- هذه الأبيات هي فيض من غيض من خلال قراءتي لكتب الشعر
يقول أبو الطيب المتنبي : بأبي الشموس الجانحات غواربا اللابسات من الحرير جلاببا
الناهبات عيوننا وقلوبنا وجناتهن الناهبات الناهبا
الناعمات القاتلات المحييا ت المبديات من الدلال غرائبا
حاولن تفديتي وخفن مراقبا فوضعن أيديهن فوق ترآئبا
وبسمن عن برد خشيت أذيبه من حر أنفسي فكنت الذائبا
يا حبذا المتحملون وحبذا واد لثمت به الغزالة كاعبا
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا من بعد أن أنشبن في مخالبا
ويقول الشريف الرضي : إلى الله أشكو جور أهيف شادن وقعت فمالي من يديه خلاص
جرحت بعيني خده وهو جارح بعينيه قلبي والجروح قصاص
ويقول البيطار سألتها التقبيل من خدها عشراً وما زاد يكون احتساب
فمذ تلاقينا وقبلتها غلطت في العد وضاع الحساب
وأنشد المبرد يقولون لا تنظر فذاك بلية بلى كل ذي عينين لابد ناظر
وهل باكتحال العين بالعين ريبة إذا عف فيما بينهن السرائر
ويتحفنا أبو تمام بقوله نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأولي
هذه الأبيات هي فيض من غيض من خلال قراءتي لكتب الشعر
لعلكم إخواني وأخواتي الفاضلات تدركون القاسم المشترك بين جميع هذه الأبيات الأنفة الذكر وهو أن جميعها تدور حول موضوع واحد وهو العشق ومن ابتلي به ....ولعلكم تتساءلون في نفس الوقت عن سبب ذكري لهذا النوع من الأبيات الشعرية بالتحديد
إن الدافع والمحرك لي في الكتابة سببين احدهما سأبقيه خفياً حتى نهاية الطرح (لغرض ما في نفس يعقوب)
أما الآخر فهو رغبتي في سماع آرائكم حول الموضوع الذي أنا بصدد الحديث عنه
نحن العرب بطبيعتنا نحب الشعر ونقدره وهناك من وهبه الله ملكة كتابته ولكننا أيضا نبقي قول الله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون ) نصب أعيننا ...دون أن ننسى الاستثناء الوارد في آخر الآية الكريمة ..
لقد جبلنا كبشر على المودة والمحبة ..ولعل من أهم أساليب التعبير عن هذا الحب هو هذا الفن القديم قدم الإنسانية نفسها ..
منا من يكتفي بإبداء إعجابه بأبيات معينة ..ومنا من تستوقفه أبيات أخرى وتسترعي انتباهه فتراه يقرأها مراراً وتكرارً .. يتعايش مع حروفها قبل كلماتها فتأخذه إلى آفاق بعيدة بعد السماء عن الأرض ... ومنا من تراه يحفظ هذه الأبيات ويستخدمها في تجاوبه مع الآخرين لكي تدل على ثقافته وليؤثر على الآخرين على طريقة ( إن من البيان لسحرا )
في الأبيات السابقة نرى الحب العذري كما في قول (المبرد ) وكما في حب (عنترة ) وتاريخنا يزخر بالقصائد التي هي مثال للشرف والعفة
وهناك أبيات رائعة ولكنها لا تخلو من بعض (......) كما في قصيدة المتنبي والشريف الرضي
أما النوع الثالث فهو الذي فيه إسفاف وجرأة أكثر من اللازم كما في ما قاله البيطار وهناك المزيد الذي لم أشأ ذكره رغبة مني في احترام أعينكم من النظر و قراءة ما هو عبارة عن تفاهة مطلقة وابتذال واضح
تساؤل
هل هناك حدود لما يجب أن يتضمنه الشعر من معاني وألفاظ وكيف لنا أن نقدر الشعر
إن كان جوابكم لا ...فأخبروني أين نذهب بقيمنا و أخلاقنا الأسلاميه ...أيجب أن تكون في إجازة حتى نتمكن من أن نقول أن الشعر كله بأنواعه الثلاثة التي ذكرت أدب مطلق لا تشوبه شائبة
وان كان جوابكم بنعم فأخبروني أين هو هذا الخط الرفيع بين الأدب والإسفاف ...ما هي الحدود التي يجب أن ينتبه إليها الشاعر قبل أن ينجرف في الهامة الشعري
ختاماً أعتذر على الإطالة ........وانتظر تجاوبكم
ط
ل
ب
إذا لم يكن لديك جواب فسأسعد بمشاركتنا بأبيات تحبها
ولعلي أبدأ بقول أبو العلاء المعري :واني وان كنت الأخير زمانه لآت بمالم تستطعه الأوائل