الشباب وعزاءنا في البقية منهم ممن لم تغيرهم الدنيا وبقوا على ثوابتهم كما الجبال الراسيات ؟؟.