- ماذا لو ؟
- قصص المعرفة
- مصداقية الخيال
- علوم المستقبل
- وهنا نتساءل: ما علاقة هذا التطور المتسقبلي للعلم بالخيال العلمي؟
- معالجة الحقائق العلمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا اخواتي الفراشات
تخيلي اختي الفراشة معي
ماذا لو انعدمت الجاذبية الارضية ؟
كيف سنعيش على الارض او على الهواء ؟
طيب
ماذا لو اصبحت الارض جميعها يابسة واختفت المياه ؟
هل هناك من مخرج وبديل ؟
طيب
ماذا لو
ماذا لو
امور عدة تزور افكار بناتك في هذه اللحظات قد ترينها غريبة وغير واقعية
لكن بالنهاية السؤال هو نفسه
ماذا لو ؟
العلم نظام من التفكير وسعي إنساني صرف يمجد العقل على ظلام الجهل، ويسعى للحصول على الحقيقة الموضوعية، فالأفكار العلمية ينبغي أن تكون أفكارًا نثق بها كأمر واقع وليس كوجهة نظر.
أصبح كوكب الأرض مجرد ذرة في نسيج الكون بعد أن اكتشف العلم بلايين النجوم والمجرات وعشرات الظواهر الكونية المثيرة كالعمالقة الحمر والأقزام البيضاء والنجوم النيوترونية والثقوب السوداء. وبعد التعرف على تلك الغابة الكثيفة من مئات الجسيمات دون الذرّية من المادة والمادة المضادة صارت المادة أكثر تعقيدًا، واتضح أن لهذا العالم دون الذرّي جماله التجريدي الغريب، وتعلّقت الآمال بمصادر جديدة لطاقة المستقبل: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الاندماج النووي وغيرها.
قصص المعرفة
إذا كان العلم هو البوابة التي تفضي إلى المستقبل فالخيال العلمي هو مفتاحها الذهبي الذي يرسم صورًا حقيقية لأشياء حديثة وأفكار متفردة ومخترعات مفيدة.
الخيال العلمي هو محصّلة الخيال البشري في ضوء ما تتيحه الإمكانات العلمية واحتمالات تطورها يتناول جميع الحقائق التي يقدمها العلم ثم يضيف إليها الخيال. فهو الضوء الكاشف للعلم، يبدأ من النقطة التي يقف عندها العلم، ممهدًا الطريق للمستقبل.
ويمكن تعريف قصص الخيال العلمي بأنها ذلك الفرع من الأدب الروائي الذي يعالج بطريقة خيالية استجابة الإنسان لكل تقدم في العلوم والتكنولوجيا، سواء في المستقبل القريب أو البعيد. كما يجسد تأملات الإنسان في احتمالات وجود حياة في الأجرام الفضائية الأخرى.
وهي مجموعة من التنويعات في أفكار قائمة، تتطلع إلى الأمام حيث تنظر الأنواع الأدبية الأخرى إلى الخلف، وتتأمل حيث تستقر الفروع الأخرى.
وتهدف قصص الخيال العلمي إلى نقل الحقيقة العلمية بأمانة وصدق وبنظرة مستقبلية، وإن تغلفت بغلاف له تألق وبريق القصة. كما تهدف إلى معالجة الأفكار الاجتماعية والعلمية بشكلها الصرف الخالص.
وبينما تنتهي مهمة العالم إلى حد كبير عند ترجمة معلوماته إلى جداول أو رسوم بيانية، فإن كاتب أدب الخيال العلمي تبدأ مهمته في نقل التجربة الإنسانية الممكنة لقصته لتكون الخلفية فقط أو الوسيلة للمضمون العلمي المستقبلي المتوقع.
ولعل من أهم أدوار أدب الخيال العلمي، هو أنه يعمل كمترجم للعلوم لدى البشرية، وهذا بالطبع سلاح ذو حدين، فالعلم يبني ولكنه قد يدّمر، والتكنولوجيا ربما تنهي الحضارة أو ترفعها إلى أبعد زوايا خيالنا!!
وتحقيق الخيال العلمي له مغزى ، فالعلم حقق تقريبًا كل ما تنبأ به الخيال العلمي، وفي المقابل فإن العلم كشف آلاف الحقائق الجديدة المذهلة التي يمكن اعتبارها أجنحة يحلّق بها عقل كاتب الخيال العلمي الجيد إلى آفاق علمية مستقبلية قد تطلق تحذيرًا مهما تكن ضآلته عن الطريقة التي يحتمل أن يسير بها العالم، إذ إن لدى كاتب الخيال العلمي قدرة على التعرف على أصل التطور المستقبلي، والإضافة إليه من زوايا عديدة وبطريقة خيالية مستندة إلى العلم والتكنولوجيا.
فالعلم يعرف أن الحياة على الكواكب الأخرى ممكنة مع بعض التجهيزات العلمية الخاصة كأجهزة توليد الأكسجين والقباب البلاستيكية المقواة للحماية من الأشعة الكونية والنيازك، لكن يبقى أمام الخيال العلمي أن يجعل لنا هذه الفكرة حقيقية، ويقترح مغامرة علمية بطولية في الفضاء لبيان ذلك.
ويستخدم الخيال العلمي أيضًا استعارات زمنية «مجتمعات المستقبل» ومكانية «كواكب أخرى» وشخصية «كائنات غريبة»، بهدف أبعاد القارئ عن بيئته المألوفة له، لكي يفهمها بشكل أفضل عن ذي قبل، ومن ثم يحصل المرء على وجهة نظر مختلفة للمجتمع الحالي عن طريق فقد الإحساس بالزمان والمكان، والسفر إلى بُعد آخر ثم العودة على سبيل التجربة في مواجهة قفزات حضارية متباينة.
ولا يكفي في قصص الخيال العلمي إظهار الحضارات في الكواكب الأخرى أو وصف المجتمعات التي قد تنشأ في المستقبل، فكاتب الخيال العلمي يجب أن يوضّح كيف تؤثر تلك الحضارات ومجتمعات المستقبل على الإنسان. لذلك يمكن أن يطلق على قصص الخيال العلمي «قصص المعرفة» إذ إنها تهتم بالمعرفة المعاصرة وامتدادها إلى المستقبل وأثرها على السلوك الإنساني، وكذلك يعد العلم في هذه القصص، العامل المساعد على التطور الملائم للحبكة القصصية المتفردة.
مصداقية الخيال
في غضون فترة السبعينيات من القرن العشرين، بدأ استخدام الخيال العلمي على نطاق واسع في مختلف الفصول الدراسية والمناهج في الخارج على المستوى الثانوي والجامعي، حيث يوضح الجمال الحقيقي والعظمة الصادقة للعالم والكون من حولنا، سواء أكانت مجرة تزخر ببلايين النجوم أو نقطة ماء تكتظ بالحياة الخفيّة الدقيقة.
وهناك تفسيران للاهتمام المفاجئ بالخيال العلمي في حجرات الدراسة أولاً: أن هذا الاتجاه أصبح شائعًا بين الأطفال والشباب ومن ثم يشجعهم على مزيد من الاهتمام بالقراءة. وثانيًا: أن الخيال العلمي قد اكتُشف كوسيلة تعليمية حديثة، فهو بطبيعته يتطرق لكثير من الموضوعات العلمية والأدبية والفنية والاجتماعية وغيرها، ومن ثم يتميز بهذا التداخل المتفرد في أفرع عديدة من المعرفة، بالإضافة إلى أنه يطرح فكرة السيطرة على الزمان والمكان أي يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. لهذا يمكن أن يمثل الخيال العلمي «قاعدة» لمناهج الدراسة بصفة عامة، والدراسة العلمية بصفة خاصة.
ويجد المربون والمعلمون أهمية خاصة في الخيال العلمي عندما يستخدم فكرة «ماذا يحدث لو.....» ...What if?» فهذه الصيغة تشجع على دراسة الموضوع المدرسي وعلى تقبل المعلومات بشكل أفضل، وعلى التعبير عن الآراء والتصورات بشكل فردي حر.
وعمومًا فإن قارئ أدب الخيال العلمي، قارئ خاص من واقع أنه يرغب في التعامل مع الحياة بأسلوب علمي، فهو لا يفضل أن يحملق في أجوائه العاطفية، بالطريقة التي تتطلبها الأشكال الأدبية الأخرى، بل إنه يكون على أهبة الاستعداد لتلقي ما يثيره التنوع اللامتناهي للكون والمستقبل في نفسه. ولهذا فللقارئ الحق في الإصرار على أن ما يعرض عليه من خيال علمي يجب تفسيره له أو اتساقه مع قانون أو مبدأ معين أو نظرية علمية سوف تحدث في مجتمع الغد.
وتزداد مصداقية الخيال العلمي باستخدام مجازات واستعارات مستقاة من واقع العلم والتكنولوجيا، ويتضمن ذلك العلوم الأساسية والاجتماعية والمفاهيم العلمية ذاتها، هي عادة نقطة الاهتمام الرئيسة في هذه القصص إلى الحد الذي يوصف به الخيال العلمي بأنه الصورة المقروءة للأفكار. هذا الاستخدام التأملي للاستعارات المستوحاة من العلم والتكنولوجيا جوهري لخلق الخيال العلمي للمستقبليات المعقولة، كما أنه جسر منهجي آخر إلى علوم المستقبل، التي ينصب تركيزها الأساسي على التفاعل ما بين العلم والتكنولوجيا ومجتمع المستقبل.
علوم المستقبل
من المنطقي توقع التغيرات المستقبلية في العلم بعد التغيرات الواسعة في كل مجال من مجالاته، بعض هذه التغيرات سوف يكون امتدادًا للجهود والإنجازات التي تتم في الوقت الحاضر، إلا أن بعضها الآخر سيكون عبارة عن تطورات جذريّة بما في ذلك تصميم فكرة ما يستطيع العلم أن يفسرها ويسبر غورها.
والاكتشافات القادمة في الفيزياء والبيولوجيا، سوف تحدد جزئيًا الإطار العام لهذه العلوم المستقبلية. في حالة الفيزياء سيكون هناك استمرارية للاتجاه إلى الظواهر غير المألوفة كالجسيمات دون الذرية «Subatomic» ذات الأعمار القصيرة جدًا، وإلى طفولة الكون والمسافات المروّعة التي لا تستطيع أقوى تلسكوباتنا الأرضية أو الفضائية الوصول إليها. والعجيب حقًا أنهم وجدوا أنه يستحيل إخضاع كثير من هذه الظواهر غير المألوفة كالثقوب السوداء لقوانين تعد ثمرات لجهد مئات العلماء عبر القرون الماضية!! وفي النهاية عندما تزداد سيطرتنا على هذه الظواهر سوف نحتاج إلى تعديل الأفكار الأساسية بصورة جوهرية لا يمكن تخيلها الآن.
وبالنسبة لعلم البيولوجيا فإن المجهود الرئيس في السنوات القادمة سوف يوجه للوصول إلى إجابات لكثير من الأسئلة المطروحة عن الكائنات الحية، واستخدام وسائل تجريبية مستحدثة. والأهم من كل ذلك تكوين نماذج رياضية للظواهر البيولوجية، وسوف يقترب علم البيولوجيا كثيرًا من العلوم الفيزيائية ويحذو حذوها، بحيث يتسلسل الاستنتاج من المبادئ العامة إلى الحالات الخاصة. كما أن استخدام الطرق المعقدة لمعالجة البيانات، سوف يؤدي دورًا أكبر في علم البيولوجيا المستقبلي ولابد أن يأتي بعض من أهم تداعياته المستقبلية من المعلومات الجديدة التي ستطرحها هذه البيانات الإضافية.
ومن الممكن أن يواجه علم البيولوجيا المستقبلي، عددًا متزايدًا من الظواهر. فلو قدر لنا اكتشاف صور من الحياة غير الأرضية (كائنات غريبة من كواكب أخرى) لكان من الممكن أيضًا اكتشاف مخلوقات جديدة على كوكب الأرض أو في أعماق محيطاته، أو حتى استنباطها (بالهندسة الوراثية) في مختبراتنا. وقد لا يكون لأي من هذه التطورات آثار إيجابية على علم البيولوجيا، إذ سوف يتيح إجراء اختبارات جديدة لأفكارها الأساسية وخلق تصورات جديدة لما هو معروف فعلاً.
وأخيرًا فإن المجال النشيط للتكنولوجيا الحيوية، سوف يؤثر تأثيرًا كبيرًا على علم البيولوجيا المستقبلي، ويعد ابتكار منتجات نافعة معيارًا جديدًا هامًا لمدى دقة فهم علماء البيولوجيا للظواهر التي يدرسونها، وهذا السباق من أجل التوصل إلى تطبيقات واضحة وصحيحة سيدفع علماء البيولوجيا إلى الاهتمام الزائد بتفاصيل أعمالهم. ومن المرجح أيضًا أن ينبثق من بعض أشكال التكنولوجيا الحيوية وسائل تجريبية جديدة يستخدمها علماء البيولوجيا في دراساتهم.
وهنا نتساءل: ما علاقة هذا التطور المتسقبلي للعلم بالخيال العلمي؟
معالجة الحقائق العلمية
إن الخيال العلمي يروّض المستقبل ويقرّبه من أذهان العامة بحيث يطمئن القارئ إلى أن أشكال الحياة الاجتماعية والفنية والعلمية سوف تستمر، ويبشّر بأنها ستخضع لوسائل السيطرة العقلانية، وهذه نتيجة منطقية لانشغال أدب الخيال العلمي بمجموعة معينة من المعتقدات، ولافتراض أن اتساع أنماط العلم المعروفة لنا تقوي وتزيد من مصداقيته في عالم الغد.
ولعل أفضل مدخل لدراسة علوم المستقبل، يستلزم أخذ أدب الخيال العلمي مأخذ الجد خاصة من حيث منهاجيته والتصور العام له ومحتواه ودوره الاجتماعي لأنه يمثل خريطة بديلة للمعرفة يمكنها تطعيم «خبير المستقبل» بالخيال الابتكاري الذي يرتبط بشكل ما باستخدام المنطق الحدسي وأنماط التصور غير المباشرة والتفكير الشامل في شخصية الإنسان
وقصص الخيال العلمي جيدة التأليف تحاكي واقعها ذاته، وتجبر القارئ على المشاركة في عملية التأليف من خلال اندماج عاطفته وفكره معها. وتنجح القصة بصفة عامة، إذا تم تصوير شخصياتها والبيئة التي يعيشون فيها بانسجام داخلي منطقي. وبهذا المعنى فإن قصة الخيال العلمي عبارة عن مضمون خلاّق متعدد التأثيرات بينما نجد أسلوب خبير المستقبل وسيلة لكتابة الخيال العلمي تحت اسم آخر.
وليس من هدف أدب الخيال العلمي التنبؤ بالمستقبل، بل إنه يقوم بشيء أهم من ذلك بكثير، فهو يحاول أن يصور لنا المستقبل الممكن. وإذا نظرنا إلى الجنس البشري كأنه مهاجرة ضخمة خلال الزمن تتجول خلاله آلاف الملايين من البشر خلال القرون، فإن كتّاب الخيال العلمي هم المستكشفون الذين يطلقون قصصهم التي تتذرنا بالصحراء الجرداء التي أمامنا، أو التي تبهرنا بأنباء الوديان والجبال المتألقة التي تقع وراء الأفق مباشرة.
أنه لا يوجد مستقبل فقط يأتي ويكون محددًا من قبل وجامدًا لا يلين، فإن المستقبل تبنيه شيئًا فشيئًا ودقيقة بدقيقة تصرفات البشر، ودور الخيال العلمي هو أن يظهر أي نوع من المستقبل قد ينشأ من بعض السلوكيات الإنسانية. لقد توقعت البشرية منذ زمن طويل أن يكون الغد كاليوم تمامًا أو يكاد. إذ كان التغيير شيئًا مثيرًا للقلق يدعو للخوف والرهبة، ولكننا في العصر الحديث نتحدث عن «صدمة المستقبل» ونتوق للأيام الجميلة الماضية حيث كان كل شيء معروفًا وفي مكانه المناسب!!
ويبّين الخيال العلمي بشكل واضح أن التغييرات سواء كانت علمية أو في أي مجال آخر (طيبة أم شريرة) هي جزء متلازم من الكون، ومقاومة التغيير تفكير عفا عليه الزمن، فلابد للعالم أن يتغير باستمرار، وأكثر مناهج العمل نجاحًا للبشرية هو الذي يحدد كيف ننشئ بيئة تستوعب التغييرات التي يمكن التنبؤ بها.
ونجد كاتب الخيال العلمي في عالم لا تفهم فيه جماعات العلماء (كالأطباء وعلماء الهندسة الوراثية) بعضها البعض إلا بشق الأنفس، ينصّب نفسه مترجمًا كونيًا بين الطرق المختلفة لرؤية العالم فيأخذ آلاف الحقائق العلمية متجمعة ويعالجها بحيث تبنى صورة مؤثرة يتنبأ من خلالها بمستقبل الجنس البشري ومجتمع الغد، فيراه عصرًا ذهبيًا فضائيًا فوق الكواكب الأخرى والمحطات المدارية المعلقة في الفضاء، وآلات حديثة (كمبيوترات وروبوتات) ذات ذكاء صناعي وقدرات بشرية لم يحلم بها أحد، ومدنية متطورة تقهر المادة والزمان والمكان والمرض. إنها صورة رائعة لإمبراطورية فضائية تمتد لمعظم كواكب المنظومة الشمسية.
اعلم أنها صورة لا يمكن إدراكها الآن وحتى في ضوء الخيال العلمي فأنها تبدو غامضة، إذ إن فكرة المحطة النهائية للإبداع أكبر من قدرتنا على التفكير، لكن الصورة المعبّرة الواضحة هنا هي أن الخيال العلمي يخترق حدود الزمان والمكان وأن مستقبل العلم والتكنولوجيا قد يصل إلى أقصى تقدم تتصوره البشرية.
دمتن بخير وعافية
استمتعت واستفدت
كل الشكر