_( ويبقى الصراع )_
عندما يلجمنا هول الصدمة ..
وتفر منا الكلمات و تهرب
الأفكار و تضطرب المعاني
يعجز اللسان عن التعبير عما في نفسه
وقتئذ يعود المرء كأنه طفل يظل يجاهد حتى يخرج
كلمة ليعبر عن أمر ما..
وتمضي الأيام سراعا
فيجد من قلمه خير معين له ..
فيحاول أن يخرج
مشاعره الحرى..
وينفس عن كربته ..
ويظل يكتب ويكتب
ولكن
جمرة النار يزداد سعيرها
كل مرة
ويزيدها حطب الحبر
عندما تلامس صفحة ايامه الكئيبة
فيشعلها بالمرارة
والأسى
وما يزال قلبه يتوجع ويئن بصمت ..
فهي كذلكِ لا تستطيع ان ترى النور..
\
/
حينها
نحاول نسيان كل الالالم والجروح..
ولكن تأبى عقولنا إلى ان تتذكر
كل اللحظات الحزينة
لحظة بلحظة
لكأننا نعيشها الآن..
وحينها..
يقوم صراع بين النسيان والتذكر
فالكل يرغب بالفوز والإنتصار
ليحتل مقعدا هناكِ..
داخل أعماق قلوبنا..
فتبدا المعركة قوية صامدة..
لكل منهما
عدة وعتاد..
لكأنه حرب فظيع..
ولكن الإختلاف في عدم وجود الأسلحة..
وتمر اللحظات
وكليهما محافظ على
قوته وشدة بأسه ..
ونحن ضائعين بينهما..
لا ندري ما العمل..؟!!
فقط ننتظر النتيجة لنرى لمن تكون الغلبه..؟!!
أخيرا
تنازلا
الإثنان معا..
وعقدا صلحا بينهما..
فالصلح خير..
أن يبقيا جميعهما داخل اعماقنا..
لكل منهما مكان ومستقرا..
وكانت الشروط تنص على الآتي..
أن ننسى
كل ألم وجرح
وحزن ويأس..
و نتذكر
كل فرح وأمل
وسرور بهجة..
\
/
وهكذا..
ما اجمل أن يعيش الإنسان
مرتاح البال
مطمئن الحال
سلاحه الصبر والتوكل
على الخالق..
ينسى كل لحظة أتعست حياته..
لإنه يعلم أنها لن تعود
وان التفكر
في الماضي جنون..
يعيش ليومه ..
لسانه لا يفتر عن الذكر ..
وجوارحه عن العبادة..
وقلبه من الأمل بالله..
\
/
كل المنى أن تحوز على رضاكن
\
/
أسيرة البحر