- الرياض- رولا المسحال :
طلاق " شهر العسل " ..رجال بلا قلب وفتيات يدفعن ثمن التسرع و وسوء الاختيار
الرياض- رولا المسحال :
"30 يوما" بالضبط قضتها سارة وهي تحمل لقب زوجة ، وذلك قبل أن تتحول قصتها إلى مجرد معاملة تتناقلها أروقة المحاكم نتيجة كلمة" طالق" التي نطقها زوجها متأثرا برجولة زائفة، أراد أن يظهرها أمام أصدقائه .
ربما كانت سارة تعتقد أن زواجها هو الأقصر على مر التاريخ أو على الأقل على مستوى السعودية، لكن ذلك غير صحيح فمثل سارة كثيرات ومنهن من لم تستمر زيجاتهن شهرا كاملا ، حسبما يقول سجل الأحوال و القضايا في المملكة .
وتعد ظاهرة الطلاق في السعودية واحدة من أكثر الظواهر الاجتماعية إثارة للقلق حيث تشير الإحصائيات إلى وقوع ثلاث حالات طلاق كل ساعة، و أن معدل الطلاق ارتفع في العام الحالي بنسبة 30% عن معدله في السنوات السابقة .
وبحسب المدربة المعتمدة في التنمية البشرية والنفسية وئام المديفع فإن العاصمة الرياض تشهد أعلى نسبة لوقوع حالات الطلاق التي يزيد معدلها الشهري عن 2000 حالة في كافة مناطق المملكة. ورغم عدم وجود نسب مؤكدة عن نسبة الطلاق في الشهور الأولى من عمر الزواج إلا أن مهتمين ومختصين يؤكدون أن هذا النوع من الطلاق في تزايد مستمر.
وخلال الأيام الماضية تابع السعوديون بدهشة قصة الزوج الذي أنهى زواجه بتطليق زوجته خلال الأسبوع الأول ، بعد إصرارها على ارتداء البنطلون أثناء قضائهما "لشهر العسل " في المنطقة الشرقية. ولم تكد دهشة الخبر الأول تخبو حتى طالعت الصحف المجتمع السعودي بخبر زوج ثان طلق زوجته بعدما سعت لإرضائه في أسبوع زواجهما الأول بارتدائها "بدلة رقص شرقية".
وفي هذا السياق أوضحت المستشارة والمدربة وئام المديفع أنها واجهت خلال إقامتها لدورات للمتزوجات العديد من القصص المشابهة، قائلة" قابلتني مشكلة لسيدة طلقها زوجها لأنها جعلت والدته تنتظر عشر دقائق".
وأضافت: " عشر دقائق انتظرتها أم الزوج في السيارة كانت كفيلة في نظر الزوج ليعيد عروسه إلى بيت أهلها دون رجعة"، مرجعة في ذات الوقت أسباب الطلاق إلى قلة الوعي وضعف الوازع الديني.
ونوهت المديفع إلى أن الزوجين في الماضي كانا حريصين على تكوين أسرة مترابطة، أما الآن فقد أصبح الطلاق الحل السحري لكافة المشاكل التي تواجه أي زوجين في بداية حياتهما، موضحة أن خلال عملها لاحظت أن من أبرز أسباب الطلاق في المجتمع السعودي " الخيانة الزوجية، وضعف الثقافة الجنسي" على حد قولها.
وطالبت المديفع المسؤولين باعتماد الدورات التأهيلية قبل الزواج لكلا الطرفين كشرط أساسي للزواج مساواة بالفحص الطبي قبل الزواج، وذلك لتفادي وقوع المشاكل والخلافات بعد الزواج.
و يؤكد كلام المديفع وجود العديد من حالات الطلاق التي تحدث لأسباب غريبة ، كحالة السيدة التي طالبت من زوجها الطلاق بعد انتهاء شهر العسل الذي قضياه في ماليزيا وذلك بعد أن تركها في المطار وحيدة بعد تأخرها دقائق عنه، خشية أن لا يتمكن من لحاق الطائرة وضياع ثمن التذكرة عليه .
وفي هذا السياق ، أرجع التربوي والكاتب بصحيفة المدينة حسين سراج فتحي أسباب الطلاق السريع إلى التسرع في قبول أول طلب زواج من الطرفين أو أحدهما دون معرفة دقيقة لحقيقة كل واحد منهما عن الآخر ودرجة نضجه ومعرفته بطبيعة الحياة الزوجية، مضيفا" إن بعض الشباب يحاول حل مشكلاته الشخصية عن طريق الزواج ولو لم يكن مبنيا على أسس صحيحة".
وأشار فتحي إلى دور المؤسسات الحكومية والمدنية والعائلة في خلق وعي لدى الشباب قبل إقبالهم على الزواج من أجل حياتهم الزوجية.
ويؤثر الطلاق السريع على المرأة بشكل سلبي ، إذ أن مجتمعا محافظا كالمجتمع السعودي ينظر لها سلبيا . وكما تشير الدكتورة لانا السعيد- أستاذ مساعد في قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود- فان هذا يظهر أهمية الدعم العائلي للمطلقة لكي تتجاوز مرحلة ما بعد الطلاق وتستطيع العودة إلى الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي.
وقالت السعيد : " الدعم الأسري له أثر كبير على المطلقة وتخطيها المرحلة التي سيكون لها أثر على حياتها وعلى الأهل دعمها في عدم الالتفات لنظرة البعض السلبية" ، مضيفة على المطلقة أن تدرك جيدا أهمية نظرتها هي للمجتمع فهي لن تنعكس على نفسيتها فحسب بل وعلى المحيطين بها" .
المصدر : صحيفة سبق
شي مفجع صراحة
يابنات لاتتهورون بالزواج!!!