قمة الجبل

أستيقضتُ ذاتَ صَبَاح .. كان البردُ قاارص .. بالكآد استطعت أن أتحركَ من مضجعي .. لكن ما ألزمني هو الجوعْ .. كأنني لم أأكل منذُ سنة ! خرجتُ من المنزل كان كل ما يحيطُ بي مغطى ب البيآض .. والسماء مُلبدة بالغيوم .. والرياحُ هادئة .. وأخيراً جآءَ الشِتاءْ ْ ْ .. بدأتُ أقفِزْ وألعب بالثلجْ .. عدتُ إلى المنزل مُتجِهه إلى غرفتي .. أيقضتُ أختي لنلعبَ سوياً .. وبدأنا باللعِب تارة نصعد إلى الجبل من بدايته ثمَ أرخي نفسي وأتدحرج وإياها أينا تصل أولاً إلى أسفل الجبل وتقف وتزيل ما غطاها من الثلج .. استمتعنا كثيراً .. وبعدها التفتُ إلى الخلف رأيتُ الجبل العظيم !ّ آه كم من مرةٍ حاولتُ أن أصِلَ إلى قمّته .. في السنة الماضية صعدتُ الى ما يُقارب القمّة لكن سَقطتُ مغشياً عليْ بسبب الجوع وضيقٍ في التنفّس .. ولا أخفيكم أنني إنسانة أعشق المُغامرة .. لم ولن آخذها درساً مهما حاول أهلي إقناعي عن عدم استطاعتي الوصول إلى قمّته .. أصبحتُ أضحوكة أهلِ القرية عندما وجدوني في آخر الجبل بلا حراكْ .. وخصوصاً تعليقات أخي الساخِرة .. لكِن أنا إنسانه قويّة .. أستطيع الوصول إليه حتى لو كلفني مالا أطيق .. أخبرتُ أختي بالأمر قالت : أنتِ مجنونة ؟! متى ستفهمين أنكِ لن تستطيعي الوصول إليه ؟! متى ؟! في السنة الماضية رأيناكِ بين الحياة والموت واستطعنا إنقاذكِ .. هذه السنة ماذا سيحصل لكِ ؟! .. أجبتها : لا دخلَ لكِ أنتِ .. سأصلُ إلى قمته سأصل وستعرفون من هي أنا ! قالت : ستندمين .. لم ألقِ لها بلاً ذهبتُ إلى المنزل وأخذتُ حقيبتي ومن ثم ذهبتُ إلى المستودع مُتسللة كي لا تراني أمي فيذهب كل ما خططتُ إليه هباءْ ْ .. أستطعتُ الدخول أخيراً .. ملئت حقيبتي بالطعام حتى أني لم أستطع إغلاقها إلا بالقوّة .. في نفس الوقت سمعتُ صوتَ أمي متجهًا إلى المستودع !! .. الآن س تكتشفني وتخبرَ أبي بالأمر وأبي يقرر العقاب ما يكون ؟! .. فتحتُ الصندوق الخاص بالأرز و حاولتُ الدخول فيه .. ومن ثم أحكمتُ الغِطاءْ .. وقتها كُنتُ أتخيل ما العقاب الذي س يأتيني لو أكشفوني ؟! صوتها يقترب أكثر وأكثر .. المُهم أنها أتت وفتحت إضاءة المستودع .. وأخذت حاجتها من الخُبز للإفطار وقبل خروجها قالت كأنها تكلم نفسها : حقيبة من هذه ؟! يا الهي ما العمل الآن ؟! لقد رأت الحقيبة .. نادتْ على أختي من بعيد أتت أختي فقالت لها : حقيبة من هذه ؟! هُنا قلبي سقط بين قدمي .. أختي ستخبرها أنها لي .. وأمي س تناديني وتسألني أسئلة لا تنتهي .. أجابت أختي وقد غلب على صوتها الخوف .. قالت : إنها لي , اليوم اجتماع فتياتْ القرية ألمْ أقُل لكِ ؟! هزّت رأسها وقالت لها : في المرة القادمة ارفعيها على أحد الرفوف ولا تأخذي شيءً من غيرِ إذن , قومي بترتيب المُستودع حالاً .. ثم خرجت .. تأكدت من خروجها .. ناديتُ أختي بصوتٍ خافت .. تعالي أخرجيني .. أتت إلي وقد غلبتها الدهشة : أنتِ هُنا ؟! ما ذا تفعلين ؟! ومنذ متى وأنتِ هُنا ؟! قلت : دعي عنكِ الأسئلة الفضولية الآن .. أخرجيني أكاد أموت .., ساعدتني في الخروج نفضت الغُبار عن لباسي .. ومن ثمَ أخذتُ حقيبتي .. قبل أن أخرج نادت أختي : إلى أين يا آنسة ؟! أجبتها بابتسامة : إلى الجبل يا سيّدتي .. إلى اللقاء .. ذهبتُ إلى الباب الخلفي وتهجتُ إلى الجبل .. وصلتُ إليه وأكلتُ كفايتي من الطعام .. بدأتُ بالصعود .. بعد مُدّة ألتفتُ إلى الخلف لما رأيتْ منزلنا أحسستُ بالدوارْ فسقت .. حاولت فتحَ حقيبتي لأخرجَ الماء .. قاومت الدوار اعتدلت في جلوسي أخرجتُ قطعة خبر والمآء على وشك أن يجمد .. تناولتُ قدر ما يقويني ويعيد لي نشاطي .. ثم أكملت المشوآرْ .. أحسست أن الجو بدأ بالدفء قليلاً , الحمد الله فقد بسطت الشمس خيوطها لتدفئ المكان قليلاً .. بعد مُدّة .. رأيتُ من بعيد قمّة الجبل .. أخيراً أخيراً أخيراً شارفت على الوصول .. تساقطت دمعاتي فرحاً .. ومن بدأت أردد : يارب أعني على الوصول .. يارب لا تُخيّب أملي .. يارب .. اقتربت .. أوشكتُ على الوصول .. ثم جلست لم أستطع إن أكمل بدأتُ أتأمل القمّة كانت بالقرب مني .. رأيتُ أعشاشاً لطيور لا أعرف ما هي .. لأول مرةٍ أراها في حياتي .. بدأت تُدافِع عن فراخِها لمّا رأتني .. سبحانكَ يا ألاهي .. أخرجتُ قطعتَ خبزٍ من حقيبتي وألقيتها عليها .. بقي خُطُوآآت .. وصلت .. أخيراًً ًً ً .. ابتسمت وأخرجت علماً قد حملتهُ معي كان لونه أحمرًا .. أتقنتُ تثبيته في متصفِ قمّة الجبل .. في الوقتِ ذاته أتت أمي لتوقضني من نومي , فكان كل ما سبقَ حُلماً ..
م ن ق ول