تراتيل الموانئ

الربيع لايدوم .... والورد يذبل . . .وسفينة العمر تمضي . .
ولاتبقى الا اطياف الايام تلوح
حيث نقف على موانيها ونشدو باجمل التراتيل
ها هي جالسة منكسرة وقد نسج الحزن على محياها ملامحه
ل اقف على حدود الصمت .. فتحرقني الدمعة ..وتخنقني العبرة
نعم انها هي . . ..
تلك التي مضينا سويا نحو المستقبل خطوة بخطوة ويدا بيد
تمد كل واحدة منا الاخرى بالامل والجد
بنينا احلامنا وامالنا سويا ً وعزفنا على اوتار الحياة اجمل الالحان
مقاعد الثانوية تشهد .. ومدرجات الجامعة توثق . .والطرقات تُقسم
على تلك الوثيقة المحررة بلا قيد ولا شرط
جمعتنا تلك الايام الخوالي بما بها من الم وفرح
بكينا سويا وضحكنا سويا
وكم همس لنا اديم الليالي عند الوسن
بانه عند الامتحان يكرم المرء او يهان
فنسترجع الاحلام لنعاود النشاط ونشحذ الهمم للوصول الى القمم
تحدثنا عن امانينا الخجولة .. وهمومنا المشتركة ..و أشجاننا المتشابهة ,,
لا نعرف الملل عندما نكون معا .. ولا نجد للكسل محلا بيننا .. حاجاتنا متحدة
.. وأفكارنا متقاربة ..
وللقدر معنا اعجوبة وحكاية
حيث اذكر اننا انتشينا فرحا وتعانقنا طربا حين اكتشفنا ان والدينا كذلك كانا
يربطهما صداقة جامعة وغربة بعثة
فاعدنا نبض صداقة قديمة بينهما والتي لازالت تنبض حتى اللحظة
اعتبرنا هذا الاكتشاف لايعادله اكتشاف نيوتن للجاذبية ودالتون للذرة
حينها اجزمنا ان التاريخ يعيد كتابة نفسه معي ومعها

ليجري دولاب الزمن وتمضي الايام تجر خلفها السنون لتحين لحظة الوداع

ل اجد نفسي في تلك الليلة الصاخبة والكل يرقص طربا وفرحا .0
بفستان احمر كحمرة قلبي النازف والباكي لفراقها
اليوم تودعني واودعها و لا اعلم هل هناك لقاء سيجمعنا . . . ؟؟
ام انها نهاية المطاف والطواف . . . ؟؟
حينها احتل الخرس ضجيج الكلام ولم يعد هناك سوى سمفونية العيون الدامعة
لتعزف لنا لحن الفراق. . . .
ليزفها القدر الى الساحل الشرقي وانا في ساحلي الغربي
فدوام الحال من المحال ولكن تبقى
لوحة الذكريات****
التي رسمنا خطوطها ونقوشها والوان ثناياها
بقيت الذكريات في طيات الايام , , , وصور جلية ,, واخرى مشوشه
والاهم من هذا وذاك

انها تبقى في مسودة الذاكرة

وتبقى اطيافنا تحت سقف الذاكرة
مرت السنون وراء السنون
تبادلنا الاخبار والاحوال عبر الهاتف ومع مشاغل الحياة التهت كلاً منا في حالها
واليوم وبعد انقطاع دام 6 سنوات .. . . .
اقف على عتبات بيت اهلها الذي له في كل ركن فيه قصة وضحكة
أقبلت نحوها ل أجدها قابعة في ذلك الركن اليماني من المجلس وتلتحف وشاحا ًابيض وبيدها مسباحا ً تستذكر . . . . . وحولها نساء ً توشحوا السواد
حينها اجتاحني الحنين والأنين .......
همست برفق خشية ان اخدش ذلك السكون الذي يلف المكان برهبة وتوجل

• _ نهله

وقفت ورفعت راسها ومدت يدها لتصافحني بطريقة آليه ثم لم نلبث حتى
تفجرت ألغام الحزن والأسى
وحال عناق الأيدي الى عناق أجساد تبكي الم وحرقة
بكينا تلك اللحظه الموجوعة التي جمعتنا
بكينا الم الفراق وشجون الحنين
بكينا اخاها وحيدها والله خير وابقى
بكينا شبابه الذي ازهق على طرقات الموت
في هذه اللحظات المؤلمه , , , ,
هناك الدموع التي تترجم آيات الشوق
وهناك تراتيل الدموع على ميناء عزاء أخيها
وهناك كل المشاعر المتعرقلة والمتزاحمة في الصدور
وبالرغم من قساوة تلك اللحظة الا اننا نتمنى ان تطول وتطول
لنزهق اوصدة الحنين
ولانعود الى هودج الحزن وشوك اللظى

لكن تبقى هناك , , ,
عقارب الساعة تخنقنا ليحين وقت وداع آخر
انسحبت بهدوء خشية الغرق في بحر دموع لا ساحل له ولا مينا
وحينها رددت قول المتنبي ........
بأبي من وددته فافترقنا...........وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
فافترقنا حولا ً فلما التقينا.........كان تسليمه عليَّ وداعا