- دودة الإمبراطور التي تعمل وفق مخطط متعدد المراحل
- إذن فكيف اهتدت إلى فكرة التمويه ؟
- صيام ديدان الحرير
- مميزات الحرير
دودة الإمبراطور التي تعمل وفق مخطط متعدد المراحل
يدعى بدودة القز ويرقة هذه الدودة تقوم بإفراز خيوط الحرير . و كباقي أنواع اليرقات فإن هذه اليرقة تقضي فترة من فترات حياتها داخل شرنقة وعند خروجها من الشرنقة تقوم بإخفاء نفسها داخل ورقة نباتية, و عملية الإختفاء تتم بمنتهى الإحكام وفق مخطط مدروس مسبقا وعبر مراحل تتطلب مهارة فائقة لأن الورقة النباتية وهي خضراء لا يمكن طيّها بسهولة و بالتالي لا يمكن لها أن تخفي جسم الحيوان الصغير بسهولة لذا فوجب إيجاد حل لهذه المشكلة.
و هذه الحشرة قد وجدت حلا بمنتهى البساطة ولكنه يفي بالغرض إلى أبعد حد حيث تقوم الحشرة بقرض جزء الورقة المتصل بالنبات لقطعها ولمنع سقوطها يقوم بربطها بشكل محكم عبر إفراز خيوط الحرير ثم تبدأ الورقة بالتيبس و تنكمش الورقة اليابسة حول نفسها, وبعد ساعات تأخذ الورقة شكلها النّهائي كأنبوب يصلح أن يكون مخبأ أمينا للحشره و سرعان ما تتخذه مسكنا لها .
للوهلة الأولى يمكن أن يفكّر المرء بأنّ الحشرة قد خطت هذه الخطوة المنطقية لتوفير مخبئ أمين لنفسها وهذا صحيح و لكن بدخول الحشرة داخل الورقة المتيبسة قد تصبح صيدا سهلا للباقين لأنّ اللون المختلف لهذه الورقة يجلب انتباه الطيور وهذا يعني نهاية الحشرة المختبئة داخلها.
وفي هذه الخطوة بالذات تقدم الدودة على اختراع جديد بواسطته تنقذ نفسها من مخالب الطيور إذ تقوم الدودة بإجراء حسابي دقيق كالذي يقوم به أخصائيو الرياضيات أي استنادا إلى مبدأ الاحتمالات لأن الدودة تقوم بنفس العمل في أوراق نباتية أخرى وتقوم بربط هذه الأوراق حول الورقة التي تختبئ داخلها كنوع من أنواع التمويه ضد الأعداء وهكذا يصبح على غصن واحد أكثر من ورقة (6-7) واحدة منها فقط تحوي داخلها الدودة المختبئة والباقية خالية تماما، وإذا حدث و تناول أحد الطيور هذه الأوراق فيصبح احتمال وقوع الدودة كفريسة 1/6. (3)
كل هذه الظواهر السلوكية تعتمد على منطق معين بلا شك ولكن هل يمكن لهذه الدودة التي تحتوي على مخ مجهري وجهاز عصبي بسيط أن تقوم بهذه الأعمال العقلانية والمنطقية والمخطط لها مسبقا من تلقاء نفسهاا؟
وكما هو معلوم فلاحظي لهذه الدودة من التفكير.
و من الاستحالة أن تكون قد تعلمت من دودة أخرى، وفي الحقيقة فإن هذه الدودة لا تعلم بالخطر الذي يتهددها في المستقبل،
إذن فكيف اهتدت إلى فكرة التمويه ؟
ولو وجهتم هذا السؤال إلى أحد أصحاب نظرية التطور فلا يستطيع أن يجيب إجابة مقنعة ومحددة، و في غالب الأحيان يلجؤون إلى مفهوم واحد وهو الغريزة حيث يفسر هؤلاء طريقة سلوك الحيوانات بالغريزة، وفي هذه الحالة أول سؤال يتبادر إلى ذهننا هو تعريف الغريزة، حيث نستطيع أن نعرفها على أساس آلية معينة تجعل الدودة مثلا تخفي نفسها داخل ورقة نباتية
صيام ديدان الحرير
يقدم لنا عالم الحشرات أنماطًا من الصيام تدل على قدرة الله غي الخلق والإيجاد، وإنه إذا كان المعلوم المشاهَد في دنيا الناس أن تناول الطعام أحد أسباب نمو الكائن الحي وتطوره، فإن ديدان الحرير تدلنا على أن الصوم التام، والامتناع عن تناول الطعام والشراب لا يُلحق بالجسم الضعف والوهن، وإنما يعيد صياغة هذه المخلوقات بطريقة جميلة وأخَّاذة بالألباب، وحتى نقف على أسرار هذا الصيام فلا بد لنا من معرفة سريعة بدورة حياة هذه المخلوقات ، والتي نستطيع بيانها على النحو التالي:-
في أوائل فصل الربيع يفقس البيض عن يرقات صغيرة نهمة، لا تلبث أن تتغذى على أوراق أشجار التوت لمدة خمسة أيام، فيمتلئ جسمها ويكبر إلى درجة يضيق عنها جلدها؛ فيصبح من المحتم عليها أن تنزع عنها هذا اللباس لتستبدل به لباسًا آخر رحبًا فسيحًا، فلا تجد أمامها إلا الصيام لمدة يوم أو يومين، ريثما يتهيأ جسمها فسيولوجيًّا لنبذ هذا الإهاب. وتتكرر في هذه العملية خلال الطور اليرقي هذا خمس مرات في مدة تبلغ نحو ثلاثين يومًا، وفي نهايتها تبلغ تمام نموِّها، وتصل إلى حجم ملحوظ.
حينما تبلغ اليرقة هذا الحجم، فإن عليها أن تدخل نوعًا آخر من الصيام يصل نحو ستة أيام، فتلجأ إلى مكان هادئ لكي تُعِدّ لنفسها خدرًا تأوي إليه، ولَكَمْ تستولي علينا الدهشة، ويستبد بنا العجب إذا ما علمنا أنها تنسج خيطًا حريريًّا وحيدًا يصل طوله من 400 إلى 1200 متر!! وتظل تحرك رأسها حتى يتكوَّن هذا الخدر والذي يُعرف باسم "الشرنقة" ، وهو من حرير القز، الذي تتوق النفس لارتداء ثوب منه، لولا أن الله قد حرَّمه على الرجال وأباحه للنساء فهو مناسب لطبيعتهن، وحينئذ يُقال إن الدودة قد عذرت - أي دخلت طور العذراء - وهو طور ساكن يحتاج إلى الهدوء التام؛ لأنه في حقيقته الأمر ليس مرحلة من مراحل النمو، أو حالة من حالات السبات، وإن كان يبدو كذلك، وإنما هو يمثل مرحلة هامة في حياة هذه الحشرة ؛ حيث تتعرض لكثير من التحولات السريعة والمتلاحقة، والتي يتم على إثرها إعادة صياغتها وتحولها إلى مرحلة أخرى.وفي نهاية هذا الطور وتلك المرحلة، فإن الدودة الساكنة الصائمة تتحول إلى مارد عملاق، عليه أن يحطِّم القيود والأغلال ليخرج إلى الحياة الرَّحبة الفسيحة، فيفرز سائلاً كاويًا يذيب جزءاً من هذه الشرنقة، فيُزاح الستار عن كائن جميل هو فراشة ديدان الحرير ، التي تضع بيضها بعد الإخصاب، وتقضي بقية عمرها التي تصل نحو خمسة أيام صائمة؛ لتودع الدنيا كما أتت إليها خاوية الوفاض، وتُنزل بيضها المُخصَّب حتى الربيع القادم ليعاود الكَرَّة من جديد؛ فسبحان الله المبدئ المعيد!!
مميزات الحرير
يتمتع الحرير بقوته و متانته حيث تصل درجة انكساره الى 4 غرامات من الديناير (وحدة سماكة الحرير)
فالحرير اقل كثافة من القطن والصوف وله مميزات ممتازة في امتصاص الرطوبة بحيث يحفظ ثلث وزنه في هذه الرطوبة دون ان يعطي احساسا بالرطوبة كما انه يقاوم الحرارة وصولا الى 170 درجة مئوية مما يجعله اكثر مقاومة للحرارة من الصوف ...
الى جانب ذلك ومن الاسباب التي جعلت منه ثمينا
اولا : لا يتسخ بسهولة وذلك عندما يخضع للاحتكاك يكتسب شحنة من الكهرباء الجامدة في احوال الرطوبة المنخفضة والسبب الثاني هو انه لا يجذب الحشرات ..
سئل الإمام الشافعي يوماً: كيف عرفت الله،
فأجاب: عرفته بورقة التوت تأكلها النحلة فتخرج عسلاً، وتأكلها الشاة فتخرج بعراً، وتأكلها الدودة فتخرج حريراً، ويأكلها الغزال فيخرج مسكاً.
واخيرا اتمنى الموضوع قد نال رضاكن
دمتن بخير
الف شكر غاليتي سفيرة
استمتعت كثير بالموضوع
دمتي بخير