- بسم الله الرحمن الرحيم ..
- ماذا أنا لوسيا قادمه؟ ولكن لماذا ؟ . نهرتها دونيا كونسويلو قائله :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
مرحبا بالاعضاء الكرام حبيت اشارككم قصة جميله كتبتها من فتره قصيره وما زلت عاكفه على كتابة بقية الحلقات اتمنى ان تعجبكم ولا تبخلوا علي بنقدكم البناء ومشاركاتكم .. القصه اسمها حبيبة روحي وهي قصه احداثها رومانسيه يتخللها بعض الاحداث الشائكه والمثيره اترككم مع القصه ..
في ضواحي مدينة مكسيكو يلفت نظرنا بيت متواضع وجميل يجمل سقفه حجر القرميد الاحمر تطل واجهة نوافذه الكبيره على باحة واسعة يغطي واجهتها بساط أخضر نضر وأحواض زهور واشجار معتدلة الطول تبعد قيد خطوات عن الشارع الرئيسي كان هذا المنزل المتواضع ببنيانه الدقيق يعود إلى ملك الجنرال غوميز ميندوزا وهو يعد من أشهر الجنرالات واوسعهم صيتا في الاوساط العسكريه توفي وهو يحارب ببسالة في أحدى المقاطعات النائيه على ايدي أحد السكان الأصليين بوحشيه ضاريه إلا أنه إستطاع ببسالته وشجاعته من حمل راية كونزاليس الرابع حاكم ولاية مكسيكو لأبعد ما يمكن أن يصل إليه بفتوحاته المستمره جاء خبر وفاته كالصاعقة على مسامع عائلته المفجوعة والتي يتكون أفرادها من زوجته دونيا كونسويلو وإبنته بيانكا ومدبرة المنزل كاتالينا المؤلم في الامر كله هو أن وفاة غوميز ألقت بظلال سوداء على حياة دونيا كونسويلو فكل املاكه وثرواته ذهبت ادراج الرياح بعد أن تولت دونيا كونسويلو من تسديد الديون المتراكمه على زوجها حتى إستنزفت آخر بيزوس لديها فقد كان زوجها وللأسف محبا للعب القمار لم يتبقى لها من ذكرى زوجها الراحل سوى مجموعة ألقاب حربيه ووسامات تقدير تزين بها جدران بيتها لكنها بالرغم من وضعها الإقتصادي المحرج كانت موضع إحترام وتقدير في الحي كله يكفيها شرفا أنها زوجة الجنرال الشجاع غوميز ميندوزا فها نحن الآن نقف في وسط صالة الجلوس حيث تجلس دونيا كونسويلو على الاريكة تحيك بخشوع قطعة قماش من الصوف وبقربها تقف مدبرة المنزل كاتالينا بكوب الشاي المحلى بالعسل وضعته على المنضده أمامها ومن ثم إنحنت بصمت وسارت بهدوء إلى المطبخ تناولت دونيا كونسويلو كوب الشاي ورشفت منه بضع رشفات ومن ثم عادت لتحيك بصمت قرع جرس الباب فسارعت كاتالينا لفتح الباب ليرتفع صوت دونيا كونسويلو سائله :
من الطارق كاتالينا ؟ أغلقت كاتالينا الباب وسارعت قائله وهي تقبل نحوها :
إنه رجل البريد يا سيدتي .. ومن ثم مدت يدها بمغلف رساله إلى دونيا كونسويلو التي تناولتها منها بعد ان وضعت عدة الخياطه جانبا وبإشارة من يدها أمرت كاتالينا بأن تتركها وحدها سارعت المدبره إلى الإختفاء فورا من امام ناظريها لتترك دونيا كونسويلو وحدها تقلب المغلف بين يديها لترى من مرسله فتحته على عجل وقراته لترتسم علامات الضيق والاسى على وجهها وتنطلق عبراتها تغرق وجهها فيبدو ان الرساله كانت تحمل خبرا سيئا وحزينا لها لكن الحياة هي دائما هكذا لا بد أن تكون قاسيه ومؤلمه فمن المستحيل ان يعيش المرء حياته سعيدا فالحزن والفرح وجهان لعمله واحده وشاءت الاقدار أن تعيش كونسويلو الوجه المؤلم من الحياة بخبر وفاة زوجها والآن بخبر وفاة شقيقتها مارتنيز هذا ما كانت تحمله الرساله في طياتها خبر وفاة شقيقة دونا كونسويلو وايضا خبر وصول إبنتها الوحيده أنا لوسيا التي قد عهدت بها لتكون في رعاية شقيقتها دونيا كونسويلو بعد وفاتها ولهذا سارعت دونيا كونسويلو لكاتالينا وامرتها بتجهيز غرفة العليه لإبنة أختها وقد كانت الغرفه الوحيده الشاغره في المنزل وامرت سائس العربة بتجهيز العربه حتى ينطلقا بعد دقائق إلى المحطة لإستقبال الفتاة القادمه لكنها قبل أن تستقل العربة ذهبت مباشره إلى حجرة إبنتها بيانكا لتخبرها بآخر المستجدات وجدتها كعادتها تجلس بخيلاء أمام مرآتها تمشط شعرها وتتغنى بجمال وجهها وشبابها بزفرة ضيق قالت دونا كونسويلو :
هل لك أن تتركي المشط قليلا وتستمعي لي . هزت بيانكا راسها بإمتعاض وقالت لأمها بقليل من الجفاء البارد :
يمكني سماعك يا امي دون التوقف عن تسريح شعري . جلست دونيا كونسويلو بإنكسار على الكرسي المقابل لها ومن ثم قالت دون مقدمات :
ستأتي إبنة خالتك أنا لوسيا للإقامة عندنا .. وبغضب أسقطت بيانكا المشط من يدها وإلتفت نحو أمها وصاحت :
ماذا أنا لوسيا قادمه؟ ولكن لماذا ؟ . نهرتها دونيا كونسويلو قائله :
ما هذا التصرف الغريب منك يا بيانكا ؟ لا افهم سبب هذا الغضب المفاجىء ؟ إبتلعت بيانكا غضبها واحنت راسها خجلة من تصرفها فقالت :
اعتذر لم اقصد ان ارفع صوتي بوجهك ولكن كل ما في الامر أني تفاجأت بالخبر . نهضت دونيا كونسويلو على عجل فلقد تأخرت على موعد إستقبال أنا لوسيا لكنها وقبل ان تخرج أوضحت سبب زيارة انا لوسيا المفاجىء بأن قالت :
إبنة خالتك العزيزه أصبحت يتيمه نحن الآن كل ما تبقى لها في الحياة . ومن ثم خرجت كالبرق تصرخ على كاتالينا بأن تلحقها في بادىء الامر لم تستوعب بيانكا الخبر وشعرت بحزن طفيف لموت خالتها التي لم تكن يوما قريبة منها ربما لأنها إعتادت دوما الإختلاء بنفسها في غرفتها فبيانكا فتاة غريبه الطباع يصعب وصف شخصيتها المعقده ذات المزاج المتقلب وكثيرا ما عجزت دونيا كونسويلو من إيجاد أسبابا مقنعة لتصرفاتها الطائشه لكن بيانكا كانت متاكده من شيء واحد فقط في حياتها وهو حلمها الكبير بأن تقع في غرام شخص وسيم ذو مكانه رفيعة في المجتمع فلطالما احبت بيانكا أجواء البهرجة والفخامه وكانت تشبه أباها المتوفى بحب إختلاطها الكبير بسادات المجتمع المخملي ولكن هذا لم يخفي مسحة الحزن الخفيه التي تكلل نظراتها الساهمه فوفاة والدها قد أحدث شرخا كبيرا في قلبها وزرع اطياف خوف كبير بعدم الامان في نفسها على الرغم من جهودات دونيا كونسويلو في توفير كل سبل الراحة والرخاء لإبنتها الوحيده إلا أنها عجزت من ان تزرع الامان والإستقرار في نفسها وهذا ما كانت تحلم به بيانكا من ان تجده في شخص فارس احلامها المنتظر ..
..
انتظروا احداث الحلقه الثانيه قراءه ممتعه .
بصراحه
ابداع
كملي