- هزيت راسي : لا
- باسلوب المغلوب على أمره ... و مسحت دموعي باستسلام ...
- خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟
- أنه ضايق الصدر ... رديت سألته مرة ثانية :
بدون اي مقدمات روايه قريتها وعجبتني وحبيت انقلها لكم طبعا هي كامله واستروا ما واجهتوا لانها منقوله
بسم الله نبدأ
امتقع وجهيي و تغيرت ملامحي ، بعد لحظة ، سألت أمي :- من ؟؟
- ولد عمة أبوك ، بسام ...
انصدمت ، بس ما تفاجأت ، أمّه لمحت أكثر من مرة قبل . كنت بصراحة متوقعة يجي يوم رسميا .
بس ما كنت أتمناه ...
- متى جوا ؟
- عارفة أنها كلمتني قبل تلميح ، أمس دخلت في الموضوع رسمي . الولد استقر بعمله و صار جاهز
صمتُّ صمْت طويل ، حتى النقاش بالموضوع ما يثير أي ذرة اهتمام فيني ، من يصدق هذا حال عروس تنخطب ؟
- بما أنك عارفة عنه كل شي ... ما يحتاج أقول أكثر
- بس أنا أحتاج أفكر ...
- فكري ، ما رح تلقي أحسن منه ، و رقعة الثوب منه و فيه
تجاهلت الموضوع أول يوم ، و بعد ما ردت الوالدة فتحته يوم ثاني ، و كلمني الوالد بعد ... بديت أحس
بالجدية ... يا تمر ، الموضوع جدي ، صحصحي ...
غصباً علي ، لا جيت أفكر ، مو صورته هو اللي تجي ببالي ، لا ... صورة حبيبي الهاجر ... آه يا عسل
للآن مرت شهور على زواجه ... ما ادري من اين جت هذه الدموع ؟ ما ابي اعيد فتح الجرح انسي يا تمر خلاص
انسي
ما نمت ذيك ليلة ، و ظليت سهرانه للصباح ، و اللي طلعت به من تفكيري الطويل ، فكرة وحدة بس ....
- معقول ؟؟ ما .... أصدق عيوني ....
- صدّق ... قمر قدّامك الحين ....
كانت أطرافي كلها ترتجف ، و قلبي يركض ، ما توقعت أني أظل حيّة ... كان هو ... آه ... ما تغير فيه
شي ... نفس الصورة و نفس الصوت ... نفس النظرات ... نفس الشعور اللي يعتريني لاشفته قدامي ... ما كأن الزمن فرق بيننا و لا لحظة وحدة ...
- فيه شي ، بغيت أقل لك عليه ، و أمشي ...
- تفضلي ؟ آمري ...؟ خير ...؟؟؟
مرت دقايق ... و انا جامدة بمكاني ، لا عرفت اجلس و لا أتكلم ، الرجّال عنده عمل ، و أنا ... ؟؟
هو ... بعد كان مرتبك ... و حس بتوتر الجو ، حاول يلطفه شوي و سألني عن الدراسة ...
- كيف الدراسة معك ؟
- الحمد لله
- الله يوفقك ، و تتخرجي بامتياز ان شاء الله
- إذا ... إذا واصلت ...
- ليه ؟ لا يكون ببالك تتركيها ؟ بعد كل هالسنين ؟؟؟
- حسب الظروف ...
توجس ، تغيرت نبرة صوته ، و قال :وقف قلبي عند هذا السؤال ، بدون شعور ، رفعت وجهي صوبه و ظليت احدّق بنظراتي في عينه ، بدأ صدري
تنكتم أنفاسه و تتلخبط ... ما وعيت ، الا و الدموع تنجرف من عيني بغزارة ...
ما ادري كيف طلعت الكلمة مني ... قلت فجاة :هل كان تخيل مني و الا بالفعل ... شفت الذهول يظهر فجاة على وجهه ، و تتغير ملامحه ، ما ادري كيف
قدرت أشوفها وسط دموعي ... أظنه تفاجأ ... و استنكر ...
- بسام ، ما غيره ؟؟؟
- .... نعم ....
- بعد صمت قصير
- لكن ... بسام ما يناسب مستواك الدراسي ...
هزيت راسي : لا
باسلوب المغلوب على أمره ... و مسحت دموعي باستسلام ...
- و ... ايش رايك ... وافقتِ ؟
- بعد ، ما قررت
- قمره ... لا تتسرعي ...
- إش تفرق ؟ بسام أو غيره ...
- على الأقل ، اختاري رجّال يناسب مستوى ثقافتك ... أحسن لك و له ...
- النصيب نصيب ... ما به شي ينعاب ...
- هذه حياتك ...... أنتِ حرة .....
طالعت فيه بشكل غريب ... و استغرب نظراتي ، و بعدها قلت :تفاجأ من السؤال ، و بدا و كأنه يحاول يتمالك نفسه ، او كذا أنا تخيلت ، و قال :
- اذا تشوفيه يناسب لك ، وهو رجّال للحق جيد ، ف ... على بركة الله ...
على بركة الله .... كلمة غرزت خنجر بصدري و صحت
طلعت الكلمة بلا شعور ، بلا وعي ، ما اكتشفت أني قلتها إلا بعد ما اهتز و انتفض قدّامي ،
و شاح بوجهه عني و بدت يديه تتحرك باضراب على وجهه ، تنقبض بشدة ... انتظرت منه ردة الفعل
التالية ... و جت أقسى من الطعنة الأولى ...
- قمر ... لا تهذري مشاعرك على رجال متزوج و خالص ...
حسيت بصفعة قوية على وجهي ، و فقت منها ... أنا وش جابني هنا ... أنا إيش سويت ...
وقفت بسرعة ، و جريت صوب الباب اداري دموعي بيديني ... كنت اسمعه و هو يناديني
- قمر لحظة ... لحظة يا تمر ...أرجوك ..
تمنيت ذيك اللحظة أني أقدر اطير ... أختفي ... أتبخر ...
مشيت و مشيت على غير هدى ، وصلت البيت ، حذفت جسمي على سريري ، و صرخت بوجه الوسادة ، بصرخة
مكبوتة :- أكرهك يا عسل ، أكرهك أكرهك أكرهك ....
بعدها بساعة وحدة ، كنت عند أمي أقول لها :- خللي العريس يجي الليلة .....
" لا تكابر "
طرقت الباب ، و دخلت . شفت (سلطان) واقف عند النافذة ما ادري وش يراقب ؟
سلّمت عليه و ما رد علي .
رفعت صوتي :- إحم إحم ! أقول : العوافي يا طويل العمر !
انتبه لي ، و رد علي دون يلتفت صوبي
من نبرة صوته ، حسيت أنه به شي . سألت :خير ...؟ كأنك تعبان أو متضايق ؟
ما رد علي ، و هذا اللي أكّد لي أن به شي . قلت يمكن ما يبي يقول لي ، اجل ندخل في موضوع الشغل .
- بغيت نراجع البنود للمرة الأخيرة قبل الاجتماع .
- الحين يا ياسر ؟ ما له داعي .
- عجب ! أنت اللي قايل لي أمس !
- خلاص ياسر . احضر الاجتماع وحدك و بالنيابة عني ، و الا أقول ، أجله الى بكرة .
تفاجأت ! أمس كنا حضّرنا كل شي ، و هذه أول مرة يقول لي فيها أجّل ! الرجّال مو طبيعي . كان واضح عليه
أنه ضايق الصدر ... رديت سألته مرة ثانية :
- فيه شي سلطان ؟ ما انت طبيعي . قل لي يا أخوي . توني مخليك عال العال قبل ساعة ! وش صار ؟؟؟
- ما فيه شي يا ياسر ، ما ودي أحضر اجتماع الحين .
- أنا مو تايه عنك يا سلطان ! مو تونا نعرف بعض . قل لي يمكن ترتاح ؟ أنا قريبك و صديقك و زميلك
في الدراسة و العمل و أقرب الناس لك . و الا ( الأحباب ) نسوك الأصحاب ؟؟؟
فجأة ، إلا و وجه الرجّال منعفس علي ، و ضرب بإيده على النافذة و زين ما كسرها . كأن الجملة اللي
قلتها صابت الهدف بالضبط .
سكت عنه لحظة ، أعرف سلطان ، مو من النوع اللي يعصّب بسهوله ، و مو أي شي يقدر يأثر عليه.
(أشياء معينة) ممكن تخليه بهذه الحالة ....
قلت الاسم ، ودي اختبر ردة الفعل ، و ما اخطيت الهدف . بس سمعني لف راسه فجاة صوبي و خزني بنظرة
اعرفها زين . قدرت اشوف بعيونه كلام كثير مكبوت ... و قدرت أشوف يدينه و هي ينقبض بقوّه و عصبية
كأنه يحاول يمسك نفسه عن الانهيار ... لكنه ، ما قدر ...
على الكنبه اللي كانت جنبه ، ارتمى بانهيار ، و رفع راسه و غمض عينه و أخذ نفس طويل ... و طلع
بتنهيده مريرة ...
سمحت لنفسي ، بعدما تراخت اعصابه المشدودة شوي ، اني أسأل :ما تردد كثير ، و نطق و قال :اندهشت ! و سألته باستغراب :- متى ؟؟؟
- قبل ما أنت تجي بشوي .
- و ... ايش صار ؟
- جت ... تقل لي ... فيه واحد خطبها .
مرّت لحظة صمت ، هالمرّة ما سألت ، هو قال بفسه :- بسّام قريبها ، اللي تعرفه .
- آه ، بسّام . و الله و النعم فيه .
- رجّال طيب و أخلاقه ممتازة ، و يستاهل كل خير .... بس ...
ما يستاهلها ...
يمكن قال الجملة دون يحس ؟ حبيت اتأكّد ، و كرّرت :- ما يستاهلها ؟؟؟
- لا ما يستاهلها . قمرة ... بنت جامعية و ثقافتها عالية ، بسّام ... انسان بسيط ... ما فيه
تناسب بينهم . ما تستاهل واحد مثله ، و لا هو يستاهلها ...
طلع هذا السؤال عفويا من لساني ، و ما ظنّيته رح يجاوب ، لكنه قال :- واحد ... عالي الثقافة و المركز الاجتماعي ، ذكي ... واسع المدارك ، واسع التفكير ... يقدر يفهمها...
انسان عنده طموح ... عنده شخصية أقوى و أرقى ...
قلتها بمزحة ، بس شكلها طلعت غلط ! لأن صاحبنا رماني بنظرة توعّد و تهديد ! حبيت ألطّف الجو ، بس
الظاهر عكّرته بزيادة ، قلت :- فيني كل الصفات اللي قلت عليها ! و انت تعرفني زين ! وش رايك ؟ ما أصلح ؟
و الله كان قصدي مزح ، بس سلطان و هو بوضعه الحالي ، ما بلعها ، صاح بوجهي :
- ياسر خلنا من سخافاتك ذي الساعة ، مو ناقصك أنت بعد .
بصراحة الكلمة جرحتني . هذا جزاي اللي أحاول أخفف عنه . قلت بجدية :- وش فيني أنا ما يعجبك ؟
- أنت آخر واحد ممكن أسمح أنه يكون زوج لقمر .
هذه عاد كانت قوية و ما تحمّلتها ، كأنه يهزّئني الرجّال ؟؟؟ ما سكتّ عنه :
- و انت وش دخلك ؟ تسمح و الا ما تسمح ؟؟؟
ما عرف يجاوب ، ما عنده أصلا جواب . و لا له حق يتدخل . انتهزت فرصة صمته و قلت :
- هذه حياتها الخاصة و هي حرة تتزوج اللي تبيه . و اظن بسّام خوش آدمي ، و قلبه طيّب و لا به
غرور ، و أكيد رح يسعدها و الله يهنيهم مع بعض .
كأنها طردة ؟ مو صح هذه طردة ؟ انتوا فهمتوها طردة ؟؟؟ .. ما تزحزحت من مكاني ، كأنّي ما استوعبت
الجملة ، رد يقول و هو يضغط على كلامه :- ياسر أقول ممكن ترجع مكتبك ؟؟؟
و أجل الاجتماع إلى بكرة . ممكن ؟
ناظرته لحظة ، و بعدها عطيته ظهري ، و مشيت . بس كان فيني كلمة غاصّة ببلعومي ما قدرت إلا أطلّعها.
فتحت الباب ، و قبل ما أطلع وقفت لحظة ، و لفيت صوبه ، و قلت :- عارف إش مشكلتك يا سلطان ؟
إنك الى الآن مازلت معتقد أن قمر لك . مو قادر تتقبل أنها تصير لغيرك . مشكلتك يا سلطان ، أنك
تحبها و ما انت راضي تعترف لنفسك . لا تكابر ...
و طلعت ، و سكّرت الباب .
- مجنونة ؟؟؟
صرخت بوجه ( قمر ) و عيني مفتوحة أوسعها و حواجبي متقوسة حدها من شدة الدهشة و الاستنكار ...
- تروحين له بنفسك يا قمر ؟ أنت ِ أكيد جنيتي ؟؟؟
- اللي صار
- تمر ! تهورت ِ ، ليه تذلين نفسك له كذا ليه ؟
- رجاءا ( سلمى ) ... خلاص ...
طبعا أنا ما كنت ناوية أسكت ، لكن ... كأني لمحت بريق دمعة مكبوتة في عينها ، اللي خلاني أبلع لساني ، و اخمد ...
بعد شوي ، قلت :
- ... و بسّام ...؟ ... خلاص ... ؟؟
- ... خلاص ...
قالتها بمرارة و يأس ، صديقتي و اعرفها زين ، ما هي مقتنعة به ، بس قبلته كردّه فعل في لحظة يأس ....
بغيت أقول لها : ( إذا مو مرتاحة من قرارك ، راجعيه، لا تتهوري ... مو مضطرة تقبلين أحد مو مقتنعة به )
بس ما قلت ، و يا ليتني قلت ....
بصراحة ، كنت أبي ( قمر ) تتزوج ، و تنشغل بحياتها الجديدة ، و تنسى ( سلطان ) و أيام سلطان و عذاب سلطان .... يكفيها اللي لقت منه يكفي ...
قلت :
ٍٍ
- بسّام و النعم فيه ، رجّال الكل يمدح في أخلاقه ، اثنينكم محظوظين ببعض، هني لكم ...
مرة لحظة صمت ... بعدها ، غصبا ً عليها و بعد حبسة طويلة ، تفجّرت دموعها بغزارة ،
و رفعت ايدها تخفي وجهها الكئيب بها ....
تقطع قلبي و أنا أشوفها ، صديقة عمري ، و هي بذي الحالة ...
فتحت ذراعيني و طوقتها ... ضميتها لصدري بحنان ....
ظلت تبكي فترة ... و أنا احاول أواسيها و أربّت عليها ....
هالمرة هي اللي بدأت الكلام ، قالت :
-مع الوقت ، أكيد رح أتعود عليه ، و أحبه ... و يستحوذ على اهتمامي و مشاعري ،
مو صح يا سلمى ؟ مو كل البنات كذا ؟ بعد ما ينخطبوا يتعلقوا برجالهم و يحبوهم ... صح سلمى ...؟؟؟
قالتها بكل مرارة ، ما ادري هي كانت تسألني و الا تسال روحها ؟
حسيتها ذيك اللحظة مثل الغرقان اللي يتعلق بأي ذرّة أمل بالنجاة ...
فهمت أنها محتاجة الى التشجيع ، إلى أن أحد يقول لها :
( صح رح تحبينه أكثر من سلطان ... نهاية سلطان مو نهاية الدنيا ...) ...
قلت :
- أكيد يا قمر ! و هذا أجمل شي في الزواج ، أن مشاعرك تتعلق بشخص يعني لك نصف العالم ، و أنت ِ النصف الثاني ....
- سلطان كان يعني لي العالم كله يا سلمى .... كله ... كله ...
قالتها و انفجرت مرة ثانية في بكاء أشد من اللي قبل ...
شديت ذراعيني حواليها ، ما قدرت استحمل شوفتها و هي تتحطم قدامي .
تمنيت ذيك اللحظة ، أن سلطان يظهر ، مو عشان يشوف إش قاعد يصير للبنت بسببه ، و لا عشان يسمع وش تقول عنه ، لا ....
عشان أمسك سكين و أقطع بقلبه مثل ما قطع قلب صديقتي الحبيبة ...
-يكفي يا قمر ... انسي اللي فات و خلينا في اللي جاي ....
خلاص يا قمر أرجوك ِ...
رفعت راسها و ناظرتني ... نظرة ما عمري رح انساها .... و دموعها مبلله وجها ، و عيونها حمرا ، و جفونها متورمه .... و وجهها كان أشبه بوجه المحتضر ...
- سلمى ... ودّي أبكي للمرة الأخيرة .... ممكن ؟؟؟
ما من حقي أعبر عن شعوري للمرة الأخيرة قبل الوداع ؟؟؟
سلمى ... سلمى ... اللي فقدته ما هو شي هيّن ... أنا فقدت قلبي يا سلمى...
ما تبيني حتى أقول آه و أتألم ؟؟؟
حرام عليكم ... ما انتوا فاهمين وش عنى لي سلطان ... آه ...( العسل )...
... خلوني أبكي ... خلوني أبكي ...
ليه يا سلطان ؟ ليه ؟ ليه ؟ ليه .....
ذاك اليوم ... ما عمري بانساه ... من كل قلبي بكيت ....
و من كل قلبي دعيت بعد ...
يا رب أعيش و أشوف سلطان يتحطم و يتقطع قطعة قطعة ... مثل ما سوّى بقمر ...
... و ما كنت دارية ... أنها كانت ... ساعة إجابة ....
.............................
ما توقعت أني أقدر أنام بعد ذيك الليلة ، بس الظاهر التعب النفسي اللي عشته خلاني استسلم للنوم بسرعة عجيبة ...
و مع ذلك ، ما تهنيت ...
شفت حلم غريب ... يمكن أحداث اليوم هي اللي خلقته لي .
كنت أنا مع ( عسل ) في سفينة وسط البحر ... كنا مبسوطين ...
وفجأة ظهر ( بسام ) جاي من قلب البحر بقارب صغير ....
اقترب من سفينتنا و راح ينادي :
( قمر ... انزلي .... قمر ... انزلي )
كان وجهه مفزوع و مرتعب ... و كان يلهث و يتنفس بقوة و التوتر صارخ عليه ....
ناظرت ( عسل ) و أنا مندهشة ، و اندهشت أكثر لما شفته يبتسم ...
ما زال صوت بسام يدوي براسي ( قمر انزلي ) و يمد يده لي يبيني انزل القارب معه ... و انا واقفه جنب
( عسل ) ما اتحرك ....
فجأة ، بدأت السفينة تغرق و تغرق بسرعة ... و بسام يصرخ (يا قمر تعالي بسرعة ) و أنا مسكت يد ( عسل ) أبيه ينزل معي ...
إلا و أيده تتلاشى مثل الدخان ... و فجأة شفت نفسي طايرة بالهوا ...
أهوي صوب القارب و يد ( بسام ) تلتقطني ... و عيني على ( عسل ) و هو واقف بالسفينة و هي تغرق
- وأنا أعرف أنه ما يعرف يسبح - و أصرخ بقوة ، و بأعلى صوتي ...
((( سلطا ن .... )))
صحيت من النوم مفزوعة مذعورة ...
ما قدرت اتنفس و لا اتحرك ...
بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...
ناظرت الساعة ، كانت أربع الفجر ...
ظليت بمكاني أحاول التقط أنفاسي، و أمحي صورة ( عسل ) و هو يغرق مع السفينة ...
آه يا ويلي لو يصيبه شر ... بسم الله على عمره من الموت ... و من الشر ...
فيني و لا فيه ...
بغيت أشرب شوية ماء ترد روحي من الفزعة ، و لما جيت عند كاس الماء على المكتب ، شفت جهازي ( الفاكس ) مستقبل رسالة ...
(( مرحبا ، أبي أكلمك ، رجاءا ))
طالعت الرقم و التوقيت
رسالة وصلتني قبل ثلاث ساعات ، من ... سلطان ...
.............................
" غروب الشمس "
ما قدرت ...
غصبا علي ... لا تلوموني ...
كنت أبي أتجاهله ، أبي أنساه ، أبي أطلعه من بالي ، لكن ....
ممكن تنسى أن في داخلك روح ؟ تنسى أن لك عين ؟ تنسى أن عندك قلب ؟؟؟
أنساه كذا فجأة ؟ و خصوصا اللحظة ذيك ، و أنا صاحية من النوم مفزوعة عليه ؟؟
و بعدين الفاكس اللي وصلني كان من فاكس مكتبه بالشركة ، حسب الرقم، يعني كان موجود بالشركة ذيك الساعة ... آخر الليل ...
عرفت أني ما رح أقدر أرد أنام قبل ما استسلم لأوامر القلب ، و أنفذها ...
كلمة وحدة بس ، (( خير ؟ )) ، كتبتها و أرسلتها له ، و بكرة الصباح لما يجي مكتبه ، يشوفها ... و يرد عليها ....
شربت الماء ، و رجعت مرة ثانية لفراشي ، مرتاحة أكثر ...
ما مداني أحط راسي على الوسادة ، إلا و اسمع صوت الفاكس ، يستقبل رسالة جديدة
قفزت من سريري و ركضت إلى الجهاز ....
( مُرّي المكتب ، 6 م ، مع شوق ) ، مع السلامة ))
تفاجأت ، سلطان موجود بمكتبه الحين ؟ في ساعة زي ذي ؟؟
من خط إيده ، كان باين أنه مستعجل ، أو متوتر أو مشغول ...
أخذت الورقة ، و رجعت أتمدد على فراشي ، و ضميتها لصدري ...
سلطان يبي يشوفني ...
سلطان يبي يقول لي شي ....
هل ما زال ... فيه أمل ....؟؟
لا يا قمر ، لا تروحي بأفكارك بعيد ....
خلاص يا قمر ... خلاص .... خلاص ....
.........................
- هذه هي الكتب ، و هذه آخر مؤلفاتي ، ودي أسلمها قبل انشغالي يا ( شوق ) .
- ما شاء الله عليك ! لحقتي تقريها ؟
- لا ! قريت بعض الأجزاء ، و ما أظني أقدر أواصل حاليا . ودي أرجّعها اليوم ، تجين معي ؟
- هاتيها و أنا أعطيها أخوي ( سلطان ) لما أشوفه .
سكت ، ما علّقت ، ابتسمت شوق ، و فهمت أن ورا الموضوع ، شي ثاني ...
قالت ...
-÷او أقول ، أحسن تسلميها له بنفسك ، لا يتهمني بأني خربت بها شي و إلا شي !
و اتفقنا نروح الساعة 6 م ، و طول ذاك اليوم و أنا في توتر فظيع ... كأني داخلة امتحان آخر السنة ...
رجعت من الجامعة ، و أول شي سويته هو تفقّد جهازي الفاكس ، بس ما لقيت أي رسالة جديدة ... و بديت استعد للقاء المرتقب ...
جهزت الكتب اللي كنت مستعيرتنها من العسل ، و دوّرت في مؤلفاتي على قصيدة زينة ، تصلح للنشر في المجلة ... و اخترت هذه ...
يا شمس و أنت ِ تطلعي كل يوم و تلفّي السماء...
و تشوفي خلق الله و تعرفي ديارهم و أخبارهم ...
طلّي على ديار الحبيب اللي انخرس و اللي انعمى ...
يمكن شعاعك لا وصل يكشف لنا أسرارهم ...
يا شمس قولي لي ، و نورك يعشي بعيوني ...
وين اللي نسيوني ، و لا كأنهم يعرفوني ... ؟
راحوا و خلّوني ، وحيدة و لا عاد جوني...
ظنّيت بعدي يهزّهم ، بس خابت ظنوني....
يا شمس خبريني ، عسى بالخير ذكروني ؟
اسمي انطرى بالزين ، أو كانوا يذمّوني ؟
اشتاقوا لي يا شمس زي ما هم وحشوني ؟
بعد الفراق ، الحين ما ودهم يشوفوني ؟
ملّوا هوانا و إلا ما عندنا نجاريهم ...
خلهم يشوفوا حالنا لا جبنا طاريهم...
ذلّونا في حبهم عسى الله لا يورّيهم...
ذل الهوى و العشق ، ما تقدر تداريهم...
يا شمس أهواهم ، و في صدري مواطنهم ...
في بالي ذكراهم و عيّا القلب ينساهم ...
ارجع و احن لهم ، و لو تقسى معادنهم ...
بالشوق أناديهم ، و ما تسمع مآذنهم ...
يا شمس ، سلمي لي ، على ( سلطان ) و قولي له ...
باقي على عهد الوفا ؟ و الحال وصفي له ...
طال البعد، إمتى اللقاء ؟ ملّينا تأجيله ....
و إلا نسى حب انقضى ، أو شاف تبديله ... ؟؟؟