الآن صمود الجبل الجزء الثاني لا يفوتكم

1. فقال لها الغلام : ياأماه اصبري , فإنك على الحق ...


2. وما ذلك إلا تثبيت من الله ....

الجزء الثاني من ((صمود الجبال ))
نستكمل القصة ...
فلما اخذوا الغلام إلى الجبل ...
فأمروه ان يرجع عن دينه ولا سوف يطرحوه من فوق الجبل ...
فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت , ...
فرجع الجبل فسقطوا , وجاء يمشي إلى الملك : ما فعل أصحابك ؟
قال : كفانيهم الله , فدفعه الملك إلى نفر من أصحابه , فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا البحر , فإن رجع عن دينه فاقذفوه , فذهبوا به
فقال له الملك: ما فعل أصحابك ؟؟
قال كفانيهم الله...
فقال للملك : أنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال : ماهو ؟؟
قال :تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني
على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ...
ثم قل :باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ...
فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم ألأخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس
ثم قل: باسم الله رب الغلام , ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات ...
فقال الناس : آمنا برب الغلام , آمنا برب الغلام , آمنا برب الغلام ....
فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر!!
قد والله نزل بك حذرك .. قد آمن الناس , فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران :
وقال : من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها , أو قيل له : اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها ..

فقال لها الغلام : ياأماه اصبري , فإنك على الحق ...

فيالها من امرأة مؤمنة تقف على شفير النار , وتقبل عليها بحرها ولهيبها , وهي تعلم إلى أين تذهب , وعلى أي شيء تقدم , ومع ذلك تتقدم وما ردها أنها سوف تموت وتهلك وتحترق . وإنما نظرت إلى من لاذنب له ,ولا قضية له , نظرت إلى صبيها ,فجاءها التثبيت وبادرها الصبي ياأماه اصبري , فإنك على حق ومن عادة الكبير قبل الصغير أن يخاف من النار , ويروعه حرها ولظاها , ولكن هذا الصبي شجّع أمه على المضي قدما...

وما ذلك إلا تثبيت من الله ....

لما رأى من صدق إيمانها و اليوم لا تدعى المرأة المسلمة إلى نار تلظى , وإنما تدعى إلى ظل وارف تتفيأ ظلاله , إلى التمسك بالدين وتعاليمه وبحجابها , فمنهن من تترك الظل الوارف , ويقتحمن النار , بطوعهن واختيارهن , لا نتيجة إيمان بل نتيجة تمرد وعصيان !!
قال ((إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً , فلما أضاءت ما حوله , جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها , فجعل ينزعهن ويغلبنه , فيقتحمن فيها , فأنا آخذ بحجزكم (أي أحزمتكم ) عن النار , وأنتم تقتحمون فيها ))
فما بال أقوام يقتحمون النار تليبية لرغباتهم وإتباعا لشهواتهم , في حين كان أقوام يقتحمون النار ويتدافعون فيها هرباً من نار الآخرة وهم القوم المذكورين في سورة البروج ....
وفي الختام جعلني الله واياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه ....
وأعاننا الله وإياكم على فعل الخيرات وترك المنكرات....
لا تنسوني أخواتي في الله من صالح الدعاء.....