عضيدي رحلت

كلمات بسيطة ليست بالمستوى اللائق من بوح قلم فتاة (أعانها الله) قد مرمرها الدهر بنوائبه .. ومن النوائب العظيمة انقلاب أخيها عليهم .. وهي تعلم المقصد من الحديث وقد صاغت مشاعرها في سطورٍ ترجو منكم مشاركتها في معاناتها .. احتارت لمن تحكي وتشكي .. لا شيء أعظم من الأخ .. العضد .. وخصوصاً إن لم يكن لهم أبٌ حنون أو وليٌ حميم .. ف آهٍ من قساوة الحامي!
سأظل أكتب وأحكي عن جرحي وألمي
وما سببته لي يا عضيدي
أخي ..
كلمة كنت أمسح بها على جروحي
وقساوة من حولي
وأوجاع زماني
أخي ..
أجمل كلمة كانت بلسم الضياع
كلمة كنت أفخر بها
أشعر بلذة الحياة بها
لم اشعر بيتمي
في ماضي أيامي
لكونك معي
لوجودك بقربي
كنت عالمي
حياتي
أملي
يداي كنت أمدهما إليك
وإن لم تأخذهما
ولم تمسك بهما
نور عينيك كانت الحبل الذي أتعلق بها نحو الفجر
وطلوع الصبح
وهذا كان يكفيني
حسك
أنفاسك
كانت كفاية لأستغني بها عن العالمين
كنت أكيدة
ومن أعماقي واثقة
أنك لن تتركني
لن تتخلى عني
لن ترمي بصدق أخوتي نحوك إلى الضياع
والنسيان
والإهمال
كهفي .. كنت أقرب روح إلى روحي
مأواي .. كنت بيتي وحصني
ملجأي .. كنت سراج ظلمتي
ظلي .. كنت ربيع فرحتي
ومهما أعيتني الخطوب
ارتميت في أحضان صداقتك
كنت لي صديقاً
يا (صديقي)
..
ورحلت عني
وعذبني رحيلك
فارقتني
وكم قاسيت فراقك
فضلتهم عليّ ..!
وفضلتُ الركون في زاوية الحيرة والوحدة
أصب الدمع في صمتي
أقرأ الجرح في عمقي
أسلي القلب في ألمي
ب (الأمس)
بشيء (لن) يعود
لن يرجع ليُرجع الروح ..!
أخي ..أتضور عطشاً لصوتك
لحديثك
لأخوتك
وأنت تذبحني ببعدك
وقساوتك
وإن اقتربت اصبتني بسهام كلماتك
اتهامات
افترائات
وظن السوء فينا ..!
حتى أدوي جدران الروح بكلمة "لا تقترب مني"
دعك بعيداً عني
لا تأتي
يكفي ..
يكفي ..
طعنتني
ورحلت
وحسبنا الله ونعمَ الوكيل لمن سبب هذا الفراق ..!
حالة الأم المضحية طوال تلك السنوات ليصبح ولدها أفضل الناس .. كأنه صار من الأفاضل ليقهرها بأفعاله.. هي من تعاني الأمرين .. أعانها الله!