شوكه ناعمه..
19-01-2022 - 01:04 am
( السلام عليكم ورحمه الله وبركااته)
اخبااركم؟؟بنات..,,
يااصباايا والله ابى المقدمه التعبير وباسرع وقت لانى مأخرته انا المحتوى عندى بس ابى(مقدمه وخاتمه)لخطبه دينيه.......
الله يجزاها خيرر اللى بتعطينى اياه..
و مانبي منكم الى الدعاء...
طبعا هاذا منقول ...
من موقع ثاني وصاحبة الموضوع بحور الشوق ..
ونبي منك دعاء حلو ..
تفضلي ::
الخطبة الأولى
أما بعد: اعلموا رحمني الله وإياكم، بأن نزول الأمطار من نعم الله العظيمة، على القرى والمدن والمجتمعات، يستفيد منه الناس، وتستفيد البهائم، وكذلك الزروع وَأَنزَلْنَا مِنَ لْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً وَجَنَّ تٍ أَلْفَافاً
، وقال عز وجل: أَفَرَءيْتُمُ لْمَاء لَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ لْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ لْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَ هُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ
. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الأرض من علو، ليعم بسقيه وهادها، وتلولها، وظرابها وأكامها، ومنخفضها ومرتفعها، ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها، لما أتى الماء على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر، وفي ذلك فساد، فاقتضت حكمته أن سقاها من فوقها فينشئ سبحانه السحاب وهي روايا الأرض، ثم يرسل الرياح فتلقحها كما يلقح الفحل الأنثى، ثم ينزل منه على الأرض، ثم تأمل الحكمة البالغة في إنزاله بقدر الحاجة، حتى إذا أخذت الأرض حاجتها وكان تتابعه عليها بعد ذلك يضرها، أقلع عنها وأعقبه بالصحو" انتهى.
ولقد شهدت المنطقة ولله الحمد والمنة، في الأيام القريبة الماضية، أمطاراً عجيبة. وإن استمرار نزول رحمات الرب، يحتاج من أهل القرى والمدن والشعوب والأمم، يحتاج الإيمان والطاعة والاستقامة. قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ لْقُرَى ءامَنُواْ وَ تَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَ تٍ مّنَ لسَّمَاء وَ لأرْضِ
، وإن استمرار نزول بركات المولى جل وعلا يحتاج منا إلى ترك الذنوب والمعاصي، والتوبة والاستغفار، قال الله تعالى: فَقُلْتُ سْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ لسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْو لٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّ تٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً
، وقال عز وجل: وَي قَوْمِ سْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ لسَّمَاء عَلَيْكُمْ مّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ
.
وإن استمرار نزول الغيث يحتاج منا إلى أداء زكاة أموالنا، وفي الحديث: ((ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا)). لكن هناك وجه آخر لنزول الأمطار من السماء، أحياناً، لا يكون نزوله رحمة، بل هو عذاب وعقوبة إلهية لتلك القرية، أو لتلك الأمة وقد أهلك الله عز وجل أمماً وأقواماً بهذا الماء، في القديم وفي الحديث. وقد ذكر الله عز وجل في كتابه، عقوبة الغرق بالماء، لأقوام عتوا عن أمر ربهم. وهم قوم نوح عليه السلام وذلك بعدما أعرضوا عن الدعوة، ولم يؤمنوا بما قال لهم نوح عليه السلام. أغرقهم الله عز وجل بالماء، بإرسال السماء عليهم مدراراً، وبتفجير ينابيع الأرض حتى تشكل طوفان هائل، وجعل سبحانه لنوح عليه السلامة علامة لبداية عملية إغراق أولئك القوم بالماء، هو فوران التنور، قال الله تعالى: صْنَعِ لْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ لتَّنُّورُ فَ سْلُكْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ لْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلاَ تُخَاطِبْنِى فِى لَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ
، وقال سبحانه: حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ لتَّنُّورُ قُلْنَا حْمِلْ فِيهَا مِن كُلّ زَوْجَيْنِ ثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ لْقَوْلُ وَمَنْ ءامَنَ وَمَا ءامَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
، وجاء تفصيل عملية الغرق بالماء في موضع آخر فقال عز من قائل: فَفَتَحْنَا أَبْو بَ لسَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا لأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى لمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ L وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْو حٍ وَدُسُرٍ M تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لّمَن كَانَ كُفِرَ
.
وعقوبة الغرق بالماء، حصلت أيضاً لقوم فرعون، وذلك عندما آذوا موسى عليه السلام، ولم يقبلوا ما جاء به، أغرقهم الله بالماء، الماء الذي كان فرعون يفتخر ويتكبر ويقول: أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي، فهذا الماء الذي كان يجري من تحته جعله الله فوقه، وهذه عقوبة التمرد على دين الله عز وجل، قال الله تعالى: وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْر ءيلَ لْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ لْغَرَقُ قَالَ ءامَنتُ أَنَّهُ لا إِلِ هَ إِلاَّ لَّذِى ءامَنَتْ بِهِ بَنواْ إِسْر ءيلَ وَأَنَاْ مِنَ لْمُسْلِمِينَ ءالئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ لْمُفْسِدِينَ فَ لْيَوْمَ نُنَجّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مّنَ لنَّاسِ عَنْ ءايَ تِنَا لَغَ فِلُونَ
.
أيها المسلمون، هذا نوع من أنواع العقوبات الإلهية لأولئك الذين حاربوا دين الله عز وجل، أرسل الله لهم أحد جنوده، وهو الماء، فأغرق ودمّر بأمر الله عز وجل: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِىَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ
، إن جنود الله عز وجل في إهلاك المخالفين وتأديب المعاندين، وتذكير المتآخرين بما حصل للمتقدمين لا عد له ولا حصر، والله جل وتعالى يهلك ويعاقب كل قرية بما يناسبها. وإليكم بعض صور عقوبات الله.
فمن عقوبات الله عز وجل، بدل إمطار الماء، إمطار الحجارة قال عز وجل: فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَ لِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ مَّنْضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبّكَ وَمَا هِى مِنَ لظَّ لِمِينَ بِبَعِيدٍ
، هذه هي العقوبة التي حصلت لأهل تلك القرية، التي انتشرت فيها الفاحشة، عاقبهم الله عز وجل بعقوبتين: الأولى: جعلنا عاليها سافلها: وضع جبريل عليه السلام جناحه ثم رفع القرية إلى السماء، حتى سمع أهل السماء بنباح كلابهم، ثم قلبها. العقوبة الثانية: وأمطرنا عليهم حجارة. إن الماء لو كثر نزوله من السماء، لأفسد وخرّب ولا أحد يستطيع أن يقف في وجهه، مهما أوتي من قوة، فما بالكم إذا كانت الأمطار من حجارة، نعوذ بالله من الخذلان، لكن هذه هي عقوبة القرية التي ينتشر فيها الفاحشة التي ذكرها الله عز وجل.
ومن عقوبات الله جل وتعالى لأهل القرى التفرق، نعم، فقد يوقع الله التفرق في مجتمع أو في أمة بسبب المخالفات التي يرتكبونها، فلا تجدهم يتفقون على رأي، قال الله تعالى: وَمِنَ لَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَ رَى أَخَذْنَا مِيثَ قَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ لْعَدَاوَةَ وَ لْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ لْقِيَ مَةِ وَسَوْفَ يُنَبّئُهُمُ للَّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
. أي عقوبة أشد من أن أبناء الدين الواحد يحصل بينهم العداوة والبغضاء، والسبب: أنهم نسوا حظاً مما ذكروا به.
ومن عقوبات الله أيضاً، إرسال الريح، هذا الهواء الجميل، لو زاد بأمر الله عز وجل لتحول من نعمة إلى نقمة، ولقد عوقب أقوام بالريح، فأفسد عليهم منازلهم وخرّب بيوتهم قال الله تعالى: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِى أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ لْخِزْىِ فِى لْحَيَو ةِ لدُّنْيَا وَلَعَذَابُ لآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ
. وقال عز وجل: وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ لرّيحَ لْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَىْء أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَ لرَّمِيمِ
، وقال سبحانه: وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَ نِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى لْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
. ما أهون الخلق على الله، إذا هم خالفوا أمره، وحاربوا دينه، وآذوا أولياءه.
فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، هذه بعض عقوبات الله للأمم، والمجتمعات، وإلا فما ذكر في كتاب الله، أكثر من هذا، وليس المقام هنا، مقام استعراض هذه العقوبات، وإنما هذه بعضها، لندرك أن كل ما في الكون جنود لله عز وجل، وبأمره يعملون، وإذا أراد سبحانه شيئاً فإنما يقول له كن فيكون. فاتقوا الله عباد الله، واحذروا المخالفة، واحذروا الإعراض عما أمر الله، فإن الله جل وتعالى يغار على دينه، ويغار على أوليائه، والمخالفات والمعصيات، والتمرد، له زمن محدود، والله يمهل ولا يهمل.
وما من قرية حصل فيها شيء يخالف ما أمر الله به، إلا ونزل بهم ما يستحقون.
فنسأل الله جل وتعالى أن يعاملنا بلطفه ورحمته، وعفوه، وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه...
أما بعد: قد يقول قائل :ما ذكر من بعض صور عقوبات الله للأمم والمجتمعات، بسبب المخالفات، هذا كلام عام. فما هي هذه المخالفات، التي قد تكون سبباً في أن يهلك الله أمة أو مجتمع أو قرية، بالغرق أو بالريح، أو بغيرها من العقوبات الإلهية.
فيقال أيضاً: إن الأسباب كثيرة، لكن إليك بعضها: فمن أسباب إهلاك الله للأمم، والمجتمعات الذنوب. قال الله تعالى: أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّ هُمْ فِى لأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا لسَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا لأنْهَ رَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَ هُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ
. وقال عز وجل: فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ لصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ لأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ للَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَ كِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
.
هكذا الذنوب تفعل بأصحابها، ونحن والله المستعان نستهين بها، بل أصبحت أشياءً عادية في حياتنا اليومية، وهي سبب رئيس في إهلاك الأمم والشعوب.
يقول أحدهم: كيف تريدون أن يلطف الله بنا؟ وينزل علينا نعمه ويرحمنا برحمته، وفي السابق كانت الأيدي ترتفع إلى السماء وتدعو ربها، والمولى يجيب سبحانه، والآن هذه الدشوش مرتفعة إلى السماء. والله المستعان.
ومن أسباب إهلاك الأمم والشعوب الظلم، قال الله تعالى: أَلاَ لَعْنَةُ للَّهِ عَلَى لظَّ لِمِينَ
، وقال سبحانه: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ لْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
، وقال: وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا لْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِ لْبَيّنَ تِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذ لِكَ نَجْزِي لْقَوْمَ لْمُجْرِمِينَ
، وقال: وَتِلْكَ لْقُرَى أَهْلَكْنَ هُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا
. وقال: وَكَذ لِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ لْقُرَى وَهِىَ ظَ لِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
. كل هذا بسبب الظلم إذا انتشر في الأمة، فما بالك لو أضيف إليه دعوة المظلوم على من ظلمه:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم
ومن أسباب الهلاك أيضاً: تبديل أمر الله، أياً كان هذا التبديل، فالله جل وتعالى يأمر بأوامر ثم تأتي هذه القرية، وتبدل ما أمر الله به، بأشياء من عندها، ومن زبالة أفكارها، سواءً كانت قضايا معاملات من بيع أو شراء، أو غيره.
قال تعالى: وَإِذْ قُلْنَا دْخُلُواْ هَ ذِهِ لْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَ دْخُلُواْ لْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَ يَ كُمْ وَسَنَزِيدُ لْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ لَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ لَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى لَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مّنَ لسَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
.
ومن أسباب هلاك القرى، أن يكون أهلها، وأصحاب الشأن فيها، من أهل المكر والكيد والتدبير، الذي يتعارض مع الحق. قال الله تعالى: قَدْ مَكَرَ لَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
، كان هناك من قبلكم قد مكروا وخططوا ودبروا وفعلوا، فماذا كانت النتيجة قَدْ مَكَرَ لَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى للَّهُ بُنْيَ نَهُمْ مّنَ لْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ لسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَ هُمُ لْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
. وقال سبحانه: وَلاَ يَحِيقُ لْمَكْرُ لسَّيّىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ
، وقال عز وجل: أَفَأَمِنَ لَّذِينَ مَكَرُواْ لسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ للَّهُ بِهِمُ لأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ لْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
، يقول علماء التفسير عن هذا المكر السيئ، أنه: سعيهم إلى إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على وجه الخفية، واحتيالهم في إبطال الإسلام والكيد بأهله.
ومن أسباب الهلاك: عدم التناهي عن المنكر قال الله تعالى: لُعِنَ لَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِى إِسْر ءيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ذ لِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ لاَ يَتَنَ هَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
.
ومن أسباب الهلاك: موالاة الكفار، قال الله تعالى: تَرَى كَثِيراً مّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ لَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ للَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى لْعَذَابِ هُمْ خَ لِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالْلهِ والنَّبِىّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَ كِنَّ كَثِيراً مّنْهُمْ فَ سِقُونَ
.
ومن أسباب الهلاك: ترك الجهاد في سبيل الله قال الله تعالى: إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَ للَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء قَدِيرٌ
.
أيها المسلمون، وكما قلنا في العقوبات نقول في الأسباب: إنها كثيرة، وهذه بعضها، فالحذر الحذر، فإنه ليس بين أحد وبين الله نسب، إنما أكرمكم عند الله أتقاكم. وعندما تأخذ أية قرية بسبب أو بعدة أسباب من أسباب الهلاك، فإنه من الطبيعي أن لا تأخذه فجأة، ودفعة واحدة، وإنما بالتدريج في البداية يكون بسيطاً ثم مستوراً، ثم أكثر ثم يظهر، حتى تصبح هي السمة البارزة، لتلك القرية، وبعدها ينزل عقاب الله والله المستعان.
.................................
وفي الختام ... السلام
اتمنى الإفادة ..