- مآسينا نطقت ..
- أنطقتها تلك الفتاة التي طالما أخفت مأساتها عن الجميع
- لتبقى هي مستيقظة وقد سكبت دمعاتها على ذلك الخد المتورد بماذا تجيبها؟
- المفاجئة
مآسينا نطقت ..
كلمتان تحملان بين طياتهما الكثير من المآسي..
مآسينا نطقت ..
بين الدموع وبين الأوراق نطقت المآسي التي أدمت القلوب وأبكت العيون..
مآسينا نطقت ..
أنطقتها تلك الفتاة التي طالما أخفت مأساتها عن الجميع
مآسينا نطقت .. لتحكي قصة فتاة لم تبلغ السابعة ..مات أفراد عائلتها في حادث سيارة لم يبق أحد سواها وأختها ذات الشهور الأربع ,خرجت من المستشفى وقد حملت أختها معها ...إلى أين تذهب؟ وكيف ستتحمل مسؤولية تلك الفتاة الصغيرة؟ وليس لديها أحد.
لكن الله لا يضيع أحدا ، كبرت هذه الفتاة حتى بلغت الثامنة عشر ربيعا تحت تساؤلات أختها عن والديها .. كانت تداعبها لتنسيها سؤلها وتعطيها الحلوى وتسليها حتى تنام.
لتبقى هي مستيقظة وقد سكبت دمعاتها على ذلك الخد المتورد بماذا تجيبها؟
إنها طفلة لا تستطيع تحمل الحقيقة. لقد ذاقت هي طعمها المر ولن تذيق أختها من ذلك الكأس تذكرت وصية أمها قبل وفاتها بلحظات :إن مت فقومي بتربية أختك أريدكما أن تصبحا طبيبتين حافظا على نفسيكما.
بقيت مستيقظة حتى الصباح كفكفت دموعها عندما سمعت أذان الفجر وتوضأت وصلت ثم أيقظت أختها التي بلغت الآن ست سنين بعد أن أعدت لها الفطور ضمتها إلى صدرها وقبلتها ثم أوصلتها إلى المدرسة وعادت أدراجها. ... نامت ثم أحست بأذان الظهر انتظرت أختها لتعود من المدرسة بدأ القلق يدب في نفسها أصبحت الساعة الواحدة ولم تعد أختها، لبست عباءتها وخرجت حتى اقتربت من المدرسة وكانت
المفاجئة
لقد وجدت أختها وابنتها التي سهرت على تربيتها تلك الطفلة التي طالما أسعدت قلبها بضحكتها وفرحتها التي ملأت أركان المنزل مضطجرة بدمائها ركضت مسرعة حتى وصلت لها،حملتها بين ذراعيها وأسرعت نحو المستشفى تهرول بين الممرات، تجمع الأطباء حولها وأخذوا تلك الصغيرة وكأنهم انتزعوا قلبها من بين أضلعها وادخلوها غرفة العمليات فقد نزفت من الدم كثير . نظرت إلى عباءتها وقد غرقتها الدماء ورأت أختها بين يدي الأطباء وهم يحاولون إنقاذها لكن القدر كان أسرع..
طوط
سمعت صوت ذلك الجهاز عندما أصدر صوته العالي معلنا وفاة تلك الوردة التي لم تتفتح بعد .
سقطت مغشيا عليها.كيف لفتاة مثلها أن تتحمل ماحدث لها؟كيف تعيش وحيدة ،مات أهلها والآن ماتت صغيرتها .......
ضاعت حياتهم جميعا بسبب تهور ذلك السائق هو الآن يعيش حياته سعيدا وهي أنثى جسد بلا روح .
لقد كسر قلب أنثى في عمر الزهور وكيف لا يكسر وقد قطعت شرايينه بسكاكين الألم واليتم .
كيف سمحت له نفسه بحصد تلك الأرواح البريئة ؟ولم العجلة في القيادة ؟
كفى ....كفى ..كفى... فلم تعد قلوبنا ودموعنا وأقلامنا من تتحدث بل إن .. المآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسي نطقت ..
- انهيار عصبي ,نعم لقد أصيبت بانهيار عصبي بعد هذه المأساة لم يندمل جرحها بعد من مأساة فقدانها لأهلها
أمسكت بقلمها الذي رافقها طوال تلك السنين ليخفف من آلامها لتحكي له عن :
S S " دموع المأساة " S S
نعم للمأساة دموع ولدت معي منذ ولدت أتذوق طعمها المر حتى الطفولة لم أستمتع بها كما يفعل الأطفال
وحدها... دموعي من شهد معي تلك اللحظات ...
وحدها.. بسمتي من مسحت دموعي ونثرت حروف معاناتي على شواطئ الأمل...
وحده.. قلمي من يشعر بعظم مأساتي كيف لا ..وهو من سطر فصولها على ذلك الورق عله يخفف من الآلام المتراكمة على قلبي.
وحدها.. وسادتي من سهر معي الليالي الطوال بعد أننام الجميع وتركوني أعاني وحدي.
ليت .. فصول معاناتي تنتهي وتتركني أعيش سعيدة .. ليتها ..ترحل وتأخذ الأحزان معها .
لو كان للدموع لسان ..لصرخت بمأساتي كفاك تقطيعا لقلبها أما كفاك ما سببت لها من جروح أم أنك تريدين أن تغتالي ذلك القلب الصغير .. لو كانت تتحدث ..لتحدثت عن آلامي لكنها تنتظر ذلك اليوم المشرق ليحمل الفرح لقلبي ليسدل الستار على مأساتي التي سطرتها الدمووع .. لتنتهي .. دموع المأساة ..
لأبتسم .... و لأظل أنا
" مبت رغم الألم سمة "
والله روعه بنفس الوقت حزينه