- آلهة الأولمب
- في القرن الحادي والعشرين
خصوصا الك وايت وسفير الغد ..........................هي طويلة شوي
آلهة الأولمب
في القرن الحادي والعشرين
دخل آلهة الأولمب مجمعهم بناءً على طلب سيدهم زيوس، فوجدوه كالح الوجه متجهِّمًا، ساكنًا صامتًا, حتَّى يخاله المرء جلمودًا قُدَّ من صخر. وقف الآلهة صامتين. كانت الرهبة تملأ قلوبهم من تجهُم سيِّدهم مرسل الصواعق. انقضى وقت طويل وعظيم الآلهة غارق في تأملاته المريعة، والآلهة تشتعل في قلبها نارُ الحيرة والفزع من جراء ما ينتظرها من تجهم هذا الإله الغاشم.
رفع زيوس رأسه، وراح ينظر إلى كلِّ إله تلو الآخر. ثم وقف وراح يتأمل كلَّ إله على حدة. وقال: "منذ مدة راح كابوس ذكريات والدي كرونوس، إله الزمن، يطاردني ويؤرقني عندما احتال على أبيه وانتزع منه السلطة، فولدت آنذاك قوة الظلمة والموت والخداع والدمار والانتقام." ثم وضع يديه على رأسه وقال: "آه... ما أبشع سحنتها وما أقسى آلامها! ثم آه، وألف آه، من الحيرة والضياع الأبديين السرمديين." وانتصب وقال: "لكن القدر شاء أن أولد من رحم التكوين لكي أحرِّره من سجنه، ولكي أزيِّنه بالمحبة والعدالة والجنان – بمساعدتكم أنتم معشر الآلهة الأجلاء."
ثم نظر زيوس في الآلهة نظرة ازدراء وقال: "انظروا، أيها الآلهة الأجلاء، إلى هذا الكوكب الأرضي وحاولوا أن تبحثوا فيه عن الحب والعدالة والرحمة." ثم تقطَّب حاجباه وبدأ الشرر يتطاير من عينيه. تابع قائلاً: "إنه كوكب الشر، كوكب الأحقاد، كوكب اللعنات، كوكب الفقر والجوع والمرض. وأنتم، أيها الآلهة الرعناء، ماذا تفعلون؟! أتشهدون بأمِّ أعينكم احتضار هذا الكوكب الغالي على قلبي؟" ثم رفع سبابته وقال للجميع: "كان عليَّ أن أطيح بكم جميعًا من فوق جبل الأولمب قبل أن أشهد ما شهدته اليوم!"
اقترب زيوس من هيرا، إلهة المُلك وأنا التميُّز، وقال: "وأنت، يا زوجتي المخلصة، ويا رفيقة دربي، يا من تمنحين الملك والسلطان لمن تشائين وحيثما تشائين، أما وجدتِ في هذا العالم سوى أولئك السفلة الأرضيين حتى تمنحيهم الملك والسلطان وتسلِّطيهم على رقاب العباد؟ أنظري ماذا اقترفتْ يداكِ. لقد أصبحت السلطة قِبلة القتلة واللصوص وغاية المستبدين ومصاصي دماء الشعوب. آه، لكم أحتقر أولئك الزبانية الذين لطخوا تاريخ البشرية والآلهة بالعار!"
ثم اتجه زيوس نحو ابنه هرمس، رسول الآلهة، وأمسكه بذراعيه وهزَّه بقوة حتى كادت روحه تفارق جسمه، وقال: "وأنت يا رسول الآلهة... يا رسول السلام... يا من عقدتَ بعصاك السلام بين الأفاعي... أترعى السلام بين الوحوش والأفاعي وتترك الإنسان للشرِّ والحرب والدمار؟ أتخذل أبطال السلام من البشر والآلهة، وتكرِّس نفسك شفيعًا للصوص والمحتالين والدجالين؟" ثم دفعه وهو يقول: "اللعنة على الفضيلة المقدَّمة للسَّفلة!"
وانتصب زيوس فجأة، واتجه صوب شقيقه بوسيدون، سيد بحار التكوين والحكمة، وقال له: "وأنت أيها الشقيق العظيم... يا من لا تحجم بحار حكمته عن الفيض على العوالم برجال الحكمة... يا سيد العواصف وصاحب الحربة ذات الثلاث شُعَب... أين رجالك الآن؟ هل تسمي حكماء أولئك الخصيان الذين تركوا دفة الحياة ولاذوا بالفرار وسكنوا على هوامشها، تاركين سفلة الكون تدير عجلته؟! ثم قُلْ لي: كيف تمنح رعايتك وحمايتك لمن فقد الغيرة على الحياة والواجب وأمسى أرعن رعديدًا عنينًا."
ثم نظر بقوة وسرعة إلى أبولون، إله نور المعرفة الروحية، وقال: "أنا لا أستثنيك أنت من هذه التهمة. فإذا كان بوسيدون قد أذِنَ لرجاله بالاختباء في الوكور والجحور فأنت قد مكَّنتَ المحتالين والدجالين من امتطاء عجلة الدين والكهنوت، حتى صارت الأديان بؤرة للأحقاد والكراهيات ومنبتًا للشرِّ وسفك الدم. تركتَ كلَّ دجال يقول لأتباعه: "أنتم أعظم الأمم... أنتم شعب الله المختار... المخلِّص لكم وحدكم دون باقي البشر... الجنة لكم وحدكم، وكلُّ من عداكم خادم وضيع..." ثم ضرب زيوس كفًّا بكف، ووضع يده على جبينه، وقال: "لكن ذاك الإنسان قد صدَّقهم جميعًا!" ثم تساءل: "كيف آمن الإنسان بأن الله رجل عصابات يتحالف مع عصابة كي يبيد الآخرين!" ثم وضع يديه على وجهه وقال: "لكن الحق عليَّ... أنا الذي أطحت بآتا، إلهة الوهم، من أعلى جبل الأولمب، فتملكتْ شرورُها الإنسان... أجل أنا شريككم في الجريمة..."
ميس لو
مونيانا
رح كفيها