الحصار

عندما تولدين وتبتلين بكونك أنثى يبدأ من وقت الولادة حتى الوفاة الحصاروتضرب حولك أسواره فوقتما ماتكونين طفلة يحرم عليك مالا يحرم على الذكر من كثرة الخروج والتجول بين البيوت وطرق أبواب الجيران وعينيك تبرقان بدمعات وانتي ترين أخوتك بكل حرية يتقافزون هنا وهناك وانتي حبييسه
وحينما تكبرين قليلا وتدخلين طور المراهقة ونبتة البراءة لازالت في نفسك قوية وان كانت معالم جسدك نضجت يشرع سجانك بوضع الأسوار الثانية لأنك اصبحت مطمعاً وطمع هؤلاء تدفعين أنتي غرامته ويضع المزيد من العيون ويوظف الجواسيس حتى لا تغيبي ثانية عن ناظريه.
الى أن تكتمل الصورة وتصبحين امرأة شابه فيسلمك سجانك الى جلاد آخر أضل وأسوء سبيلاً
فيبدل الأسوار الشائكة بجدران من فولاذ ويحرمك حتى من نسمات الهواء التي تتسلل من بين فتحاتها فلا يراك سوى بصيص ضوء ضعيف يمر من نافذة موصدة عاليه يأتيك كل يوم بسوط العذاب ليحقق و يحاسب ويبحث كأنك معتقل سياسي وفي جعبتك أسرار دولة .
وكيف يكون حالك في كل مرحلة ؟هائمة تتردد خطواتكِ ضاربة الجدران ومتعلقة بتلك الأشواك تجر أنفاسها التي صعُب دخولها لضيق المكان والنفس بذلك السجن الطويل .فما أطول ذلك الحصار .