ناعسةالمشاعر
12-10-2022 - 12:51 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي طلب بسييط بس أبي وحده متقنة للغة الانجليزيه مضبوط
لأني أبغي ترجمة لقصة عندي ..
ضروري أريدها ضروري جدآآآآآآآآآآآآآآآآآ
واللي تقدر تساعدني الله يخليكم لا تبخل علي ..
في الرد الثاني ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا ابن احد المعتقلين في السجون المصرية، وبالتحديد في سجن أبو زعبل،والدي هو (جمعة الطحلة)، وقد اعتقل بتاريخ 18-4-2009 أي قضى حتى الان ما يقارب ال(13) شهرا دون أي تهمة موجهة اليه فقد كان في سفره الى مصر لسبب يتعلق بالعمل فهو مقاول يعمل بدولة الامارات منذ حوالي (15) سنة غير أنه تبدو عليه بعض ملامح الالتزام، اختطف من امام باب الفندق في اليوم الذي يسبق عودته الى الامارات بعد ان انهى اعماله، وقد كان حدثا بالصوت والصورة عبر الانترنت قبل الاختطاف بدقائق ليخبرنا بمجيئه وانه ذاهب الان لتأكيد حجز الطيران، ليأتي في نفس اليوم او في اليوم التالي حسب الحجوزات المتوفرة، وانتظرنا بدل اليوم أياما للنتظر منه ردا او مكالمة هاتفية ليخبرنا بموعد وصول طائرته، حتى أخذ القلق فينا مبلغه لاكثر من اسبوع متواصل لا نعلم أي شئ عنه الا أنه من المحتمل أنه قد اصيب بحادث ما أو أنه ربما قد يكون معتقلا دون أي شئ يأكد تلك الظنون، واستمر هذا الحال لما يقارب الثلاثة أشهر ونحن لا نملك أدنى معلومة عن والدي والقلق يحيط بنا ويزداد مع الايام ،والخوف والرهبة تملأ نفوسنا، وليس لنا الا الدعاء والالتجاء الى الله، والاستعانه به فهو المؤنس والمعين. الى أن وردتنا مكالمة هاتفية كان المتحدث فيها على الطرف الاخر والدي يخبرنا بأنه الان معتقل في احد السجون المصرية وان سبب اختفائه في الاشهر الثلاثة انه كان في معتقلا في امن الدولة تحت التحقيق وقد تم نقله حديثا الى السجن. لقد كان لهذه المكالمة على الرغم من قصرها الاثر الاكبر في تهدأة النفوس والسكون قليلا، لكن بدأ هم جديد هو السعي لاخراجه من حيث هو ليلتم شملنا به من جديد، ظانين ان الامر ليس صعبا وانه يحتاج فقط لبعض الوقت وها نحن الان قد مضى على حالنا هذه اكثر من عام دون أي فائدة. حتى ان التحقيق لم يتوقف بعد الاشهر الثلاثة الاولى فقد اعيد الى امن الدولة ليبدأ التحقيق معه من جديد وتبدأ رحلة اختفاء جديدة انقطعت فيها اخباره، لكن ما اخرجه منها هو موت احد المعتقلين تحت التعذيب في نفس المكان الذي اخذ اليه ليتم التحقيق معه من جديد. أيضا حصل على افراج نهائي مرتين من المحكمة لكن في كل مرة كان يعاد اعتقاله بمذكرة اعتقال جديدة. طبعا لم يسمح لنا بزيارته في بادئ الامر ثم تمكنا من زيارته بعد ذلك مرتين حتى الان والمهم في تلك الزيارتين هو السطور التالية التي هي من احاديث والدي خلال الزيارة وما اخبرنا به من معاناته وما كان يلاقيه، صغتها لكم كما لو كان هو الذي يتحدث من خلالها مع العلم انه لا يوجد اي نوع من انواع المبالغة في هذا الحديث ولا بابسط صوره،فلا مبالغات في الاحداث ولا مبالغات ادبية اومعنوية وما خفي اعظم.
يروي والدي الحبيب:
في هذه الاسطر نحكي لكم رحلة العذاب التي لم تنتهي لغاية اللحظة في سجون مصر، والتي بدأت بالاختطاف من أمام الفندق في وسط القاهرة على انها دقائق معدودة، ولم تشفع حتى اللحظة ثلاثة عشر شهرا من الاعتقال السياسي او الاداري او الاحتياطي كما يسمونه، هذه الرحلة التي قد أجاد وأصاب في وصفها حين سماها الشيخ درويش الغرابلي القيادي في حركة الجهاد الاسلامي "برحلة الموت في سجون مصر" فكم من احياء هم اموات في هذه السجون، من شعبنا في قبضة الظلم الاسود الساكن في قلوب رجال اجهزة الامن المصرية، والذي عبرت عنه سلوكياتهم القولية منها والفعلية.
ماذا نقول لكم ايها الاخوة، فلقد ذكر الغرابلي معاناة (51) يوما، وماذا عسانا نقول عن معاناة (103) أيام، هل نحدثكم عن الاسبوع الاول والذي مضى من السبت الى الخميس بين جلسات التحقيق والشبح طوال الليل عاريا دون نوم، حرمان متواصل لمدة تزيد عن (150) ساعة بدقائقها وثوانيها تمر بك وانت تفكر باللحظة التي ستأتي ماذا تحمل، لا تعرف طعما للنوم، هل تتخيل شخصا يكون واقفا ثم يتحول الى حالة النوم ممدا مباشرةً دون المرور بحالة الجلوس؟ فلقد كنت واقفا في اليوم السادس، وكان يوم الخميس، وحين أذن لي بالنوم وجدت نفسي اسقط مباشرة على الارض ممدا، دون أن اجلس، استقبلت النوم وكأني في حالة هستيريا اعجز عن التعبير عنها، ما يقارب ال (150) ساعة لم تغمض عيني، حتى أني بدأت افقد التركيز والشعور بالاحساس بما هو حولي، ام الشتائم التي ليست في قاموس ولا ادبيات ابليس نفسه تلك التي يتفوه بها بها ضباط التحقيق في مركز امن الدولة المصري، الفاظ لهي اشد ألماً على الحر من لسعات الكهرباء، تخيل فقط اني كنت ادعو الله ان يكف عني السنتهم، والتي كانت تفقدني الاحساس بآلام التعذيب والصعق بالكهرباء، ولقد اخرسهم الله بعد يومين من الشتائم التي تطال الأم في عرضها وعفتها وشرفها،فبعد الدعاء الى الله، لم اسمع شتيمة واحده لله الحمد والمنة، واستمر الصعق بالكهرباء والحرمان من النوم. وكنت أربط على السرير لتبدأ جلسات التعذيب. وحينها كنت استذكر سيدنا بلال – رضي الله عنه- وقوله أحد أحد، فكنت استعين واجأر الى الله بصوت مرتفع وأقول: يا الله، يا رب...بصوت مرتفع، فكانت هذه الكلمات تخفف بقوتها من الآم التعذيب، فقد كانت اقوى من صعقات الكهرباء، ولكن ما لم اتوقعه هو ان تكون كلمات "يالله" و "يارب" ثقيلة على اسماعهم،فقد قال لي المحقق: لأجعلنك تقول يا باشا. فاستخدم الصعق بالكهرباء بالفولت العالي جدا في كل مكان في الجسد، يمكن أن يخطر لك ببال، وكنت أصيح وأصرخ وأقول: يارب يا الله، الى أن يبدأ يستخدم شراسة غير معهودة، وبدأ يصعق في أمكان حساسة جدا، ويمر الصاعق الكهربائي باستمرار مثل المكوى، عندها لم استطع التحمل وخضعت حتى يخفف عني واستذكرت قول الله تعالى { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}، وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم: "فإن عادوا فعُد"، فقلت يا باشا يا باشا، وأصابته النشوة فقد انتصر على قول يا الله ويا رب بظنه، ولسانه حاله يقول أعلُ هبل، خسئوا وخابوا, فالله أعلى وأجل، الله مولانا ولا مولا لهم.
نعم (103) أيام من الثلاثة عشر شهرا كنا نتوضأ والرباط على أعيننا، ويقولون لنا انها جزء منك، اياك وان ترفعها،بالإضافة الى قيود الحديد في ايدينا، اصبحنا نتعايش مع الغماية والقيد في الاكل والشرب والصلاة وعند استخدام الحمام للخلاء، وكذلك الوضوء والنوم والجلوس، واصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، اصبح أمر طبيعي الا ترى بأعينك إلا السواد الذي يأتي من خلف الغماية على عينيك، اصبحت حركة الايدي مقيدة ومحدودة تستعملها لدفع الطعام الى الفم، طبعا يجب أن ترفع يديك الاثنتين معا، إذ لا يمكن رفع واحدة دون الأخرى فهما مقيدتان معا بالحديد، اما الاستحمام فهو في مكان مفتوح يطلب إليك ان تتعرى لتستحم دون ساتر، فكنت ارفض الاستحمام، إلا أني كنت اضع الماء على نفسي وأنا داخل الزنزانة، والتي هي من الداخل عبارة عن بيت للخلاء( مرحاض) فيه اتساع للنوم بجانب المرحاض الارضي (العربي)، وليس بينك وبينه حائل ولا تزيد المسافة عن نصف متر، ملئ بالصراصير والحشرات، والتي تفاجأ بها على جسدك تمشي وانت مغمض العينين، وهذا كله بسبب جريمتك الكبرى وهي أنك فلسطيني ترفض الذل والهوان، ولأنك فلسطيني على طريق الله والدين وليس طريق الالحاد الذي هو من صنع الشياطين، كنت أقول للمحقق أنت تعتقلني وتعذبني وأنا لم أفعل شئ يسيئ لمصر، قدمني للمحاكمة، فكان يقول: "أنا مش رح أحاكمك" لإنه يدرك أنه هو من يجب أن يحاكم، فأنا في القانون المصري وكل قوانين الدنيا ليس هناك ما يحاكمني عليه، ولكن أنا لست وحيدا فهناك من قضوا الى الان اكثر من خمس سنوات في هذه السجون وهناك من له ثلاث سنوات وأكثر من سنتين وهم قابعين في السجون المصرية، وأنا قد دخلت في العام الثاني فهل سنبدأ بعد السنين بعد أن انهينا عد الايام والاسابيع والاشهر؟؟ وكل هذا من دون أي ذنب أو جريمة بدرت منا في حق احد غير أننا مسلمون فلسطينيون.
اما عن طبيعة التحقيق فإن ما كان يهم ضابط التحقيق المصري في امن الدولة وما كان يسأل عنه هو: من أنت؟ قل عن حياتك.. منذ مولدك الى هذه اللحظة، وكانت اسألته عن غزة وعن المقاومين والمجاهدين وعن قيادات العمل العسكري، كذلك كانت الاسئلة عن تاريخ حياتي في الاردن والامارات.
الكلام كثير ولو أردت أن افرغ الآهات والزفرات على ظلم ذوي القربى لاحتجنا الى صفحات عديدة لكن ما اود ان اذكره ان هذه الايام اصبحت في الماضي ونحن نستذكر قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- حين كانت تصيبه مصيبة كان يقول: " الحمدلله أنها ليست في الدين، الحمدلله أنها ليست أعظم، والحمدلله على الرضى، والحمدلله على الثواب"
بهذا القدر نكتفي ولعل الايام القادمة يكون فها الحديث بالتفصيل أكثر، ولا نعلم ماذا تحمل في طياتها، الا اننا ندرك اننا على نفر من قدر الله الى قدر الله سبحانه وحسبنا الله ونعم الوكيل.
انتهى
اعتذر عن الاطالة، ولا نشكوا إلا إلى الله، هوالقادر على كل شئ، وما نريده فقط من اخواننا المسلمين دعوة في ظهر الغيب، وهذه السطور لا تخص والدي فقط فهناك الكثير ممن يعانون معاناته وربما منهم من يعانون اكثر من ذلك، وهناك اخوتنا في سجون الاحتلال الصهيوني، فقد كتبت ما كتبت وذكرت ما ذكرت لعل قلوبنا تتحرك تجاههم، وكلهم بحاجة الى الدعاء منا وبذل المستطاع، اقل القليل ان يشعروا بأننا معهم نفكر بهم ويحزننا حالهم، لكن هذا لا يكفي، فالتحرك لنصرتهم واجب على الجميع، فهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "انصر أخاك مظلوما أو ظالما" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
والحمدلله رب العالمين
والله اللي تترجمها صح بدون أخطاء لها دعوة خاصه بظهر الغيب ..