- نقرأها ونتعرف عليها معا
- تتواصل رغبةُ الانغلاق عند المصاب بالربو إلى أن ينتهي بالموت.
- صاحب القلب الضيق ضحيةُ قوى أناه ورغباتها السلطوية.
- العَرَض المَرَضي يرغم الإنسان على الصدق
مرحبا اخواتي الفراشات
من خلال هذا الموضوع اتطرق حول عدة امراض منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية
منها الربو امراض القلب السكري الاتهابات المعوية مشاكل الهضم والمعده ...الخ
ولكل منها تفسيره وسببه بايجاز ومن خلال تشخيص غير تقليدي ...
نقرأها ونتعرف عليها معا
الصداع والشقيقة: يتعلق الأمر في الصداع النصفي بألم يظهر في أحد جانبي الرأس، ويتبدى على شكل هجمات قد تترافق باضطرابات بصرية (حساسية للضوء، بقع لماعة) وأعراض معدية ومعوية، كالإقياء والإسهال.
ويمكن لسائر المنبهات أن تطلق هجمة الشقيقة: الضوء، الضجيج، تيار هواء، الطقس، القلق. ويتمتع المريض بعد الهجمة بشعور قوي بالصحة والعافية. وتأتي الاضطرابات الهضمية والإمساك في المرتبة الأولى بين الأعراض المرافقة للشقيقة. وفي ذروة الهجمة، تنشأ رغبة ملحَّة في العزلة والانزواء في غرفة مظلمة أو في الفراش. ومن علاماته ميل رأس المريض لاإراديًّا نحو الجانب، فيما ينشأ لديه باستمرار مزيد من الخوف من الاجتماع بأشخاص ذوي شأن ومن مراقبة الآخرين وملاحظاتهم.
مريض الشقيقة ينقل موضوعًا جسميًّا إلى الرأس ويحاول أن يعيشه فيه؛ وهذا الموضوع يتعلق غالبًا بالجنس. ويتم تحويل الرأس وظيفيًّا إلى أسفل البطن، حيث إن مريض الشقيقة لديه دائمًا مشكلات جنسية . وأغلب المرضى من الإناث. إن هجمة الشقيقة هي رعشة جنسية في الرأس. وكما يتدفق الدم في الإثارة الجنسية إلى المنطقة التناسلية وينقلب التوتر في الذروة إلى استرخاء، كذلك تسير هجمة الشقيقة: يتدفق الدم إلى الرأس، ويتفاقم الشعور بالضغط ويتزايد التوتر، حتى ينقلب إلى استرخاء بتوسع الأوعية.
لدى مرضى الشقيقة صراع بين الغريزة والفكر . ولا يجوز للفكر أن يحلَّ محلَّ الفعل، بل يجب أن يحمل كل منهما الآخر. مريض الشقيقة يحاصر طاقته الجنسية في مجال التصور. لذا ينبغي عليه رؤية مشكلته حيث هي، كي يعيد ما صعد إلى رأسه إلى حيث ينتمي.
في الصداع والشقيقة لا بدَّ من طرح الأسئلة التالية: بماذا أجهد رأسي وأنهك فكري؟ أما يزال بين "الأعلى" و"الأسفل" عندي تأثير متبادل حيوي؟ هل أسعى جاهدًا للوصول للأعلى؟ هل أنا عنيد متصلب الرأس؟ هل أحاول التعويض عن الفعل بالفكر؟ هل أنا صادق حيال مشكلاتي الجنسية؟
أمراض التنفس: كل قطب يعيش من وجود القطب المضاد له. فإذا قبضنا على أحد الطورين يختفي الطور الآخر أيضًا. كذا هو التنفس: فهو إيقاع – والإيقاع أساس كلِّ حياة، حيث يتم عن طريق الشهيق إمداد كريات الدم الحمراء بالأكسجين الموجود في الهواء، وفي أثناء الزفير نطلق ثاني أكسيد الكربون.
النَّفَس لا ينتمي لنا ولا نملكه؛ النَّفَس ليس فينا، بل نحن فيه . عبر التنفس نتصل باستمرار بشيء ما يقع فيما وراء المخلوق، فيما يتعدى الشكل والصورة، : إنها الحياة، ذلك السر العظيم الذي يعجز المرء عن تفسيره أو التعريف به؛ إذ لا يمكن لنا إلا أن نعيشه ونختبره وحسب، وذلك بأن ننفتح عليه وندعه يسري في كياننا ويتخلَّله. النَّفَس هو الحبل السري الذي تسيل من خلاله الحياة إلينا؛ وهو يحرص على أن نبقى في هذا الاتصال. إنه يقي الإنسان من الانعزال والانغلاق الناجم عن مناعة الأنا وعدم قابليتها للاختراق، لندرك أننا نستنشق الهواء ذاته الذي يستنشقه عدونا ويزفره. فالنَّفَس يربطنا باستمرار مع كلِّ شيء. لهذا تتمتع رئتانا بسطح داخليٍّ تقدَّر مساحته بسبعين مترًا مربعًا، في حين لا تتجاوز مساحة سطح جلدنا مترًا ونصف إلى مترين مربعين.
في الأمراض التي لها علاقة بالتنفس ينبغي على المرء أن يسأل نفسه ما يلي: ما الذي لا أريد أن أتقبله؟ ما الذي لا أريد أن أتصل به؟ هل أخشى القيام بخطوة نحو حرية جديدة؟ ما الذي لا أريد أن أعطيه أو أتخلَّى عنه؟ ما الذي يكتم أنفاسي؟
الربو القصبي: الربو القصبي هو ضيق في التنفس يتظاهر بهجمات تترافق بزفير صفيري مميز ناجم عن تضيُّق في القصبات والقصيبات بسبب تشنُّج العضلات الملساء وإثارة التهابية في الطرق التنفسية وتورم وإفراز مفرط في الغشاء المخاطي. والمصاب بالربو يصارع لاستنشاق الهواء ويتنفس لاهثًا، حيث يكون الزفير مخنوقًا. فهو يأخذ الشهيق كاملاً، فيحصل فرط انتفاخ في الرئة، يليه، بالتالي، تشنجٌ زفيري. وتيار التنفس ينقطع عند المصاب بالربو، وذلك حصرًا لأنه يفكر أكثر مما ينبغي في الأخذ، ويحمِّل نفسه في هذا ما لا طاقة لها عليه.
تتواصل رغبةُ الانغلاق عند المصاب بالربو إلى أن ينتهي بالموت.
وفي إمكان المرء أن يثير غيظ المصاب بشدة بالإشارة إلى أن ربوه ليس خطرًا على حياته وأنه لا يمكن أن يموت منه أبدًا؛ فالمريض بالربو يعلق أهمية كبيرة على خطورة مرضه على حياته. وعند مريض الربو ادعاءٌ شديد بالسيادة، لكنه لا يقر به؛ ولذلك يهبط هذا إلى الجسم، ليظهر عندئذٍ في انتفاخ المصاب بالربو أو غطرسته؛ إذ يحلو له أن يهرب إلى ما هو فكري وشكلي. لكنه إذا ما جوبه بادعاء شخص آخر القوةَ والسيادة يسري الفزعُ في رئتيه، وينعقد لسانُه، ويخونه الكلام (الذي يتشكل من هواء الزفير تحديدًا)، فيغدو عاجزًا عن الزفير ويفتقد الهواء.
المصاب بالربو إنسان يتوق إلى الحب، ولكنه عاجز عن منح الحب – يدل على ذلك الزفير المعرقَل. وله وصفة شافية واحدة: هي أن يعي ويصدق مع ذاته دون هوادة. وتتم معالجته ببوله (حقن عضلية)، مما يرغمه على استعادة ما كان قد طَرَحَه (الوسخ والقذارة الخاصة)، ويجبره على التحاور معه ودمجه – وهذا يشفيه.
الأسئلة الواجب على المريض الإجابة عنها هي: في أيِّ المجالات أريد الأخذ دون عطاء؟ هل يمكن لي الاعتراف بعدواني اعترافًا واعيًا؟ ما هي الإمكانات المتاحة لي لإظهاره؟ كيف أتعاطى مع الصراع؟ ما هي المجالات التي أحط من شأنها وأصدُّها؟ هل في إمكاني الشعور بشيء من الخوف والقلق المتواري خلف منظومتي القِيَمية الشخصية؟ ما هي المجالات الحيوية التي أحاول تجنبها؟ وأي منها أعده منحطًّا ودنيئًا؟ ولا تنسَ: حينما يغدو الضيق محسوسًا فهو القلق والخوف. والوسيلة الوحيدة ضد القلق هي الامتداد والاتساع؛ ولا يتم هذا إلا عن طريق السماح بدخول العنصر المتجنَّب.
الزكام: يظهر الزكام دائمًا في الأوضاع المتأزمة التي يصل فيها الأمر حتى الأنف أو التي تزكم الأنف. والأوضاع المتأزمة هي الأوضاع والظروف اليومية الكثيرة غير الخارقة، لكن الهامة بنظر النفس، التي نشعر بها كفرط إجهاد ونفتش من جرائها عن مبرِّر شرعي كي ننسحب أو نتوارى قليلاً، لأن الوضع يثقل على كاهلنا.
الالتهابات: كلمة "التهاب" تتضمن الشرارة الملتهبة التي يمكن لها أن تفجِّر برميل بارود! كل إنتان هو صراع أضحى ماديًّا: فالعراك المتجنَّب في النفس يغتصب مشروعيَّته على مستوى الجسم ويتبدى كالتهاب. الميالون إلى الإصابة بالالتهابات يحاولون تجنب الصراعات . وفي الإصابة الإنتانية ينبغي على المرء أن يطرح على نفسه الأسئلة التالية: أي صراع في حياتي لا أراه؟ أي صراع أتجنبه وأتهرب منه؟ أي صراع أتجاهله ولا أقرُّ به؟ وللعثور على موضع الصراع ينبغي على المرء أن يتبين في دقة رمزية العضو أو الجزء المصاب من الجسم.
فالتهاب القولون القرحي، مثلاً، عبارة عن التهاب معي غليظ مزمن ذي بداية حادة، يترافق بآلام بطنية وإسهالات مخاطية مدماة، حيث يخسر الدمَ والمخاطَ مَن يخاف من تحقيق حياته الخاصة التي تتطلب تأسيس موقع خاص تجاه الآخر وبناءه.
الدم والقلب : الدم يرمز إلى الحياة. إنه الحامل المادي للحياة وتعبير عن الفردية. هو عصارة خاصة جدًّا؛ وكل قطرة منه تحتوي على الإنسان بأكمله. أما القلب فرمز إلى مركز الإنسان الذي لا يوجِّهه العقل ولا الإرادة.
ضغط الدم تعبير عن ديناميَّة الإنسان . وهو ينشأ عن التأثير المتبادل بين سلوك الدم السائل وسلوك جدران الأوعية الواضعة للحدود. ارتفاع ضغط الدم المشروط بالسن يترافق مع تكلُّس في جدران الأوعية الدموية. والإنسان ذو الضغط الدموي المنخفض لا يتعدى هذه الحدود إطلاقًا ولا يحاول فرض نفسه أبدًا، بل يتجنب كلَّ مقاومة. وهو لا ينحاز إلى رأي معيَّن، بمعنى أنه ينأى عن تحمل المسؤولية. وعادة ما يتظاهر انخفاضُ ضغط الدم في صورة افتقار الدم إلى عنصر الحديد.
ارتفاع تواتر النبض وضغط الدم لا يحدث عند تزايد الجهد البدني فقط، وإنما بمجرد تصوره سلفًا. فعندما يشتد الدوران الدموي من خلال التصور المستمر لإنجاز ما، لكنْ دون تحويل هذا الإنجاز في وقت ما وتفريغه في نشاط حركي، يحدث ضغط دائم. ويحافظ جهاز الدوران على هذه الإثارة الدائمة بانتظار التحويل إلى فعل؛ فإذا افتُقد هذا التحويل فإن المريض يقع تحت الضغط.
هكذا نرى أن صاحبَي الضغط الدموي المرتفع والمنخفض كلاهما يتجنب الصراعات القائمة – كل منهما بتكتيك مختلف. ونجد انخفاض ضغط الدم أكثر مصادفةً عند النساء، بينما نجد الارتفاع أشيع عند الرجال. وارتفاع الضغط الدموي يمثل شرطًا مؤاتيًا لاحتشاء القلب.
نبض القلب إيقاع صارم التناغم والانتظام. وعندما يضطرب الإيقاع arrhythmia أو يتسارع tachycardia فجأة، فيما يُسمَّى باضطرابات النَّظْم القلبي، يتجلَّى في ذلك خرقٌ للنظام، أو بالأحرى، انحراف عن السواء المعياري. القلب يدق في جنون لأن الإنسان لا يجرؤ على ترك الانفعالات تهزه في جنون. فهو يمتثل لعقله ويلتزم بالقواعد، ويكون غير مستعد لأن تُخرِجه المشاعرُ والانفعالات عن روتينه المعتاد. من هنا فإن الأعراض القلبية تجبر الإنسان على الإصغاء إلى قلبه ثانية.
صاحب القلب الضيق ضحيةُ قوى أناه ورغباتها السلطوية.
يتراكم الدم في أوردة الساق السطحية، فلا يعود إلى القلب بصورة كافية، ويعبِّر عن شيء من الكسل والخمول والتثاقل، حيث يفتقد المرء التوثب والمرونة. أما الخثار (الجلطة) فهو انسداد أحد الأوردة بخثرة دموية. فإذا أمسى الإنسان خَمولاً، متثاقل الوعي، و"تخثرت" آراؤه إلى أحكام جاهزة جامدة، سرعان ما يتخثر في الجسم أيضًا ما يُفترَض فيه في الواقع أن يكون سائلاً. وملازمة الفراش تزيد من خطر حدوث الخثار.
والأسئلة في هذه الحالة هي : هل هناك توازُن متناغم لديَّ بين الرأس والقلب، بين العقل والشعور؟ هل أفسح لمشاعري مجالاً كافيًا وأجرؤ على إظهارها؟ هل أعيش وأحب من كلِّ قلبي أو من "نصف قلبي"؟ هل تقوم حياتي على نُظُم حية؟ أم أنني أحشرها في إيقاع جامد؟ ألا تزال توجد في حياتي مادة مشتعلة ومادة متفجرة؟ هل أصغي إلى قلبي حقًّا؟
المعدة والأمعاء : ينتمي الهضم إلى عنصر الأرض، فيما التنفس يسيطر عليه عنصر الهواء.
مريض المعدة يفتقد القدرة على التعامل مع غيظه وانزعاجه وعدوانه تعاملاً واعيًا، وبالتالي، مع حلِّ الصراعات والمشكلات على مسؤوليته الخاصة. فهو لا يريد مواجهة أيِّ صراع؛ ومعدته تريد طعامًا "مهروسًا"! إن عدم توجيه المشاعر والعدوان نحو الخارج، بل نحو الداخل، نحو الذات نفسها، يؤدي في النتيجة إلى قرحة المعدة. يجب على مريض المعدة أن يتعلم وعيَ مشاعره ومعالجة الصراعات وهضم الانطباعات هضمًا واعيًا.
مَن يعاني من مشكلات في المعي الدقيق يميل في الغالب إلى الإفراط في التحليل والنقد. والإسهال مؤشِّر إلى إشكالية الخوف: عندما يخاف المرء لا يعود يخصص وقتًا كافيًا للتحاور مع الانطباعات تحليليًّا؛ فهو يدع سائر الانطباعات تعبر إلى الأسفل غير مهضومة. والخوف دومًا يقترن بالضيق وبالتشنج. ومعالجة الخوف تعني الاسترخاء والترك والانبساط والمرونة والرضا. وغالبًا ما تُستوفى معالجة الإسهال في إعطاء المريض كميات كبيرة من السوائل. والإسهال، سواء كان مزمنًا أو حادًّا، يعني الخوف والقلق وإرادة التمسك بشدة بالغة؛ وهو يعلِّمنا الترك والإرخاء والإفراج.
أكثر الاضطرابات التي تصيب المعي الغليظ شيوعًا هي الإمساك؛ وهو تعبير عن عدم الرغبة في العطاء، ويترجم رغبةً في التمسك والبخل. الإمساك يعني الخوف من انكشاف المحتويات المكبوتة؛ وهو محاولة للاحتفاظ بالمحتويات المكبوتة اللاواعية والتكتم عليها.
الطاقة في الجسم تتوق إلى الجريان؛ وعند منع جريانها يحدث الاحتقان. وإذا طال أمد الاحتقان في الطاقة، دون أن تجد أيَّ مصرف، مالت إلى التماسك والتصلب. فالترسبات والتشكلات الحصوية في الجسم هي دومًا تعبير عن طاقة متخثرة: الحصيات الصفراوية، مثلاً، عدوان متخثر.
المعدة تغتاظ، وذلك بإنتاجها على المستوى المادي سائلاً عدوانيًّا بغية معالجة مشاعر غير مادية وهضمها. من ناحية أخرى، فإن الدفاع هو عدم السماح بالدخول: فالإقياء تعبير كامل عن الدفاع والصدِّ والرفض – وهو عدم قبول. وتتضح هذه العلاقة، مثلاً، في إقياء الحمل المعروف الذي يشير إلى رفض الجنين والأمومة .
هنا ينبغي سؤال النفس ما يلي: ما الذي لا يمكن لي أو لا أريد بلعه ؟ هل أكظم في نفسي شيئًا ما؟ كيف أتعامل مع مشاعري؟ وممَّ نفسي حامضة ومزاجي ممتعض؟ وكيف أتعامل مع عدواني؟ وإلى أيِّ حدٍّ أتجنب الصراعات؟ وهل يوجد في داخلي تشوق مكبوت إلى فردوس الطفولة الخالي من الصراعات، حيث لا ألقى سوى المحبة والرعاية دون أن أضطر إلى التغلب على الصعوبات بنفسي؟
الكبد والكِليتان والمرارة والمثانة: أهم وظائف الكبد: تخزين الطاقة، إنتاج الطاقة، استقلاب الزلال (الپروتين)، وإزالة السموم. والكبد المريض يدل على أن الإنسان يتلقى من شيء ما مقدارًا يتجاوز قدرته على الاستيعاب والمعالجة، ويدل على إسراف وعلى رغبات توسعية مغالية و"مُثُل عليا" أعلى مما ينبغي! عملية تركيب الزلال في الكبد هي نسخة كاملة في العالم الأصغر عما نسمِّيه في العالم الأكبر "تطورًا".
يتمتع الكبد بعلاقة رمزية قوية بالمجالات العقائدية والدينية قد يصعب على بعضهم تتبُّع استنباطها. فالدين يبحث عن الصلة الراجعة بالعلَّة الأولى، بالمطلق، بالكلِّ الواحد. ولا يمكن أن يهتدي إلى الطريق الراجع إلا مَن يبصر وَهْمَ الأشكال المختلفة – وهذا هو عمل الكبد .
وأسئلة الكبد هي: في أيِّ المجالات فقدتُ القدرة على التقدير والتقييم الصحيح؟ كيف أميز بين ما هو مفيد وما هو سام بالنسبة لي؟ أين وقعت في التفريط وأين وقعت في الإفراط؟ هل تعنيني الأمور العقائدية والدينية؟ أم أن مشاغلي تحجب بصيرتي؟ هل أفتقد إلى الثقة؟
تقوم المرارة بجمع العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد؛ بينما المثانة هي المجمع الذي تتجمع فيه المواد المطروحة من الكِلية كبول لتتمكن من الانطراح خارج الجسم. جميع المواد التي يتلقاها الجسم تصل في النهاية إلى الدم. وللكليتين دورُ محطة التصفية وتأمين التوازن بين الأحماض والقلويات.
تظهر آلامُ الكِلى عندما يغرق المرء في صراعات مع الشريك. اي أسلوب مواجهة الآخرين واللقاء بهم. وتبلغ شراكةٌ ما غايتَها عندما لا يعود الشريك في حاجة إلى الآخر، ليتوحدا بالحبِّ الأبدي. فالحب فعل وعي يفتح فيه المرءُ حدودَه لِمَنْ يحب حتى يتوحد معه؛ وهذا لا يحدث قبل أن يتقبل المرءُ في نفسه كلَّ ما يمثله الشريك.
عندما يمس الكِليةَ شيءٌ ما يجب طرح التالي من الأسئلة : ما هي المشكلات التي أعاني منها مع مَن يشاركني؟ هل أميل إلى اعتبار أخطاء شريكي ومشكلاته خاصة به وحده؟ هل يفوتني التعرف إلى نفسي في سلوكيات شريكي؟ هل أتمسك بقِيَمي القديمة دون أخذ التطور بالحسبان؟ ما هي القفزات التي تريد الحصاة في كِليتي أن تدفعني إلى القيام بها؟
ولأمراض المثانة أسئلة مثل: ما هي المجالات التي أتمسك بها على قِدَمها؟ أين أضع نفسي تحت الضغط فأسقِطُه على الآخرين؟ ما هي المواضيع المستهلَكة التي ينبغي عليَّ التخلِّي عنها؟ ما الذي يُبكيني؟
علاقة التبول في الفراش بالبكاء: كلاهما يخدم في تفريغ ضغط داخلي وتخفيفه عن طريق الترك والإرخاء. من هنا يمكن وصف التبول في الفراش بأنه "بكاء سفلي".
أمراض الجلد: كلُّ اضطراب في أحد أعضائنا الداخلية يتم إسقاطه على الجلد؛ وكل تنبيه لمساحة جلدية موافِقة يتم نقله نحو الداخل إلى العضو. وراء جلد شديد الحساسية تكمن نفسٌ حساسة للغاية، في حين يُستدَل من الجلد القاسي على نفس منيعة لا يؤثر فيها شيء، ويكشف لنا الجلد المتعرِّق عن ارتباك وقلق، والجلد المحمرُّ يكشف الإثارة.
.
في مشكلات الجلد تُطرَح أسئلة من نحو: هل أحدُّ نفسي أكثر مما ينبغي؟ كيف هي قدرتي على الاتصال والتواصل؟ هل تكمن وراء موقفي الرافض رغبةٌ مكبوتة في القرب والحميمية؟ ما الذي يطلب فيَّ اختراقَ الحدود كي يظهر في النور (جنس، غريزة، شهوة، عدوان، ولع)؟ ما الذي يتأكَّلني في الحقيقة؟ هل ابتعدت ودفعت بنفسي إلى الانعزال؟
آلام المفاصل والروماتيزم: الروماتيزم مفهوم جامع لمجموعة من الأعراض الناجمة عن تغيرات نسيجية مؤلمة تتظاهر قبل كل شيء في المفاصل والعضلات. تظهر الشكاوى المفصلية والعضلية على أشدها إثر أوقات الراحة، وتتحسن عندما يحرك المريض مفصله. وتصاب المفاصل عادةً إصابةً متناظرة.
مَن يحتمل أعباءً أكثر مما يطيق، ولا يعي ذلك، يشعر بالضغط في جسمه على شكل آلام قرصية. المفصل المتيبس والمتصلب يدل أن المريض متصلب ومتشبث بشيء ما؛ وصلابة الفقرة تشي لنا بصلابة صاحبها وعناده. ونكاد نجد في سوابق مرضى الروماتيزم نشاطًا وحركية مفرطين في الشدة؛ إذ هُم شديدو التضحية بأنفسهم في سبيل الآخرين. ويظل التهاب المفاصل يحاصر مرضاه بالتصلب والتيبس كي يجبرهم على الراحة النهائية. طبع مرضى المفاصل الإفراط في التدقيق والنزوع إلى الكمال وملامح اكتئابية، مع حاجة شديدة إلى التضحية من أجل الآخرين، مقرونةً بسلوك أخلاقي مبالَغ فيه وميل إلى تعكر المزاج.
السكَّري: لا يستطيع تلقِّي الحب إلا مَن يقدر على منحه: فمَن لا يدع نفسه تعبِّر بما يكفي يتسرب السكرُ إلى دمه لأنه لم يتعلم كيف يمنح من جانبه هذا الحب.
.
الصادق مع نفسه يمكن له أن يتحقق بعد حادثة ما من أنه، منذ مدة طويلة، لم يكن راضيًا عن مساره وأنه كان يرغب في الواقع في التخلِّي عنه، إنما كانت تنقصه الشجاعة على الإقدام.
العَرَض المَرَضي يرغم الإنسان على الصدق
ماذا نستطيع أن نفعل حيال هذا كلِّه؟ يجب علينا النظر في رغبتنا المستمرة في التغيير. فإذا فعلنا، نكتشف أنه لا يوجد في الواقع أي شيء للتغيير أو الإصلاح – باستثناء طريقة رؤيتنا. ليس في مكنة الإنسان في هذا العالم أن يفعل شيئًا أكثر من تعلُّم الرؤية. فكل الخواطر والأفكار موجود دائمًا، ولكن الإنسان في حاجة إلى زمن كي يستدمجها.
الأنا تُمرِضنا، بينما الذات تشفينا. وطريق الشفاء هو الطريق من الأنا إلى الذات، من الأسْر إلى الحرية، من القطبية إلى الوحدة. فالنظر إلى الظل يعني إنارته. التجنب والتنصل يقودان إلى تكوين ظلٍّ معتم، بما يجعل المرء غير سليم. أما رؤية العدوان في حضوره فتشفي.
ليس هناك من مبدأ خطير. الخطر هو فقط في الطاقة غير الموازَنة: كل مبدأ يتم تعديله عن طريق قطبه المعاكس – وفي التوازن وحده تسود السكينة.
فلنسأل أنفسنا دومًا: ما الذي يحول بيننا وبين المرض؟ وما الذي يرغمنا المرضُ عليه؟
تمنياتي للجميع بدوام الصحة والعافية
وتوعية صحية رائعه
افدتني كثير بصراحة
الف شكر اختي الغاليه سفيرة
تمنياتي لك بالصحة والسعادة