- سبحان الله ...امرنا ربنا بالدعاء و وعدنا بالاستجابة
- ( وعد الله لا يخلف الله وعده )
دخلت حجرتي بعد أن توضأت وصليت لله ركعتي حاجة، ثم بدأت أتكلم إلى الله، لم أكن أتحدث باللغة العربية الفصحى، وإنما أتحدث إليه سبحانه بلغتي المعتادة، وجدت مشاعري وأحاسيسي تسبقني قبل كلماتي، وجدت قلبي ينطق لأول مرة مع ربي.. يا له من إحساس جميل، بدأت أستشعر قرب الله مني، وأتذكر بعض آيات من القرآن الكريم، وكأنها تمر بخاطري لأول مرة: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
جعلت أقف عند كلمات الآية (سألك عبادي) أنا من عباد الله، أضافني الله تعالى إليه، إنه شرف كبير.. كبير جدا، أنا عبد لله، مع أني أعرف هذا المعنى، لكنه كثيرا ما يضيع مني، وما دمت عبدا له سبحانه، فما الذي يجعلني أنسى مولاي؟!..
(فإني قريب) جعلت أردد كلمة قريب، أستشعر مد الياء في الكلمة (قريب)، نعم الله قريب مني، علمه أحاط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء، فأنا منه، وإليه، ومادام -سبحانه- قريبا مني، فهو عالم بحالي (يعلم السر وأخفى) (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) (وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)..
ثم نظرت إلى قوله تعالى (أجيب دعوة الداع إذا دعان) سواء أكان الإنسان في حاجة إلى ما يسأل الله، أم يمكن له الاستغناء عنه، وأنا في حاجة إلى الله تعالى.
سبحان الله ...امرنا ربنا بالدعاء و وعدنا بالاستجابة
( وعد الله لا يخلف الله وعده )
وقد طرأ على ذهني هذا السؤال: لماذا لا نلجأ إلى الله؟ ولماذا لا نجري حوارا مع ربنا، نشكو إليه فيه همومنا وأحزاننا؟ لماذا نضع هذا الحاجز والحاجب بيننا وبين ربنا؟! إنه سبحانه يتنزل إلى السماء الدنيا كل يوم لينظر حاجة الناس: "هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له، هل من كذا، هل من كذا... حتى يطلع الفجر.
نعم، نحن في حاجة لأن نشكو بثنا وحزننا وهمنا إلى الله تعالى، فلنجرب ولنطرق باب الله تعالى، شاكين له همنا، وشاكين له غلبة نفوسنا علينا، وغلبة أعدائنا، فإن الله تعالى سيجعل لنا من أمرنا يسرا، ويرزقنا الأسباب التي تكون مفتاح فرج لهمنا وكربنا.
فما أحوجنا إلى الله، وما أقرب الله منا، وما أبعدنا عن الله، فهلا اقتربنا من الله، وناجينا الله تعالى؟!
فلنجرب أن نشكو حالنا أول ما نشكوه إلى الله، فسيفتح الله تعالى لنا أبواب يسره، فمن ذا الذي دعاه فلم يجبه، ومن الذي طلبه فأعرض عنه؟!
اللهم لا تجعل في قلوبنا شيء سواك
تكفون انا في هم وكربه ما يعلم بها الا الله سبحانه
ادعو لي من قلبكم عسى الله يفرج همومكم وكربتكم..ادعو لي ان ربي يستجيب دعواتي ويحقق امنياتي ويتقبل مني عاجلا غير اجل
ولا تنسون ان الدعوه بضهر الغيب مستجابه والملك يقول ولكي مثل ذلك
ويسعدك بالدنيا والآخره ويوفقنا سبحانه
لما يحبه ويرضاه ويعز الإسلام والمسلمين
ويغفرلنا ذنوبنا آجمعين .. آمين يارب العالمين