- قبل كل شيء.. البروتينات والكلس والفيتامينات
- حذار من الأغذية التي تغّير طعم الحليب
إن الحمية للمرأة المرضع تتطلب الكثير من الانتباه، فمن ناحية ينبغي تجنب الأطعمة الفقيرة جداً بالدسم والتي قد تؤدي إلى إفساد نوعية اللبن، ومن ناحية ثانية يجب تجنب الأطعمة الكثيرة والشديدة الدسم التي تؤدي بالأم إلى السمنة المفرطة.
إن صورة مرضعات الماضي بأجسامهن المكتنزة ووجوههن المنتفخة ما تزال تريع الكثيرات من أمهات اليوم الشابات اللواتي يبادرن الطبيب قائلات: "دكتور، إني راغبة رغبة حقيقية في إعطاء الثدي لطفلي ولكن، انظر كم سبب لي الحمل من سمنة، فماذا سيحدث لي لو أني واصلت تغذية جسمي أيضاً؟".
وجواباً على هذا التساؤل القلق، تؤكد الدراسات أن الأم تستطيع، بمنتهى السهولة أن تنحف وهي ترضع طفلها، وبالطبع دون أن تسبب أي أذى للرضيع. والقواعد الغذائية المطلوب إتباعها في غاية البساطة بحيث تستطيع كل أم قلقة على قوامها وراغبة في إرضاع وليدها أن تطبقها بمنتهى السهولة.
يمكن القول بأن الزيادة التي تلحق بامرأة متوسطة القامة والوزن أثناء فترة الحمل، تتراوح بين 10-12 كيلو غراما. وأثناء الوضع يتم هبوط في الوزن يعادل 5.5 كيلو غراماً موزعة هكذا : 3.5 كيلو غرامات وزن الوليد، 500 غرام وزن المشيمة، 1 كيلو غرام وزن السائل الأمينوسي، وأخيراً 500 غرام من الدم.
وبعد أسبوعين تقريباً يؤدي انكماش الرحم وملحقاته إلى هبوط جديد في الوزن يعادل كيلوغرامين تقريباً. ولكن يبقى على هذه المرأة أن تخسر ثلاثة كيلو غرامات أيضاً لكي تعود إلى وزنها الأصلي قبل الحمل.
فإذا ما اندفعت الأم الشابة تأكل بشراهة زعماً بأن هذا خير لتغذية طفلها، فإن الكيلو غرامات الثلاثة لا تثبت فقط في جسمها بل يزداد وزنها عدداً آخر لا يستهان به.
إن الخطر الأعظم في اكتساب السمنة يقع حوالي الأسبوع السادس من الإرضاع ولا بد لتجنب هذا الخطر من الانقطاع عن تناول عدد من المواد الغذائية.
بالدرجة الأولى يجب تجنب كل مادة ذات قوام سكري (غلوسيد) وفي مقدمتها السكر، والمربيات، والسكاكر، والشوكولاته، والمعجنات، الخ.. كما يجب الاعتدال في تناول النشويات وفي مقدمتها الخبز وغيره. ثم يجب تجنب استهلاك المآكل الشديدة الملوحة كاللحوم المحفوظة أو ثمار البحر المملحة، كما أنه يجب تجنّب الإكثار من ملح المائدة.
وأخيراً ينبغي الإقلال من استهلاك المشروبات أثناء الطعام. وهنا ينبغي الإشارة إلى أن كل مشروب كحولي يشكل خطراً حقيقياً على إدرار الحليب ونوعيته.
إن هذه الاحتياطات المختلفة لا يمكنها مطلقاً أن تسبب أي أذى لصحة الطفل الرضيع شريطة الإكثار من استهلاك المأكولات التي سوف نأتي على ذكرها، ونعني تلك المأكولات التي تنشط إدرار الحليب.
قبل كل شيء.. البروتينات والكلس والفيتامينات
إن أماً في صحة جيدة يجب أن تدر بين ثلاثة أرباع الكيلو والكيلو الواحد من الحليب خلال 24 ساعة. ولكن تركيب الحليب المفرز بهذه الكميات يظل بعيداً كل البعد عن أن يكون متماثلاً، ففيه تنعكس، إلى مدى بعيد، نوعية الأطعمة التي تتناولها الأم فإذا ما حدث نقص في بعض العناصر الرئيسية – كالكالسيوم بشكل خاص – فإن الجسم يسعى إلى تعويض هذا النقص من الاحتياطي لدى الأم ولكن هذا لا يؤدي دائماً إلى تعويض كل النقص الحاصل في الحليب، وعلى العكس، في حالة زيادة النسبة فإن هذه الزيادة لا تأخذ طريقها إلى الحليب بل إنها تتراكم في أنسجة الأم.
إن البروتينات تشكل المواد الأساسية في كل بنيان نسيجي. وهذه البروتينات مهمة لبناء عضلات الطفل. وتوجد هذه البروتينات في اللحم الأحمر، والسمك الهزيل والجبن الصلب، والبيض واللبن.
أما الأملاح والكالسيوم والفوسفور، هذه المواد التي لا يجهل أحد أهميتها في بناء العظام، فهي تشكل في الوقت نفسه صلابة الهيكل العظمي والبنيان الأولي للأسنان.
وحليب البقر الصافي هو أفضل غذاء يؤمن للأم المرضع احتياجها من الفوسفور الكلسي. وبالتالي يكون شرب ربع ليتر على الأقل من هذا الحليب عند الاستيقاظ ضرورة كبرى.
أما النساء اللواتي يشتكين من قصور المرارة فباستطاعتهن تناول الحليب المنزوعة قشدته. وفي مثل هذه الحالة عليهن أن يكمّلن غذاءهن بتناول فيتامين (د) لأن إزالة قشدة الحليب تفقده هذا الفيتامين بالذات.
أما الأنواع الأخرى من الأملاح الكيميائية والحيوية والعناصر المعدنية التي لا بد من توفرها في حليب الأم، فهي المواد الموجودة بوفرة في الخضار الطرية، والبطاطا، ولا سيما في "الفريك". ولتكوين الدم لا بد من الحديد وهذا ما يتوفر بكثرة في البقدونس وصفار البيض وكبد العجل وغيرها.
ولا بد لحليب المرأة أن يكون غنياً بالفيتامينات بشكل خاص. ولكي يتحقق هذا الغنى لا بد من أن يكون غذاء الأم نفسه غنياً به.
وينبغي أن يُعطى للطفل فيتامين (أ) بكثرة وإلا تسبب نقصه في الإسهال ثم في التهاب المنضمة العينية، وقد يؤدي إلى تقرح القرنية. وإن الحليب الكامل وصفار البيض والجبنة مصادر رئيسية لهذا الفيتامين. ويوجد هذا الفيتامين أيضا في البقدونس والجزر وخضار السلطة والسلق والسبانخ وكذلك بعض أنواع الفاكهة كالمشمش والخوخ.
أما الفيتامين (د) الضروري لتشكيل العظام فإنما يتوفر عموماً إذا ما شربت الأم ثلاثة أرباع الليتر من الحليب يومياً. ويمكن الاعتماد على صفار البيض والزبدة الطرية لتوفير هذا الفيتامين أيضا.
ويسهم الفيتامين (ج) مباشرة في النمو العام للرضيع ويكون حليب الأم أغنى بهذا الفيتامين بمقدار ما تتناوله من الفاكهة الطرية، واللحوم النيئة وخضار السلطة والبقدونس وغيرها.
ومن الممكن اللجوء دائماً إلى التحليل لاختبار نوعية حليب الأم وجودته. ولكن لا حاجة عملياً إلى اللجوء لمثل هذه الطريقة العملية. فإذا كان الطفل يزداد وزنه باضطراد ولا يشكو اضطرابات هضمية هامة (كالإسهال المتواصل) أو طفحاً جلدياً أو حمرة الإليتين أو طفحاً مختلفاً، ففي هذه الحالة يمكن الجزم بأن الحليب المعطى إليه من نوعية جيدة، وبالتالي يكون النظام الغذائي الذي تتبعه الأم صحيحاً.
حذار من الأغذية التي تغّير طعم الحليب
الواقع أن ثمة أطعمة من شأنها أن تغّير طعم الحليب. وإن العديد من الرضع يكونون شديدي الحساسية بالنسبة لطعم اللبن حتى أنهم يرفضون تناول أية لعقة من حليب طعمه غير عادي، الأمر الذي يعرضهم لاضطرابات هضمية إذا ما أُجبروا على تناول هذا اللبن بالقوة.
ولذا كان من الضروري تجنب جميع الأطعمة ذات النكهة المميزة كالملفوف والبصل والثوم وبعض أنواع الأسماك.
وينبغي للأم المرضع أن تتجنب كل شراب كحولي تجنباً حاسماً. فالواقع أن الكحول تتسرب بسهولة إلى الحليب مهددة بإحداث اضطرابات شديدة لدى الرضيع كالصراخ والتشنج وفقدان الشهية بسرعة، وبتعبير آخر: تخدير مبكر جدّا.
ومادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي تنتقل، هي الأخرى، بسرعة إلى حليب الأم. فإذا لم تقلل الأم من استهلاك هذين المشروبين فإنها تزيد من اضطرابات رضيعها وقلة نومه.
أما عن تسرب مختلف العقاقير المسكنة والهرمونات إلى الحليب والتي تتناولها الأم، فهذه الظاهرة ليست نادرة بل على العكس فإنها تحدث أكثر بكثير مما كانوا يظنون من قبل.
تشكراتي من الورد