- المنطقة الشرقية: عواطف الثنيان
- التقت «سيدتي» بعدد من السيدات اللواتي
- لجأن إلى فكرة الدكتورة شيخة العودة، وروين تجاربهن..
كوفي شوب وحدائق "طوارئ" للخلافات الزوجية
في المنطقة الشرقية!
المنطقة الشرقية: عواطف الثنيان
يبتكر خبراء العلاقات الزوجية وسائل جديدة لمعالجة الخلافات الطارئة بما أن تزايد ضغوط الحياة أوقع العديد من الأزواج في مشكلات نفسية واجتماعية...
وقد لفتت الأنظار الدكتورة شيخة العودة، استشارية التنمية البشرية والنفسية والاجتماعية، بدعوتها إلى إنشاء «غرفة طوارئ»، وهي عبارة عن حديقة أو كوفي شوب، في أحد أركان المنزل، يلجأ إليه الزوجان لحل خلافاتهما، «سيدتي» تلتقي الدكتورة شيخة، لتقدم تفاصيل أكثر عن الفكرة وكيفية تطبيقها، وتلتقي مجموعة من الزوجات اللواتي جربنها في حل مشكلاتهن.
تقول الدكتورة شيخة العودة ل«سيدتي» إن انشغالات الزوجين خارج المنزل وتزايد ضغوط الحياة الاقتصادية والنفسية، أدخلت الكثير من المشكلات إلى المحيط الأسري، كالقلق والتوتر والاضطراب، كما أن الأرقام المفزعة التي يتم تداولها عن الطلاق، تسلط الضوء على تكثيف الحملات التوعوية والإرشادية للمتزوجين، وتتطلب حلولاً مبتكرة للمهتمين بمعالجة الخلافات والمشاحنات الزوجية، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة توضح نسب الطلاق والخلع في الوطن العربي، فإن أرقام الطلاق المتداولة مثيرة للقلق، وتتلخص فكرة «الطوارئ» في توفير مكان أو زاوية «حديقة أو كوفي شوب منزلي»، يعمل كوسيط لفك الاشتباك وترميم العلاقة الزوجية، بعد فشل الوسطاء، سواء من قبل أهل الزوج أو الزوجة...
وعلى الرغم من وجود الحديقة المنزلية في أغلب المنازل العربية، وكذلك «الكوفي شوب» بطراز عصري وحديث، فلم يتم استغلالهما بصورة عملية، وأصبحا مجرد ديكور للضيافة والعلاقات العامة، بدلاً من توظيفهما لمناقشة المسائل ذات الخصوصية بين الزوجين.
وعن نتائج التجربة تستطرد د.شيخة العودة: خلال خمس سنوات أثبتت الفكرة فعاليتها ل(2000) سيدة من جنسيات عربية، قمن بتنفيذها بعزم وإصرار لحماية ممالكهن من الانهيار، وعملت كل واحدة على تجهيز كوفي شوب أو حديقة منزلية، أو الاثنين معًا، آخذات في الاعتبار اختيار وقت مناسب للتحاور والتفاهم، ونجح الكوفي شوب والحديقة في تفريغ الشحنات الانفعالية لكلا الزوجين، حيث توفرت بيئة مريحة للحوار والتفاهم والتسامح.
التقت «سيدتي» بعدد من السيدات اللواتي
لجأن إلى فكرة الدكتورة شيخة العودة، وروين تجاربهن..
تحكي حليمة، مدرسة، قصتها مع زوجها قائلة: "تزوجت منذ تسع سنوات من ابن عمي، ولكن حياتنا كانت صعبة، ولم يكن بيننا توافق، التفاهم معدوم ولا يتحمل أحدنا الآخر، استخدمت كل الطرق لتهدئة حياتنا الزوجية، ولكن زوجي لم يقدم تنازلات، وسمعت من بعض المقربات عن الدكتورة شيخة العودة وعن إرشادات ونصائح مجانية تقدمها للمتزوجين، حرصت على التواجد في أي ندوة أو محاضرة تلقيها، وكانت قد تطرقت إلى موضوع الكوفي شوب والحدائق المنزلية باعتبارهما من المسكنات التي تهدئ أعصاب الزوجين، لم أتردد في خوض التجربة، استفدت من ركن صغير في منزلي، وحولته إلى كوفي شوب، لاقت الفكرة إعجاب زوجي، حتى أصبح يطلب مني أن نجلس لمناقشة شؤون المنزل والأولاد بهدوء وسكينة، وأضافت: كانت تجربة لم نتوقع أن تكون نتيجتها بهذه السرعة والفاعلية".
بينما تقول فاطمة أبو عينين، ربة منزل: "زوجي يحب أجواء الطبيعة، كان قبل الزواج دائم السهر مع أصدقائه، وأحيانًا يذهب معهم إلى البر للصيد، وكانت هذه المشكلة الوحيدة التي نغصت عليّ زواجي، حيث ترك لي مسؤوليات البيت والأولاد، نصحتني إحدى صديقاتي بالفكرة وقررت أن أصنع الحديقة بنفسي وعملت في بعض الأركان حديقة جانبية، ووضعت فيها أشكال حيوانات، كما جعلت في ركن آخر صحراء صغيرة بها أشكال حيوانات صحراوية ونباتات اصطناعية، وكانت مفاجأة لزوجي، الذي اعترف أني تغلبت عليه، صحيح التجربة لم تكن سهلة وكلفتني الكثير لكنها نجحت، فلم أتوقع أن يقتنع زوجي بالجلوس في المنزل، وبالتدريج تفهم قيمة التعاون في الحياة الزوجية، لدرجة أنه لم يعد يخرج للترفيه من دوني".
أما حنان فكانت تجربتها أصعب، لم يستجب زوجها لمحاولات تجاوز الخلافات، وعن ذلك تقول: «اتخذت كل الوسائل لنستأنف حياتنا الزوجية، لكن الخلافات ازدادت حدة وأثرت على نفسية أبنائي الأربعة، كنت أنفق أموالاً كثيرة على الملابس التنكرية والمفاجآت والهدايا لزوجي، ولكنه كان يتجاهلني ويشغل نفسه بالأسفار، كان يسافر لوجهة ما ثم يتصل ليخبرني بذلك، أو يرسل لي بالجوال أنه في المطار، فكرت بالطلاق أكثر من مرة، بعد نكثه وعوده بالتغير،
ذات يوم سمعت عن الدكتورة شيخة وفكرتها، تحمست ونفذتها في بيتي، لكنها لم تؤت أكلها إلا بعد سنتين، لأن زوجي متقلب المزاج وانتابني اليأس من نجاح تجربة الحديقة والكوفي شوب، ومع الصبر نجحت في اجتذابه إلى عش الزوجية ومنعته من السفر المتكرر، وها هو يقوم بدوره كرب الأسرة»، وتقدم حنان نصيحتها للزوجات: ألا يستسلمن لليأس.
تابعوا كل التفاصيل في العدد 1504 من مجلة "سيدتي"
:::