White_Swan
04-07-2022 - 06:45 am
مرحبا بكل الفراشات,,,
هناك قاسم مشترك بين مؤدي الألعاب البهلوانية والاستعراضيين والمشعوذين والسحرة، وهو أداء بعض الحيل الصعبة بسهولة بالغة.
ومن هذه الحيل تنفس النار، وهي حيلة يدهش بها الساحر الناس ويستولي على عقولهم، حيث يتراءى لهم أنه يخرج من فمه خيطا من النار.
فكيف يؤدي الساحر هذه اللعبة الخطرة؟ وهل هو فعلا قادر على استنشاق النار وإخراجها في شكل خيط ناري أو كرة نارية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه.
هذه اللعبة مذهلة حقا، وقد تكون مروعة، ولا تتكرر مشاهدتها في حياة الشخص العادي كثيرا، بل إن معظم الناس في الدول العربية والإسلامية لم يروها قط طوال حياتهم، ولكنها تمارس في شكل استعراض في بعض دول أوروبا وأمريكا وآسيا.
ويتطلب صنع عمود أو خيط من النار مكونين أساسيين هما الوقود ومصدر اللهب، وكل ما يفعله المؤدي لتحقيق ذلك هو أنه يملأ فمه بالوقود وينفخه بقوة فوق لهب يخفي مصدره في يده، وتتفاوت النتيجة حسب طريقة النفخ بين ريشة أو كرة نارية أو عمود أو خيط ناري. ويبدو الأمر سهلا حسب هذا التوضيح، ولكن التحكم في اتجاه الوقود وانسجام رذاذه تقنية صعبة، ويتطلب تعلمه زمنا طويلا.
وفوق ذلك فإن الوقود سام ومسرطن، وقد تخرج النار عن السيطرة بسهولة، ولذلك فإن مؤدي اللعبة يتمرن على الماء أولا فترة طويلة قبل أن يتناول الوقود أو المشعل.
ومن العوامل المهمة التي ينبغي التحكم فيها لتفادي الإصابة زاوية الوقود، التي هي في الواقع زاوية المشعل نفسه.
فالزاوية يجب أن تكون ما بين 60 و80 درجة، حيث تؤدي الزوايا التي تقل عن 60 درجة إلى انسكاب الوقود على الجسم، بينما تؤدي الزوايا التي تزيد على 80 درجة إلى انسكابه على الوجه.
وقبل بدء الاستعراض يراقب المؤدي العوامل المحيطة جيدا، ومن أهمها اتجاه الريح وسرعتها، حيث يتعرف عليهما من اتجاه اللهب وحركته. ومنها أيضا وجود خطوط كهرباء أو أشجار خفيضة الأغصان في الموقع، والمسافة التي تفصل المؤدي عن المشاهدين.
المشاعل والوقود
يراعي المؤدي عند اختيار الوقود عدة عوامل، منها درجة حرارة الاشتعال والسمية والمذاق والرائحة ولون اللهب وكمية الدخان المنبعث، وأكثر أنواع الوقود استخداما الكيروسين وزيت المصباح.
ويتفادى المؤدون عادة الكحول بكل أنواعه والجازولين لسميتهما الشديدة وانخفاض درجة اشتعالهما.
ويتفادى مؤدو هذا الاستعراض تعليم غيرهم أو تشجيعهم نسبة إلى ما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة أهمها الحروق وارتداد النفخ، أي تتبع اللهب مساره عائدا إلى فم المؤدي، وينتج ذلك عادة عن صعوبة التحكم الكامل في اتجاه النفخ. ومن المخاطر أيضا تهيج الجلد وجفاف الفم وقروح المعدة والتسمم والتهابات الرئة، بالإضافة إلى احتمال تعرض المؤدي إلى السرطان، الذي ينتج عن المواد المسرطنة التي يحتويها الوقود.
ولتقليل هذه المخاطر يتخذ المؤدون العديد من الاحتياطات، منها وجود شخص متدرب على استعمال مطفأة الحريق وبطانية الإطفاء قريبا من اللاعب، وفحص كل الأدوات المستخدمة في الأداء جيدا قبل بدء العرض، وتنظيف الفم والوجه واليدين جيدا بعد الأداء، والعمل بالتنسيق مع مسؤولي المطافئ، والتأمين ضد الحريق.
اترككم برعايه الله,,
ألف شكر لك يا أحلى سواني ..
: