- علمت أنّ سعادتها تنبع من طريقة واتجاه تفكيرها ..
- لذا يجب عليها أن تغير من قناعاتها وتوجه سلوكها ..
فستانها ...الابيض ...بقايا فرحتها...
عادت من العمل متعبة مرهقة..
وعلى عادتها ..
بدلت ملابسها ..
ورمت بنفسها على السرير..
لتأخذ قسطاً من الراحة ..
نامت ..
نعم نامت بهدوء ..
ولماذا لا تنام ؟؟
لا يوجد شيء يؤرقها ..
هي نائمة ..
وإذا بالباب طارق !!
يرافقه والده ووالدته ..
استقبله والدها ..
وأحسن استقباله ..
وبعد ذلك ..
تبين أنّه خاطب ..
يطلب تلك الفتاة للزواج ..
سألوا عنه من هنا ومن هناك ..
ولكنه سؤال دون تريث واستقصاء!!
تم عقد النكاح ..
وطارت تلك الفتاة فرحاً ..
وتحولت غرفتها المتواضعة ..
إلى عش لأحلام عظيمة..
فبدأت تتخيله ..
و تتوقع ملامحه وطباعه ..
وأصبحت تحلق بأحلامها الوردية ..
في السماء ..
مع أسراب الحمام..
فتطلق كل ليله سرب !!
قرب موعد زواجها ..
وبدأت تجهز وتعد ..
لذلك اليوم المنتظر ..
يوم زفافها !!
فستانها ..
مكياجها ..
تسريحتها..
مسكة وردها..
كوشتها..
تمت مراسيم الزواج كما خطط لها..
وكانت هي في تلك الليلة ..
ليلة زفافها ..
في أبهى وأجمل صورها!!
انتقلت مع زوجها إلى بيت الزوجية ..
وعاشت معه ..
أجمل اللحظات ..
وأسعد الأوقات..
وسمعت أرق الكلمات ..
عاشت شراء بعض أثاثها ..
عاشت الكثير من الامنيات والاحلام التي خططت معه للتحقيقها..
..
..
..
ولم يشرف العام الأول على الانتهاء..
حتى اتضحت الأمور على حقيقتها ..
فانكشف المستور..
وبدأ الحبيب سيء المزاج..
حاد الطبائع والطباع ..
وسقط عنه القناع..
شرس في تعامله ..
أحمق في تصرفاته..
أناني لا يعرف شفقة ولا رحمة ..
حاولت معه ..
أن تعيده إلى رشده ...
أن تكون منه قريبه ..
وله حبيبه..
ولكن هيهات .. هيهات ..
تزداد منه حبّاً وقرباً فيزداد منها جفاءً وبعداً ..
حاولت معه ..
بالحوار والتفاهم ..
بالعصبية ورفع الصوت..
بالرومانسية ..
وأسلحتها الأنثوية..
حاولت معه ..
بكل الطرق ..
ومختلف الوسائل..
لا فائدة ..
تحول منزلها إلى سجن ..
وأصبح اليوم أطول من السنة ..
فحياتها عذاب ..
وأيامها سراب ..
تنام وهي تبكي..
وتستيقظ وهي تشكي ..
صراعات مريرة ..
وتدخلات كثيرة ..
جميعها تصب في طريق واحد مسدود ..
طريق الفراق ..
طريق الطلاق ..
يا صك الطلاق !!
أنت طالق ..
بلا ذنب ومبرر..
أنت طالق ..
بلا ذنب و خطيئة ..
أنت طالق ..
لأنّي ما اعرف حجم المسؤولية ..
عادت إلى بيت أبيها وأمها..
مثل الطائر عندما يعود إلى عشه ..
أو السجين الذي أطلق سراحه..
تحس بأن روحها قد عادت إلى جسدها..
عندما تتذكر تلك الشهور ..
التي عاشتها خلف الشباك مذعورة سجينة ..
قضت فترة استجمام بعد عناء..
وراحة بعد تعب ..
واستقرار نسبي بعد اضطراب..
تجلس في غرفتها ..
المليئة بذكريات الطفولة ..
تجلس على كرسيها واضعة رجلاً على أخرى ..
تستعيد أحياناً على مهل وأحياناً على عجل ..
شريط ذكرياتها على شاشة خيالها..
لحظات ..أيام ..شهور..
فالذكريات لديها مبعثرة ..
لعذابات سالفة ..
ولكن إحساسها بها حاضر ..
ظلم ..
قهر ..
قسوة..
لم يخطر ببالها ..
عندما جهزت لزواجها ..
وعندما قامت ب ( البروفه) لفستانها ..
وعندما كانت الابتسامة تعلو محياها وهي في الكوشة ..
أنها ستعود إلى بيت أهلها مطلقة ..
تحمل مع حقيبتها تجربة فاشلة ..
وذكرايات للحام زائف..
لم يخطر ببالها ..
أنها ستعود وتحمل لقب جديد ..
مطلقة ..
منفصلة ..
لقب يزيد التعب ..
ويجدد الكرب والنصب..
وتبدأ تتساءل ..
كيف سأعود لحياة طبيعية غير مشوهة ؟؟
كيف أعيد إلى وجهي قسمات الحيوية والحبور ؟؟
عوضاً عن قسمات الحزن التي طمست نظارته في شهور..
كيف سأجبر كسراً في جدار نفسي بين حدب الضلوع
المرهفات النحايف ؟؟
كيف استتر عن نظرات الناس الشامتة ؟؟ فعيون بعض الناس فضاحة !!
كيف أجيب على فضول بعض النساء ؟؟
ليه انفصلتي ؟
وش سبب طلاقك ؟؟
من المسؤول عن هذا كله ؟؟
حظي العاثر ..
أم أهلي عندما ظنّوا أنّ هذا الزوج جدير بي ..
وسوف يسعدني ويحافظ علي ..
أم طليقي الذي ظنّ أن الحياة الزوجية ..
قاعة ..
وزفاف ..
وضرب بالدفوف ..
وزغاريد ..
ومشلح أسود..
وعود أزرق..
واصطفاف مباركين ..
على من يقع اللوم ؟؟
وأصوات كثيرة ترميني ..
وألسنة حداد تقطعني ..
وأفواه تأكلني حيّة ..
تقضي على ما تبقى لي من اعتزاز بنفسي ..
وإحساسي بقيمتي وذاتي ..
وتسلب إيماني التام بأنّي حورية لا أليق بمن ارتبطت به ..
من أوقف الحلم في قلبي وفي عيني ؟؟
حشرت هذه المرأة نفسها في عنق زجاجة ..
واعتبرت أنّ الطلاق لها نهاية ..
فهي في طريق صعب ..
وأصعب منه عودتها على ما كانت عليه في البداية ..
عاشت في دوامة ..
وأصبحت تدور في حلقة مغلقة ..
حتى تعبت وملها التعب ..
فجمعت شتاتها ..
وأعادة ترميم وبناء نفسها ..
من الداخل إلى الخارج ..
علمت أنّ سعادتها تنبع من طريقة واتجاه تفكيرها ..
لذا يجب عليها أن تغير من قناعاتها وتوجه سلوكها ..
- جددت علاقتها مع الله سبحانه وتعالى وأصبحت إلى الرحمن أقرب .
- اعتبرت مرحلة ما بعد الطلاق من مرحلة نهاية العالم إلى مرحلة بداية جديدة وعالم جديد يتهيأ ليكون تربة خصبة لتجربة أخرى بضمانات أكثر جدية .
- بدأت تعتبرها من مرحلة انكسار إلى مرحلة تحدي وإثبات للذات لتشحذ همتها وتتصرف بإيجابية.
- تركت الماضي خلفها ولم تلفت إليه أبداً فقد انتهى بكل ما فيه نهاية بلا رجعة ببساطة مات .
- دربت نفسها شيئاً فشيئاً على عدم التحسس أو الحساسية الزائدة من بعض نظرات أو كلام أو تصرفات الآخرين على أنّ ذلك ليس كله موجه لها وليست هي وحدها المقصودة به فتلاشى و ذهب خوفها من الآخرين بعد ما أدركت أنها إنسانة طبيعية وخوفها ليس له مبرر لأنه نابع من داخلها فقط دون الناس .
- خالطت الآخرين وخرجت من عزلتها فهي لن تكون أول مطلقة وبكل تأكيد لن تكون الأخيرة وبدأت في التواصل مع الناس وأصبح لها حضور مشرق في المناسبات الاجتماعية لما في ذلك من أثر طيب في تعزيز ثقتها بنفسها ومنحها فرصة أكبر ليتقدم لها زوج آخر .
- شغلت وقت فراغها بإكمال دراستها وممارسة هواياتها في نهاية الأسبوع وفي الإجازة الصيفية انتسبت إلى أحدى دور تحفيظ القرآن الكريم وكل هذا حتى لا تشعر بالملل والفراغ وبالتالي تعود إلى التفكير السلبي .
- لم تجعل الزواج هدفها الوحيد بل جعلته أحد أهدافها وتطلعاتها المستقبلية ( ضمته إلى بقية أهدافها الأخرى دراستها ...علاقتها الطيبة مع أهلها والمحيطين بها ..متعتها بوقتها .. )
- جعلت من طلاقها درساً مفيدا ًللتدقيق والفحص والاختيار المناسب ( لو تقدم لها خاطب ) .
منقول
فعلا المطلقه .. ضحية دايما