سفيره الروح
26-04-2022 - 09:59 am
ارحموا الأزهار
تتساقط أوراق الخريف على تل امتلئ بزهور النرجس..
وتسلط الشمس أشعتها الحارقة على بتلات تلك الأزهار المتوشحه بلون أبهر عيون الناظرين إليه ..
لتحول لونه الى لون شاحب ابكى العيون رفقا لما الم به ..
ولم تكتفي الشمس بهذا بل زادت من حرارة أشعتها حتى بكت أوراق الأزهار وأصبحت دموعها تتناثر على سطحها الفضي ..
إلا أن الازهار كانت صامدة قوية رغم لهيب الشمس الحارق وتلك الرياح التي تذهب بها يمنة ويسره ..
وأحيانا تحمل بداخلها شئ من الغبار لتحثو به على الأزهار ليغير من جمال ورائحة رحيقها ..
لكنها لم تعبأ بذلك بل عملت على إزالة تلك الاتربة العالقة بها لتبدو جميلة كما كانت ولتنثر رائحة عبقها الفواح في الأرجاء ..
لكنها لم تلبث سويعات حتى جاءت يد إنسان غادرة ..
واختطفتها من أحضان ذلك البستان الذي طالما ترعرعت فيه واستنشقت هواءه وشربت الماء العذب من تربته..
لترتفع الى أعلى وتنظر بعين يملاؤها الأسى ..
وتودع ذلك البستان الذي لأول مره تراه من مكان مرتفع ..
رأته وودعته بعين لم تبكي الدموع فقط بل أخرجت كل ماءها حزنا على فراقه ..
ودعته وقبل ذلك زرعت فؤادها بين أحضان تربته لعل اجيال تراه بعد رحيلها ..
نعم لقد ودعت موطنها ..
ورغم ذلك لم تترك لها تلك اليد الانسانيه المتوحشة سبيل للراحة بل أتعبتها ووصل بها الحال أن تقطع أوراقها ..
وتفقد رائحة رحيقها الذي طالما شرب منه النحل ..
وتغنى ورقص على بتلاتها وأحس بالراحة والإطمئنان وهو بين أذرعها ..
لكنها لم تلبث طويلا حتى ذبلت وتساقطت أوراقها وانكسر عودها فهي لم تستطع التحمل ..
لقد جاهدت وكافحت لكنها لم تصمد أكثر من ذلك ..
انها رائعة رغم رقة ذلك القلب الحنون إلا أنها لم ترحم ..
بل كلما كانت أكثر طيبة كانت أشد تعذيبا ..