مذكرات يوم أعمى و أخرس و أصم

بسم الله الرحمن الرحيم مذكرات يوم أعمى و أخرس و أصم ............... كل صباح أفيق على تسرب شعاع ضوء الشمس من ستارة نافذة غرفتي
و على زقزقة الطيور و هديل جارتي
اليوم كان مختلف
, أفقت على جلبة خارج باب غرفتي المغلق , شد و جذب حديث يعلو تارة و يخفت اخرى , في البداية لم أستطيع تميز موضوع الحوار .
قبل أن أفتح عيني المتثاقلة بعد ليلة مارست فيها الأرق و لم يدم النوم اكثر من ثلاث ساعات
رفعت جسدي المتراخي و أعتدلت جلستي متوسدة وساداتي , و بدأت أنصت
هناك كلام عن فاجعةأو مصيبة أو كارثة لا أدري ما هي
هي تقول : فتحت و لم تفتح
وهو يقول : جربي مرة أخرى
فيستطرد أخر :فتحت أكثر من مرة و لا أمل
تدخل الصغيرة في الحوار لتقول : هكذا أفضل فما المشكلة ؟
يقاطعها قائلا : افتحي حاسوبك لتري الكارثة
هنا ينتابني القلق لأعتدل أكثر في جلستي و أتناول حاسوبي من على منضدة سريري و افتحه لاجد الطامة في أنتظاري نعم انها حقا كارثة و فاجعة لم تكن يوما في الحسبان ما العمل ؟؟
كيف سيمر اليوم ؟؟
ترى الى متى ستستمر المصيبة ؟؟
كلها أسئلة ملحة تبحث عن اجابة سريعة لا تحتمل الأنتظار هنا يطرق باب غرفتي عدة طرقات مختلفة
لأسمح لهم بالدخول لتتحول غرفتي الى ساحة نقاش محتدم
كله يتكلم في نفس الوقت
ماما ...ماما ...ماما
ما العمل ؟؟؟
و أنا صامتة من هول المصيبة
و بعد الحاح منهم في السؤال ...ماما ما العمل ؟؟؟
أنطق و الحزن يعتصر قلبي و أسأل : هل بابا عرف ؟؟
يجيبني صغيري : نعم عرف لكنه لم يعدنا بحل .... أتصرفي يا ماما أتصلي ببابا تمر الدقائق و كأنها ساعات
تنعدم الرؤية و تتلاشى الأصوات و نعجز عن النطق
يعم العمى و الخرس و الصمم أرجاء البيت !!!
عندما يصاب اليوم بالعمى و الخرس و الصمم تكون شبكة النت مقطوعة بقلمي من وحي التجربة