الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
سفيرة الغد
16-08-2022 - 04:11 am
  1. ما هي القدرة الحَدءسيَّة..؟!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هي احد حواس الانسان .. لا تعتمد على درجة علم معينة او حتى نسبة ذكاء ...
اعتمادها من نوع اخر .. وهي حاسة الشعور .... او القدرة الحدءسية

ما هي القدرة الحَدءسيَّة..؟!

الحدس هو التعاطف العقلي الذي ينقلنا إلى باطن الشيء ويجعلنا نتحد بصفاته المفردة التي لا يمكن التعبير عنها بالالفاظ.." فالذي يدرس أو يعمل مضطراً أو كارهاً يكون فاقداً للشرط الأساسي لانبثاق الحدس الصائب
في الجملتين السابقتين قدمت أمثلة للحدس الصائب وأشرت إلى أهمية القدرة الحدسية في العلم والعمل والتعامل وأهمية وجودها في كل موقف أو جهد أو تصرُّف أو أداء يعتمد على المعرفة والادراك والفراسة والتبصُّر وبقي أن نحاول تعريف وتوصيف الحدس..
إن القدرة الحدسية ليست مقرراً دراسياً يمكن حمل الدارسين على استيعابه وليست خطوات منهجية يستطيع الجميع امتلاكها إذا التزموا بها ومع ذلك فإنه لا سبيل إلى أي نجاح متميز إلا بها.. انها قدرة استثنائية لا يستطيع حتى الأذكياء اكتسابها إلا بالاهتمام الشديد والخبرة الناضجة والمعايشة المستغرقة لذلك يصح القول بأن العبقرية اهتمام قوي مستغرق.. ومن هذا نعرف أسباب ندرة المتفوقين في كل مجالات العلم والفن والاداء ومن هنا ندرك أيضاً صعوبة تعريف هذه القدرة..
إن مبتكري المفاهيم العلمية والفلسفية يواجهون ضيق وعدم دقة الالفاظ المستخدمة في الحياة اليومية فالالفاظ قبل نشوء المفهوم لا تستطيع استيعاب المفهوم الجديد ولا التعبير عنه ولا نقل كامل المعنى المبتكر بدقة وتحديد.. لذلك يظل الفهم متوقفاً على استيعاب وهضم الفكرة من الأمثلة ومن السياق إلى ان يشيع استعمال اللفظ كمفهوم بمعناه الجديد وبحمولته الثقيلة المضافة.. لذلك آثرت تقديم شواهد الحدس على التعريف به..
إن الحدس استبصار مفاجئ خارق يأتي بعد شدة اهتمام وطول انتظار وهو يعني الخلوص المفاجئ لحل الاشكال وادراك المعنى بوضوح وتميز، كما انه يعني ان الإنسان بعد الخبرة الناضجة والمعايشة الحميمة يكتسب بصيرة ثاقبة تسعفه في كافة المواقف الصعبة وتُمده بالحلول الحاسمة للاشكالات العملية والمعرفية الحرجة لكن قواميس اللغة لا تعطي لكلمة (حدءس) هذا المضمون الكبير فالحدس في اللغة هو التخمين والظن والتخيل والتوهُّم والتوقع والتصور والفراسة والسَّبءر والقصد والوطء والغلبة في الصراع والسرعة في المشي والمضي مع طريق غير مطروق وهو أيضاً اضجاع الشاة للذبح واناخة الناقة ويقال: بلَغتُ به الحداس أي الغاية والَمحءدس المطلب والحدءس هو حَرءز الشيء وتقديره ويقال تحدَّس الرجل الأخبار تحسَّسها بخفية والرجل الحدُوس هو الرجل المغامر..
هذه بعض معاني كلمة (حدءس) ومن الواضح انها لا تستطيع التعبير بوضوح وتحديد عن المعنى العلمي الفلسفي أو الأدبي أو الفني أو الادائي لكن لا يوجد بديل آخر للتعبير عن هذا المعنى العميق والدقيق غير ان القارئ يستطيع ان يفهم المعنى من السياق، اما الكاتب فيستعين بألفاظ اخرى مثل الاستبصار والالهام والوثوب الذهني والتفكير التصوري والخيال المنضبط ونحو ذلك من الألفاظ والجمل التي تفيد في تقريب المعنى..
إن أهمية القدرة الحدسية قد فطنتء لها الفلسفة اليونانية منذ القرن الخامس قبل الميلاد بوصفها من أهم عناصر نظرية المعرفة فنجد الاهتمام بوصف هذه المقدرة لدى أفلاطون وأرسطو والافلاطونية المحدثة كما نجده في الفلسفة المشائية أما في السُّبات الاوروبي خلال القرون الوسطى فقد اهتم بالمقدرة الحدسية ابن سينا ثم الغزالي ثم عاد الاهتمام بالحدس في اوروبا مع ديكارت وعرَّفه بأنه: ".. التصور الذي يقوم في ذهن خالص منتبه بدرجة من الوضوح والتميُّز لا يبقى معها مجال للريب.. أو هو التصور الذهني الذي يصدر عن نور العقل وحده.." واعتبره شرطاً لازماً في عملية المعرفة ومن بعد ديكارت اهتم بالحدس باسكال ومالبرانش وهوبز وليبنتز وسبينوزا وشوبنهاور، كما ظهر هذا الاهتمام في الفلسفة النقدية عند (كانءتء) أما في القرن العشرين فقد برز الاهتمام الشديد بالمقدرة الحدسية لدى برجسون وكروتشه وباشلار وهاملتون وديوي وغيرهم ممن عالجوا نظرية المعرفة أو المشكلات الإدراكية..
يقول هنري برجسون: ".. الحدس هو التعاطف العقلي الذي ينقلنا إلى باطن الشيء ويجعلنا نتحد بصفاته المفردة التي لا يمكن التعبير عنها بالالفاظ.." فالذي يدرس أو يعمل مضطراً أو كارهاً يكون فاقداً للشرط الأساسي لانبثاق الحدس الصائب وهو شرط التعاطف وفي تعريف برجسون تأكيد على ان الحدس الخارق شيء دقيق ومراوغ فلا تستطيع الالفاظ ان تصفه..
أما عالم الرياضيات هنري بوانكاريه فيعرِّف الحدس بأنه: ".. الشعور بالنظام الرياضي يكشف لنا عن العلاقة الخفية.."
والحدسية في الفلسفة هي مذهب من يرون ان للحدس المكان الاول في تكوين المعرفة ومع ذلك فإن هذه القدرة الجوهرية لا تتكوَّن بالدراسة الشكلية ولا بالعمل الاضطراري.. إن الحدس هو الثمرة التي تنضج من تفاعل المعلومات والخبرات والتأمل والاهتمام، اما الذين يتوقفون عند مرحلة تحصيل المعلومات ويقءعُد بهم ضعفُ الاهتمام عن بلوغ هذه الذروة فإنهم يبقون عاجزين عن انتاج المعرفة أو اتقان الاداء أو مواجهة المشكلات المعرفية والعملية..
هذا عن الاهتمام الفلسفي بالقدرة الحدسية أما حين تأسس علم النفس وانفصل عن الفلسفة فإنه واصل الاهتمام بالقدرة الحدسية فألف (باستيك) كتاباً كاملاً عن (الحدس) وكذلك فعل (وستكوت) الذي ألف كتاباً بعنوان (نحو علم نفس معاصر للحدس) كما يَردُ كثيراً وصفُ الحدس وتأكيد أهميته في كتب علم النفس وعلم التربية والفلسفة العلمية وقد أسهب الذين حللوا عملية الابداع في اطراء القدرة الحدسية واعتبارها شرطاً للقدرة الابداعية.. كما اهتم بهذه القدرة علم النفس المعرفي وكذلك فَعَلَ من تناولوا شرح طبيعة المعرفة واستقصوا مصادرها وحددوا كيفية تحصيلها..
ثم ان بعض الباحثين في علم النفس قسَّموا الحدس إلى مستويات تبدأ من : مستوى الحدس الجسمي ثم الانفعالي ثم العقلي ثم الروحي ولكن آخرين من علماء النفس اعترضوا على تقسيم الحدس إلى مستويات وقسموه إلى وظائف وهي: الاكتشاف الحدسي والحدس الابداعي والتقييم الحدسي والحدس العملياتي والاشراق الحدسي والتنبؤات الحدسية
وقد شرح ذلك الدكتور عبداللطيف محمد خليفة في كتابه (الحدس والابداع) أما يوسف أسعد فقد قسم الحدس في كتابه (الشخصية المبدعة) إلى خمسة أنواع هي: الحدس الكشفي والحدس التجريبي والحدس العلائقي والحدس السيكولوجي والحدس الفلسفي..
يقول الدكتور حسن حنفي في المجلد الاول من كتابه الضخم (التراث والتجديد): ".. الحدوس هي رؤى مباشرة للواقع تؤدي إلى نوع من المعارف الضرورية.. الحدس يقوم على الاهتمام بالموضوع والتركيز عليه وليس مجرد فيض من القلب بلا مقدمات ويمكن تحليله بعد حدوثه بالعقل والتحقُّق من صدقه بالحس ومطابقته للواقع بالرؤية.. الحدس احدى وظائف العقل الرئيسية من داخله وليس من خارجه.." .. أجل.. ان الحدس نبع داخلي ينبثق من أعماق الذات ولا يمكن تلقينه بالمعاهد والمدارس والجامعات وانما يتخلق داخل النفس بالمعايشة الزاخرة الحميمة فمن هذا التعريف نعرف الاهمية البالغة للحدس وندرك انه رؤية خارقة مباشرة وانه لا يستجيب للإنسان إلا إذا هو اهتم بالموضوع اهتماماً شديداً نابعاً من الذات وركز عليه تركيزاً موصولا وملحاً كما نعلم من تعريف حسن حنفي بأن الحدس ليس شيئاً غير قابل للمراجعة والتثبت بل يمكن تحليله بالعقل بعد حدوثه والتحقق من صدقه بالحس ومطابقته للواقع بالرؤية، اما الذي حُرم من الحدس الصائب فقد حُرم من وظيفة رئيسية من وظائف عقله وهذا شأن معظم من يطلبون العلم كُرهاً واضطراراً من خريجي المدارس والمعاهد والجامعات وكذلك من يعملون بتثاقل وبدون علاقة حميمة مع العمل فهم يضغطون على أنفسهم للاداء فيأتي اداؤهم كليلا ومثقلا بالركاكة انهم محرومون من متعة المهارة ولا يتذوقون بهجة الاتفان..
لذلك يركز الدكتور لطفي بركات في كتابه (المعجم التربوي) على أهمية التعاطف الوجداني في ولادة الحدس الخارق في العلم والعمل فيقول: ". . الحدس نوع من التعاطف الوجداني والعقلي يمكن بواسطته النفاذ إلى بواطن الامور (وهو) على حد تعبير الغزالي: نور يقذفه الله في القلب فتصفو النفس ويدق الحس ويرق القلب وتنقشع الغمامة وحينئذ يحدث الاشراق.." فَتَوقُّد الاهتمام بالموضوع والامتلاء به واللهفة إلى الحل كلها تؤدي إلى صفاء النفس ورهافة الحس وشفافية الوجدان وتضافر القدرات وهنا يأتي الاشراف المفاجىء..
ويشير عالم الرياضيات الفرنسي الشهير هنري بوانكاريه إلى ان الحدس الخارق هو امتياز فردي لا يمكن تعليمه ويفرق بينه وبين المعارف التي يتلقاها الدارسون ويقول باختصار جامع: ".. نبرهن بالمنطق ونخترع بالحدس.." ويعرف المطلعون على دراسات الابداع ان ابتكارات بوانكارية الرياضية تقدَّم في الدراسات بوصفها من أوضح شواهد الحدوس العلمية الخارقة ان ربط الاختراع والابتكار والكشف والتفوق العلمي والعملي بالحدس يؤكد ان الجامعات لا تستطيع تخريج المبدعين فهي تعلِّم الدارسين ما هو جاهز من المعارف والمبادئ والقواعد والمناهج لكن كل ذلك ليس أكثر من مقدمات أولية وهي في الغالب تحفظ ولا تفهم وتستوعب ولا تهضم فليس كل من ركب الخيل صار خيالا ولا كل من درس مبادئ القيادة أو الإدارة صار قائداً مُلهَماً أو مديراً ناجحاً وليس كل من عرف المعلومات استطاع ان يستخدمها بحذق ومهارة واستشراف وانما لابد من توفر القدرة الحدسية التي لا يمكن تلقينها وانما يبنيها المبدع بنفسه
دمتن بخير


التعليقات (6)
White_Swan
White_Swan
هلا اختي الغاليه
اسعد الله صباحك
موضوع رائع كالعاده
شكرا لكِ وجزاكِ الله خير

ღ شمعه الجلاس ღ
ღ شمعه الجلاس ღ
جزاك الله ألف خير

بيسان1
بيسان1
بارك الله فيكي سفيرة الغد
موضوع رائع ومميز كعادتك غاليتي
اتمنى لكي دوام التقدم والنجاح
تحياتي

سفيرة الغد
سفيرة الغد
كل الشكر على تواصلكم
وفقكم الله

قمرة
قمرة
جزاك الله ألف خير

مايسة
مايسة
بارك الله بك أختي
شكرا لك علي الموضوع المميز

طلبتكم ولا تردوني والي بتساعدني لها خالص الدعاء والشكر
تكفون يابنات مابقا وقت اللي تساعدني في البحث والله لادعي لها