الفراشة أصبح فتيات Ftayat.com : يتم تحديث الموقع الآن ولذلك تم غلق النشر والمشاركات لحين الانتهاء من اتمام التحديث
ترقبوا التحديث الجديد مزايا عديدة وخيارات تفاعلية سهلة وسريعه.
فتيات اكبر موقع وتطبيق نسائي في الخليج والوطن العربي يغطي كافة المجالات و المواضيع النسائية مثل الازياء وصفات الطبخ و الديكور و انظمة الحمية و الدايت و المكياج و العناية بالشعر والبشرة وكل ما يتعلق بصحة المرأة.
-
- الحياة الزوجية
- كيد امرأة
مياسين3
18-11-2022 - 05:36 am
كيد ا مرأة...! بلغت الإمبراطورية العثمانية أوج اتساعها وقوتها في عهد السلطان سليمان القانوني (1520-1566) فبتوجيه من هذا السلطان العظيم امتدّت أملاك السلطان من قلب المجر وجنوبي روسيا في الشمال إلى الخليج العربي والسودان جنوباً، ومن بحر قزوين وفارس في الشرق إلى وهران غرباً. هذا في الوقت الذي أضحى فيه البحر المتوسط بحيرة عثمانية، وكانت هذه الإمبراطورية مهيبة الجانب يحسب لها حساب في أوروبا، برز فيها عدد كبير من المؤرخين والشعراء والكتّاب ورجال القانون والعلم، خاصة وأن السلطان ذاته كان يرعى العلم والآداب، على أن عهد سليمان القانوني شهد مقدمات ضعف الدولة العثمانية، فلم يعد السلطان يرأس جلسات الديوان، مكتفياً بتتبع مداولاته من وراء الستار، كما استفحلت عادة تقديم الهدايا للسلطان وحاشيته على أنها شرط لابد منه لتولي مناصب الدولة العليا، مما أدى إلى ترسيخ عادة تقديم الرشاوى التي حلّت محل الكفاءة باعتبارها المعيار الفعلي لتولي الوظائف، وأهم من هذا، بل يرتبط بهذا كله أن عهد هذا السلطان العظيم شهد استفحال تدخل نسوة القصر "الحريم" في شؤون الدولة مما أدى في عهد خلفه إلى بروز ما أطلق عليه اسم "سلطنة الحريم". والشخصية التي ساعدت على هذا التطور هي جارية السلطان "ثم زوجته" وهي التي أطلق عليها في أوروبا اسم "روكسلانا"، وهو تحريف لكلمة "Russolana" بمعنى الروسية.
وروكسلانا- في الأصل- جارية أسرتها القوات العثمانية في غاليسيا، ثم ما لبثت أن انتقلت إلى حريم السلطان. وبالرغم من أنها لم تكن باهرة الجمال، فقد تميّزت بالمرح والجاذبية مما أدى إلى سرعة تعلّق سليمان بها. ولم يمضِ عام على دخولها إلى الحريم حتى أنجبت له ولداً أطلق عليه أبوه اسم السلطان سليم الأول فاتح الشام ومصر وقاهر دولة الفرس. ونتيجة لهذا الإنجاب أصبحت روكسلانا هي الشخصية الثالثة في القصر السلطاني بعد السلطانة الوالدة وجلبهار سلطان والدة ابنه البكر الأمير مصطفى، وسرعان ما سرت الشائعات في القصر بأن السلطان أولع بقضاء الساعات في محادثة روكسلانا ومناقشة شؤون الدولة معها، لكن روكسلانا لم تتردد في استغلال ذلك فأزاحت جلبهار من الطريق، ثم توفيت السلطانة الوالدة، فخلا الجو لها لتصبح السيدة الأولى في الحريم. فازداد تأثيرها في السلطان، وهو ما سجله مبعوث بندقي إلى العاصمة العثمانية بقوله: "إنه يكنّ لها من الحب ويمنحها من الثقة ما يثير دهشة جميع رعاياه، الذين يعتقدون أنها سحرته ويطلقون عليها اسم "الساحرة".. وهكذا أصبحت هي وأولادها مثاراً لبغض الجيش والبلاط، وإن لم يجرؤ أحد على الإفصاح للسلطان عن مشاعره، ولم أسمع أحداً يذكرها هي ونسلها بخير، في الوقت الذي يثنون على الأمير مصطفى ووالدته جلبهار، وبالرغم من أن عواطف سليمان الجياشة نحوها قد ميّزتها على جميع نساء القصر، فإنها طلبت منه أن يعقد قرانه عليها، وكان ذلك أمراً لم تجريه العادة منذ الإهانة التي واجهت السلطان بايزيد الأول في أعقاب هزيمة أنقرة (1402) أمام تيمورلنك، وذلك في شخص زوجته صربية الأصل ماريا وسيينا، فقد أرغمها تيمور المنتصر على أن تقوم بالخدمة خلال حفل انتصاره وهي عارية تماماً، مما أدى إلى وفاة زوجها كمداً. ومنذ ذلك الوقت لم يعقد سلاطين آل عثمان زواجاً رسمياً، وذلك حتى لا يتعرضوا لإهانات مماثلة في أشخاص زوجاتهم، إلا أن سليمان استسلم لرغبات روكسلانا، فعقد قرانه عليها، فأنجبت له "سليم".
لكن بقيت تعترضها عقبتان: فالأمير مصطفى – الذي لم يشك أحد في أنه سيخلف والده- كان محبوباً من الشعب، بحيث إن إزاحته عن طريق ابنها سليم لم تكن بالمهمة السهلة. وبالإضافة إلى هذا فإن روكسلانا لم تبدِ ارتياحاً للسلطة التي كان السلطان يخلعها على صدره الأعظم "كبير وزرائه" إبراهيم باشا.
وإبراهيم هذا كان عبداً يونانيّ الأصل. وقد تعرّف سليمان عليه قبل أن يتولى الحكم، تم ضمّه إلى بلاطه حين أصبح سلطاناً، خاصة وأن سنهما كان متقارباً، فكانا يتناولان طعامهما سوياً، ويقيمان في خيمة واحدة حين يتوجه السلطان إلى ميدان القتال، وكان إبراهيم صديقاً مخلصاً للسلطان ومستشاراً له وزنه، فعرض على السلطان أخته لكي يتزوجها (أيار 1524) وشهدت العاصمة احتفالات ضخمة بهذه المناسبة استمرت تسعة أيام، وكان هذا الخطر الأعظم بالنسبة لروكسلانا، فقررت التخلص منه ونجحت في ذلك عبر وشايات ومؤامرات طويلة معقدة، فقتل في 15 آذار عام 1536. بقي أمامها الأمير مصطفى محبوب الجيش والشعب والذي سيخلف والده وهو آخر عقبة أمام ضمان العرش لابنها سليم، فنجحت في أن تضمن وظيفة "الصدر الأعظم" لرستم باشا زوج ابنتها. فعمل الاثنان على الإطاحة بالأمير مصطفى بإقناع السلطان أن ابنه هذا يدبر مقتله ليستولي على العرش، فأمر باغتيال ابنه المحبوب دون أن يدري أنه حكم على دولته بالاضمحلال حين أزاح عن المسرح أكفأ الأمراء وأخلصهم له، لكن ما لبثت بعد فترة أن بدأت علائم الشيخوخة والحزن تظهران على السلطان بعد مقتل ابنه الأمير مصطفى، خاصة بعد أن فقد أعز أحبائه واحداً إثر الآخر: إبراهيم، مصطفى، وأخيراً روكسلانا التي توفيت بعد سنوات قليلة (خمس سنوات) من مقتل الأمير. واتضحت حينئذ آثار أخطائه التي ورثها عنه خلفاؤه خاصة عندما عيّن في أهم مراكز السلطة، وحاشيته وبطانته وأقرباءه، وعلى رأسهم زوج ابنته "رستم" الذي ملك ثروة هائلة جداً علماً أنه بدأ مملوكاً معدماً، وكانت ممارسة سليمان الخاصة بالسماح لمحظييه وأقربائه ومحازبيه بتكوين ثروات طائلة بالإضافة إلى بيع الوظائف العليا بمثابة وباء سريع الانتشار في شتى ربوع الإمبراطورية، وحين توفي سليمان في 5 أيلول 1566 جرى تنصيب سليم ابن روكسلانا سلطاناً، وكان المعروف عنه أنه منحل وكسول. وسليم هذا هو فاتحة سلسلة من السلاطين الذين كانت تعوزهم الصفات اللازمة للحكم، حتى ذهب كثير من المؤرخين إلى احتمال انقطاع سلسلة أبناء عثمان الذين لم يعودوا منذ ذلك الوقت يتحلون بالصلابة التي تميّز بها السلاطين العشرة الأوائل. ومن هنا تبدو حقيقة الضرر الذي ألحقته السلطانة الروسية بالدولة العثمانية حين تآمرت على أمير كفء لكي تمهد السبيل لابنها المنحل.
انقدوني من اضياع ومن فقدان زوجي←
ضعي صوتك لأجمل موآضيع مسآبقة أجمل قصة رومانسية→
مشكورره