انذار للمدخنين من الاباء والامهات

انذار للمدخنين من الاباء والامهاتالامانة والمسئولية تحتمان علينا ان نحذر كل الامهات المدخنات وخاصة اثناء فترة الحمل من انهن يرتكبن جريمة بشعة ضد اطفالهن حيث ثبت بما لايدع مجالا للشك ان دماغ الجنين الذي تنتقل اليه مادة النيكوتين ومكونات التبغ عبر مشيمة امه المدخنة يتعرض لتغيرات واضحة اثناء الحمل لتجعله اكثر ميلا الى التدخين في سن مبكرة بعد ميلاده.. وهذه هي الكارثة التي ستحاسب عليها الام المدخنة وحدها.. لان هذا التدخين سيكون مدخلا كبيرا لكثير من الامراض التي تجعل مصير ابنائنا في مهب الريح.
وكان من المعروف من قبل.. ان تدخين الام خلال فترة الحمل يعرض الاطفال للعديد من المشاكل الصحية في فترة لاحقة من حياتهم مثل تعثر النطق وصعوبة القراءة والتأثير على كفاءة الرئتين في السنوات اللاحقة ثم ثبت ان اطفال الامهات المدخنات يصبحون اكثر اقبالا على التدخين من الاطفال الاخرين.. وكانت الدراسات تتجاهل -حتى وقت قريب- تدخين الابوين كعامل مؤثر في اقبال الاطفال على التدخين وهم في سن صغيرة.
وبسؤال 590 طفلا في العاشرة من اعمارهم عما اذا كانوا قد جربوا التدخين ولو لمرة واحدة في حياتهم.. قال 6% منهم انهم قد جربوا استخدام التبغ مرة واحدة علما بأن اكثر من نصف عدد هؤلاء الاطفال قد ولدوا لامهات تدخن كل واحدة منهن 15 سيجارة في اليوم الواحد غير انهم كانوا عرضة للتبغ وهم مازالوا اجنة في ارحام امهاتهم.. وكانت الدراسات التي اجريت على الفئران والحيوانات الاخرى قد اثبتت ان التدخين يمكن ان يؤثر على ادمغة الأجنة.
كما ان الضرر الذي يمكن ان يلحق بالجهاز العصبي للجنين.. يمكن ان يظهر فيما بعد في صوره العدوانية او الاحباط النفسي او القلق العصبي وقد يجعل من الطفل اكثر عرضة لاستخدام التبغ في مرحلة مبكرة من عمره.. ومعروف جيدا ان دم الام الذي يغذي الجنين اثناء تكوينه وخاصة في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل لابد ان يكون نقيا تماما من اي مضاعفات للنيكوتين.
واذا تعاطت الام الحامل الدخان ومكوناته الاخرى غير النيكوتين وهي مكونات سامة فانها تشعر بآلالم في صدرها وفي رئتيها اللتين تنقلان الدم الذي يحمل الاكسوجين الى الجنين.. واذا لم تأخذ الام ما يكفيها من الاكسوجين في دمها فان الكمية التي تصل الى الجنين منه عن طريق عبوره الى المشيمة تؤثر في تكوين خلايا مخ الجنين اثناء تكوينها.
وعلى الرغم من هذا فقد ثبت ان النساء المدخنات وهن حوامل في ازدياد مستمر وان كمية النيكوتين التي تعبر المشيمة الى الجنين خلال الاشهر الستة الاولى من الحمل تجعل الطفل يفضل الجلوس بجوار المدخنين عندما يصبح في الثالثة او الرابعة او الخامسة من عمره.. واذا بلغ هؤلاء الاطفال العاشرة من اعمارهم تظهر عندهم ارادة التدخين وقد اثبتت التجارب ذلك بالفعل.. حيث أخذ هؤلاء الاطفال يدخنون في سن مبكرة قبل ابناء الامهات اللاتي لم يدخن اثناء الحمل.. ومعروف ان بعض خلايا مخ الطفل الذي يصل اليه مالا يكفيه من الاكسوجين تمرض او تموت بسبب حرمانها منه.. اضف الى ذلك ان مخ هذا الطفل مطبوع فيه احتياجه لنسبة معينة من مادة النيكوتين وخاصة خلال الاشهر والسنوات الاولى من حياته.. ولهذا يزداد ميل الطفل الى التدخين منذ صغره.
وقد ثبت ان نسبة التشوهات الخلقية في المولودين حديثا للامهات المدخنات اعلى من مثيلها في الامهات غير المدخنات.. كما ان الجنين لدى الام التي لاتدخن يتأثر تأثيرا سلبيا اذا وجدت الام بين اناس يدخنون في حجرات او بيوت او سيارات مغلقة او في حالة وجود الام في اماكن مزودة باجهزة تكييف تحرك الهواء الى حيث يوجد غير المدخنين ومنهم السيدات الحوامل.. وامراض القلب هي نتيجة حتمية للتدخين.. وهذا في حد ذاته يعتبر انذارا من اخطار التدخين سواء للرجال او السيدات او الاطفال.. وكان يعتقد بأن الحمل يعتبر دافعا قويا لاقلاع السيدة عن التدخين بالنظر الى الادلة المؤكدة للضرر الذي يتسبب في اعاقة النمو الطبيعي للجنين وزيادة احتمالات الاجهاض وميلاد الطفل قبل موعده.
والواجب هو منع الشباب وصغار السن من البدء في عادة التدخين وفرض مزيد من الضرائب على تجارة التبغ وسن قوانين صارمة لمنع الاعلان عن التدخين.. والاهم من ذلك كله هو انه اذا وجدت المرأة الحامل صعوبة كبيرة في الاقلاع عن التدخين اثناء الحمل فلا اقل من ان تخفض من عدد السجائر التي تدخنها.