هذا مكاني من بعدك

ثلاثة أيام مضت لا أعلم ماذا كان دوري فيها..كنت كدمية بلهاء في يد طفلة تحنو عليها تارة
و تقذف بها على الأرض تارة أخرى دون أن تبالي..ثلاثة أيام مضت كنت خلالها كرجل آلي
ينتظر الأوامر..كانت عيوني تراقب خطى القادم عله يكون هو..أجل ربما يكون هو..عاد إلينا
تسوقه الأشواق..أسمع قرع خطى القادم..أترقب قدومه بلهفة..ربما لا يكون هو!!أقف كالبلهاء
لا أعلم دوري!! أراهم حولي يبكون..يصرخون بشدة..أتساءل في داخلي ترى هل كل هذا من
وقع الشوق على قلوبهم..أم ماذا؟! ما داخلي من شوق يفوق شوقهم جميعاً..حتما سيعود وتنطفئ
نار الشوق..حتماًً!!
أسمع كلمات مبهمة..(مات رحمه الله_كان صغيراً)..لم أستطع فهمها..تسمرت في مكاني..
أنا هنا واقفة..أجل هذا مكاني من بعدك..ضعيفة أنا..محطمة..بكوا ولم أبك..دوت صرخاتهم..
عبروا عن شوقهم وأنا واقفة هنا..لم أصرخ مثلهم..بقيت كما أنا..اعتبروها قوة و ماعلموا أنها ضعف..أجل ضعف..في اليوم الثالث خررت وأنا واقفة في مكاني..
لأن الشوق والحزن كانا أقوى من قلبي الصغير..!!