- * ماذا عن الآثار النفسية التي يتركها الضرب في نفس الزوجة؟
تعتبر ظاهرة ضرب الزوجات إحدى أكثر ظواهر العنف الأسري تفشياً في مختلف المجتمعات الإنسانية، إلا أن البعض يصرّ على ربطها بالمجتمعات العربية والإسلامية، باعتبار أن الدين الإسلامي يبيح ضرب الزوجة، حسب تفسير البعض.
وتتركز خطورة ضرب الزوجات بصورة أساسية في الأثر النفسي والاجتماعي السلبي الذي تتركه على الأولاد، الذين غالباً ما يعيشون مشاهد العنف تلك، لتفعل فعلها في شخصياتهم، إما باتجاه الانغلاق على النفس والسلبية في التعامل مع المجتمع والضعف في الشخصية، أو عبر نقل الرغبة في العدوانية إلى الأولاد ذاتهم.
وعادة ما تترك مشاهد العنف الأسري، وخاصة ضرب الأب لزوجته أمام الأولاد، أسوأ الأثر على علاقة الأبناء المستقبلية بأبيهم وأمهم، لتنبت في النهاية أجيال غير سوية من الناحيتين النفسية والاجتماعية
ما هي الأسباب التي تدفع الزوج إلى ضرب زوجته؟
د. ماهر الضبع أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية يقول إن هناك أسبابا كثيرة تجعل الرجل يقدم على هذا السلوك أهمها:
المفاهيم الخاطئة الخاصة بالرجولة التي يعتبرها الرجال أنها تعني أن الكلمة كلمته والشورة شورته..
فإذا أظهرت الزوجة عدم تقبل لهذه الأفكار أو رغبت في مناقشتها أو أظهرت رفضها لها يثور الزوج وينفعل ويلجأ إلى هذا الأسلوب لفرض رأيه بالقوة.
* مفاهيم خاطئة عن الزواج بصفة عامة، لأن بعض الرجال يعتقدون أن الزواج يعني شراء زوجة لتقوم بدور معين سواء إعداد الوجبات وتنظيف البيت وإشباع رغباته الجسدية وتربية الأبناء.. وهي نظرة خاطئة للزواج الذي يعني في مفهومه الصحيح المودة والرحمة والمشاركة بين اثنين متساويين في الحقوق والواجبات وفي الأدوار التي يؤدونها في الحياة.
* من الأسباب التي تدفع الرجل إلى هذه الإساءة أيضا الإحساس بالدونية.. فقد يشعر الزوج انه أقل من زوجته في الذكاء أو الإمكانيات المادية أو المكانة الاجتماعية... ويدفعه الإحساس بالنقص إلى محاولات عدل الميزان فلا يجد أمامه سوى القوة الجسدية التي يمتلكها ليثبت لها انه أقوى منها في حين انه في الحقيقة عاجز عن مواصلة الحوار معها وغير قادر على مقاومة الفكرة بالفكرة..
* كذلك هناك سبب آخر لهذا العنف يتمثل في القدوة.. فربما نشأ هذا الزوج في أسرة شاهد فيها والده يمارس نفس هذا السلوك العنيف مع والدته.. فالدراسات أثبتت أن الإنسان يتبع دائما نموذجا معينا في حياته يكون عادة الأب.. والطفل الذي يتعرض لمثل هذا الموقف قد يكره والده ويبدي رفضه لهذا السلوك.. لكن الشيء العجيب انه عندما يكبر يكرر نفس الأسلوب.. فموضوع القدوة إذن موضوع مهم جدا يجب أخذه في الاعتبار عند التفكير في الارتباط بشخص معين..
* ماذا عن الآثار النفسية التي يتركها الضرب في نفس الزوجة؟
يقول د.ماهر إن هذه الحادثة إذا وقعت مرة أو اثنتين فقط وارتدع الزوج بعدها نتيجة رد فعل الزوجة العنيف فإن حياتهما تستمر بعد ذلك بدون أثار نفسية، والسنة الأولى من الزواج مهمة جدا لإرساء أساسيات العلاقة الزوجية بين الطرفين، فإذا أكتشف الزوج أن هذا الأسلوب العنيف في معالجة الأمور مرفوض تماما من قبل الزوجة فإنه يتقبله وتستمر العلاقة بينهما وتستقيم بدون شروخ..
لكن إذا استمر الضرب وخضعت الزوجة لهذا السلوك العنيف لسبب أو لآخر فإنه يترك شرخا فظيعا في نفسيتها ويؤثر على العلاقة الزوجية التي يضربها في مقتل، ويصعب بعد ذلك استقامة العلاقة من جديد.
وفي النهاية لا يتبقى سوى أن نقول إن الوسيلة الوحيدة لوقف هذا العنف الموجه ضد المرأة هي التربية.. فيجب أن يتعلم الأطفال منذ طفولتهم معنى المودة والرحمة بين الجنسين في الحياة الزوجية، لكي يشبوا على هذه المبادئ ويتبعوها طوال حياتها0
فما رأيك فيما سبق؟
هل تعتقدين أن ضرب الزوجة قد يكون ضرورياً في بعض الأحيان؟
هل ترفضين ضرب الزوجة مطلقاً وبكل المستويات والأساليب؟
أرجو من الجميع المشاركة بالردود
والله اعلم
جزاك الله خير