- الحرام
- ابتسامة أصبحت ذكرى!
- " اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلُقي وحرم وجهي على النار"
- واحة ... أو... سجن !
- الزوجة: لاه.. لقد قرفت من هذه الحياة!
- ليس في دنيا المؤمن ما يستحق الكآبة !
هل فكرت سيدتي لماذا ترك زوجك كل النساء.. نعم كل النساء ! واختارك أنت؛ لتكوني زوجة له، أنيسةً لوحدته,
ورفيقةً لدربه؟ لا شك أنه يحبك كثيرا، ولم لا ؟ فأنت حياته ودنياه , أنت حصنه من الشيطان, الذي يستغني به عن
الحرام
هل تفكرت أيضا لماذا قرن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) بينك وبين تقوى الله؟!
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عثمان بن ابي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن ابي امامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ان امرها اطاعته وان نظر اليها سرته وان اقسم عليها ابرته وان غاب عنها نصحته في نفسها وماله " .
تقوى الله... التي بها سعادة الدنيا والآخرة ! أنت أيضا... بك سعادة الدنيا والآخرة !! ولم لا ؟
فبصلاحك تنصلح الحياة , وبإيمانك تذوب المعاناة, وبحنانك تكونين عونا له على دينه ودنياه.
ابتسامة أصبحت ذكرى!
ابتسامتك التي تزين وجهك أفضل من كل أدوات الزينة والتجميل، تبعث البشاشة في أركان البيت، وتعم البشر كل أرجاء المكان، المرأة التي تتسامى على كل المتاعب والآلام وتحافظ على بشاشتها هي المرأة التي يحبها الرجل.
حدثني صديقي يقول: عندما خطبت زوجتي كانت مرحة وضحوكا, وابتسامتها تنير الدنيا بأكملها بهجة وسرورا , وكنت أتباهى بروحها الجميلة وابتسامتها العذبة , وبعد الزواج قلما أرى ابتسامتها أو مرحها وبشاشتها فقد حل بدلا منها الهموم والمشاكل والكآبة والنكد!!
يؤسفني أن أقول: إن بعض الأزواج الذين يختلسون النظرات خارج أعشاشهم إنما تأسرهم أخرى ببشاشتها الزائفة ومرحها المصطنع ! ألا فحافظي على بشاشتك وبشرك الدائم حتى لا تفقدي صاحبك وأنيس عمرك.
واعلمي أن للعين لغة لا تعرف الكذب وكما قال الحكماء"العين رسول القلب ومرآة الروح"
ولا تبخلي على حبيبك بنظرات الود التي تنفذ إلى أعماق القلب؛ فتبدد الهم وتطرد الشيطان وتحل الرحمة على المكان،
فنظرة الود من المحب إلى حبيبه تشفي صدره وتفرج كربه
مرض الحبيب فعدته
فمرضت من حزني عليه
جاء الحبيب يزورني
فبرئت من نظري إليه
وجه مكفهر! ووجه بشوش!!
تجربة عملية
قفي أمام المرآة ثم قطبي تقاطيع وجهك ... حدقي النظر بغضب وعبوس
"كزي" على أسنانك بشدة اللهم سلم سلم!!
عودي ثانية لما كنت عليه ... أريحي عضلات وجهك
ابتسمي ابتسامة عريضة ... ارسمي البشاشة على وجهك
ابعثي من بريق عينيك نظرات الود الحانية.....
انظري.. لقد أشرقت المرآة وأنارتها أساريرك
الآن عليك أن تقولي :" اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلُقي وحرم وجهي على النار"
واحة ... أو... سجن !
لقد عاد الصاحب والحبيب! فقومي وانهضي, واستقبليه بأجنحة من الشوق للقائه واللهفة بقدومه, فربما عاد مكروبا أو مغموما من عناء العمل وأعباء الحياة فيرى بشاشتك فيتبدد معها كل ما يجد وتسري في جنبات نفسه إشراقة الأمل من جديد, أنت وحدك القادرة على أن تحوليه من التعب والعناء إلى الراحة والهناء، من الهم والغم إلى البشر والرضا،أظهري إليه تلهفك عند عودته، لا ضجرك من تأخره وتبرمك من طول انتظاره، فلا تجعلي الضيق والسخط هو الذي يسيطر على مشاعرك، ويتحكم بأعصابك فتقومين باستجوابه، وكأنه في غرفة التحقيقات بمبنى المباحث العامة، وبالتكرار تحولين واحتك الفيحاء إلى سجن ضيق بغيض والآن قارني بين هاتين الصورتين:
صورة (1)
الزوج: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزوجة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حمدا لله على سلامتك يا حبيبي .. لماذا تأخرت؟ لقد قلقت عليك كثيرًا..
خيرا إن شاء الله!
الزوج : لا عليك يا حبيبتي.. أعتذر عن التأخير فقد انشغلت بزميلي الذي مرض أثناء العمل وقمت بنقله إلى
المستشفى ولم أتمكن من الاتصال بك.
الزوجة: حمدا لله على سلامته، وكيف هو الآن؟
الزوج: الحمد لله تحسن وسوف يأخذ راحة أسبوعا عن العمل.
الزوجة: هل تناولت طعام الغداء يا حبيبي ؟ فأنا لم آكل بعد !
الزوج: لا لم آكل يا حبيبتي, فأنا أعلم أنك في انتظاري. أعدي لنا الطعام .
الزوجة: حالا يا حبيبي
صورة (2)
الزوج : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزوجة: سلام!!.. لماذا كل هذا التأخير؟!
الزوج : تأخرت! كان عندي شغل.
الزوجة: شغل؟! ما هذا الشغل الذي تتأخر فيه كل هذا الوقت؟
الزوج: لا حول ولا قوة إلا بالله, أهذا استقبال يا ناس؟!
الزوجة: وهل تريد أن أستقبلك بالورود ولم أتغدى إلى الآن لأني في انتظار حضرتك
الزوج : إذن فأحضري لنا الطعام فإني جوعان مثلك
الزوجة: أحضر الطعام (باستنكار) بيت هذا أم فندق؟ أكل ونوم فقط !
الزوج : ياه.. والله لن أتغدى وسوف أعود من حيث أتيت!!
الزوجة: لاه.. لقد قرفت من هذه الحياة!
ليس في دنيا المؤمن ما يستحق الكآبة !
نحن نعلم أنك بشر يصيبك الملل ويحل عليك التعب، ومن حقك أيضا التسرية عن الهموم، والبشاشة من قبل الزوج والملاطفة والمؤانسة , فليس كل المسؤولية عليك وحدك , ولكن حديثنا هنا معك أنت لا مع الرجل وللرجل حديث آخر في غير هذا الموضع , ولو أن كل واحد بادر بما عليه لما عرفت التعاسة طريقا إلى قلوبنا ولما فارقت البشاشة وجوهنا.
سيدتي يمكننا أن نبتسم في معظم الأحيان رغم الهموم والآلام التي تحيط بنا في كل مكان!
فإن البسمة تمنح النفس طاقة عالية في مواجهة الحياة ,بل إنها تفيض على من حولك فتجعلهم سعداء، فتكونين قد أسديت إليهم معروفا، ولعل ذلك ما يشير إليه الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ...................)
وفي إحدى الدراسات النفسية التي أجريت على أكثر من خمسين زوج وزوجة وجد أن البشاشة والمرح والدعابة مسؤولة عن 70% من الفرق في السعادة الزوجية بين الذين يستمتعون بالحياة الزوجية وبين الذين لا يستمتعون.
إذن عليك أن تعيشي أطول حياة, مستمتعة بروح شابة فرحة، لا تشيخ أبدا، فليس الشباب إلا شباب الروح , وأنعشي لحظات عمرك بالبشر والهناء, واجعلي أيامك أكثر بشاشة, وأطلقي لآمالك العنان, لا تسجني نفسك في صندوق من الهم والكآبة، فلن تحصدي منه إلا الشقاء والمرض!
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا تر الوجود جميلا