عندما تلبسك الأحزان

عندما تنسى الفرحة وتسكنك أحزان العالم بأسره, عندما ترى السعادة فى عيون الأخرين و أنت الوحيد الذى تفتقدها, عندما تتمنى أبسط حقوقك رغم تقديمك لجميع الواجبات و التضحيات , عندما تأتيك التعاسة من أقرب الأحباب , عندما يصبح قلبك منبع الشجن و يتبوع آهات, عندما تنسى كيف تبتسم و أنت فى ريعان الشباب.........
عندما تبكى فى عيد الفطر وجميع الناس سعداء بسبب مرض الأهل الذى ليس له دواء, عندما يكون الأب و الأم هما سببا الألم لا تستطيع الكلام و إنما تلوذ بالصمت القاتل و عيناك تذرف الدموع والقلب يتعصر بالدماء, عندما يصبح الأهل غير مهتمين بسعادة الأولاد فيدخلاهما فى دوامة صراعات
عندما يصبح ملاذك الوحيد هو أن تعيش فى هناء, ولا تتمنى لامال و لا جاه و لا جمال و لكنك تصتطدم بقساوة الحياة.
عندما تنتسى من لائحة الأفراح و يصبح مصيرك الحزن على طول درب الحياة.
عندما تحافظ على مشاعر الغير و يدوسك الغير بالأقدام, عندما تكون الصدر الحنون, ولكن الغير يرميك بوابل من القساوة و سوء المعاملة .
عندما تغتصب فى مشاعرك و تصبح كالهشيم فى النار تنثرك الرياح ذات اليمين و ذات الشمال و لاتعرف أين تستقر لأنك فى الأصل لا تحس بالإنتماء.
عندما يصبح البيت لايحافظ على معناه و يصيبح مجرد جدران من تراب تحميك من أهوال الطبيعة لا من قساوة الحياة.
عندما يصبح الأهل يؤمنون بفكرة أنهما مصدرا الرزق وليس الأمان.
عندما يجادلوك فى مبادئك ويرمونها بسهام من نار دون سابق إنذار .
عندما تصرخ بأعلى صوتك إن القلب قد إمتلأ فلا تزيدونى مقدار قطرة, كي لا يفيض كأس الأحزان .
عندما لا تمتلك ثمن تذكرة لتستقيل قطار النجاة و تموت قهرا على ضياع فرص الحياة
عندما يجردوك من علة وجودك فلا تجد أمامك إلى الدعاء و كتاب ربك بيمينك يساعدك على تحدى الصعاب.
عندما تخونك الكلمات فى التعبير عن ما يلوج بداخلك من قساوة الزمن و خيانة الأحباب .
عندما لا تسعك الصفحات لكي تكتب ما تشاء, فلا تجد أمامك سوى وضع القلم و الإحتفاظ بالباقى ليوم يأذن به خالق الأرض و السماء.