سفيرة الغد
18-08-2022 - 09:31 pm
عندما كانت في الطائرة التي ستصل المطار لم تستطع ان تمنع نفسها من النظر في المرآة كل خمس دقائق، وكانت تتخيل ردة فعل زوجها على شكلها الجديد بعد عمليات التجميل التي اجرتها، فلم يبق جزء من جسمها يحتاج الى شد إلا شدته، أو يحتاج الى نفخ الا نفخته، حتى شعرها صبغته باللون الأشقر.
وأضافت إليه بعض الخصل لتطويله، كانت تتحرق شوقا إلى رؤية نظرة الاعجاب في عينيه وطبعا 'الثقل صنعة' كما يقولون، لذلك فهي تخطط لأن تتدلل عليه قليلا لتشعر بلذة لهفة الرجل عليها، وهي اللذة التي لم تعرفها منذ ان انجبت أطفالها الخمسة، وزاد وزنها وترهل قوامها، وأصبح شكلها مثار سخريته ونفوره كلما شاهد جميلة في الشارع أو التلفزيون، لذلك كان لابد من رحلة استعادة القوام بعد ان قبضت مكافأة نهاية الخدمة، وطبعا لن تنسى ان تغيظه وتثير غيرته عندما تروي له عن تعليقات الاعجاب التي سمعتها من بعض الرجال، وعن موظف الجوازات الذي اعتقد انها ممثلة أو مطربة عندما رأى جمالها وأناقتها.
وبينما هي في غمرة تخيلاتها أعلن قائد الطائرة عن وصولها الى المطار ، فنزلت من الطائرة وأنهت اجراءات الخروج، وأخذت حقائبها وبدأ قلبها يدق بشدة وهي تستعد للخروج الى صالة الاستقبال، ولكنها التقطت أنفاسها وعدلت شعرها وملابسها ونظرت مرة اخرى في المرآة، ثم دفعت عربة حقائبها أمامها وأخذت تبحث عنه بين حشد المستقبلين، وفجأة رأته يهرول نحوها باسما، في تلك اللحظة لم تعد ترى شيئا الا هو ولم تسمع ماذا يقول، انما اخذت تنظر الى حجمه متعجبة وتقول لنفسها هل هذا الأنف الكبير الذي يشبه حبة البطاطا هو أنفه؟ ! وأين شعره؟ ثم ما هذا الكرش المنتفخ أمامه؟ هل كان هو شكله دائما؟!
وانتبهت بعد قليل الى انها اصبحت معه في السيارة، فإذا بها تقول له: أرجوك خذني الى بيت أهلي، أريد ان أرتاح قليلا من السفر، وبعدها سأعود إلى المنزل، ولكنها لم تعد وطلبت الطلاق...!!!