سفيرة الغد
28-11-2022 - 01:58 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تحب جسدك؟
انظري إلى المرآة بينك وبين نفسك.... بنظرة صفاء وبراءة، كطفل يرى شيئاً جديداً لأول مرة... ماذا ترين؟؟؟
نعم... هذا هو جسدك الذي يحملك.... هذه هي الأمانة التي قال عنها الحق... لجسدك عليك حقّ....
فاستخدمي جسدك... اشعري واستمتعي به... وأعطيه كامل حقه.... والجسد يختلف عن الجسم...
إذا بدأتي بحب جسدك ستبدأي بسماع الرسائل المرهفة التي يرسلها إليك..... وعندها لن تقومي بحشوه بطعام غير ضروري..
كما أنك لن تجوّعيه أو تدعيه يمرض...
ولن تحتاجي إلى أي طبيب أو دواء لاذع...!
أنتي سيّدة هذا الجسد... ولأنه يخدمك، فأنت تقومي بواجبك تجاهه...
أصغي إليه جيداً، ماذا يريد... ومتى يريد... وهكذا بعد فترة من محبتك له... سيحدث تناغم رائع بينكما، وعندها سيكون الجسد تلقائياً في أحسن حالة وسيساعدك لتكون في أسمى حال......
أما إذا كنت لا تحبي جسدك، فعليك إذا مرضتَي أن تلومي نفسك لا مَن حسدَك!
لأنك عندها بالتدريج ستصبحي لامبالياً تجاهه... "مطنّشة" تجاه كل ما يؤذيه... من دخان إلى طعام سيء إلى تلوث وتلويث الطبيعة، إلى القيام بأعمال مرهقة تسبب شتى أنواع الأمراض.... أي ستفقدي الحس والإحساس...
وبعدها تذهبي إلى الطبيب وتنسي كلمة الحبيب... تلقي عليه مسؤولية علاجك، وتهربي من جسدك حسب مزاجك...
ويبدأ الأطباء الصادقون بالعمليات وإعطاء الوصفات... وتبدأ المصانع والصيدليات بصنع العبوات....
وفي المشفى يجهزّون لك السرير والفواتير....
وهكذا مع مرّ السنين... تزداد أعداد الأدوية والمشافي وكل ما يتعلق بموضوع "الشفاء"....
لماذا؟؟؟
هل كُتب علينا الشقاء أم الشفاء؟؟؟ ... وإذا مرضتُ فهو يشفينِ.....
إن الذي كتب علينا هو "المرض"، وهو ليس مكتوباً، بل نحن الذين كتبناه على أنفسنا، لكي نتعلّم من الألم....
عليك أن تغيّري نظرتك تجاه جسدك.... إنه صديقك الودود لا عدوّك اللّدود!!
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعاني من الأمراض.... والخطأ ليس في الجسد...
الخطأ في الفكر والوعي....
حتى أبسط الكائنات وأصغرها، ليس لديها أمراض....
ليس عندها فكر خاطئ... وإلا لكانت النملة تقول: لماذا جسدي صغير؟؟ لماذا لا أكون بحجم الفيل؟؟؟
وستبدأي عندها بالمرض على الفور!
فقط ارمِي كل النظريات وابدأي بمحبة جسدك... هذا هو جسدك... هذه هبة من الله... عليك أن تستمتعي بها وتعتني بها... وستبدأي تلقائياً بالأكل الجيد والنوم والحركة وتهطل عليك البرَكة.....
عندما تشتري سيارة جديدة، فإنك تقعي بغرامها.. وتبدأي بالرقص على هدير محركها... تغاري عليها وتحزني عند حدوث أي خدش فيها... تستمعي يومياً لمحركها لكي تعرفي ما إذا كان بها عطل...
فقط اعتني قليلاً بجسمك وسيكون بأفضل وضع.... وهو أجمل بكثير من السيارة.... جهاز معقد جداً ويقوم بخدمتك سبعين سنة حتى دون أن تنتبهي له... حتى وأنتي نائمة، يحافظ عليك ويُبقيك حياً!
على الأقل... كُوني ممتنّة له
دمتن بصحة وعافية
فعلا كلامج صحيح 100%