- التاريخ 18/02/1427ه
- السؤال
- الجواب
العنوان الزينة في الحجاب
المجيب د. نذير بن محمد أوهاب
باحث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية
التصنيف الجديد
التاريخ 18/02/1427ه
السؤال
أقوم بنصح بعض الأخوات بالحجاب، فهن يلبسنه ولكن فيه زينة وضيق بعض الشيء، ولكن لا يعجبهن كلامي، فمنهن من تجادل ومنهن من تغضب، ويقلن بأنهن يلبسن للسوق حجاباً وللمناسبات حجاباً، وأقول لهن: إن الحجاب فرض لتغطية الزينة، فكيف يكون فيه زينه! أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فيقول الله تعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
.
ويقول تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما"
.
وقوله: (من جلابيبهن): الجلابيب جمع جلباب، وهو الثوب الذي يستر جميع البدن، وفي صحيح البخاري (351)، وصحيح مسلم) عن أم عطية –رضي الله عنها- قالت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: "لتلبسها أختها من جلبابها".
فأمر الله -سبحانه- جميع النساء بالستر، وذلك لا يكون إلا بما لا يصف جلدها، ولا حجم عضوها وشكله، إلا إذا كانت مع زوجها، فلها أن تلبس ما شاءت؛ لأن له أن يستمتع بها كيف شاء، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه وصف أهل النار، وذكر منهم: "نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" صحيح مسلم ). وذكر أبو هريرة –رضي الله عنه- رقة الثياب للنساء، فقال: الكاسيات العاريات الناعمات الشقيات.
وقال عمر –رضي الله عنه-: ما يمنع المرأة المسلمة إذا كانت لها حاجة أن تخرج في أطمارها أو أطمار جارتها مستخفية لا يعلم بها أحد حتى ترجع إلى بيتها.
فالحجاب الذي أمر الله النساء بلبسه في خروجهن، هو الذي وصفته الآيات الكريمات السابقات، وما فسرها به النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، وملخص ذلك كون الحجاب ساتراً للمرأة، لا زينة فيه.
أما بين النساء المؤمنات، فلا يحرم على المرأة أن تلبس من الثياب ما فيه زينة، لكن يشترط في لباسها فقط أن يكون ساتراً لجسمها، لا تكشف عما حرم الله أن تكشفه لبنات جنسها، غير شافٍّ لمواضع الفتنة منه، غير مفصل لأعضائها، قال تعالى: "لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا"
. قال المفسرون: ولا جناح عليهن أيضاً في أن لا يحتجبن من نساء المؤمنين.
ذكر الطبري –رحمه الله- عن ابن زيد قال: (إنما هذا كله في الزينة، قال: ولا يجوز للمرأة أن تنظر إلى شيء من عورة المرأة)، والمعنى في ذلك أن كل هؤلاء محارم للمرأة، يجوز لها أن تظهر عليهم بزينتها، ولكن من غير تبرج، فالزينة التي تبديها لهؤلاء؛ قرطاها وقلادتها وسوارها، وكل ما يظهر من زينتها، وأما خصرها وجيدها، وكتفاها، ونحوها مما اعتادت النساء كشفه في الحفلات والمناسبات، فإنه لا يجوز لها أن تبديه إلا لزوجها، وهذا مذهب ابن مسعود ومجاهد وعطاء والشعبي، وغيرهم -رضي الله عنهم جميعاً-.
وفي الأخير أسأل الله الكريم أن يثيبك على هذا الجهد ويسددك، ويزيدك حرصاً في معرفة الحق كلما التبس عليك، واصبري على أذى أخواتك ولا تستعجلي عليهن، فإنما عليك البلاغ، والله مقلب القلوب يقلبها كيف شاء ومتى شاء، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، وصلى الله على سيدنا محمد.