- أمي يا ملاكي :
أمي يا ملاكي :
مهما تكسَّر الحنين على عتبات العمر فطالت سنين حياتي ، ودار قلبي كعصفور الدوري بين أحبّة ورفقة وأصدقاء عايشتهم ، ومهما الأيام غربتني و الدهر أكل مني وشرب ، فستبقي يا أمي أول من أحن إليه في وحدتي أو ألمي ، في مرضي أو غربتي ، أو عندما يعتريني الشوق والإنهاك ..
فمذ كنت في ظلمات رحمك ، ارتبط قلبي بصوتك ، وتغذيت من دمك ....
وعندما خرجت إلى نور الدنيا ، كانت لمستك أول لمسة ، ورائحتك أول صلة بيننا ثم كان وجهك الجميل أول ما رأته عيناي ..
فلا عجب أن يكون بين الأم وطفلها كل هذا الارتباط وكل هذا الحب النقي الطاهر ما دام قد كان جزءا منها وانفصل .
واعلمي يا أمي ، أنه مهما أخذتني دروب الحياة بعيدا ، ومهما ضعت في طرقات الدنيا ، سيبقى حبك منارتي التي أهتدي بواسطتها .. وسيبقى كل ما زرعتِه في سلوكيتي ونفسيتي هو أساسي للانسجام والتعامل مع المجتمع ..
أمّي الحبيبة :
أي شيء أهديك لأعبر عن امتناني لك ، وكل شيء لديك .. عسى حروفي تشكل سوارا من الحب حول معصميك ..
وعسى رسالتي تتهادى وشاحا حول كتفيك ، يقيك برد أيام فيها يا أمي كم دَفَّأْتِنِي بوشاح رمشيك ..
ابنتك المحبة ..
هنا بحروف من وادي الصمت ، سنهدي أمهاتنا رسائل الكلم ..
هنا سنعبر عن حبنا لأمهاتنا وامتناننا ، وتأثيرها فينا وفي حياتنا ..
وهنا سنهمس بفكرنا : كيف سنرد الجميل لها .؟
لأم حملتنا وشاركتنا لحظات طويلة من أعمارنا بأحضانها ..
بانتظار ضجيج أقلام فراشات يحلقن من هاهنا .. ليكسر جمود الصمت مسمعا آذان أمهاتنا ..
و هنا أترك المساحة البيضاء لأقلام الفراشات ..
.
.
.
أختكم :
مؤيدة بنصر الله ..