ثلاث وجبات أم تسع هذا هو السؤال

يصاب العديد منا بالحيرة عندما يتعلق الأمر بالحميات والأنظمة الغذائية. فكل يوم تطالعنا دراسة جديدة تؤكد نظرية، لتأتي نظرية أخرى تفندها وهكذا دواليك. من الاسئلة التي حيرت المستهلكين والباحثين على حد سواء لسنوات، تحديد ما إذا كان من الأفضل تناول ثلاث وجبات رئيسية في اليوم أم تقسيمها إلى وجبات خفيفة بكميات صغيرة يتم تناولها على فترات متفرقة خلال اليوم.
البعض يؤكد أن هذه الأخيرة، تسرع من عملية الأيض (التحول الغذائي) وتجعل التحكم في الوزن أسهل، بينما يؤكد البعض الآخر أن العكس صحيح، من منطلق ان توزيع تناول الطعام خلال ساعات النهار الطويلة يجعل الناس يأكلون أكثر ويكسبون وزنا أكثر مما يؤثر على سكر الدم والكولسترول.
دراسة جديدة حاولت أن تجيب على هذه الأسئلة بإخضاع عشر نساء بدينات لكن يتمتعن بصحة جيدة للتجربة. فقد تناولن طعامهن المعتاد على شكل ثلاث وجبات رئيسية ومنتظمة في اليوم لمدة أسبوعين. وفي الأسبوعين اللاحقين تناولن وجبات متفرقة وصغيرة، تتراوح ما بين 3 إلى 9 مرات على طول النهار. لكن الكمية ونوعية الطعام المتناولة هي نفس الكمية ونفس النوعية التي تم تناولها في الأسبوعين الأولين.
وكانت النتيجة أن النساء حصلن على سعرات حرارية أقل حين تناولن طعامهن على ثلاث وجبات رئيسية في اليوم، في حين كانت اكثر بنسبة 80 سعرة حرارية عندما تناولن طعامهن على شكل وجبات خفيفة ومتفرقة. لكن رغم هذه النتيجة، يصعب الحكم أو بالأحرى الجزم، بأن وزنهن سيزيد من خلال تجربة لم تستغرق سوى اسبوعين فقط، خصوصا وأنه عندما أجريت نفس التجربة على نساء نحيفات لم تسجل أي اختلاف يذكر في عدد السعرات الحرارية التي حصلن عليها بهذه الطريقة أو تلك. وطبعا هذه النتيجة تفند الافتراض القائل بأن تناول الطعام بوجبات أصغر وعلى فترات أقصر، يسمح لاحتراق السعرات الحرارية بشكل أكبر. ففي هذه الدراسة لم يتأثر معدل احتراق السعرات الحرارية بتغيير طريقة الأكل. وعلى عكس الاعتقاد السائد أوضحت دراسات أخرى أن الفترات الفاصلة للوجبات لا تأثير لها على معدل الأيض (التحول الغذائي).
قد يحسب البعض أيضا أن الأكل الخفيف سيحسن من نسبة الكولسترول في الدم أو درجة التحكم بمستوى السكر فيه على اساس أن الجسم يتعامل مع كميات قليلة من الطعام في كل وقت، إلا ان النتائج كانت مختلطة ومتضاربة، ولم تؤكد انها كانت افضل في هذه الحالة عن غيرها. ففي دراسة أخيرة اتضح أن الكولسترول كان أعلى بعد أسبوعين من اتباع نظام أكل ثلاث وجبات رئيسية فيما تفيد دراسات سابقة أن مستويات الكوليسترول تكون اقل في الدم مع اتباع نظام الوجبات الخفيفة والمتفرقة. ويختلف أيضا مستوى السكر في الدم حسب مدى تكرار وجبات الطعام في بعض الدراسات.
ففي دراسة أخيرة لم تتأثر مستويات الانسولين قبل الإفطار بطرائق تناول الأكل لدى البدينات والنحيفات. فتناول الطعام غير المنتظم أدى إلى زيادة في مستويات الأنسولين وتبين انه أقل فعالية للانسولين. وفي دراسة أخرى كانت النتائج واحدة سواء تناول الأفراد ثلاث وجبات أو تسع وجبات صغيرة في اليوم، والطريقة الأخيرة ربطت مستويات نسبة السكر في الدم مع مستويات أنسولين منخفضة. بشكل عام لم توضح أي من الطريقتين أي عنصر إيجابي لصالح الصحة الشخصية.
كل هذه التضاربات والتناقضات تؤكد امرا واحدا هو أن التأثير الأكبر يعتمد على ما نتناوله من طعام وعلى طبيعة كل شخص. فبالنسبة للبعض يساعد توزيع الطعام على وجبات صغيرة على تنويع الأكل الصحي. بينما يختار البعض الآخر أطعمة غير متوازنة عند اتباعهم اسلوب الوجبات الخفيفة. وقد أوضحت بعض الدراسات أن أهم عنصر في الوجبات المنتظمة أنها تشجع على استهلاك كمية أكبر من الخضروات والفواكه والحبوب إضافة إلى كميات كبيرة من البروتين والكالسيوم والألياف وأنواع أخرى من الفيتامينات. لذا إذا كان نظام الوجبات الخفيفة والمتفرقة، تعني بالنسبة لك أكلا يحتوي على سعرات حرارية أكثر وخضروات وفواكه أقل فمن الأفضل لك تبديل ما تختاره من طعام كي يتماشى مع عادة تناول كميات صغيرة مع ملاحظة إن كان هذا الأسلوب يجعلك تأكل أكثر أم أقل حتى تستطيع ان تتحكم في وزنك.
همسة
التقليل من تناول الملح، وإن كان لا يساعد على التخلص من الدهون، فهو يساعد على التخلص من الماء المحتبس فيه على الأقل، لذلك يفضل التقليل منه والتعويض عنه بالليمون خصوصا في السلطات.