- دعوة لصنع السعادة مع الماكروبيوتك
- السعادة الصحية
- إعادة التوازن
- مفاهيم خاطئة
دعوة لصنع السعادة مع الماكروبيوتك
كانت السعادة دوما -ولا تزال- مطلب الإنسان، يبحث عنها وينشدها ويطلب المستحيل للوصول إليها، ولعل هذا هو الخطأ الذي ارتكبه؛ فالإنسان ينظر للسعادة كشيء يجده أو يصل إليه، وليس كشيء يصنعه بيديه؛ فالسعادة من صنع الإنسان نفسه ومن اختياره هو. فلكل إنسان معنى يختاره للسعادة وطريق يسلكه ليحصل عليها، وكلنا يثق تمام الثقة بأن الصحة النفسية والجسدية من العوامل الرئيسية لتحقيق سعادة متكاملة.
السعادة الصحية
وفي سعي الإنسان وراء السعادة الصحية أخذ يتخبط كالضائع يلقي التهم على كل ما حوله، يلومهم على تعاسته؛ فقد صرفت مبالغ طائلة على مجالات الرعاية الصحية والأدوية والعقاقير التي تقدم وعودا بالصحة والسعادة، ولكن للأسف الحالة الصحية للغالبية العظمى لم تتحسن. واتجه العديد من الناس إلى اتهام نوعية الطعام الذي يتناولونه بأنه سبب تعاستهم، وكان هذا الاتهام جريئا، فقد اعتدنا جميعا على مفاهيم صحية وغذائية معينة درسناها وتعلمناها من صغرنا وأصبح تغييرها صعبا على كثير من الناس، فعناد الإنسان لا يسمح له بتقبل التغيير بسهولة.
فقد اعتاد الناس على الاعتماد على اللحم والحليب والمنتجات الحيوانية الأخرى ظنا منهم أنها الأطعمة التي تعطينا القوة وتبني العضلات والأنسجة، وحفظنا جميعا ذلك دون أن نلتفت إلى احتوائها على كميات كبيرة من الدهون والملح والسموم التي تضعفنا وتجعلنا صيدا سهلا للأمراض، كما تعودنا على سهولة الطعام المصنع والمكرر، فهو سهل التحضير، رخيص الثمن، متوفر بكل مكان، لذيذ الطعم، والأهم من كل ذلك أنه يشبع معدتنا. ولم يلفت أي أحد انتباهنا بأنه طعام فقير من المغذيات الطبيعية المهمة ومشبع بالمواد السامة أو الضارة.
ووجه آخر أصابع الاتهام إلى الأدوية التي لا تلتفت إلى سبب المرض ولا تعالج المشكلة من جذورها بل تكتفي بالقضاء على أعراض المرض التي قد تكون وجدت لخير الإنسان؛ فاختفاء الأعراض لا يعني اختفاء المرض، فنجد أنفسنا قد مرضنا من جديد ويصبح المرض ضيفا تعودنا عليه.
إعادة التوازن
يعدنا نظام الماكروبيوتك بصحة أفضل وسعادة أكبر، إنه باب مفتوح لكل شخص يرغب في تغيير أسلوب حياته وتحمل مسئولية أكبر تجاه نفسه، إنه إعادة التوازن إلى أجسادنا وإحياء فطرتنا عن طريق العودة إلى قوانين الطبيعة التي يجب أن تحكمنا، الماكروبيوتك هو نظرة حب إلى جمال وروعة الطبيعة، هو تقدير وشكر وعرفان للخالق تبارك وتعالى، إنه احترام قوانين الكون، وفن العيش ضمن النظام الطبيعي للكون، فيأخذ الإنسان دوره الصحيح بلا تعد على حقوق الله أو حقوق الطبيعة ويصبح كفؤا للقب خليفة الله.
الماكروبيوتك ليس إلا أداة تفتح عيوننا لنرى بنظرة أوسع وأشمل هذا الكون. الماكروبيوتيك دعوة "للتأمل" بحياتنا العصرية. الماكروبيوتك إجابة وحل للغز قد حيرنا: ما السعادة؟ هل أنا سعيد؟ هل يريد الله لنا السعادة؟ وهل السعادة التي أريدها هي نفسها التي يريدها لي الله؟
مع الأسف قد ينشغل بعض الناس بالعبث هنا وهناك بالبحث عن المجادلات والجمل الهجومية والرفض لمجرد الرفض، فينشغلون عما هو أهم، ويشغلوننا بالإجابة على أسئلتهم الصغيرة بدل البحث عن إجابات لأسئلتنا الكبيرة فتُهدر طاقاتنا وتضيع.
مفاهيم خاطئة
من أسباب بعض المفاهيم الخاطئة عند الناس عن الماكروبيوتك أنه قائم على مفاهيم شرق آسيوية قد تبدو غريبة علينا، بالإضافة إلى الاعتقاد بأنه نظام غذائي فقير ومحدود ويقيد حرية الناس بأكل ما لذ وطاب، إيضاح كل هذا سهل ويسير، فالماكروبيوتك نظام مرن يصلح لكل الشعوب، كما أن تحوير أكلاتنا العربية لتتناغم مع نظام الماكروبيوتك أسهل بكثير من غيره.
إن الماكروبيوتك هو إطلاق سراح الإنسان من قيود الحياة العصرية ليجعله حرا يختار طريقه بنفسه عن فهم ودراسة وإيمان واقتناع، فيحرره من عبودية السكر ويفك السلاسل الضيقة حول البطون والعقول ويخلصنا من استعمار الكيماويات لأجسادنا.
إننا هنا لسنا في مجال الدفاع عن الماكروبيوتك بقدر ما هو دفاع عن العلم، وهذه ليست دعوة للماكروبيوتك بقدر ما هي دعوه للتجربة. فلنجرب معا هذه الحياة الحرة النظيفة المفعمة بالصحة والراحة والسعادة.
لقد أُمرنا بالعلم، فما هو العلم؟ ولماذا كل هذا التركيز في الأديان على طلب العلم؟ وهل العلم هو الوصفة السرية للسعادة؟ إن القراءة والدراسة والدخول في كل أبواب العلم تكسب الإنسان خبرة وحكمة ونظرة دقيقة بكل الأمور، فتجعله يتعايش مع العالم حوله باتزان وتناغم، فبالعلم يخشى الإنسان ربه ويدرك عظمة الحياة ويقدر قيمتها، بالعلم يختار الإنسان حياته ولبسه ومأكله ومشربه وطريقة كلامه وحتى أخلاقه، بالعلم نرى ما لا يراه غيرنا، نرى كم نحن صغار.
فالإنسان يعمل قدر ما يعلم، فكلما زاد علم الفرد ارتقى بإنسانيته إلى مقامات أعلى ونعم بالسعادة المتكاملة الحقيقية.
قال تعالى:
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون
قد وجدت السعادة في العلم ...وحبي لطلاب العلم والعلماء
دمتي بصحة وعافية