- ياه ..
- لمَ رحلَت فجأة وعادَت لتفتح جراحه المغلقة من جديد ؟
ترى ما الذي كان يجول في عقله حين نهض فجأة
وأسرع في ارتداء ملابسه وقرر الخروج ؟!!
نظرة صغيرة الى سطور تلك الرسالة كفيلة بازالة
علامات الحيرة التي ارتسمت منذ قليل ...
حبيبي ..
وافيني عند المحطة في تمام الساعة السابعة مساءاً
الأمر هام ..
من هذا الذي سيلتقيه هناك ؟
ولماذا هناكَ بالذات ؟
ما الذي يجري ؟!!!
تسارعت خطاه
الوقت يمر سريعاً
تمنى لو ملك أجنحةً حلق بها عالياً
وأخذه الى هناك قبل أن يدركه الوقت
وتختفي من جديد ..
لم يكن يرى أمامه
انها هنا .. نعم هنا
رواية قديمة تعود لتكمل فصولها من جديد
ترى لمَ عادَت تنفض الغبارَ عن أوراقها
أَ حَمَلتها الشوق اليه
الحنين
أم ماذا ؟!!!
ما زال يحتفظ بكل الذكريات
نسمات الريح الباردة
أمواج البحر الهادرة
النوارس المحلقة
كل شيء
ما زال يداعب أنفاسه
شعور غريب تملكه
وشريط ذكرياتِ لا ينتهي
وصل لاهث
متعب
قلبه ينبض بشدة
قدماه لا تحملانها
انها هناك
نعم هى ..
لم تتغير كثيراً ..
خصلات بيضاء عانقت حبات شعرها الاصفر فقط ..
ما زالت جميلةً
وما زالت تملك القدرة على بعثرته الى أجزاء
بنظرةً ترمقها بها ..
دارَ حديث طويل بينهما دونَ أن تتحرك شفاههما..
ياه ..
لمَ رحلَت فجأة وعادَت لتفتح جراحه المغلقة من جديد ؟
- لمَ عدتى ؟
- * ألم يحملك الحنين الي ؟
- لا أظن أن هناك حنيناً يطرق أبوابي بعد كل تلك السنين ..
- * لمَ أنت هنا اذاً ؟
- لا أعلم .. ربما لأنني حاولت ألا أكون هنا وفشلت ..
- * اذاً ما زال ذلك القلب الصغير كما هو .. يغلق أبوابه علي ؟
لم يقوَ على النطق ..
ترى أما زال قلبه يحمل لها حباً
شوقاً
حنيناً
عشقاَ
أما زال يهوى الغرق في عينيها ؟ ..
- * كلا لم يعد لكَ مساحات تسكنها
ولم يعد لقلبي أبواب يغلقها عليك
لم يعد لي قلب من الأساس ..
- لماذا .. هل مات ؟
- * بل دفنته حياً ..
ياه .. ما أقسى ذلك التعبير
جسد بلا قلب !! .. كيف يحيا اذاً ؟!!
أحست بأن كلماته غرست سهماً في قلبه ..
- لم يعد لي وجود في حياتك .. في قلبك .. في مساحاتك
لم أعد أسكن فضاءاتك .. أحلامك ؟ ..
لتبعثر ألمي ؟
لأنزف جراحي ؟
لترهقني بنظرات حاولت نسيانها ؟
لتذكرني بآهاتٍ جاهدت لكتمانها ؟
كانت كلماته قاسية ..
وتلك النظرات .. كانت قاتلة ..
لم تتحملها ..
لم تكن تدرك بأنه كان يتشبث بالحياة لأجلها
كان مرضه قاتلاً
يميته في اليوم مئات المرات ..
لم يقوَ على اخبارها
لم يشأ أن تتألم
أن تعاني معه
تركها ترحل فى صمت
يحمل في حقيبته حلماً بالعودةِ من جديد ..
أمضى سنواتٍ طوال على سريرٍ بارد
يحتسي المرارة والألم ..
كم كانت الأيام مظلمة
باردة
تحملها بكل آلامها
كان حلمه بالعودةِ اليها يحمله على أجنحة الأمل
يساعده على الوقوف في وجه الخوف
كان حبها يسري في دمه
يمده بجرعاتٍ من الصمود
كل من كان هناك توقع له الرحيل
لمَ بات قاسي .. بارد ..
أحقاً هو كذلك ؟ ..
كلا ..
فما زال يملك الاحساس بنبضات قلبها
بحنانها المختبيء خلف أسوار القسوة
بحبها المدفون تحت أنقاض الكبرياء
بأنفاسها الدافئة
بحنينها اللاهث
ما زالت تحبه .. نعم ما زالت تحبه ..
همس بها ..
ترقرقت دموعها
أحست بغصة
باختناق
بألم
كان شوقها يحثها على الارتماء بين ذراعيه
لم تقوَ على الوقوف
لم تكن تملك القوة
جثت على ركبتيها
يعتصرها ألم شديد
لماذا
لماذا
لماذا ؟
صرخ بها
بل أحيا بحبك
ما زلت أذكر همساتك الأخيرة
في تلك الليلة المرعبة
أتذكرى كلماتك لي ؟..
لمَ جعلتني أصحو على كابوسٍ
رحيلك المرعب وأنا أحمل على كفي
وهناً
تيهاً
ضياعاً
ألماً
وجرحاً عميقاً أبى أن يندمل ؟
كانت كلماته كالسهام
تنغرس في جسدها
لتحط في أعماق قلبه
أمسكت يديه
ضمتهما بقوة
أحبك
أحبك
ألا تكفي لتزيل تراكمات السنين
التي خلفها رحيلي ؟
أنظر إلي
هل ترينني كاذبةً
مخادعةً !!
كلا هو لا يظنهت كذلك
فما زال يشعر ببركان حبها
الثائر في أعماقه.....
تمتلك قلما ذا نفس عميق لاينتهي أبدا ..
فكلماتك كالنجوم راقيه
لقد اجدت نظم الحروف تماماً كعقد من الزمرد
تتلعثم الحروف للتعبير عن مدى اعجابي بقلمك
سلمت يداك
ودمت بخير