الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
الحلقة الأولى
في ذاك القصير الكبير المليئ بالخدم والحشم
كانت تسكن فيه عايلة من أكشخ العايلات
عايلة أبو فهد وأم فهد ..
عندهم 3 أولاد .. فهد .. سليمان .. خالد
أعمارهم كانت متقاربة لبعض كل واحد بينه وبين الثاني سنتين
أم فهد كانت آية بالجمال ليش إنها لبنانية من أصول تركية .. تعرف عليها أبو فهد بدراسة له بلبنان وانبهر على جمالها الساحر .. شقار شعرها ولا زراق عيونها ولا نعومة بشرتها وغير عن ذاك كله كانت طيبة بشكل كبير وملكت قلب أبو فهد إلي مارد السعودية الا وهو متزوجها ..
جابتله العيال الثلاث وبآخر ولادة لها تعبت حيل ومنعها الدكتور تحمل مره ثانيه لأن خطر عليها وعلى رحمها وعلى الجنين
لكن الله شاء وأراد إنها تحمل بعد 7 سنوات من عمر خالد .. وجابت البنت إلي كانت تتمناها من أول .. ساره ..
أم فهد تعبت حيل بالحمل لذا ولدت مبكر على الشهر السابع
ونجت البنت لكن اضطرت تبقى بالحضانة .. وأم فهد قعدت فترة بالمستشفى من تعب لتعب ومن حالة سيئة لأسوأ .. لين الله أخذ منيته وماتت !
أبو فهد كان مريض بالقلب .. وكان موت زوجته وحبيبته صدمة قوية عليه جابتله جلطة .. وطاح بالعناية المركزة فترة لين نجا بصعوبة .. لكنه ظل تعبان حيل ..
نجي لسارة
سارة ليش إنها انولدت مبكر كانت عندها مشكلة بالقلب ..
اضطروا إنها يسولها عملية وهي بذاك العمر ولا بتموت
سوت العملية واتحسن وضعها بنسبة بسيطة تمنعها من الموت لكنها ظلت تعبانة ..
سارة شلون أوصفها لكم ..
كأن جمالها ماخلق ربي مثله ! أخذت الزين من كل واحد بالبيت
شقار شعر أمها .. دقة خشم أبوها .. ورسمة عيونه الناعسة ,,
وخليط من عيون أمها وأبوها صارت عيونها عسلية فاتحة ..
حمرة شفاها وخدودها الرباني
كان كل من مر وشافها يذكر الله ويسمي على هالملاك البريء ..
طلعت سارة من المستشفى وظلت تحت رعاية أبوها إلي يموت كل يوم من حزنه عليها ويتذكر أمنيات زوجته وهي حامل فيها :
" أم فهد : لو جبت بنت بدي سميا سارة وبدلعا وبخليا أروع وحده بالدنيا
أبو فهد: ههه ترا بغار منها من الحين
أم فهد : يو تؤبرني حبيبي أنا بحبها من حبي إلك حبيب ألبي ..
أبو فهد : ياحبيبتي إنتي .. أبيك تجيبينها بالسلامة وتسلمين إنتي هذا الي أبي أهم شي ,,
أم فهد وهي تبتتسم بكل حب: إن شاء الله حبيبي "
غمّض أبو فهد عيونه بقوة وهو يتذكر ودمعت عينه وتنهّد تنهيدة طلعت معها بركان الحزن والألم إلي متفجر داخله ..
واضطر يجيب مربية لسارة تهتم فيها تحت نظره لأن مهما سوا وفعل مايقدر يكون مثل الأم ..
فهد إلي توه عمره 11 سنة كان متقطّع حيل على فراق أمه وعلى حال أبوه وعلى أخته الصغيرة ..
وبيوم كان مسرّح قدام التلفزيون .. دخل أبوه عليه وشافه بهالحاله وكسر خاطره ..
أبو فهد : فهد حبيبي شفيك .. ليش مانمت للحين
فهد وهو يحاول يخبي الدمعة : ماجاني النوم .. موقادر أنام ..
أبو فهد وهو يقعد جمبه : فهد يابابا إنت رجال .. كبير .. السنة الجاية بتروح المتوسط .. لازم تشد حيلك .. لازم تكون قوي .. لا تصير ضعيف زي بابا خليك أقوى مني ترا أنا إذا شفتك كذا أتعذب
تبي تشوفني متعذب !
فهد والدموع تنزل من عينه : لا مابي أشوفك متعذب ..
أبو فهد : زين خلاص حبيبي .. ماما إن شاء الله مبسوطة الحين ومرتاحة .. خلاص حبيبي .. ماما لها كم شهر رايحة وانت لازم تتعوّد حبيبي .. لازم تكون أقوى من كذا عشان أفرح وأفتخر فيك
فهد : إن شاء الله بابا .. يمسح دموعه : إن شاء الله
نجي للقصر إلي جمبهم
عيلة أبو مازن وأم مازن ..
أم مازن تصير أخت أم فهد .. وأم فهد إلي خطبت أختها أم مازن لصديق أبو فهد لأنها إختها الوحيدة وتموت فيها وتبي قربها ..
مازن ولدهم الكبير بعمر خالد ..
وسمر أصغر منه بأربع سنوات ..
مازن كان يموت بعيال خالته لأن أعمارهم قريبة من بعض ولأن العلاقات قويه بين أبو مازن وأبو فهد .. كان مازن ليله ونهاره عند العيال ومايرد لبيته الا وقت النوم .. خاص إنه بعمر خالد وبنفس المدرسة والفصل .. يذاكرون سوا ويتدارسون سوى ..
مرت سنة على وفاة أم فهد .. وأبو فهد حالته تزيد سوء ..
ترك التجارة ولاعاد صار يهتم فيها وباع أغلب أملاكه وكتبها بأسماء عياله ..
وحالة قلبه بدت تزيد عليه .. وكان يشوف نفسه شلون متعذب ويفكر ببنته الصغيرة شلون بتتعذب طول عمرها بسبة مرض القلب !
أما مازن وخالد إلي من يدخلون البيت هالثنائي المرح ..
يرمون شناطهم على الأرض وركض على غرفة سارة
واتخيلوا المنظر :
يفتحون الباب بقوة وإلا المربية " سيرين " تخترع من هالصجة !
أما سارة إلي قاعدة بالأرض بين ألعابها وحويستها ترفع راسها لهم وتضحك وترفرف بإيدنها ..
يركضون لها :
خالد : أنا مسكتها أول .. أنا إلي وصلت أول
مازن وهو قاعد وراها يسحبها من بطنها : لا والله أنا وصلت قبلك مالي شغل أنا بشيلها ..
خالد: ياسلام مازن إنت كل يوم تضحك علي وتقول وصلت أول وتشيلها ولا تفكها إلا بالقوة .. مالي أنا بآخذها
مازن ألي ماسكها بكل قوته : لالا أنا
خالد ماسك إيدها ويسحبها : وخر أنا بشيلها
المربية : بس !!!
بدخلة أبو فهد عليهم بالغرفة : ماشاء الله وش هالازعاج ؟؟ صوتكم واصل لتحت إنتم متى جيتوا من المدرسة ؟
خالد وعيونه بالأرض : بابا شوف مازن كل يوم يشيل سارة أول ومايخلين أشيلها الا بعد ساعه ..
أبو فهد : وانتم ليش تجون الغرفة هنا ولا غيرتوا ولا تسبحتوا
يلا أشوف كل واحد يروح الحمام يغسل ويغير وانزلوا تحت تغدوا يلا !
قاموا العيال وهم محموقين
ومشوا ورى بعض كان مازن ورى خالد
إلتفت بسرعه على سارة وشالها بسرعه وباسها
أبو فهد : مازن !!!!
حطها مازن على الارض بسرعه ومشى ورى خالد لوين ماقالهم أبو فهد
بعد الغدا وهم قاعدين بالصالة دق ابو فهد على المربية تنزل سارة ..
ويوم انزلت ركضوا كلهم على الدرج وهالمره كان معهم سليمان و فهد ..
أبو فهد : " وقفوا ياعيال .. فهد هات ساره ..
فرح فهد إن أبوه اختاره وشالها من المربية إلي تضحك عليهم وعلى برائتهم .. وأخذها لأبوه وهو كل شوي يبوسها ..
سارة كان دمها خفيف وبس تشوف أحد قدامها تضحك
لكنها اتأخرت بالحبي والمشي لأن الكل كان يشيلها ويدلعها
أخذها أبوها وباسها وتم يلاعبها ويضاحكها .. وهي متونسة حيل بيد أبوها مع صوت الخرخرة إلي بصدرها بسبب الربو ..
قام أبو فهد وصار يطيرها بالجو وهي تضحك واخوانها ومازن يضحكون من ضحكها .. وقعد يطيرها مره ومرتين وثلاث ..
وفاجأة ! انتفض أبو فهد بقوة ونغزه قلبه نغزة قوية !!
و انفلتت ساره من إيده وطاحت . . لكن الله حماها لين مازن كان إهو إلي عند رجول أبو فهد فمسكها بإيده وهو مفجوع ويطالعها يحسب صار فيها شي .. طالعت ساره بمازن شوي ورجعت تضحك وتناغي .. خلت مازن يضحك من قلب
رجع أبو فهد على الكنب وقعد وهو ماسك قلبه بقوة ومغمض عيونه وباليالا ياخذ نفس !
فهد : بابا شفيك ؟؟ تعبان ؟
أبو فهد وهو بصعوبة يتكلم : لا .. حبيبي .. ما فيني .. شي ..
فهد : شكلك تعبان بابا بتروح المستشفى ؟؟
أبو فهد : لا .. مايحتاج .. بروح .. أرتاح .. بغرفتي .. انتبه .. لساره
فهد : إن شاء الله بابا
وطلع أبو فهد غرفته بالقوة وفتح الباب وهو يالا يمشي .. لين وصل للدولاب إلي جمب سريره ..
فتحه وهو يتنفس بقووة .. وطلع كيس الدوا إلي فيه وراح لسريره ورمى نفسه وهو حس إنه منتهي ..
شوي مد إيده للبراد الصغير جمب السرير وصب لنفسه كاس مويه وأخذ الدوا بالقوة ورمى الكاس على الارض وكيس الدوا بالجهة الثاني ..
وغمض عيونه !
كانت هالحالة تجي لابو فهد بالسنة مره ..
وبعد موت أم فهد صارت تجيه كل شهر ..
والحين تمت تجيه بالشهر مرتين أو ثلاث ..
وبكل مره يقوم من هالحالة يحس إنه قرب ينتهي وماعاد بقاله شي بهالدنيا
ومره كان قاعد إهو وأبو مازن بالصالة :
أبو مازن : والله يابو فهد حالك مايسر لا حبيب ولا عدو .. ياخوي بتكمل سنتين وانت على هالحالة .. تعوّذ من الشيطان وامش معاي المستشفى خل يشوفونك !
أبو فهد : وش يشوفون فيني يابو مازن الله يهديك .. هذا أنا مريض بالقلب من زمان مو شي جديد ..
أبو مازن : بس مو بالهالطريقة .. كل يوم والثاني مخرع عيالك عليك !!والله لو تشوف شكلهم قبل البارح وهم يصارخون عندي بالبيت عشان ألحق عليك .. والله حالهم يكسر الخاطر !
شوي إلا تدخل سارة ومعها عروستها وتركض لين أبوها إلي شالها وباسها وحطها على رجوله وهو يضمها بحنان وعطف ويقول : والله هالمسكينة إلي كاسرة خاطري صدق !
مو كفاية فقدت أمها وهي توها طالعة على الدنيا .. لا وبعد مريضة بالقلب وبالربو .. ياعمري والله ماتستاهل كل الي تعانيه ..
أبو مازن وهو يطالعها بحزن : ماعليك يابو فهد ساره الكل يحبها ويموت فيها .. إنت لو تسمع مازن بالبيت شلون يسولف عنها وصارت عندنا مثل الجائزة إلي نكافئه فيها
خلص دروسك عشان تروح لساره
خلص صحنك عشان تروح لساره
وحب يمازح ابو فهد قال :
ولو أقوله غير شكلك .. غيره بس عشان يروح لساره ..
ضحك أبو فهد وابو مازن وضحكت ساره معاهم ..
وانتهت السالفة ..
ولو كان يدري أبو مازن عن الأيام الجاية السودا .. كان مانهى السالفة على كذا !!
مرت السنة الثالثة وبعدها الرابعه .. لين جا اليوم.. إلي تعب فيه أبو فهد وحس إنها النهاية ..
كان متمدد على السرير بغرفته وينادي بصوت مخنوق ماينسمع : ف هد .. ف .. ف هد !
سليمان إلي كان مار من غرفة أبوه وحب يدخل يتطمن عليه ليش إن الايام الي راحت ماكان أبوه يطلع من الغرفة أبد وبس يطلب ساره ياخذها ويبوسها ويحطها جمبه وينومها على صدره وبقلبه ..
دخل سليمان الغرفة بشويس .. وشاف عيون أبو فهد على الباب تنتظر أحد ..
أسرع سليمان لأبوه وهو مبتسم ..
أبوه إلي ماصدق وشافه : سل يم ا ن ولدي .. شلونك .. بابا ؟
سليمان وهو منفجع : أنا بخير .. بابا إنت شفيك .. شكلك تعبان !!
أبو فهد : سليمان .. حبيبي .. وين اخوانك .. وين ساره ؟
سليمان : فهد بغرفته على النت .. وساره مع خالد ومازن يلعبون بالحوش !
ابو فهد : نادهم بابا .. أبيكم عندي ..
سليمان إلي قلبه متقطّع على أبوه :إن شاء الله بابا الحين
وركض سليمان لأخوه فهد : فهد فهد ..
فهد : بسم الله فجعتني شفيك ؟؟
سليمان وهو خايف : بابا يبينا كلنا .. تعبان مدري شفيه
بروح أنادي خالد وساره وانت روح عنده
فهد إلي وصل للباب من سمع إن أبوهم يبيهم وراح لأبوه ودخل بشويش ومشى لين أبوه إلي من شافه ابتسم : هلا بفهد .. هلا .. برجال .. البيت .. اقعد بابا جمبي هنا ..
قعد فهد والدمعة تبي تطلع منه وهو حابسها : بابا إنت تعبان.. خلينا نوديك المستشفى ..
ابو فهد إلي حاس بنفسه إن خلاص ماعاد فيه فايده قال : لا بابا أنا أبي .... أنا .. أبي أقعد معكم هنا ..
فهد شلونك حبيبي .. شلون .. الدراسة .. معاك
فهد : زينة .. كل شي زين الحمدلله
أبو فهد يبلع ريقه بقوة عشان يقدر كمل )
فهد .. أنا كنت دايم أقول .. فهد .. رجال .. قوي .. ماتطيحه أحزان ..
أخذ نفس قوي وكمل :
فهد يوقف .. بوجه الريح .. فهد ولدي .. ويحب اخوانه .. ويحب اخته ..
وماراح يخلي .. الهموم .. ولا الدنيا .. تلهيه عنهم ..
صح فهد ؟
فهد إلي ماقدر يحبس دموعه أكثر وصارت تنزل بقوة : صح بابا صح ..
ابو فهد : لا تبكي فهد .. انت رجال .. وانت .. بتكون .. المسؤل بعدي .. عن اخوانك .. واختك ..
فهد : لا بابا إنت مح تروح !!!
أبو فهد أخذ نفس بقوة وهو يمسك قلبه إلي بادي يلفظ أنفاسه الأخيرة وغمض عيونه بألم وهو يقول : حبيبي .. لاتقول كذا .. أنا كانت ببالي .. أماني كثيرة .. وودي أحققها لكم .. لكن مالله مريد ..
فهد .. تلاقي .. كل شي .. مكتوب ومجمع بالهالدولاب ( ويأشر بالدولاب الي جمب سريره )
وأخذ نفس قوي وكمل :
أنا الأيام إلي راحت .. وانا بالغرفة ..قعدت أكتب .. كل شي .. أبيك تسويه بعدي .. وتمسكه إنت .. ياولدي ..
انفتح
الحلقة الثانية
مرت ثلاث سنوات على هالحالة وكبرت ساره وازداد جمالها وصارت حديث الكل .. لين دخلت المدرسة أولى ابتدائي ..
كانت ساره مره مبسوطة من المدرسة وكل يوم ترجع تحكي عنها وتسولف .. وكان مازن هو أكثر واحد يستمع لها ويضحك على كل كلمة وكل حركة وكل تعبير يطلع منها ..
لين كان يوم الكل قاعد ياكل ويسولف إلا ساره كانت مسرحة ولاهي معهم ..
انتبه مازن لشرودها .. وقال بخاطره :
ياعمري عليك ياسارة حياتي .. وش الي تفكرين فيه ومسرحه فيه وانت الي بعمرك لا يفكر ولا يحتار ولايدري عن شي
قام مازن لعندها :
سوسو حبيبي شلون المدرسة ؟ ماسولفتيلي عنها اليووم !
ساره : زينة
مازن : شلون زميلاتك : نهى وغاده وندى؟
ساره بهدوء : طيبات
مازن حس ان ساره فيها شي ..
قال :طيب ساره وش رايك تجين معاي الحين المكتبة بروح أشريلي أغراض ونمر على السوبر ماركت ونرجع
التفتت ساره هالمره بمرح وقالت : والله !
استانس مازن من مرحها : وقال اي والله .. بس لازم نرجع بدري عشان يمديك تغيرين وتنامين وتقومين نشيطة للمدرسة
رجعت نفس نظرة الحزن لساره مره ثانيه وقالت : انا .. مابي أروح بكرا المدرسة ..
مازن : ليه !! ليه ماتبين تروحين !!
ساره : اي مابي أروح مابي أروح
وقعدت تبكي وعلى صوتها بالبكى .. لين انتبهولها اخوانها
فهد : ساره شفيك حياتي ليه تبكين .. شفيها مازن !
مازن إلي حس انه بيتقطع عليها : مدري يافهد قلتلها نروح سوى المكتبه ونرد بدري عشان المدرسة بكرا .. إلا صارت تبكي وتقول ماتبي تروح المدرسة !
ساره وهي تبكي ودموعها مغرقة وجهها : مابي المدرسة مابي أروح ماحب المدرسة ماحب البنات ماحب غاده ماحبها ماحبها
سليمان اتضايق يوم سمع ساره تتكلم عن غاده لأنه كان يحبها من يوم هو صغير وهي كانت بعد تحبه وتحب تلعب معاه
غاده هذي تصير بنت عم ساره .. أكبر منها بسنتين ..شيطانة وشرانيه وماترحم ,, كانت بكل اجتماعات عيلتهم تذكر ساره انها ماعندها أم ولا أبو .. وانها احسن منها عندها أم وأبو ..
لذا حس فهد إن غادة قايلة شي لساره .وقرب منها وشالها وحطها على رجوله : اش قالتلك غاده النحسة هذي اليوم !
ساره وهي تبكي : وزعوا .. علينا .. أوراق لمجلس الأمهات ..
وغاده تقولي .. إرميها إنتي .. ماعندك أم ..
مازن صار وجهه أحمر من كثر الغيظ و قال لساره : ورميتها ؟؟
هزت راسها بقوة : لا .. مابي أرميها .. مو بكيفها
فهد: شاطرة حبيبتي إي مو بكيفها وتخسى إلا إهي !
ساره وهي تزيد بالبكي : بس أنا .. ماعندي أم صدق .. عشان كذا مابي أروح المدرسة بكرا .. بتضحك علي غاده .. وبتضحّك علي البنات ..
مازن عجز يستحمل قام وقعد قدام ساره وهو ماسك إيدها :
" ساره ومن قال إنتي ماعندك أم ؟ "
فاجأه سكتت ساره وطالعت فيه وهي تشاهق بهدوء ...
مازت ابتسم : إنتي بتروحين بكرا ان شاء الله .. وبتجي معاك أمي إلي هي مثل أمك .. وبتحضر مجلس الأمهات مع الأمهات
نسيتي إن ماما هناء إهي إخت ماما سناء ؟؟
ارتاح فهد لكلام مازن الي نشله من حيرته وحزنه على اخته ..
وساره ظهر على وجهها بشاير فرح
وكمل مازن وهو يبتسم لها : صح ؟
هزت ساره راسها بالإيجاب وهي تبتسم ...
وفعلا راحت ساره المدرسة وراحت معها خالتها سناء ,,
الي نبهت مدرساتها على وضع ساره ونفسيتها وحرصتهم عليها
لكن مازن ظل بخاطره حقد على هالغادة !
ومارتاح لين اختلى باخوانها وفتح معاهم الموضوع :
مازن : وبعدين معاها غاده هذي ترا مو أول مره تسويها بساره
سليمان : معليه تراهم صغار وهذي حركات عادية
بكرا تكبر وتعقل
خالد : اي على حساب نفسية ساره !
سليمان : ساره بعد بتتفهم ان هالشي كان وهم بزران ..
خالد : إنت ليش دومك تدافع عن غاده حتى وهي غلطانة
إرتبك سليمان شوي : مادافع عنها ولاشي بس مابيكم تكبرون السالفة ولاتسون ان غاده بنت عمنا الي مالنا غنى عنه
هنا اتكلم فهد أخيرا : ووينه عمنا هذا الي مالنا غنى عنه !
يطل علينا بالشهر مره ويروح بس عشان الناس لايقولون عمهم مايدري عنهم !
عمك ياحبيبي مايحبك ولايبيك .. ومنقهر ليش ابونا كتب أملاكه كلها بأسامينا ..
والحين جاي تدافع عنه وعن بنته !
سليمان : انا مني متكلم خلاص .. إنتم كل ما اتكلم لازم تطلعوني غلطان .. اسكت أحسن
مازن : اي والله أحسن ..
وقام عنهم لوين ماكانت ساره قاعدة بغرفتها ومعها دفترها ترسم و تلوّن.. ويوم شافت مازن وهو يدخل أشرت على فمها بشويش :أش !
استغرب مازن والتفت مالقى إلا هي بس بالغرفة حتى المربية مافي ..
ودخل وراح لعندها واتكلم بصوت واطي : شفيك ؟
ساره تهمس : بنتي نايمة !
انبهت مازن وشوي استوعب ان تقصد عروستها .. لقاها سادحتها جمبها ومغطيتها بفراش صغير ومنومة جمبها دبدوب صغير
نفس الوضع الي تنام عليه ساره كل يوم ..
ابتسم لها مازن بكل حب وهمس : طيب ..
قعد جمبها وتم يطالعها وهي ترسم وتلوّن ..
كانت راسمة رسمة غريبة لفتت نظر مازن وقعد يدقق فيها وهو عاقد حواجبه ..
كانت راسمه رجال .. وحرمه .. وبنت ..
الرجال بصوب .. والحرمه بصوب .. والبنت بالنص قاعده
مازن : من هذا ويأشر على الرجال
ساره : الأبو ..
مازن : وهذي ؟ يأشر على الحرمة ..
ساره : الأم
مازن : وهذي .. ويأشر على البنت
ساره : بنتهم ..
مازن باهتمام : زين ليش كل واحد بصوب !!
طالعت ساره بالرسمة شوي وحاولت تعبر :
عشان .. مايقدرون يمسكون البنت .. هم مب عندها أصلا ..
مازن : هاه وينهم ..
سكتت ساره شوي وهي تطالع برسمتها : ما أدري !
انكسر خاطر مازن حيل ..
ساره عمرها ماجربت هالترابط بين الأم والأبو ! وانه تكون البنت بينهم ويمكسون ايدها ..
لذا .. إن رسمت رسمه فيها أم وأبو تبعدهم عن بعض ..
شي يحكي الواقع الي تعيشه والنفسية الي بداخلها وهي ماتدري ..
ياعمري ياساره ..
وش هالمعاناة الي بقلبك وانتي مو دارية عن الدنيا .. قلبك الطيب التعبان الي مايستحمل كل الي يجيه ويبي يجيه ..
واتذكر المره الي طاحت فيها ساره بنوبة بالقلب خرعت الكل عليها ..
كانو طالعين 5 عوائل للبحر ..
عيال أبو فهد وأبو مازن و ابو طلال وابو سامي وابو سعد .
كانو كلهم طالعين رجال وحريم وعيالهم ..
إلا هم كانو بس العيال من غير أهل ..
مشت السيارات ورى بعض .. لين وصلوا لقصر كبير على البحر ..
ملك أبو طلال ..
كان القصر يهبل فيه كل أنواع الألعاب الي تونس الصغار والكبار ..
وكان فيه مسبح كبير خيالي
ويطل القصر على اروع منظر للبحر ..
اتجمعوا وقاموا يشوون سوى .. واتغدوا .. وكانوا مستانسين مره وقعدتهم كلها سوالف وضحك ومرح .. ويوم زان الجو ..
كلن راح بصوب ..
الشباب راحو للبحر يركبون دبابات البحر ..
والرجال قاعدين ويا حريمهم بقعده حلوة على البحر
الي يشيش والي يغني والي يتقهوى ..
والبنات الي كانو قريبين من عمر ساره .. كانوا قاعدين يلعبون بالرمل ..
وشوي وهم يلعبون قالت سمر " اخت مازن " : وش رايكم نروح نسبح الحين بالمسبح ؟
نهى بنت ابو طلال : بابا قال مافي مسبح الا المغرب عشان الشمس
ندى بنت ابو سامي : حتى ماما قالت كذا بس تعالوا نقولهم الحين مافي شمس قويه ..
ضحكوا البنات بمرح وقاموا لوين ماكانوا أهلهم ..
إلا ساره ظلت بمكانها تطالعهم ..
بس البنات يوم وصلوا لأهلهم بدا حكي الأهالي
ام طلال : هلا سمر وينك ماتسلمين ؟ ولا عشانك كبرتي وصرتي حلوه ؟ ماتبيناا
سمر بحيا راحت سلمت عليها وعلى الموجودين ..
راحت نهى تتدلع عند أبوها : بابا نبي نسبح الحين ..
ابو طلال : لا ماما شمس ..
ندى اتليقفت وقالت : لا عمي والله الحين الجو حلو
وضحك الكل على لقافتها ..
ام مازن فقدت ساره والتفتت لقتها قاعده لحالها على الرمل ومعها عود تشخط فيه بالرمل ..
نادتها : سو سو ..
رفعت ساره راسها لخالتها وماتحركت من مكانها
ام مازن : سوسو تعالي حبيبتي سلمي عليهم بيسألو عليكي ..
محد سأل عنها لأن ناسينها حيث ان اهلها مو بينهم لكن يوم اسمعوا ام مازن قالت كذا .. تموا ينادونها اهم بعد ..
" وينها ساره وينها الحلوة .. ماشفناها "
أخيرا اتحركت ساره الي كانت مثل أي طفله تحب هالكلام الحلو ..
وراحت لعندهم وكل ماسلمت على أحد شالها وباسها وسمى الرحمن من جمالها ونعومتها
وبالاخير قعدت جمب خالتها أم مازن ..
سمر : خلاص بابا نسبح ؟؟
ابو مازن يطالع أم مازن لأنها هي أدرى ..
أم مازن : شو رايك أم طلال !
أم طلال: كيفهم خل يسبحون
البنات بمرح وضحك : هايي واو ..
وراحوا ركض لوين مايغيرون ويلبسون مايوهاتهم ..
أم مازن : روحي ساره حبيبتي غيري والبسي مايهوك
ساره : ابغى اسأل فهد ..
أم مازن : ليه ؟
ساره : هو قالي ماتروحين مكان الا أنا لازم أعرف ..
ابتمست أم مازن وفرحت لحرص اخوها عليها ..
وقالت : ماعليكي حبيبتي .. لايرجع أنا بقله انا خليت ساره تروح ..
شو حبيبتي انا مو زي إمك ؟
ابتسمت ساره وهي تهز راسها
ام مازن : يلا روحي لا يروحوا عنك البنات ..
قامت ساره وراحت تركض للبنات .. وغيرت ولبست مايوها
وراحو للمسبح الي كان قسم غريق وقسم واطي ..
وقفت ساره عند المسبح وهي تنزل رجولها بشويش وتطلعها ..
وبعدين قعدت ونزلت رجولها كلها ..
جو البنات وقعدوا جمبها وسوا مثلها وتم يطافشون ويضحكون
بعدين قالوا : يلا ننزل مع بعض ..
يلا 1 2 3
ونقزوا كلهم ..
وضحكوا على اشكالهم وصاروا يسبحون ويلعبون مستانسين ..
رجع فهد ويا الشباب .. وأول ما سأل .. سأل عن ساره
ام مازن : أنا قلتلها تروح تسبح مع البنات ..
فهد بان عليه اتضايق شوي وقال : وينهم ؟
أشرتله أم مازن على المكان ..
راحلها فهد ..
ولحقه مازن وخالد
أما سليمان فكان للحين يلعب بالدباب ..
هو كذا يختلف عن اخوانه .. ويحب اللعب والهبال والضحك وعصبي حده
وصلوا لعند المسبح وشافوا البنات يسبحون ويضحكون ..
ساره يوم شافت فهد قالت :
خاله سناء قالتلي اسبحي
ابتسم وهو يقرب منها بالمسبح و ماحب يضايقها وقال :
عادي حبيبتي دام خالة سناء وافقت
ابتسمت ساره
و قرب مازن وخالد منهم وصاروا يرشقون البنات بالمويه ..
وقعدوا البنات يضحكون ..
ويوم جا مازن يوقف اتزحلقت رجله وجا يطيح .. راح اتمسك بخالد وطيحه معاه ..
وطاحوا اثنينهم بالمسبح ..
خالد وهو يكح من الشرقا : إنت يالدب ليش تتمسك فيني ؟؟
مازن : ههه والله ما أتبهذل لحالي
خالد : ههه يقطع ابليسك ما معاي ملابس
مازن : انا معاي واحد احتياط
ههه
سحب فهد كرسي وقعد عليه وهو يطالعهم ويبتسم ..
فهد دايم هادي .. وغامض ولا يحب يشكي لأحد ولا يبين حزنه لأحد .. وحنون وطيب بنفس الوقت ..
صاروا العيال يلاعبون البنات وخالد يطالع سمر .. ماشاء الله كبرت واحلوت .. لكنه راح لساره .. وهو يأشر لمازن ..
مازن فهم السالفة لانهم دايم يسوونها بساره ..
شال خالد ساره ورفعها فوق وطيرها لمازن .. مسكها مازن وهو يضحك وهي ميته من الضحك .. ورجع طيرها لخالد .. مسكها خالد ويضحك على ضحكها وطيرها لمازن ..
إلا وقف فهد وأشر بإيده لمازن إنه خلاص !
حطها مازن الا وتجيه سمر : أنا أنا أنا ..
ونهى وندى عند خالد : أنا أنا أنا
طالع مازن خالد بنظرة ملل بس اضطروا يسونلهم لا يصايحون عليهم ..
بعدها طلع مازن وخالد وغيروا وقعدوا قدام البحر ولحقهم فهد وقعد معاهم .. وشوي الا جاهم سليمان غرقان بالمويه ويضحك ويستهبل .. ويحكيهم شلون طاح من الدباب ورجع ركب
فهد وهو يبتسم : والله انك مرجوج
سليمان : إنت ليش ماركبت ..
فهد : أخاف أتيح ,, ههه
وضحكوا كلهم عليه .. وجابو عصيرات وشيبسات وقعدوا ياكلون ويضحكون ومر الوقت على الكل من غير ماينتبه ..
بعدها انتبه مازن إن ساره طولت بالمسبح وخاف عليها ..
مازن : فهد مو كن ساره طولت شوي !
فهد انقلب وجهه فاجأة وقال : يوه .. الله يذكرك بالشهادة يامازن ياربي شلون نسيتها أنا .. ياربي لايجي قلبها شي ..
وقام فهد ومازن يركضون للمسبح .. إلا واتعلقت رجل فهد بصخره بالأرض طيحته على قدام .. وصرخ من الألم .. لان المنطقة الي كان يركض فيها مليانه حصا ..
رجعله مازن : فهد شفيك سلامات عسى ماتعورت
فهد وهو يمسك ركبته ومغمض عينه من الألم :
ماعليك مازن .. روح لساره طلعها ..
التفت مازن لسليمان وخالد وناداهم
" سليمان خالد "
ويوم شافوه .. أشرلهم على فهد وراح عنهم ..
وصل مازن لساره ..
ودخل وشافها .. ووش ماشاف !!!!
كانت ساره متكيه بظهرها على المسبح ومتكتفه بقووه وتنتفض
ووجها شاحب وشفايفها مبيضه ..
والبنات حولها يكلمونها ..
سمر من شافت مازن :
مازن ساره كأنها تعبانه من أول جالسه كذا ماتبي تسبح ولا تلعب ولا تتكلم ولا شي
جا مازن من فوق ساره ومد ايده : تعالي سوسو ..
سوسو ما تحركت من مكانها ..
خاف مازن عليها مره فمد ايدينه عليها ورفع جسمها النحيل ..
الا هي تكورت بحضنه وصارت تنتفض ..
مازن : سوسو حبيبتي شفيك .. في شي يعورك !!
ساره : بر .. دا .. نة
التفت مازن يدور على أي شي يغطيه ساره ولقى منشفه بالطرف راح وأخذها وغطاها فيها .. وطلع فيها من الباب الداخلي الي يودي على المجلس وهو ينادي :سمر تعالي ..
طلعت سمر وراحت لأخوها : نعم
مازن وهو ضام ساره بقوه : وين ملابس ساره ؟
دخلت سمر وهو يلحقها وأشرت على ملابسها وهي خايفه :
شفيها ساره ؟
مازن : مافيها شي بردانه بس .. روحي نادي ماما بشويش لحد يسمعك ..
سمر : طيب .. وراحت تركض ..
سحب مازن ساره لقدام يبي يشوف وضعها .. وانصدم !!
كانت شفايفها مزرقه وتنتفض بقوة وعيونها محمره !
وزاد انتفاضها وزاد .. لين حس مازن انه مو قادر يتحكم فيها
واخترع قلبه عليها وماقدر يستنى
طلع فيها يركض وهو يصرخ :
فهد سليمان .. خالد .. تعالو الحقوا ساره بسررعه
فهد كان قاعد على الرمل اهو واخوانه وابو طلال
لانهم جابوله اسعافات أوليه وعالجوا ركبته وهم يمازحونه وهو يبتسملهم غصب لان قلبه مع ساره ..
ويوم خلصوا قعدوا معاه على الرمل وقعدوا يسولفون وينتظرون مازن
حس فهد إن مازن تأخر وجا يبي يقول لخالد يروح يشوفه ..
إلا وطلع مازن يناديهم ويصارخ عليهم ..
فهد من شاف مازن شايل ساره ويصرخ .. قام بكل قوته مو مهتم لا بركبته ولا بشي
واخوانه قاموا وراه وكلهم مخترعين وراحوا لمازن الي باين شكله مخترع ويقول : مدري شفيها .. طلعتها من المسبح وهي تنتفض .. والحين زادت حالتها شكلها مو قادرة تتنفس !!
شالها فهد وهو يكلمها : ساره حبيبتي .. ساره
وصل ابو طلال لهم وشاف حالة ساره وخاف عليها
ابو طلال : فهد قرب فمك لفمها وانفخ فيه على ما أجيب انبوب الاكسجين ..
سوا فهد الحركة الي قالها بو طلال .. لكن ماحس بتجاوب من ساره ..
وشوي الا انتفض جسمها النحيل أكثر وأكثر واتشنجت بقوة وهي تعض شفيفها وتغيرت ملامحها ..
و .. غابت عن الوعي ..بوصول ام مازن وأبو مازن ..
شالها فهد وهو يناديها بفجعة : ساره ساره .. حبيبتي ساره !!!!
ويضرب خدودها : ساره ساره .. !!
سليمان وخالد بدوا يبكون : شفيها فهد شفيها ..
فهد وهو مخترع : مدري جيبوا مويه
مازن أول من ركض وراح مسرع يدور مويه الا لقى ابو طلال جاي ومعاه انبوب الاكسجين .. وكاسة مويه ..
رجع مازن معاه الا فهد يقوم وهو خايف حيل ويرتجف :
بوديها المسشتفى .. غابت عن الوعي عمي !
أخذتها أم مازن منه وهي تبكي وتنفضها وطالعت كاس الموية بيد ابو طلال وقالت : هات المويه يافهد بسرعه
ورشت ام مازن على ساره الي انتفضت وفتحت نصف عين ورجعت غمضت ..
فهد ماستحمل وشالها منها وتجاوزهم بسرعه وهو يصارخ :
بوديها المشتفى ... سليمان شغل السيارة بسرعه
أسرع سليمان ورى أخوه وطلع المفتاح من جيب فهد وشغل السيارة ..
وانطلقوا فيها ..
مازن وخالد عيا ابو مازن انهم يروحون مع فهد وأخذهم معاه للبيت
والكل تفرّق والبنات قعدوا يبكون خايفين لايصير بساره شي ..
وصلوا أقرب مستشفى الي كان جمب بيتهم لأن بيتهم كان قريب من البحر ..
وركضوا للطورائ
استلموها الممرضات
مابين كمامة وجيلكوز وتخطيط ..
رجعت ساره تاخذ نفس شوي شوي لكنها للحين غايبة عن الوعي ..
اتذكر فهد دكتور ساره وانه عنده رقم جواله لحالات الطوارئ واتصل فيه :
السلام عليكم
فهد : عليكم السلام دكتور أنا فهد أخو ساره
الدكتور : يا أهلا خير ان شاء الله
فهد : دكتور انت وينك بالمستشفى ؟؟ ساره تعبانة ومغمى عليها بالطورائ !
الدكتور : لاحول ولاقوة الا بالله .. أنا من ساعه خرجت من المستشفى ودلوأتي حارقعلكو تاني ..
فهد : مشكور دكتور ماتقصر
وفعلا كلها 5 دقايق وكان الدكتور موجود وراح لساره وفحصها وسليمان وفهد قاعدين برا على جمر ..
ويوم طلع الدكتور : نقز سليمان وفهد عنده وقال فهد : ها دكتور بشر
الدكتور : نوبة قوية شويا لأن البنت صُغيره باين عليها بذلت جهد فوق طاقتها ..
ويطالعهم باستفهام ..
سليمان : اي هي سبحت بس يمكن طولت بالسباحه
الدكتور : مايصحش كدا .. خدوا بالكم منها دي المره عدت ومش كل مره حاتعدي
ساره وللمره التانية تجيها النوبة ..
وبعيد عليكم : مايصحش تبدل جهد كتير
ولا تمشي كتير
ولا تزعل وتعصب !!
كل دا مش كويس عليها وعلى صحتها وقلبها !!
فهد منبهت ويهز راسه بحزن .. وسليمان الي تكلم : زين والحين وش بتسون لها !!
الدكتور : الحين عطيناها جلكوز .. وابره مهديه ..
وكمامة تنظم عملية التنفس .. خلوها ترتاح الليلة هنا .. وبكرا تخرج ان شاء الله ..
هز فهد راسه : ان شاء الله ..
وقعدت ساره ذيك الله .. وطلعت من بكرا ولقت اخوانها مسوين لها حفلة وجايبين لها كيكة ..
وتموا طول ايامهم يحاولون قدر مايقدرون يسعدونها ويدارونها ..
انتظروا البارت 3
الحلقة الربعة
سافر مازن .. وسفره حرق فيه قلوب الكثيرين
قلب أمه المتلوع على فراق ولدها .. ولكن إن فكرت بالنجاح والتفوق الي بيصل له ولدها ان شاء الله .. ابتمست واصبرت
ووصت عليه بنت خالتها الي عايشة بنفس المدينة الي بيروح لها بأمريكا ..
قلب سمر .. إلي كان مازن أخوها الوحيد الي ماجابت امها غيرهم
ومازن حنون على الكل وطيب .. وكان يحب اخته ويدلعها ..
قلب فهد إلي كان يعرف وش كثر مازن غالي وعزيز عليه وعلى اخوانه وعلى ساره .. مازن إلي ماتركهم لا بشده ولا برخا .. مازن إلي استغنى عن كل القرايب والأصدقاء وظل دايم معاهم
قلب سليمان .. الي تذكر مغامراتهم وضحكهم وتذكر هواشهم بالفترة الأخيره ليش إن مازن يدلع ساره وسليمان يتهاوش معها .. وبالآخر يتهاوشون عشانها .. وحس بمدى طيبة هالانسان ومكانته
قلب خالد الي احترق أكثر منهم .. مرت ذكريات طفولته زي البرق قدامه .. لقى إن مازن موجود بكل شي مره من ذكرياته .. لا بفرح ولا بحزن ولا بسفر ولا بمنام ولا بشي .. إلا ومازن معاه ..
وقلب ساره
ساره إلي تقطع قلبها وهي تتذكر حكاوي مازن .. تدليعه لها .. حبه لها .. حنانه .. هداياه .. وكل يوم كانت قبل ماتنام تفتح الكرت الي تركه لها قبل مايسافر بكم يوم كان كاتب فيه :
" سوسو .. ياعيون مازن الي يشوف فيها " مابي دموع .. مابي أحزان ..
أبي أرجع ألاقيك متفوقة على زميلاتك .. ونتنافس أنا وياك من أحسن علامات "
وحط صوره لهم وهو قاعد بصالة بيتهم وهي متشبثة بذراعه وتطالع الكاميرا بمرح ..
ومرت الأيام تتبعها الشهور .. ومشى كلن بحاله ..
مازن كان دايم يتقابل مع خالد على النت بالصوت والكاميرا ..
ويسولفون ويتضاحكون .. وساره نادرا ماتلاقي فرصة تشوف مازن مع خالد ويشوفها ..
لأن الوقت مختلف وكان أنسب وقت يتقابلون بنص الليل ..
هالوقت تكون ساره طبعا نايمة ..
ومازن إلي كان هناك قلبه محترق على الكل ..
و اثنين كان ماينام إلا وهو يطالع صورهم
أمه
وساره
كانت معاه صور لساره وهو معها بالدباب .. واتذكر اليوم الي كانوا بالبحر وكان باين عليها متضايقة .. راح ركب الدباب وناداها من بين زميلاتها وركبها قدامه وانطلق فيها بالبحر وهي تضحك بمرح وفرح ..
وصوره ثانيه وهي بحوش بيتهم عند منطقة كلها زهور وورود .. كانت لابسه فستان زهري فاتح .. وماسكه ورده بإيدها وسادله شعرها
قعد يطالعها ويقول وش الفرق بينك وبين الزهر الي بايدك ولا الزهور الي وراك يازهرة حياتي ياساره ..
ومرت هالسنة .. واتبعتها السنة الي بعدها ..
مازن كان شاد حيله باالدراسة عشان يخلص بسرعه ويرجع ..
كان ساكن بشقة صغيرة مع اثنين شباب معاه واحد من الكويت وواحد من السعودية ..
أوقات كانت تدق عليه بنت خالة أمه وتصر عليه يجي يتعشى عندهم
واليوم الي يجي فيه لبيتها يطيرون من الفرحه بناتها .. الي كانوا ميتين ومعجبين بمازن ..
مازن ماجا الصيف الأول لأن أهله سافروا عنده ..
أما الصيف الثاني كان تام سنتين عن السعودية .. فأهو إلي قرر يجيهم
ساره كبرت .. وكيف تبويني أوصف الجمال إلي وصلت له
كانت حورية مقعدة .. جمالها يسحر الواحد .. ويبهر الي يطالع فيها حتى لو كان بعيد .. كان كل شي فيها جذاب .. عيونها .. بشرتها .. شعرها .. جسمها
سبحان الخالق الي رسمها وأبدع فيها
ساره كانت دايم تسأل سمر عن مازن .. وسمر تطمنها إنه طيب وبخير ..
وماجابت طاري أنه بيجي يزورهم
لين أصبح مازن عندها .. حلم .. وخيال .. !!
حقيقته انتهت بلحظة سفره ..
لأنها بذيك الفترة كانت تمر بمرحلة صعبة
" تعرفون سن المراهقة شلون "
حساسية زايده وعصبيه .. و أحلام مسرع ماتتحطم ..
ماتدري عن مازن . . إلي كل ساعه تمر عليه أثقل من الي بعدها .. وهو يتحرى موعد سفرته
وزيارته لأهله .. وشوفته لمصدر سعادته .. ساره
كان كل شوي يفك صورتها ويطالعها ويبتسم .. مو مصدق انه أخير بيبرد قلبه بشوفة بلسم روحه ..
وآخر مره فتح صورتها وهو بالطيارة راجع .. تم يطالعها ويقول :
ياترى شلون صرتي الحين ياساره !! كبرتي ولا عادك صغيره ؟؟
ومهما كبرتي ياحياتي .. تظلين طفلتي المدلله
تأمل صورتها واتنهد : ياروح مازن إنتي ..
ساره كان أكثر شي تعبر فيه عن مشاعرها وتحط الي بقلبها فيه
الرسم ..
فذاك اليوم كانت قاعده بحديقة بيتهم الصغيره .. كان موعد وصول اخوانها من الدوام .. هم دايم مايرجعون الا العصر وهي من الساعه 2 ترجع من المدرسة .. وكان هالفراغ يوميا يذبحها .. لاتشتهي تتغدا ولا تشتهي تسوي شي وهي لحالها بالبيت بين الخدم .. واخوانها اشتغلوا كلهم بشركة أبوهم وخالد يدرس الجامعة انتساب ..
كانت قاعده على العشب وبين الزهور ..
كانت لابسه بنطلون برموده فوشي فاتح .. وبلوزة زهري سترتش .. وجالسة وماده رجولها على العشب .. وماسكة دفتر الرسم وبإيدها مرسمة .. ورسمت وجه لبنت من الجمب .. كبير يملى الصفحة ..
وجه معالمه حزينه ودمعه متدحرجة من عيونها ..
وآخر الصفحة رسمت طفلة تبكي رافعه إيدينها وتطالع بالوجه ..
إلي يشوف الرسمة يفهمها على طول
كن الوجه الكبير إهو خيال بعيد .. مو موجود بالحقيقة
والطفله إهي الحقيقة تبكي تبي هذا الوجه يقربها .. يجيها يلمها
كانت الطفلة إهي ساره
والوجه .. أمها !!
وكتبت عليها عنوان : " طفلة تحترق كل يوم "
وفاجأة !
مرت نسمة هوا .. كشعر لها جسم ساره ..
وانتفضت وحست بشعور غريب ..
رفعت راسها للسما .. لقت الدنيا غيم .. ونسمات الهوا تمر حواليها وتطير خصلات شعرها الحرير الساحر ..
لمت دفترها على صدرها بإيدينها الاثنين وصارت تطالع فوق ..
والهوى يلعب بشعرها ..
وهي على هالحال
انفتح الباب الخارجي الكبير .. الرئيسي بالبيت ..
التفتت ساره وهي مستغربه ..
مو هذا الباب الي متعودين يدخلون منه ..
لايكون الحارس ولا السايق يبي يدخل أغراض ..
شوي إلا شافت خيال شخص يدخل من الباب
طالعت ساره بالشخص الواقف عند الباب بصمت والهوا يلعب بشعرها ويجي على عيونها ..
بعدت الشعر عن عيونها بشويش عشان تشوف منهو الي داخل ..
ثواني وأبعدت من راسها فكرة إن يكون الحارس أو السايق
ليش إن الشخص كان باين عليه شاب مهندم قمة بالجاذبية
كان لابس بنطلون بيج خيش .. وبلوزة بني مفتوح كمها من الأطراف .. وياقته كبيره مرتفعة لأول الحلق وفتحة الحلق مفتوحة لأول الصدر ..
كان الشخص مبين عليه قاعد تحت الشمس كثير .. لأن بشرته كان برونزاوية مطلعه شكله جنان .. وخط عوارضه مرسومه بطريقة مرتبه تهوس
وشعره مبعثر بطريقة مطلعته مره جذاب ..
اقترب الشخص منها بخطوات هادية .. واقترب .. واقترب
وساره للحين ماستوعبت ..
لين وقف الشخص قريب منها يفصل بينها وبينه متر ..
وبهاللحظة .. ارتفعت دقات قلبها بقوة .. !!
وشخص بصرها بالي قدامها .. !! وتجمعت دموعها بعيونها ..
وانلجم لسانها !!
كان الي واقف قدامها ..
مازن .. مازن ماغيره .. !!
مازن يوم فتح الباب ودخل .. شاف حورية جالسه بكل نعومه ودلع وجاذبيه على العشب وبين الزهور
لوهلة ماعرفها .. لان ساره الي يعرفها .. ملاك برئ غاية في الروعه .. كالزهرة المتفتحة ..
أما الي يشوفها الحين ..
جمال آسر ماشافت عيونه مثله قبل ..
معاني النعومة والرقة والأنوثه والابداع الإلاهي متجسد قدامه
منظر ساحر آسر هز قلبه وصعق كيانه ..
ماكان مصدق إن هذه ساره إلا يوم بدا يقترب منها ..
وبكل خطوة خطاها لها يرتجف قلبه أكثر .. من هالأنوثة المجسدة بهالملاك الساحر ..
لين صار قريب منها ووقف .. وهو يطالعها بكل نظرات الحب والحنان والشوق والوله واللوعه ..
أخيرا نطقت ساره : م .. مازن !!!!
ابتسم مازن بكل وشوق وحنان : ياعيون مازن !!
واقترب منها ..
رمت ساره الدفتر من إيدها وقامت بسرعه ونطت على مازن إلي كاان قدامها ..
ماتدري عن الي حولها .. وماتدري عن الدنيا.. ومافكرت بأحد ..
كل الي تشوفه وتحسه بذاك الوقت .. هو ردة الروح لها بشوفة سيد قلبها ..
مازن قرب من ساره ويوم شافها رمت الدفتر ونطت عليه ..
ضمها ورفعها عن الأرض ولمها لصدره بقووة وهي تبكي وهو يضحك ويقول : هلا سوسو .. هلا حبيبتي .. وحشتيني موت
ساره ماقدرت تتكلم .. كانت بس تبكي ..
مسح مازن على شعرها وهو ضامها وقال بهمس :
ليه ياسوسو .. ليه الدمووع .. تعرفين قلبي مايستحمل دموعك !
رفعت ساره وجهها لمازن وقالت بصوت باكي : مو مصدقة !
مازن من شاف وجهها وهو قريب من وجهه انبهت !
ياربي وش هالجمال ؟ ياربي كيف قلبي بيستحمل هالدموع على الوجه الملائكي ؟ وش هالأنوثة ياسارة حياتي .. وش هالنعومة المجسدة في كيانك الرقيق .. !
ابتسم لها وقال : صدقي حبيبتي .. هذا أنا مازن .. رجعت قبل ساعتين ورحت سلمت على أهلي بسرعه واتغديت .. وجيتك ركض ..
أبعدت ساره جسمها النحيل عنه بكل نعومه ووقفت قدامه وقالت بكل دلع :
الحمدلله على السلامه
طالعها مازن وطالع طولها وهي واقفه قدامه .. ياعمري ياساره كبرتي وهمس لها بكل حب : الله يسلم حياتك ..
وابتسم لها ومسح الدموع بكل رقه عن وجهها وقال : يلا عن الدموع سوسو أبيك تبتسمين .. مو حلو شكلك وانتي تبكين .. يع ..
طالعت ساره بعيونه وهي تدري إنه يمازحها وابتسمت من كلامه وقلبها يخفق بين ضلوعها بمشاعر ماعرفت تميزها ..
بهاللحظة صار ضجيج مزعج بحوش البيت ..
يوميا يتكرر بهالوقت ..
يعلن وصول الشباب الثلاثة من شغلهم ..
انفتح الباب المجانب .. ودخل منه سليمان وهو يصارخ كالعادة :
يلعن شكله الغبي .. دايم يحسب نفسه يفهم واحنا مانفهم
فهد من وراه : ياخي قصر صوتك بسم الله .. وبعدين من قال إنه مايفهم !
والا إنت الي فاهم الشغل كله لحالك اسم الله عليك ..
دخل خالد من وراهم وسكر الباب وقال : اي شعليك يافهد .. هذا سليمان أذكى واحد بالدنيا ..
طالع سليمان خالد بنظرة عصبية وقال : عن التريقة إنت ووجهك ..
تجاوزه خالد وهو يقول : حسنا سيدي الفاضل ياصاحب العقل والحكمة .. وأٍسرع وهو يضحك لان يدري ان سليمان معصب وممكن يعطيه طراق ..
كان مسرع وهو يلتفت لسليمان ويوم لف وجهه
انصدم !!
كان مازن واقف قدامه وهو يبتسم ..
خالد صرخ بأعلى صوته : مازن يا كلب !!
ضحك مازن بصوته وهو يتقدم لخالد إلي تقدمله بقوه وضمه حيل وهو يصارخ : يامعفن .. متى جيت !! وليش ماقلتلي ؟؟؟
مازن يضحك يقوله : موشغلك .. اشتقتلك ياللوح ..
فهد وسليمان شافوا مازن وانصدموا ..
وراحوله وهم يضحكون وسلمو عليه وضمووه
كان الموقف يعبر عن أروع معاني الصداقة والمحبة والشوق ..
محد انتبه لساره الي كانت تبتسم لهم وهو يتضامون ويضحكون .. ورجعت شالت دفترها من الأرض .. ويوم التفتت لهم لقتهم ماشين على جوا داخلين ويا مازن وهم يتضاحكون ..
وقفت ساره بمكانها .. وهي تسترجع لمة مازن لها وضمها ..
هالأمور الي ماكنت تحطها ببالها قبل سنتين ..
أما الحين كبرت وهي بالسن الي أحوج ماتكون البنت فيه للحنان والحب والعطف وأي نظرة وأي كلمة ممكن تأثر فيها ..
سحبت خطواتها ودخلت .. وشافتهم قاعدين بالصالة على الأرض يسولفون
احتارت .. تروح لهم ولا تظل بعيده ..
قبل كانت ساره تنط علي أي واحد منهم وتقعد بحضنه وتضحك ..
بس الحين ساره ماعادت مثل قبل
دومها ساكته وهاديه وبعيونها ألف حيره واستفهام ..
طالعها مازن وكان منتظرها تجي تقعد معاهم ..
في ذاك القصير الكبير المليئ بالخدم والحشم
كانت تسكن فيه عايلة من أكشخ العايلات
عايلة أبو فهد وأم فهد ..
عندهم 3 أولاد .. فهد .. سليمان .. خالد
أعمارهم كانت متقاربة لبعض كل واحد بينه وبين الثاني سنتين
أم فهد كانت آية بالجمال ليش إنها لبنانية من أصول تركية .. تعرف عليها أبو فهد بدراسة له بلبنان وانبهر على جمالها الساحر .. شقار شعرها ولا زراق عيونها ولا نعومة بشرتها وغير عن ذاك كله كانت طيبة بشكل كبير وملكت قلب أبو فهد إلي مارد السعودية الا وهو متزوجها ..
جابتله العيال الثلاث وبآخر ولادة لها تعبت حيل ومنعها الدكتور تحمل مره ثانيه لأن خطر عليها وعلى رحمها وعلى الجنين
لكن الله شاء وأراد إنها تحمل بعد 7 سنوات من عمر خالد .. وجابت البنت إلي كانت تتمناها من أول .. ساره ..
أم فهد تعبت حيل بالحمل لذا ولدت مبكر على الشهر السابع
ونجت البنت لكن اضطرت تبقى بالحضانة .. وأم فهد قعدت فترة بالمستشفى من تعب لتعب ومن حالة سيئة لأسوأ .. لين الله أخذ منيته وماتت !
أبو فهد كان مريض بالقلب .. وكان موت زوجته وحبيبته صدمة قوية عليه جابتله جلطة .. وطاح بالعناية المركزة فترة لين نجا بصعوبة .. لكنه ظل تعبان حيل ..
نجي لسارة
سارة ليش إنها انولدت مبكر كانت عندها مشكلة بالقلب ..
اضطروا إنها يسولها عملية وهي بذاك العمر ولا بتموت
سوت العملية واتحسن وضعها بنسبة بسيطة تمنعها من الموت لكنها ظلت تعبانة ..
سارة شلون أوصفها لكم ..
كأن جمالها ماخلق ربي مثله ! أخذت الزين من كل واحد بالبيت
شقار شعر أمها .. دقة خشم أبوها .. ورسمة عيونه الناعسة ,,
وخليط من عيون أمها وأبوها صارت عيونها عسلية فاتحة ..
حمرة شفاها وخدودها الرباني
كان كل من مر وشافها يذكر الله ويسمي على هالملاك البريء ..
طلعت سارة من المستشفى وظلت تحت رعاية أبوها إلي يموت كل يوم من حزنه عليها ويتذكر أمنيات زوجته وهي حامل فيها :
" أم فهد : لو جبت بنت بدي سميا سارة وبدلعا وبخليا أروع وحده بالدنيا
أبو فهد: ههه ترا بغار منها من الحين
أم فهد : يو تؤبرني حبيبي أنا بحبها من حبي إلك حبيب ألبي ..
أبو فهد : ياحبيبتي إنتي .. أبيك تجيبينها بالسلامة وتسلمين إنتي هذا الي أبي أهم شي ,,
أم فهد وهي تبتتسم بكل حب: إن شاء الله حبيبي "
غمّض أبو فهد عيونه بقوة وهو يتذكر ودمعت عينه وتنهّد تنهيدة طلعت معها بركان الحزن والألم إلي متفجر داخله ..
واضطر يجيب مربية لسارة تهتم فيها تحت نظره لأن مهما سوا وفعل مايقدر يكون مثل الأم ..
فهد إلي توه عمره 11 سنة كان متقطّع حيل على فراق أمه وعلى حال أبوه وعلى أخته الصغيرة ..
وبيوم كان مسرّح قدام التلفزيون .. دخل أبوه عليه وشافه بهالحاله وكسر خاطره ..
أبو فهد : فهد حبيبي شفيك .. ليش مانمت للحين
فهد وهو يحاول يخبي الدمعة : ماجاني النوم .. موقادر أنام ..
أبو فهد وهو يقعد جمبه : فهد يابابا إنت رجال .. كبير .. السنة الجاية بتروح المتوسط .. لازم تشد حيلك .. لازم تكون قوي .. لا تصير ضعيف زي بابا خليك أقوى مني ترا أنا إذا شفتك كذا أتعذب
تبي تشوفني متعذب !
فهد والدموع تنزل من عينه : لا مابي أشوفك متعذب ..
أبو فهد : زين خلاص حبيبي .. ماما إن شاء الله مبسوطة الحين ومرتاحة .. خلاص حبيبي .. ماما لها كم شهر رايحة وانت لازم تتعوّد حبيبي .. لازم تكون أقوى من كذا عشان أفرح وأفتخر فيك
فهد : إن شاء الله بابا .. يمسح دموعه : إن شاء الله
نجي للقصر إلي جمبهم
عيلة أبو مازن وأم مازن ..
أم مازن تصير أخت أم فهد .. وأم فهد إلي خطبت أختها أم مازن لصديق أبو فهد لأنها إختها الوحيدة وتموت فيها وتبي قربها ..
مازن ولدهم الكبير بعمر خالد ..
وسمر أصغر منه بأربع سنوات ..
مازن كان يموت بعيال خالته لأن أعمارهم قريبة من بعض ولأن العلاقات قويه بين أبو مازن وأبو فهد .. كان مازن ليله ونهاره عند العيال ومايرد لبيته الا وقت النوم .. خاص إنه بعمر خالد وبنفس المدرسة والفصل .. يذاكرون سوا ويتدارسون سوى ..
مرت سنة على وفاة أم فهد .. وأبو فهد حالته تزيد سوء ..
ترك التجارة ولاعاد صار يهتم فيها وباع أغلب أملاكه وكتبها بأسماء عياله ..
وحالة قلبه بدت تزيد عليه .. وكان يشوف نفسه شلون متعذب ويفكر ببنته الصغيرة شلون بتتعذب طول عمرها بسبة مرض القلب !
أما مازن وخالد إلي من يدخلون البيت هالثنائي المرح ..
يرمون شناطهم على الأرض وركض على غرفة سارة
واتخيلوا المنظر :
يفتحون الباب بقوة وإلا المربية " سيرين " تخترع من هالصجة !
أما سارة إلي قاعدة بالأرض بين ألعابها وحويستها ترفع راسها لهم وتضحك وترفرف بإيدنها ..
يركضون لها :
خالد : أنا مسكتها أول .. أنا إلي وصلت أول
مازن وهو قاعد وراها يسحبها من بطنها : لا والله أنا وصلت قبلك مالي شغل أنا بشيلها ..
خالد: ياسلام مازن إنت كل يوم تضحك علي وتقول وصلت أول وتشيلها ولا تفكها إلا بالقوة .. مالي أنا بآخذها
مازن ألي ماسكها بكل قوته : لالا أنا
خالد ماسك إيدها ويسحبها : وخر أنا بشيلها
المربية : بس !!!
بدخلة أبو فهد عليهم بالغرفة : ماشاء الله وش هالازعاج ؟؟ صوتكم واصل لتحت إنتم متى جيتوا من المدرسة ؟
خالد وعيونه بالأرض : بابا شوف مازن كل يوم يشيل سارة أول ومايخلين أشيلها الا بعد ساعه ..
أبو فهد : وانتم ليش تجون الغرفة هنا ولا غيرتوا ولا تسبحتوا
يلا أشوف كل واحد يروح الحمام يغسل ويغير وانزلوا تحت تغدوا يلا !
قاموا العيال وهم محموقين
ومشوا ورى بعض كان مازن ورى خالد
إلتفت بسرعه على سارة وشالها بسرعه وباسها
أبو فهد : مازن !!!!
حطها مازن على الارض بسرعه ومشى ورى خالد لوين ماقالهم أبو فهد
بعد الغدا وهم قاعدين بالصالة دق ابو فهد على المربية تنزل سارة ..
ويوم انزلت ركضوا كلهم على الدرج وهالمره كان معهم سليمان و فهد ..
أبو فهد : " وقفوا ياعيال .. فهد هات ساره ..
فرح فهد إن أبوه اختاره وشالها من المربية إلي تضحك عليهم وعلى برائتهم .. وأخذها لأبوه وهو كل شوي يبوسها ..
سارة كان دمها خفيف وبس تشوف أحد قدامها تضحك
لكنها اتأخرت بالحبي والمشي لأن الكل كان يشيلها ويدلعها
أخذها أبوها وباسها وتم يلاعبها ويضاحكها .. وهي متونسة حيل بيد أبوها مع صوت الخرخرة إلي بصدرها بسبب الربو ..
قام أبو فهد وصار يطيرها بالجو وهي تضحك واخوانها ومازن يضحكون من ضحكها .. وقعد يطيرها مره ومرتين وثلاث ..
وفاجأة ! انتفض أبو فهد بقوة ونغزه قلبه نغزة قوية !!
و انفلتت ساره من إيده وطاحت . . لكن الله حماها لين مازن كان إهو إلي عند رجول أبو فهد فمسكها بإيده وهو مفجوع ويطالعها يحسب صار فيها شي .. طالعت ساره بمازن شوي ورجعت تضحك وتناغي .. خلت مازن يضحك من قلب
رجع أبو فهد على الكنب وقعد وهو ماسك قلبه بقوة ومغمض عيونه وباليالا ياخذ نفس !
فهد : بابا شفيك ؟؟ تعبان ؟
أبو فهد وهو بصعوبة يتكلم : لا .. حبيبي .. ما فيني .. شي ..
فهد : شكلك تعبان بابا بتروح المستشفى ؟؟
أبو فهد : لا .. مايحتاج .. بروح .. أرتاح .. بغرفتي .. انتبه .. لساره
فهد : إن شاء الله بابا
وطلع أبو فهد غرفته بالقوة وفتح الباب وهو يالا يمشي .. لين وصل للدولاب إلي جمب سريره ..
فتحه وهو يتنفس بقووة .. وطلع كيس الدوا إلي فيه وراح لسريره ورمى نفسه وهو حس إنه منتهي ..
شوي مد إيده للبراد الصغير جمب السرير وصب لنفسه كاس مويه وأخذ الدوا بالقوة ورمى الكاس على الارض وكيس الدوا بالجهة الثاني ..
وغمض عيونه !
كانت هالحالة تجي لابو فهد بالسنة مره ..
وبعد موت أم فهد صارت تجيه كل شهر ..
والحين تمت تجيه بالشهر مرتين أو ثلاث ..
وبكل مره يقوم من هالحالة يحس إنه قرب ينتهي وماعاد بقاله شي بهالدنيا
ومره كان قاعد إهو وأبو مازن بالصالة :
أبو مازن : والله يابو فهد حالك مايسر لا حبيب ولا عدو .. ياخوي بتكمل سنتين وانت على هالحالة .. تعوّذ من الشيطان وامش معاي المستشفى خل يشوفونك !
أبو فهد : وش يشوفون فيني يابو مازن الله يهديك .. هذا أنا مريض بالقلب من زمان مو شي جديد ..
أبو مازن : بس مو بالهالطريقة .. كل يوم والثاني مخرع عيالك عليك !!والله لو تشوف شكلهم قبل البارح وهم يصارخون عندي بالبيت عشان ألحق عليك .. والله حالهم يكسر الخاطر !
شوي إلا تدخل سارة ومعها عروستها وتركض لين أبوها إلي شالها وباسها وحطها على رجوله وهو يضمها بحنان وعطف ويقول : والله هالمسكينة إلي كاسرة خاطري صدق !
مو كفاية فقدت أمها وهي توها طالعة على الدنيا .. لا وبعد مريضة بالقلب وبالربو .. ياعمري والله ماتستاهل كل الي تعانيه ..
أبو مازن وهو يطالعها بحزن : ماعليك يابو فهد ساره الكل يحبها ويموت فيها .. إنت لو تسمع مازن بالبيت شلون يسولف عنها وصارت عندنا مثل الجائزة إلي نكافئه فيها
خلص دروسك عشان تروح لساره
خلص صحنك عشان تروح لساره
وحب يمازح ابو فهد قال :
ولو أقوله غير شكلك .. غيره بس عشان يروح لساره ..
ضحك أبو فهد وابو مازن وضحكت ساره معاهم ..
وانتهت السالفة ..
ولو كان يدري أبو مازن عن الأيام الجاية السودا .. كان مانهى السالفة على كذا !!
مرت السنة الثالثة وبعدها الرابعه .. لين جا اليوم.. إلي تعب فيه أبو فهد وحس إنها النهاية ..
كان متمدد على السرير بغرفته وينادي بصوت مخنوق ماينسمع : ف هد .. ف .. ف هد !
سليمان إلي كان مار من غرفة أبوه وحب يدخل يتطمن عليه ليش إن الايام الي راحت ماكان أبوه يطلع من الغرفة أبد وبس يطلب ساره ياخذها ويبوسها ويحطها جمبه وينومها على صدره وبقلبه ..
دخل سليمان الغرفة بشويس .. وشاف عيون أبو فهد على الباب تنتظر أحد ..
أسرع سليمان لأبوه وهو مبتسم ..
أبوه إلي ماصدق وشافه : سل يم ا ن ولدي .. شلونك .. بابا ؟
سليمان وهو منفجع : أنا بخير .. بابا إنت شفيك .. شكلك تعبان !!
أبو فهد : سليمان .. حبيبي .. وين اخوانك .. وين ساره ؟
سليمان : فهد بغرفته على النت .. وساره مع خالد ومازن يلعبون بالحوش !
ابو فهد : نادهم بابا .. أبيكم عندي ..
سليمان إلي قلبه متقطّع على أبوه :إن شاء الله بابا الحين
وركض سليمان لأخوه فهد : فهد فهد ..
فهد : بسم الله فجعتني شفيك ؟؟
سليمان وهو خايف : بابا يبينا كلنا .. تعبان مدري شفيه
بروح أنادي خالد وساره وانت روح عنده
فهد إلي وصل للباب من سمع إن أبوهم يبيهم وراح لأبوه ودخل بشويش ومشى لين أبوه إلي من شافه ابتسم : هلا بفهد .. هلا .. برجال .. البيت .. اقعد بابا جمبي هنا ..
قعد فهد والدمعة تبي تطلع منه وهو حابسها : بابا إنت تعبان.. خلينا نوديك المستشفى ..
ابو فهد إلي حاس بنفسه إن خلاص ماعاد فيه فايده قال : لا بابا أنا أبي .... أنا .. أبي أقعد معكم هنا ..
فهد شلونك حبيبي .. شلون .. الدراسة .. معاك
فهد : زينة .. كل شي زين الحمدلله
أبو فهد يبلع ريقه بقوة عشان يقدر كمل )
فهد .. أنا كنت دايم أقول .. فهد .. رجال .. قوي .. ماتطيحه أحزان ..
أخذ نفس قوي وكمل :
فهد يوقف .. بوجه الريح .. فهد ولدي .. ويحب اخوانه .. ويحب اخته ..
وماراح يخلي .. الهموم .. ولا الدنيا .. تلهيه عنهم ..
صح فهد ؟
فهد إلي ماقدر يحبس دموعه أكثر وصارت تنزل بقوة : صح بابا صح ..
ابو فهد : لا تبكي فهد .. انت رجال .. وانت .. بتكون .. المسؤل بعدي .. عن اخوانك .. واختك ..
فهد : لا بابا إنت مح تروح !!!
أبو فهد أخذ نفس بقوة وهو يمسك قلبه إلي بادي يلفظ أنفاسه الأخيرة وغمض عيونه بألم وهو يقول : حبيبي .. لاتقول كذا .. أنا كانت ببالي .. أماني كثيرة .. وودي أحققها لكم .. لكن مالله مريد ..
فهد .. تلاقي .. كل شي .. مكتوب ومجمع بالهالدولاب ( ويأشر بالدولاب الي جمب سريره )
وأخذ نفس قوي وكمل :
أنا الأيام إلي راحت .. وانا بالغرفة ..قعدت أكتب .. كل شي .. أبيك تسويه بعدي .. وتمسكه إنت .. ياولدي ..
انفتح