"مــــــلاك الليـــــــ?
01-11-2022 - 04:43 pm
( 1 )
عندما أعلنت بحبك
وإطلالة أخرى بحروفي
تنظمّ منها معزوفات أمل فجر يومٍ جديد
تعلوها صرخات أطفال جدد أضيفوا لقوائم الحب
أزفّ حروفي إليك حبيبي
وعندما أعلنت بحبك ...
سرت بطريقي دوماً وأنا أرتدي ثوب الآلام
تعشقني الأحزان و تتدمر دوني
دوماً كنت أرآني بلا بسمه
وكان قلمي يرسم للحزن و الأسى عنوان
وبفجر يومٍ سطعت به شمس الأحلام
بدأ قلبي يصرخ بداخله زقزقة عصفوره رقيقه
باتت بأغصان الحنين ترهقني وتشبع مكنونات نفسي
فرأيت مدينه من الشوق والحنين بداخلي
يمزجوني بروح طفله تحب بعنفوانية رجل
ومنذ اشراقة فجر هذا اليوم
صارت كل نبضات قلبي لأجل هذا الرجل .
في تلك العاصمة المحبوبة...((الرياض))
في ليلة تهب فيها نسمات هواء باردة و رائعة...
في قصر(إبراهيم)أبو عبد الله ليلة الخميس و بالتحديد في غرفة عبد الله...
كان واقف برا في(البلكونة)و مسند يدينه للدرابزين تبعها و يناظر حديقة القصر الكبيرة بكل ما فيها و يفكر بضيق
(خلاص يا عبد الله راحت عليك...البنت انخطبت و وافقت... وش فيك عبد الله تكذب على نفسك أنت؟؟
وحبنا وين راح...مستحيل..أكيد أنا أحلم..أكيد عمي غاصبها على الزواج أكيد...
ليه كذا يعاملها هي مو بنته؟؟..(تنهد بقوة و هو يدخل لغرفته)أكيد هذي خالتي الله يهديها اللي لاعبه بعقله...بس تبي
الفكه منها صرفتها مع أي واحد...
رمى نفسه على السرير وهو يناظر السقف المزخرف بزخارف راقيه(مستحيل تروح لغيري و أنا أحط يدي على
خدي...هذي بنت عمي..و..حبيبتي و محد ياخذها غيري)
أنفتح الباب بقوة لدرجة أنه أصطدم بالجدار و دخلت أخته رانيا و بمرح:هاي عبود...
عبد الله عدل قعدته على سريره اللي بنص الغرفة و لف لها و هو مقطب حواجبه و بعصبية:كم مرة قايل لك أضربي
الباب قبل تدخلين أنتي ما تفهمين؟
رانيا اختفت ابتسامتها لما لاحظت عصبيته و نزلت راسها و تكلمت بهدوء و هي عند الباب:اوك سوري والله مو
قصدي...
عبد الله رق قلبه لها لما شافها كذا و ابتسم وهو يناظرها(أف منك تعصبيني و بنفس الوقت تنسيني همي)
عبد الله بابتسامة و بهدوء:أشوفك لابسة عبايتك على وين أن شاء الله؟؟
رانيا رفعت راسها و لما شافت ابتسامته عرفت أنه ما عاد معصب و ابتسمت وهي تتقدم له:أبي أروح بيت عمي..و
أبيك توصلني تكفى لا تردني...
عبد الله اختفت ابتسامته و بهدوء:أي عم؟؟
رانيا تطالعه:عمي ناصر ...
عبد الله دق قلبه بقوة:اها...(أبتسم)مع أني ما لي خلق بس بوصلك كم أخت عندي أنا..
رانيا ابتسمت :الله لا يحرمني منك يا أغلى أخو بالدنيا كلها...
عبد الله و هو ينزل من السرير و بثقة :أكيد أنا أغلى أخو هو أصلا ما عندك غيري...
توجه لدولابه و فتحه:يللا أطلعي بس ألبس و جاي أوصلك...
(عبد الله شاب وسيم جدا ملامحه دقيقة و حادة جدا طويل و ضعيف و بشرته مايلة للسمور شوي...يملك روح
التفاهم و قلبه حنون حيل ما يتحمل يشوف أحد قدامه يتعذب أبد مع أنه متكبر جدا و عنده عزة نفس بشكل
كبير...عمره 22سنه و هو بأخر سنه له بالجامعة)
(رانيا هذي أخته الوحيدة..ما عنده غيرها ولا عندها غيره..عمرها 17 سنه و هي بثاني ثانوي أدبي...بنت حلوة و
تصرفاتها تصرفات أطفال...دلوعة أبوها اللي هي للحين صغيرة بعينه)
في قصر(ناصر)أبو محمد في غرفة شوق...
(شوق بنت عاقله جدا و لطيفة و تحب الأطفال و طيبة ما ترد لأحد طلب هذا فوق جمالها الطاغي...عمرها 17سنه
تدرس مع بنت عمها رانيا بنفس المدرسة و نفس الفصل)
كانت قاعدة على سريرها و ضامه ركبها لصدرها و حاطه راسها على ركبها و تبكي بصوت يقطع القلب(وينك يا
ماما ليه رحتي عني و تركتيني لحالي...ليتك تجين و تشوفين وش راح يصير لي؟؟
مشكلتي ما أقدر أرد لهم طلب...راح يزوجوني غصب عني...)
أنفتح الباب و وصلها صوت مرح يريحها:هاي شوش...
رانيا لما شافت شكلها و سمعت صوت بكاها عورها قلبها و سكرت باب الغرفة و توجهت للسرير و قعدت قبال
شوق و تحاول ترفع راسها:شوق حبيبتي وش فيك...ليه كذا تبكين؟؟
شوق رفعت راسها و حست أنها محتاجة كثير لبنت عمها رانيا و رمت نفسها بحضنها:رانيا بابا راح يزوجني
منه...ما أبيه وش أسوي في حياتي أنا..
رانيا تكلمت بهدوء و بضيق وهي تمسح على راسها:شوق أهدي و أرفعي راسك...بعدين أنا أبعرف وش اللي قلب
حالك...مو أنتي اللي قلتي بلسانك أنك موافقة؟ ليه غيرتي رايك حين...؟
شوق بعدت عن رانيا و ضلت تطالعها(حتى أنتي مو فاهمتني يا رانيا) رفعت يديها و مسحت دموعها:أسفه لو
ضايقتك مو قصدي؟
رانيا ابتسمت:افا عليك حنا خوات ما بيننا أسف...بس قولي لي وش فيك تبكين كذا ترا خوفتيني عليك؟
شوق نزلت راسها و عيونها حمرا من الدموع و بضيق:ما فيني شي..إلا قولي لي وش هذي المفاجأة الحلوة ليه ما
قلتي أنك جاية؟
رانيا تناظرها:تقولينها بدون نفس على بالك راح أجاوب...أولا أرفعي راسك و فهميني وش فيك ليه تبكين...؟
شوق رفعت راسها لها و عدلت قعدتها وبهدوء:صدقيني ما فيني شي...(نزلت من السرير و توجهت للبلكونة و
فتحت الباب الزجاجي تبعها و طلعت لبرا)بس متضايقة شوي...
رانيا راحت وراها و وقفت يمها و بهدوء:طيب وش اللي مضايقك؟
شوق بتردد:تعرفين أن أسبوع الجاي ملكتي...
رانيا ابتسمت و بمرح:هذا شي يفرح المفروض ما تبكين يا قلبي...
شوق لفت لها و بهدوء:مشكلتك مو فاهمتني...عشان كذا مني قادرة أتكلم معك باللي بقلبي...
رانيا تضايقت(افا يا شوق...أنا تقولي لي مو فاهمتك و أنا اللي كنت أعد نفسي أقرب الناس لك)
رانيا تضايقت بس ما حبت تبين لبنت عمها و تكلمت بهدوء:طيب قولي لي وش اللي مضايقك..أن شاء الله أقدر
أساعدك...
شوق تطالعها بتردد و الدمعة بعينها:........................................... ...................
رانيا مدت يدها و مسحت دموع شوق اللي لسا ما نزلت:لا تبكين قولي لي وش فيك؟؟
شوق نزلت عيونها لتحت:مو عارفة وش أقول لك يا رانيا...بس أنا ما أبي ... ما أبي أتزوج هذا اللي تقدم لي.
رانيا فتحت عيونها باستغراب:مو أنتي اللي وافقتي...شوق قبل يومين كنا متجمعين كلنا و لما سألك عمي قلتي له
بلسانك أنك موافقة..
شوق طالعت رانيا و بحزن:أنتي ما تعرفين أني ما أقدر أقول لا بوجه أبوي يا رانيا...أبوي إنسان متسلط ما يفكر إلا
بنفسه...يبي يزوجني اللي تقدم لي عشان حلاله و بس,,ما فكر أن قدامي مستقبل لازم أنا اللي أحدده...
رانيا تطالع شوق بحزن:كل هذا بقلبك..ليه ما قلتي لي من زمان..؟
شوق ابتسمت ابتسامه باهته و هي تلف وجهها للحديقة بسخرية:وش بيدك تسووين يا رانيا؟؟ تقدرين توقفين هذا
الزواج؟؟
رانيا تطالع شوق باستسلام:......................................... ...........................
رانيا ابتسمت لها:طيب حبيبتي وش رايك ننزل لتحت نقعد بالحديقة شوي نغير جو...
شوق بخيبة(ليه غيرتي الموضوع يا رانيا؟؟أكيد ما تقدرين تسووين لي شي و فضلتي تغيرين الموضوع)
شوق تكلمت بضيق:ما أبي أطلع من غرفتي..
رانيا قطبت حواجبها:ليه؟
شوق بتردد:خالتي تقول أنها عازمة صديقاتها الليلة..و...م..مو راضية لي أطلع برا الغرفة..
رانيا عصبت و أستفزها هذا الأسلوب و تكلمت بعصبية:هي مو كيفها تحبسك هذا بيت أبوك يا شوق..لا تصيرين
ضعيفة كذا بوجه العالم...
شوق نزلت دموعها و بنبرة مخنوقة:وش تبيني أسوي...أعطيني حل..
رانيا مسكت يدها و بحزم:تعالي معي...
شوق مسحت دموعها بيدها الثانية و هي تحس بنار تشعل بجوفها و برجا:رانيا أنا ما أبي مشاكل معها...الله يخليك
اتركيني...
رانيا قطعت قلبها نبرة صوت شوق و ضمتها لصدرها بحنان:شوق لا تبكين والله حين أبكي معك...لا تخافين من شي
أنا معك صدقيني ما راح أتركك لحالك...
في سيارة عبد الله...
كان يكلم بالجوال وهو متجه لبيت عمه ياخذ أخته:أنا حين رايح بيت عمي بس أخذ أختي و أجيك على طول طولت
هناك صارت الساعة 11...
فيصل:يا كثر ما تكذب يا ولد العم...ما أشوفها ببيتنا أنا...
عبد الله ابتسم:مو عندكم هي ببيت عمي ناصر...اوك أخليك أنا لما أوصلها البيت بمر لك...
فيصل:اوك انتظرك مو تنسى...
سكر عبد الله و هو يوقف قدام قصر عمه الفخم و على طول أعطا أخته نغمة و سكر...
رفع راسه يناظر القصر الكبير(ليتني أشوفك يا شوق...والله مشتاق لك موت...ما عدتي لي...الله يهديك كيف وافقتي
عليه؟و أنا وين رحت....آه عذبتي قلبي يا بنت العم...لو حاسة فيني لما سمعتك تقولين أنك موافقة...كنت
بموت)
أنفتح باب السيارة و دخلت رانيا و سكرته بهدوء:السلام...
عبد الله طالعها و لف وجهه لقدام و حرك السيارة:و عليكم السلام...زين نطقتي التحية قبل لا تموتين...
رانيا ما كلمته لأنها كانت تناظر النافذة من جهتها و تفكر بشوق:..............
عبد الله استغرب..مو من عادتها تسكت له لما يكلمها أو يدوس لها على طرف..(لا أكيد فيها شي)
عبد الله بهدوء:رانيا...رانيا...
رانيا لفت له بهدوء:بغيت شي..؟
عبد الله باستغراب:سلامتك...بس وش فيك؟ مو من عادتك هذا الهدوء المفاجئ لا يكون صار لك شي..؟
رانيا تنهدت بخفيف:ما فيني شي...
عبد الله بنفس الهدوء:متأكدة...
رانيا حست أن هذي فرصتها و تكلمت بنفس الهدوء:أبد والله بس كاسرة خاطري شوق بنت عمي...
عبد الله دق قلبه بقوة لما سمع أسمها و حاول يخفي لهفته:شوق...ليه وش فيها؟
رانيا بهدوء و ضيق:تصدق أنها لما وافقت على اللي تقدم لها ما كانت موافقتها من قلبها...هي وافقت عشان عمي
بس...
عبد الله شدة الموضوع و تكلم بترغب:كيف؟
رانيا:أنت تعرف شوق...ما تقدر تقول لا بوجه أحد...كيف تقولها بوجه أبوها؟
عبد الله بلع ريقه:أفهم من كلامك أنها ما تبي اللي تقدم لها هي وافقت عشان أبوها و بس...
رانيا:أي...(تكلمت بمرح و بسرعة)أقول عبد الله وش رايك تتقدم لها؟؟
عبد الله أرتبك:ها...لا وش تقولين أنتي؟...البنت مخطوبة تقولين لي تقدم لها أنتي أكيد مو صاحية...
رانيا:بس للحين ما صار شي رسمي..(برجا)عبد الله تقدم لها بليز...أنت ما شفت شكلها كيف كانت تبكي قبل
شوي..لو شفتها كان ما فكرت و على طول رحت تقدمت لها...
عبد الله و هو يحس بألم بقلبه:بس ما بيدي شي...مو عدله أتقدم لها و هي وافقت على اللي تقدم لها قبلي أنا بكذا
بكون أناني يا رانيا...
رانيا بثقة:بتكون أناني لو تركتها تروح له...أنت المفروض ما ترضاها على بنت عمك...هي مغصوبة على الزواج
يا عبد الله ليه منت فاهمني...
عبد الله بضيق و يحاول يبعد الموضوع عنه:لو كانت مغصوبة ما كانت قالت أنها موافقة قدامنا كلنا...الكل سمعها
وش راح يقولون عني الناس؟
رانيا برجا:الله يخليك عبد الله...لا ترد طلبي...أنت أولى من الغريب...حرام تتزوج غصب عنها..ما راح تكون
مرتاحة صدقني؟؟
عبد الله يهز راسه:عيب علي يا رانيا والله عيب...بعدين أنتي تتوقعين عمي يوافق علي و يرفض الغني اللي جاي
له...
رانيا:وش فيك أنت ما ناقصك شي...و بعدين عمي مو ناقصة غنى عشان يبيع بنته للناس...
عبد الله تضايق حده:خلاص رانيا سكري الموضوع...قلت لا يعني لا...
رانيا بعد سكوت تكلمت و هي للحين ما يأست:يعني أنت عادي عندك تشوفها تروح للعذاب برجليها و ما توقفها..
عبد الله يناظر الطريق:بصفتي من عشان أوقفها...هي عندها أخوان و لو هم شايفين هذا غلط راح يوقفونها
بنفسهم...
رانيا عصبت بس مسكت نفسها:متى تفهمني...أنت عارف أن عيال عمي ما لهم كلمة من بعد أبوهم..
عبد الله يكابر:وش ذنبي أنا..؟
رانيا بخيبة:أول مرة أشوفك قاسي كذا...هانت عليك بنت عمك يا عبد الله...
عبد الله بحزم:رانيا قلت سكري الموضوع...خلاص ترا صدعتي راسي بكلامك...هذا نصيبها البنت أنا وش أسوي
لها...بعدين أنا ما لي ذنب أضيع عمري معها عشان هي رمت نفسها بالجحيم لأنها ما تقدر ترد طلب أبوها...
رانيا لفت للنافذة و ضلت ساكتة بينما عبد الله كمل طريقة و هو يحس بتأنيب الضمير(ليه قلت كذا عنها؟؟ هي وش
ذنبها باللي يصير لها...مو أنا أحبها ليه ما أنقذها من الجحيم اللي هي رمت نفسها لها)
في قصر منصور(أبو فيصل)برا عند باب الشارع...
كان واقف بشموخه و كل شوي يناظر الساعة اللي على يده(أوه تأخر عبود لا يكون نسى مثل ذاك اليوم)
لمح سيارته جاية من بعيد و تنهد بارتياح(أخيرا شرف الأخ)
وقف سيارته عند بيت عمه و نزل من السيارة و توجه لولد عمه و سلم عليه:أخبارك؟
فيصل:أنا تمام بخير...إلا وينك تأخرت كثير ترا الساعة حين 12ونص...
عبد الله بضيق:والله الشوارع زحمة...أحمد ربك جيت أنا شفت الزحمة كنت بغير رايي...
فيصل ابتسم:والله كنت بتغير رايك..ليه هو على كيفك؟؟
عبد الله و هو يفتح باب بيت عمه و يدخل قبل فيصل:لا على كيفك أنت أمرني بس...
(فيصل شاب مرح جدا...وسامته مقبولة و هو طيب حيل و حبوب...عمره 22سنه و هو يدرس مع عبد الله ولد عمه بنفس الجامعة و نفس التخصص)
قعد عبد الله على الكنب اللي بالمجلس و قعد يمه فيصل و طبعا عبد الله بكونه ما يغبي شي عن ولد عمه قال له كل اللي صار له الليلة لما راح ياخذ أخته من بيت عمه...
فيصل باستغراب:معقولة...يعني شوق وافقت عشان عمي بس؟
عبد الله بضيق:أي... يا فيصل كلام رانيا حسسني أنها راح تنظلم بالزواج هذا..
فيصل بجديه:بس كلام رانيا صحيح يا عبد الله...شوق بنت عمي يتيمة و ما تقدر تدافع عن نفسها..دايما تستسلم بوجه الظروف بدون ما تحاول ترفض شي...
عبد الله بضيق:أنا أشوفها غلط أن نتقدم لها و هي موافقة على الرجال؟
فيصل يناظره بطرف عيونه و ينحز له:طيب ليه تجمع تكلم عن نفسك بس...
عبد الله قطب حواجبه و هو يناظره:وش قصدك؟؟
فيصل تنهد و هو يسند ظهره لورا:لا مو قصدي شي...بس أقول لو أنت مو قدها تتحدى و تاخذها أنا أبتقدم لها..
عبد الله كشر و تضايق بقوة لما سمع كلام فيصل و ضل يطالعه بقهر(ما باقي إلا هي...أنت تاخذ شوق...أنسى حبيبي,شوق محد ماخذها غيري..بس أصبروا علي أنتم)
فيصل يطالعه و ابتسم:وش فيك عصبت..أمزح معك يا رجال والله ما راح أتقدم بهذي الخطوة لو يصير اللي يصير...(غمز له)مهما كان ما يهون علي أخذ حبك...
عبد الله تنهد بقوة و هو يسند ظهره لورا و يطالع السقف و هو يحس نفسه مخنوق:.....................
فيصل عدل جلسته و طالعه و بجديه:عباد من جدك أنت...أبعرف ليه تسوي بنفسك كذا؟؟
قلنا لك تقدم لها و أنت رافض وش تبي نسوي لك بعد؟؟
عبد الله بضيق و بهدوء:ما أفكر بالزواج هذي الفترة...أبي أكون نفسي أول...
فيصل بجديه:محد عارضك...أنت بس أخطبها على الأقل تريح نفسك من هالتعب اللي ماله داعي...
عبد الله تنهد بقوة و هو يغمض عيونه(بعدك ما جربت الحب يا فيصل...الله لا يوريك..عذاب)
فيصل بهدوء:لا مو معي...كل شوي سارح...أقول وش رايك نطلع برا نتمشى نغير جو و بعدها نرجع..
عبد الله و هو على نفس حالته:منت صاحي...شوف كم الساعة بالأول بعدين تكلم..
فيصل أخذ المخدة الصغيرة تبع الكنب و رماها على الأرض بقوة:هذا اللي يبي يجنني...ياخي جاي تقعد بوجهي كذا...لانت راضي تسولف ولا راضي تطلع و لا راضي تسوي اللي براسك..بعدين حنا مو أول مرة نطلع هالوقت وش الغريب بالموضوع..
عبد الله لف عليه و هو قايم:عن أذنك أنا ماشي...
فيصل وقف معه :لا عاد ما اتفقنا على كذا...وين ماشي تو الناس...
عبد الله ناظره:أي تو الناس هين...أنا أبروح أنام تعبان حدي نشوفك بك
على العصر كانوا كلهم متجمعين في بيت سارة(أم وليد)طبعا هي عازمتهم على الغدا و يبون يكملون اليوم عندها.
كانوا قاعدين بصالة القصر الكبيرة و يسولفون و يضحكون طبعا الحريم كانوا بجهة و البنات بجهة...
رانيا اللي كانت قاعدة يم لولو بنت عمها أبو فيصل:لا والله مو لهالدرجة...
لولو :أسكتي أنتي أصلا ما شفتيها كيف رافعة قدرها فوق ما يستاهل مدري وش عليه؟؟
(لولو هذي بنت أبو فيصل عمرها 17سنه...هي و رانيا و شوق يشكلون ثلاثي رائع جدا)
نجلاء:وش عليكم منها أنتم؟؟
(نجلاء هذي بنت سارة الوحيدة عمرها 18 سنه حبوبه و حلوة و أي شي يأثر فيها)
أحلام اللي كانت قاعدة يم نجلاء:أنتي لو بتضلين تسمعين سوالفهم تتعبين ما يتركون أحد في حاله...
(أحلام أخت لولو...أكبر منها بسنه يعني عمرها 18سنه و كلهم بنفس المدرسة)
رانيا لاحظت أن شوق مو معهم...مع أنها كانت قاعدة معهم بنفس الصالة بس بعيد عنهم و حاطه يدها على خدها و سرحانة لبعيد...
رانيا قامت و لحقتها لولو و راحوا عند شوق اللي كانت في وادي ثاني و قعدوا يمها بهدوء...
رانيا مقطبه حواجبها:يا ربي لمتى راح تضل على هذي الحالة...
لولو برجاجة معتادة قربت من شوق و صرخت في أذنها:شوق...
شوق انتبهت و ارتاعت و بسرعة طالعتهم بخوف:بسم الله...
رانيا معصبة:هي أنتي خبله تسووين كذا...ترا حركاتك سخيفة مثلك أعقلي شوي...
لولو:وش فيك بس كنت أبي أصحيها من سرحانها...
شوق تناظرهم باستغراب:وش فيكم وش صار؟؟
رانيا ابتسمت لها:ما فينا شي بس ليه قاعدة هنا لحالك..شوفي حنا وين و أنتي وين؟؟
شوق أخذت نفس:سوري والله بس أنا تعبانه مره و أبي أقعد لحالي...
لولو:وش قصدك يعني تبينا نروح...ترا محنا رايحين إلا و أنتي معنا...
شوق تنهدت و لفت للنافذة الزجاجية الكبيرة اللي يمها و شافت عبد الله طالع من مجلس الرجال و تسارعت نبضات قلبها(مدري وش فيك متغير كذا...ليتني معك و أشاركك أحزانك)
رانيا تحرك يدها قدام وجه شوق:يا هو...نحن هنا وش تطالعين هناك...؟
شوق لفت لهم بضيق:ولا شي...والله ما فيني شي...
بنفس هذا الوقت سمعوا صوت الشباب و هم يقربون من باب الصالة يعني يبون يدخلون يسلمون...
وليد يتكلم من ورى الباب:أحم وصلنا...
طبعا البنات كلهم كانوا لابسين عباياتهم بس حطوا الغطا على وجوههم و نجلاء قامت دخلت داخل لأن هذا بيتهم و هي ما كانت لابسة شي...طبعا الحريم تغطوا ما عدا سارة لأنها عمتهم...
أنفتح الباب و دخلوا الشباب و البعض منهم كانوا يسولفون(وليد.عبد الله.فيصل.محمد.أحمد)
...((كلهم كانوا لابسين اللبس الخليجي المشهور...ثوب و شماغ))...
عبد الله دخل غصب عنه و هو طلع قبل شوي عشانه ما يبي يدخل هنا...ما يبي يجتمع مع شوق بنفس المكان...بس غصبوه يدخل يسلم معهم...
سارة وهي تسلم على عبد الله :وش فيك كذا وجهك أصفر...
عبد الله ابتسم مجامله لها عشان محد يلاحظ عليه:سلامتك والله ما فيني شي...
أم عبد الله تكلمت:والله مدري وش فيه هاليومين مو على بعضة حتى لما يقعد على الطاولة ياكل له لقمتين و يقوم..
وليد يأييدها:أي والله حتى قبل شوي ما تغدى زين يحب يتدلع دلوع أمه...
عبد الله لف عليه بنظرات تهديد و تكلم:والله ما فيني شي بس الدراسة حتى ما عندي وقت أتنفس فيه...
فيصل:والله أنك كذاب...ولا همتك الدراسة بس رقع السالفة و أنا أخوك...
عبد الله عصب من قلب عليهم و كنهم يستفزونه قدام الأمة...و فضل أنه يوقف على جنب لما يسلمون عشان يطلع معهم...
وقف عند باب الصالة و طلع جواله من جيبه و نزل راسه للجوال..ما كان يسوي شي بالجوال بس كان يبي يشغل نفسه..
قلبه كان يدق بقوة و كنه يقول له أنه حبيبة قلبه هنا موجودة بين البنات...و بدون شك هو كان واثق أنها هنا...
يسمع أصوات ضحكات أولاد عمه تتعالي بين الحين و الأخر و هو وده يرفع عينه و يدور عليها....
من جهة ثانية كانت شوق مركزة نظرها عليه و تراقب كل تحركاته و دموعها على أعتاب جفونها...
فيصل بضحك و بجرأة:والله من جدكم أنتم تبون تزوجوني زوجوا اللي أكبر مني أول...بس أنا ما عندي مانع على أيدك عمتي...
محمد مبتسم :لا والله وش تقصد أنت و وجهك...؟
سارة مبتسمة و هي تناظر محمد:أي والله جاد ولد عمك متى راح تتزوج و تفرحنا فيك...؟
محمد بابتسامة:تو الناس علي...لا تخافون لما أفكر أنتم أول من يعرف بالموضوع...
(محمد عمره 24سنه...أخو شوق...صحيح هو أخوها من أبوها بس حنون حيل عليها و مهتم فيها بشكل كبير..بعكس أخوه أحمد اللي يبلغ من العمر 21سنه...إنسان متكبر و شايف نفسه أعلى من الناس..و يحمل بقلبه حقد لأخته شوق...لربما أخذ صفات أمه القاسية)
(طبعا أم محمد ما كانت موجودة بينهم...لأنها تكره تجمعاتهم اللي كل شي فيها ضدها و ضد شرها)
وليد يتصنع الخيبة:افا يما أنا ولدك ما قلتي لي تزوج بس تبين تزوجين عيال أخوانك ولا أنا لي الله...
سارة أم وليد ابتسمت له:أنت أولهم يا وليد...
من جهة ثانية كانوا قلبين عاشقين على حافة الحب و يتخاطبون بالقلوب...
عبد الله اللي كان واقف و مسند ظهره عن الجدار اللي عند الباب...
مصدر حياتي عزتي واعذريني
مقدر أواصل بالهوى حاني الرأس
صحيح حبك نقطة الضعف فيني
ما نكرت لكن عزتي مالها قياس
شوق بنفس الوقت و هي بين رانيا و لولو و الود ودها تقوم له و تضمه و تفرغ ما في قلبها لقلبه...
(لي طلب واحد وأتمنى يصير
ما أبيك تروح عنِّي وأفقِدك..!
كيف ..!؟
ترضاني ل { غيرك !
ما أنبك ,,.!؟
فيني ضميرك !
نهاية حبنا }
هذي !
روّح ..//
الله يسهلك !)
فيصل يحرك يدينه قدام وجه عبد الله:يا هو وين رحت؟؟
عبد الله انتبه له و رد بسرعة:هلا وش صار؟
فيصل يطالعه :ما صار إلا الخير بس تعال تراهم طلعوا برا و أنا لو طالع عنك و تاركك واقف هنا والله أحسن ترا منظرك حلو كنك تمثال الحرية...
عبد الله انتبه و عدل و قفته و مشى معه:أي لو رايح و تاركني كذا كان اليوم أخر يوم بحياتك...
بنفس الوقت رانيا :شواقة في أي واد تهيمين؟؟
شوق انتبهت و تحركت و طاح الغطا عن وجهها مع دمعه سالت على خدها و مسحتها بسرعة:هلا...
لولو و رانيا تبادلوا النظرات لأنهم انتبهوا لدمعتها و ضلوا يطالعونها بصمت:........................
لولو تقطع حبل السكوت بينهم و بابتسامة:وين كنتي فيه ساعة نكلمك ومنتي معنا...
شوق ارتبكت:ها...لا أبد معكم ما رحت مكان...
لولو ابتسمت:إلا وش أخبار بو الشباب...
شوق قطبت حواجبها:مين تقصدين؟
لولو تضحك:ههه قصدي فهد(فهد هذا ولد صديق أبوها اللي متقدم لها)
شوق كشرت:واللي يسلمك أسكتي لا تذكريني أنا بحالي أبي أنسا...
لولو اختفت ابتسامتها و بجديه:ليه ما تبينا نتكلم بهذا الموضوع...خلاص أقبلي بالدنيا هذا قدرك...بعدين حنا لازم نتكلم معك بخصوصه عشان حنا لازم نجهز أنفسنا لخطوبتك و زواجك...
شوق تضايقت أكثر لما سمعت كلام لولو و تكلمت بهدوء:الله لا يجيب ذاك اليوم...أنا أدعي ليل نهار أنه يموت و لا يتزوجني...
رانيا :لا عاد حرام عليك يموت مرة وحده...كان قلتي تتغير الظروف و يغير راية مو يموت...
شوق بحزن(آه يا بنات عمي...لو تحسون باللي بقلبي كان ما قلتوا كذا)
...الساعة 12الليل في الشارع عند باب البيت...
كانوا واقفين الشباب يسولفون ما عدا أحمد اللي مشا قبل صلاة المغرب...
فيصل قعد على درج المدخل:أي حتى سيارتي بعد جديدة وش قالوا لك ؟؟
محمد قعد يمه:أف وخروا عنه محد عنده سيارة جديدة إلا هو...
وليد وقف قبالهم و بهدوء:وش فيه عبد الله ما لاحظتوا عليه متغير...
محمد رفع راسه له:بلا...يمكن عنده ظروف خاصة وش دخلك في الرجال أنت؟
وليد كشر:ظروف خاصة مو علينا...هو فيه شي حتى اليوم ما تقدى زين و دايما ساكت و ما يتكلم...
فيصل يناظر عبد الله اللي كان قاعد بسيارته اللي تبعد عن البيت بخطوات قليلة و فاتح باب السيارة و منزل رجله للأرض و مسند راسه لورا و مشغل له ...
حقك علي إن كنت زعلان..
يا بعد عمر وقلب غاليك...
برضيك مهما يكون يا فلان..
حتى ولو راضي براضيك...
قلبي بك مولع وحيران..
محتار ما يدري بك أشفيك..
ويقول لك إن كان غلطان...
أرضى عليه الله يخليك...
عليك أنا يا ((شوق)) ولهان..
دايم أنا وقلبي في طاريك..
جفني يقضي الليل سهران..
والعين يالغالي تناديك..
إنت وأنا يا زين خلان..
واجب تداريني وأداريك..
ما نختلف لو كان ما كان..
و لا عاد تشفيني ولا أشفيك..
كان موطي على الصوت بس هم يسمعون لأنه قريب منهم واجد...
قام فيصل:عن أذنكم بروح أشوفه...
لما وصل فيصل لسيارة عبد الله ضل واقف يطالعه و عبد الله كان مغمض عيونه و شبه نايم و كلمات الأغنية تتردد في مسامعه...
فيصل قرب منه أكثر و فتح باب السيارة من الجهة الثانية و ركب و سكر الباب و انتبه عبد الله و رفع راسه بسرعة ولف لفيصل :بسم الله...
طبعا فيصل كان قاصد يسوي هذي الحركة عشان ينبهه:ها وين وصلت؟
عبد الله أخذ نفس و هو يعدل الطاقية على راسه و بهدوء وهو مقطب حواجبه:الله يرجك خوفتني...
فيصل لف له و بجديه و طفا المسجل:وش فيك قاعد لحالك هنا؟
عبد الله بدون نفس:تعبان و مالي خلق أقعد مع أحد ...
فيصل:تراهم لاحظوا عليك...قوم أقعد معنا عشان ما يشكون بالسالفة..
عبد الله كشر و هو يلف للنافذة :فيصل والله ما لي خلق أقعد مع أحد أتركوني لحالي شوي...
فيصل بعد سكوت:تفكر فيها؟
عبد الله لاف على النافذة بصمت:............................................. .......
فيصل:منت متقدم لها؟؟
عبد الله لف لفيصل و بتعب:كيف أتقدم لها...أنتم ما تفهمون البنت انخطبت خلاص..
فيصل بهدوء:يمكن لما تتقدم لها تصير من نصيبك...ترا أنت اللي تسكر الأبواب بوجهك...
عبد الله بهدوء:خلاص..أبتركها تروح في نصيبها...مو متقدم لها...اللي الله كاتبه بيصير...
فيصل يناظر عبد الله:طيب أنت اللي ما تبي تتقدم بخطوة عشان تحافظ على حبك ليه تسوي بنفسك كذا؟
عبد الله بيأس:خلاص سكروا الموضوع لا تكلموني فيه...أتركوني ما أبي أسوي شي...
فيصل بهدوء:تتركه ياخذها منك...وين كلامك اللي كنت تقوله لي..كنت تقول لي أنك ما راح تترك أحد ياخذها غيرك مهما كانت الظروف...و أشوفك تراجعت عن كلامك...
عبد الله لف له و بهدوء:لا تلومني يا فيصل...تراجعت لأني سمعتها بأذاني تقول أنها موافقة...للحين مو قادر أستوعب كلمتها...أبد ما كنت متوقع توافق...انصدمت لما وافقت...(بعد سكوت لف لقدام و بحزن)ما تقدرون تحسون بالإحساس اللي حسيت فيه وقتها...مهما تكلمت و قلت محد راح يحس فيني..لأنكم ما مريتوا في اللي مريت فيه ...
فيصل يطالعه و باستغراب:والله أنت إنسان غامض يا ولد العم...كلامك أمس و كلامك اليوم فيه تناقض واضح..
عبد الله تنهد بقوة:الله يريح قلبي...(لف لفيصل)أنا ماشي تحب أوصلك..
فيصل حط يده على كتف عبد الله:أنت اللي أنزل أنا بوصلك..ما راح أتركك تسوق السيارة و أنت تعبان كذا..
عبد الله بهدوء:لا تخاف علي أنا بخير ما فيني شي...بعدين بيتنا مو بعيد دقايق و أنا واصل..
فيصل ما حب يضغط عليه:طيب...لما توصل كلمني مو تنسى...
عبد الله و هو يشغل السيارة:اوك...
نزل فيصل و توجه لمحمد و وليد و يتكلم و هو يقترب منهم:يبي يمشي..
محمد يطالع سيارة عبد الله اللي تحركت:وش فيه وين رايح؟
فيصل قعد على درج المدخل:يقول تعبان يبي يروح بيتهم...
مرت الأيام ثقيلة على شوق و عبد الله...اللي كان تفكيرهم واحد...أن الفراق في الطريق لهم لا محالة...
...ليلة الخميس في قصر أبو فهد و في الصالة الفخمة...
فهد بعصبية:يبا الله يهداك أنا مو بنت تغصبني على الزواج..
أبو فهد مقطب حواجبه:ما في مجال تغير رايك...خلاص بكرة الملكة يا فهد..
فهد بقهر:حرام عليك يبا...من زمان كنت أقول لك ما أبيها ليه ما كنت تسمع لي؟
أبو فهد بحزم و صوته على:فهد...لا تكلمني بهذي الطريقة أنا أبوك...تعرف وش يعني أبوك؟؟؟
فهد نزل راسه للأرض و بقهر:............................................. ..........
أبو فهد بتحذير:و قسماً بالله يا فهد لو سويت لعبه من ألاعيبك عشان توقف الزواج هذا ما راح يصير لك خير..
فهد للحين منزل راسه بصمت:............................................. ...........
أبو فهد وقف و توجه للباب:جهز نفسك بكرة الملكة...ألليلة ما في سهر للصبح فاهم...
طلع أبو فهد و بنفس الوقت نزلت نوف من فوق و لما شافت شكل أخوها توجهت له و بجديه:أكيد أبوي قال لك كم كلمة..
فهد رفع راسه لها و تنهد بقوة:أكيد..هو في غير كلام أبوي يكدرني..؟
نوف قعدت يمه و بحزم:لا تسكت يا فهد هذا زواج مو لعبه...كلم أبوي و قول له أنك رافض ما يصير كذا..
فهد سند ظهره لورا:و من قال لك أني ما كلمته...تعبت من يوم فاتحني بموضوع الخطبة و أنا أقول له ما أبيها بس ما في فايدة...
نوف كشرت:يعني خلاص بكرة ملكتك..
فهد سند راسه لورا و غمض عيونه بضيق:اللي ربك كاتبه بيصير...
(فهد عمره 22 سنه يدرس إدارة أعمال و هو بنفس الجامعة اللي يدرس فيها عبد الله)
(نوف أخته و عمرها 17 سنه...)
... في قصر أبو عبد الله في غرفة عبد الله...
كعادته كان واقف في البلكونة و في جو هادي و عقله مو معه(قربت نهاية حبنا يا شوق...بكرة ملكتك..خلاص راح تصيرين لغيري...كلا منك أنتي اللي هدمتي الحب هذا...لو رافضته كان ما صار هذا حالنا...)
سمع صوت أخته رانيا:عبد الله...
لف لمصدر الصوت و شافها واقفة عند باب البلكونة و لابسة بيجاما و بهدوء:خير بغيتي شي...
رانيا طالعت عيونه الحزينة و بهدوء:ما فكرت بالموضوع اللي كلمتك فيه؟
عبد الله رجع سند يدينه للدرابزين و تنهد:إذا قصدك موضوع شوق بنت عمي أنسي...خلاص الموضوع طلع من يدي ولا أنتي نسيتي أن بكرة ملكتها...
رانيا تطالعه(أول مرة أشوفك مستسلم للدنيا كذا يا عبد الله)
عبد الله وهو عاطيها ظهره:الساعة 12 ليه ما نمتي..؟
رانيا مشت و وقفت يمه:أبد بس ما جاني نوم و قلت بقعد معك شوي...لو ما عندك مانع طبعا؟؟
عبد الله ما تكلم و ضل واقف يتمعن بالحديقة الخضراء...شكلها روعة من فوق...مبينه كبيرة مرة...
رانيا بهدوء:بكرة بتروح بيت عمي عشان ملكة شوق؟
عبد الله بضيق:أكيد...
رانيا تنهدت بقوة و بهدوء:بصراحة أنا كنت أتمناها لك...بس الظاهر ما في نصيب..
عبد الله استغرب من كلمتها و لف لها وهو مقطب حواجبه:وش قصدك؟
رانيا ارتبكت:لا مو قصدي شي...
عبد الله ضل يطالعها شوي بنظرات حادة بعدها لف وجهه لقدام و ألتزم السكوت ...
رانيا بهدوء:أمس لما كنا ببيت عمي شوق كانت تبكي...قطعت قلبي وهي تبكي...
عبد الله لف لها و هو مقطب حواجبه:تبكي...ليه وش فيها؟
رانيا بضيق:مدري...بس كانت تقول لي أنها ما تبي فهد و أن حياتها انتهت...
عبد الله يناظر أخته رانيا(شوق...يا قلبي تبكين و أنا بعيد عنك ما أكفكف دموعك الغالية...ليه ما تحركت من زمان؟..ما راح أسامح نفسي لو أخذك فهد الحقير هذا...أنا لك و أنتي لي)
رانيا بحزن:مسكينة والله محد حاس باللي بقلبها..
عبد الله(أنا بعد محد حاس باللي بقلبي مو بس شوق)
رانيا بجديه:عبد الله بكرة أصحى مبكر عشان توصلني بيت عمي مع صلاة الظهر...
عبد الله لف لها:ليه من الظهر عاد؟
رانيا هزت كتوفها بخفيف:بس كذا..حنا متفقين نروح مبكر عشان نقعد مع شوق شوي و هي مو راضيه تروح الصالون أمس حاولنا معها بس ما في فايدة عشان كذا نبي نضبطها شوي..
عبد الله حس بنار تشتعل بقلبه و تكلم بعصبية واضحة:رانيا أطلعي برا...خلاص لو ما صحيت يوصلك السواق.
...الخميس الصباح في قصر أبو محمد في غرفة شوق...
كانت قاعدة على الكنب و دموعها غاسلة وجهها و أخوها