- الكلمة و القرار الأول و الأخير للرجل
- الرجل بطبيعته عصبي
إن نزعة السيطرة قلما تكون فطرة نولد بها .. إنها سلوك مكتسب و بالدرجة الأولى من التربية الاجتماعية ، إن المجتمع الإنساني و بشكل عام يربي الذكر على إن يكون مسيطراً و يربي المرأة على أن تكون مسيطرأ عليها، ويكون ذلك من دون تحديد السيطرة و شرح أسبابها المنطقية..
بطبيعة الحال الشرع و القانون شرح حدود السيطرة في العلاقة بين الرجل و المرأة بحيث تكون في الأساس سيطرة تكليف لا تشريف فالمقصود بقوامية الرجل على زوجته قيامُه عليها بالتدبير والحفظ والصيانة والنفقة والذبِّ عنها. وليس المعنى المقصود -كما يخطئ في فهمه كثير من الناس قوامة القهر والتسلط والتعنت وذوبان وانمحاء هوية المرأة باسم القوامة . إذن فالقوامة تكليف بهذا الاعتبار أكثر من كونها تشريفاً , فهي تحمّل الرجل مسؤولية وتبعة خاصّة , وهذا يوجب اعتماد التعقّل والرويّة والأناة , وعدم التسرع في القرار , كما أنه لا يعني : مصادرة رأي المرأة ولا ازدراء شخصيتها
لكن على المستوى الواقعي فإن أمر سيطرة الرجل فالت ويصل إلى حد الأذى و العبودية إذ أن هناك نقاط يسير عليها أو على معظمها الرجال و النساء في المجتمعات الإنسانية مثل:
الرجل أهم من المرأة
الرجل لا يعتذر عن خطأ قام به
المرأة موجودة لخدمة الرجل
الكلمة و القرار الأول و الأخير للرجل
الرجل بطبيعته عصبي
و الأغرب من ذلك أن المرأة تربى على هذه المعاني و ترضى بها كمسلمات فتراها تتعلم من أمها ومن المجتمع بأسره أنه من الطبيعي أن تقبل سيطرة الرجل لأن الرجل (دمه حار) و يجب أن (تطول بالها عليه) و (اسمعي كلامه) وما إلى ذلك حتى أصبحت السيطرة سمة و تميزاً للرجل و هي الدليل القاطع على الرجولة و الرجل الذي لا يسيطر لا يملأ عين المرأة
مما أوجد ظاهرة الرجل المسيطر على المرأة و المرأة المسيطر عليها في علاقة المفترض أن تكون قائمة على الحوار و احترام الحريات الشخصية بينهما هذا بالإضافة للفهم المغلوط لأسباب قوامة الرجل على المرأة حيث يعتقد المجتمع بأن الرجل أفضل من المرأة في حين أن الرجل والمرأة كلاهما من خلق الله, وأن الله – سبحانه - لا يظلم أحدًا من خلقه, وهو يهيئه لوظيفة خاصّة ويمنحه الاستعدادات لإحسان الأداء في هذه الوظيفة.
وجعل الله من خصائص المرأة: أن تحمل وتضع وترضع, وتكفل ثمرة الاتصال بينها وبين الرجل وهي وظائف ضخمة أولاً, وخطيرة ثانياً, وليست هيّنة ولا يسيرة بحيث تُؤدَّى بدون إعداد عضوي ونفسي وعقلي عميق غائر في كيان الأنثى؛ فكان عدلاً أن ينوط بالشطر الثاني - الرجل - توفير الحاجات الضرورية والحماية, وأن يمنح الرجل من الخصائص في تكوينه العضوي والعقلي والنفسي ما يعينه على أداء وظائفه, بالإضافة إلى تكليفه بالإنفاق, وهو فرع من توزيع الاختصاصات. هذان العنصران هما اللذان أشار إليهما النص القرآنيو ليس المقصود بهما أن المرأة أقل شأناً من الرجل ("بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ"
ولكن للأسف فإن هذه المشكلة يظل حلها في يد المرأة فهي التي تشارك الرجل حياته و تربي الجيل الجديد وتعلم الأطفال في المدارس فمن الأجدر بها أن تبادر في محو هذه الظاهرة الظالمة لها ولكنها ومهما بلغت من العلم و التقدم و الثقافة تظل راضية بوضعها بل تحاول إيجاد مسوغات لما يمارسه الرجل ضدها