- لا تناموا بعد الأكل
- د. شموئيل جبعون - أخصائي طب العائلة في كلاليت
لا تناموا بعد الأكل
د. شموئيل جبعون - أخصائي طب العائلة في كلاليت
إن الفترة الزمنية الفاصلة ما بين تناول وجبة العشاء وموعد الذهاب للنوم لها علاقة كبيرة بزيادة خطر ارتداد أحماض المعدة واندفاعها إلى المريء (الاسترجاع)، هذا ما يقوله باحثون يابانيون." يكتب الدكتور شيوارو بوج يورا وزملائه من جامعة أوسكا في اليابان في مقال نشر في المجلة الطبية (المجلة الأمريكية لطب المعدة والأمعاء) American Journal of Gastroenterology :" ننصح الأشخاص الذين يعانون من ظاهرة "الاسترجاع" أو ريفلكس بعدم تناول الطعام قبل 3 ساعات من موعد خلودهم للنوم"، ويضيف:" "إضافة إلى النقص الواضح في الإفادات الطبية، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من الاسترجاع يتميزون فعلا بأنهم يخلدون للنوم بعد فترة قصيرة من تناولهم لوجبة العشاء".
وقد فحص الباحثون العلاقة ما بين الذهاب للنوم بعد فترة قصيرة من تناول وجبة العشاء وما بين ظاهرة الاسترجاع. وشارك في هذا البحث 147 شخصا يعانون من الاسترجاع (الحرقة) و 294 شخصا لهم تاريخ طبي مشابه، ولم يعانوا من ظاهرة الاسترجاع خلال السنة التي سبقت إجراء الدراسة. وطلب من المشاركين الإجابة على استبيان فحص الفترة الزمنية ما بين الانتهاء من تناول وجبة العشاء والخلود للنوم. وقد وجد الباحثون علاقة قوية للغاية ما بين الذهاب للنوم بعد فترة قصيرة من تناول وجبة العشاء وبين الإصابة بظاهرة الاسترجاع. فمقارنة بالأشخاص الذين قضوا فترة 4 ساعات أو يزيد قبل خلودهم للنوم، كان الأشخاص الذين ناموا قبل مضي 3 ساعات على الأقل من تناولهم لوجبة العشاء أكثر عرضة ب 7.45 مرة بالإصابة بالاسترجاع، وذلك بعد أن تم حساب التأثيرات الأخرى كالتدخين وشرب الكحول والوزن الزائد.
وقد تبين أن هذه الفترة الزمنية لم تكن مختلفة كثيرا في أوساط المرضى ال 38 الذين كانوا يعانون من الاسترجاع الذي لم يؤدي إلى ضرر لغشاء المريء وفي أوساط ال 109 مريض الذي كانت أحماض المعدة قد تسببت لهم في أضرار والتهاب في غشاء المريء. ويشير طاقم الدكتور بوج يورا إلى أنه رغم ذلك، فإن مضي فترة زمنية أقصر ما بين تناول العشاء والخلود للنوم كان له علاقة كبيرة بزيادة خطر الإصابة بكل من الاسترجاع الذي لا يؤدي إلى أضرار لغشاء المريء وكذلك الاسترجاع الذي يؤدي إلى مثل هذه الأضرار. وقد بلغت نسبة خطر الإصابة بالاسترجاع لدى من كانت الفترة الزمنية الفاصلة ما بين تناولهم للعشاء والخلود للنوم أقصر من ثلاث ساعات 5.86 لدى الذين لم يؤدي الاسترجاع إلى أضرار في غشاء المريء في حين أن الأشخاص الذي كانوا يعانون أصلا من إصابة في غشاء المريء فقد بلغت النسبة لديهم 8.05. هذا مقارنة بالأشخاص الذين قضوا فترة زمنية أطول من أربع ساعات.
على ضوء هذه النتائج يقول الباحثون إن الخطوة التالية ستتمثل في فحص ما إذا كان الخلود للنوم بعد أكثر من ثلاث ساعات من تناول العشاء يقلل أو يحسن من أعراض الاسترجاع. الاسترجاع هو ظاهرة شائعة لدى الكثير من الأشخاص، ويؤدي إلى الحرقة في أحسن الأحوال وإلى أضرار تصيب غشاء المريء إذا ما استمر لفترة طويلة. هذه الأضرار قد تتطور وتتحول إلى التهاب قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان المريء إذا لم يتم علاجه.
إضافة على ذلك، فإن الاسترجاع هو أحد الأسباب الأكثر شيوعا للسعال، كما أن أحماض المعدة المرتدة إلى البلعوم قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الرئة المتكرر إذا ما وصلت إلى القصبة الهوائية. أما العلاج المتعارف عليه في هذه الأيام لهذه الظاهرة فيتمثل في أدوية مثل لوزيك كونتروليك ولنتون, أو ألأدوية الأقدم مثل دواء زنتيك وجاسترو. هذه الأدوية تقلل إفراز الأحماض في المعدة، غير أن الاستمرار في تناولها قد يؤدي إلى مشاكل أخرى. النصائح البسيطة كالامتناع عن الاستلقاء بعد تناول الطعام ورفع رأسية السرير عند النوم بحيث يكون الرأس أعلى بعدة سنتيمترات عن مستوى القدمين خلال النوم من شأنها أن تخفف بل وتمنع ظاهرة الاسترجاع وجميع الأضرار المتعلقة بها.
لتفاصيل إضافية يمكنكم الاتصال على * 2700 او ع