البحر ...!
ذلك المخلوق العجيب
مساحات شاسعة
وأفق واسع
ولون جميل
وسر عميق
يقصده الناس ويأتونه من مسافات بعيدة
يضربون له أكباد الإبل
وينيخون له المطايا
ويذللون لأجله الصعاب
منهم الذي يخاطر بروحه ويغوص في أعماقه
ليخرج لعشاق الزينة والجمال مايستمتعون برؤيته
والتجمل به في أبدانهم ومنازلهم من اللؤلؤ والمرجان...
وهذا جمال روحي وتكافل جميل...
ومنهم الصياد الذي أصبح قدوة للكل ومضرب مثل يحتذى في الصبر...
ومنهم الذي يأتيه ليتنزه،
وليستمتع بمنظر البحر الفاتن
ساعة غروب الشمس،
عندما تنشر تلك الخيوط الحمراء المكسوة بلون الذهب في الأفق،
ثم تبدأ في جذبها إليها يسيرآ يسيرآ
مؤذنة بالرحيل،
لتبدأ شلالات الليل بالتدفق،
وتلتحف الأرض بعبائة الظلام
المرصعة بذلك النسق الرائع من النجوم...
ياله من مشهد جميل له رونق فريد في سلسلة الجمال في هذا الكون...
ولكن... وأنا أجلس الآن أمام البحر،
وأسمع تلك النغمات الساحرة التي يصدرها تتابع الموج الهادئ،
ويهب علي من نسيمه العليل
ليحاول أن يطفئ لهيب الهموم المشتعلة في قلبي، الكامنة في صدري،
آآآآآه يابحر...
فحالي معك ليس كحال أحد من الناس،،،
وأنا أقف أمامك في كبرياء متواضع وصمود،،،
لأحمل بداخلي قلبآ أوسع منك،،،
ومشاعر فياضة أكثر منك،،،
وحبآ صادقآ أعمق منك،،،
تعال يابحر...
وانثر همومك إلي...
فلن تستطيع الصمود...
فسأحمل عنك هموك...
وثق تمام الثقة أنك ستجدني أحفظ سرك،
وأخفف عنك من حمل همك،
فمهما حملت يابحر من الهموم والأحزان...
فلن تبلغ ربع ما بداخلي...!!
من الهموم والأحزان...
أنا أعلم أن تتابع أمواجك الهادئة
هي دمعات حزن منك
لايحس بها إلا قلب مكلوم،
ونسيمك العليل إنما هو زفرات حزن
جاد بها صدرك الرحب،
الذي لايشعر بلهيبه
إلا من كابد الأحزان والهموم،
يابحر....!
يأتيك الناس من كل حدب وصوب
فيواسونك ويسلونك،
فتأنس بقربهم وتسعد بجوارهم،
أما أنا....!
فمن يسليني؟
وينسيني همي؟
ويرأف بحالي؟
ويمسح دمعة المحزون؟
ويضمد قلبي المكلوم؟
فمن ؟؟؟
ومن .....
من ... مثل ... البحر ...؟؟؟!!!
>>> تحياتي <<<
يفطس من الضحك ههه
ترى ماقريتة