رجل اسمه صعفق

1. ( ما اقدر أغيره .. ان غيرته .. تغيرت أمورنا كلها )


2. ( لا لا .. ما عليك انت غيره .. عشان تكمل خصال الحسن فيك )


3. فيقول وهو يدعي العصبية والقرف :


4. ( روحي لبيت أهلك .. تسنعي هناك زين .. وصيري حرمه .. وبعدين تعالي ) ..


5. ( أجل استعدي بكرة .. نبي نذبح ذبيحتين .. ونغير اسمي ) فقالت بسرعة :

تزوجت فتاة من رجل زواجا تقليديا تم بشكل سريع .. فلم تتعرف على هذا الرجل ولم يكن هناك اتصال بينهما وقت الملكة .. وفي ليلة الدخلة وأول سنة زواج .. اكتشفت أن هذا الرجل .. نموذج كامل والكمال لله .. ففيه مواصفات رائعة تندر أن تجتمع في الرجال .. دين وأخلاق وكرم ووسامة ومركز ومال .. وأكثر ما كان يعجبها فيه بعد هذه الصفات أنه أقدم على الارتباط بها مع أنها فتاة اعتيادية مثلها مثل كثير من الفتيات .. وظلت تذكره بهذا مرات عديدة .. فتزداد مكانة عنده .. ومرت السنوات بينهما .. والأمور على خير ما يرام .. لكن كان هناك أمر ظل يزعج الزوجة من زوجها .. ولم تستطع أن تتجاهله .. بل أصبح كالوسواس بالنسبة لها .. وقررت أن تتحداه .. إما أن تكسب التحدي .. أو تفارق زوجها فراقا لا رجعة بعده .. وصممت على ذلك .. كان هذا الشيء .. هو اسم زوجها ( صعفق ) ..
( يا روحي .. أنت رجال ولا كل الرجال .. يا بختي فيك .. مدري شلون تجتمع كل مواصفات الرجولة والشهامة والتحضر مع اسم ما يناسبك ولا يناسب مركزك .. ) ( ليه .. وش فيه اسمي .. على اسم جدي الله يرحمه .. كله رجولة وأخلاق )
( يا ليتك تغيره .. اسمك قديم مره .. اسم شيبان وانت توك شباب في الثلاثين .. نسميك .. وليد .. راشد .. سيف .. بدر .. اسماء مثل كذا )
( طيب كل اللي قلتي قديمات .. وش فرقن يعني )
( على الأقل .. أحلى من صعفق هذا اللي اشغلني .. تكفى غيره )

( ما اقدر أغيره .. ان غيرته .. تغيرت أمورنا كلها )

( لا لا .. ما عليك انت غيره .. عشان تكمل خصال الحسن فيك )

لم يوافق الرجل .. وظلت الزوجة تلاحقه .. وتضايقه .. وتفتعل الشجارات بسبب شيء تافه كهذا .. حتى طفح به الكيل .. فقرر أن يخدعها بحيلة حتى تنسى هذا الأمر ووافق على طلبها بشرط أنه لن يغيره بشكل رسمي إلا بعد أشهر ولكنه قبل ذلك سيخبر كل من يعرفه بأن اسمه تغير من صعفق إلى وليد فوافقت بسرعة وهي فرحة وزوجها ينظر لها بخبث ..
وبعد أن أعلن صعفق تغيير اسمه للجميع .. وصار الكل يعرفه باسم ( وليد ) .. بدأ الجزء الثاني من خطته .. فبدأ يعامل زوجته بطريقة غريبة .. يغضب منها بسرعة .. يتهمها بالإهمال في بعض الأمور .. أي خطأ أو زلة تقع فيهما .. يحاسبها حسابا عسيرا .. وأحيانا يتعمد افتعال شجارات معها فتغضب وتقفل على نفسها باب غرفتها وتبكي وهي تشعر بالمرارة منه .. و
( وش فيك علي .. وراك تغيرت .. وش انا مقصرة معك فيه )

فيقول وهو يدعي العصبية والقرف :

( أنا اللي متغير .. واللي انت اللي صايرة مهملة .. البيت لازم اعلمك شلون تنظفينه .. الطبخ سامج .. أمورك كلها مختربة وش اللي شاغلك ) ..
حاولت الزوجة أن تغير من طريقتها ظنا منها أن هناك قصورا من جهتها .. وعملت المستحيل من أجله .. وظنت أن أسلوبها في الكلام هو الخطأ .. أو أن مشاعرها باردة تجاه زوجها .. و وغيرها من الاحتمالات فتغيرت إلى الأفضل بكثير .. رغم أن زوجها يعرف أن كل شيء ملفق ومن تدبيره .. وأن زوجته رائعة بكل معنى الكلمة .. لكنه مع هذا لم يصل إلى النتيجة التي يريدها حتى ينتهي من اللعبة ..
إلى أن جاء يوم اتفق فيه مع أخيها على أمر ليصل إلى الجزء الثالث من الخطة .. فقال لها :

( روحي لبيت أهلك .. تسنعي هناك زين .. وصيري حرمه .. وبعدين تعالي ) ..

فتحطمت نهائيا لأنها لم تتوقع أن يصدر هذا من ذلك الزوج الخلوق المحترم .. الذي أحبته بصدق .. فرجعت لبيت أهلها وحالها يدعو إلى الألم والحسرة .. ومع هذا كانت تتمنى أن يتصل بها ويعيدها .. ومضت أشهر دون اتصال منه .. وفي يوم جاء أخوها إليها ونطق بجملة صعقت لها :
( ترى وليد بيتزوج !! )
فما كان منها إلا أن لبست عباءتها وطلبت من أخيها إيصالها إلى بيتها بسرعة .. فلما وصلت أسرعت إلى الداخل تسابق الريح .. ودخلت عليه وهو يتصفح الجرائد وصرخت :
( صحيح اللي يقول اخوي .. صحيح بتزوج ) .. نظر إليها ولم يأبه بها ..
فأعادت الصراخ بغضب :
( ليه على ويش كل ذا .. وش انا مسوية .. ) وظلت تعدد له خدماتها وجميل فعلها فيه ..
لكنه استمر بالصمت وذهب تجاه السلم ليصعد إلى الطابق الثاني ..
فقالت وهي تبكي : ( الله يخليك .. ترى مالي الا انت .. لا تخليني ارجع لبيت أهلي مطلقة .. )
فتجاهلها وظل يصعد السلم درجة درجة .. إلا أن انفجرت قائلة بدون شعور :
( تكفى يا صعفق .. ارجع لي زوجي اللي أحبه .. وابديه على نفسي .. لا تبدل الذهب بالنحاس ) ..
هنا فقط .. استدار مبتسما .. ونظر إليها .. ورجع لها .. ثم حضنها وأخذ يهدئها ويقول :
( وش اللي جاب صعفق على لسانك .. أجل ما حنا نسيناه من زمان )
فقالت وهي تمسح دموعها :
( وشلون انسى .. ذك الرجال الكريم الشهم .. اللي من يوم ما تزوجت ما قال لي كلمة تزعلني .. )
( طيب وش صار .. وليد وش فيه .. هذا هو قايم بالواجب ..) ..
فابتسمت وقد انزاح هم من صدرها
وقالت وقد فهمت مراده :
( لا .. صعفق غير .. وليد من يوم جا وهو معيشني في نكد .. ما فيه مثلك في الدنيا أحد )
فقال : ( يعني رضيتي فيه .. كله على بعضه .. بشكله وطبعه واسمه ) ( رضيت فيه .. وما ابي غيره ) ..

( أجل استعدي بكرة .. نبي نذبح ذبيحتين .. ونغير اسمي ) فقالت بسرعة :

( لا لا .. تكفى .. لا تغيره .. وليد جا وجاب لي الغثا .. هالمرة أن جا غيره برجع مطلقة )
فضحك قائلا : ( لا .. لا تخافين .. بغيره من وليد لصعفق ) .. وأقيمت الوليمة .. التي جمع فيها صعفق أهله .. وأصدقاءه .. ومعارفه والمقربين منه .. على شرف الزائر الجديد صعفق .. وعرفت زوجته ليلتها .. أن من يرتبط بشخص يحبه ويقدره .. لا يجب عليه أن يغيره كما يشاء بل يقبل به بعيوبه طالما أنه مرتاح معه .. وهنا عرفت أيضا أن زوجها لم يكن أنانيا مثلها فقبل بها رغم أنها كانت فتاة اعتيادية نسيت أيضا أن اسمها : (موضي) ومع ذلك حاولت تغيير اسم زوجها ونسيت اسمها هي ..
منقول لعوينكم الحلوه