- كتم (السودان) - نعمة الباقر(رويترز)
دارفور.. منطقة اجتمعت فيها ألوان العذاب البشري
كتم (السودان) - نعمة الباقر(رويترز)
لا تعرف خديجة آدم عمرها بدقة لكن ممرضة المستشفى تخمن أنها تتراوح بين تسعة أعوام و11 عاما.. لكن خديجة تعرف أنها تعرضت للاغتصاب على أيدي رجال ميليشيا(..).
تقول حوا رئيسة الممرضات في مستشفى ببلدة كتم غرب السودان نستقبل ما بين واحدة إلى أربع من ضحايا اغتصاب العصابات كل أسبوع منذ يوليو تموز الماضي وأن الفتيات الأكبر سنا ينجحن عادة في الفرار لكن الفتيات الأصغر يقعن.
وربما تكون الحالات التي تدخل المستشفى قمة جبل الجليد وحسب في منطقة شاسعة لا يزور فيها سوى عدد قليل مستشفى وحيث العار يمنع العائلات من إحضار بناتهن.
وكتم تقع في منطقة دارفور حيث اندلعت حرب في العام الماضي بين قوات حكومية وثوار يردون على ما ترتكبه ميليشيات عربية يزعم أنها تحظى بدعم من الخرطوم.
ويقوم رجال ميليشيا يمتطون جيادا وتعرف بالجنجاويد بطرد مزارعين أفارقة وعائلاتهم من قراهم في المنطقة فيما وصفته هيئات دولية بأنه تطهير عرقي أو حتى شروع في إبادة.
وتقول حكومة الخرطوم إنهم خارجون على القانون. والنمط الشائع هو أن يهاجم الجنجاويد القرى ويقتلون الرجال القادرين على الحرب ويغتصبون الفتيات وينهبون أي ممتلكات تقع في طريقهم ويحرقون بيوت القش التي يعيش القرويون بها.
وتم تشريد مئات الآلاف وفر أكثر من مائة ألف عبر الحدود إلى تشاد المجاورة.
تقول الممرضة حوا التي رفضت ذكر اسمها بالكامل إن حالات الاغتصاب تزايدت في الأشهر الأخيرة.
وأضافت "نشهد منذ يوليو الماضي من حالة إلى أربع حالات اغتصاب كل أسبوع..معظمها حالات اغتصاب جماعي حيث يغتصب ما بين ثلاثة إلى أربعة رجال الفتاة. ومعظم الحالات التي شاهدناها لفتيات بين الحادية والرابعة عشر".
ويلقي رجال الميليشيا بضحاياهم على جنبات الطرق أو في الخلاء حيث يعثر مارة عليهن ويحضروهن للمستشفى.
وأراسا شقيقة خديجة التي تبلغ 13 عاما في المستشفى أيضا حيث تعالج من كسر في الساق أثناء محاولة اغتصاب فاشلة.
وتقول منظمة العفو الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان إن لديها تقارير عن عمليات اغتصاب منظمة في دارفور لكنها تضيف أن حجم المشكلة ككل غير معروف لأن الضحايا يخفن من الفضيحة في المجتمع التقليدي بالمنطقة.
وتقول حوا إنه من الصعب تحديد المسؤول. وتضيف "من يغتصبونك يرتدون زيا ومن يحمونك يرتدون زيا. لم نعد نعرف من نهرب منه ومن نهرب إليه".
ويرتدي كل من القوات الحكومية والثوار زيا عسكريا لكن الجنجاويد لا يرتدون ملابس عسكرية رسمية كاملة.
قالت عاملة في مجال المعونة الإنسانية إنه لا يزال من الصعب الحصول على صورة كاملة للمشكلة.
ومن المشكلات المرتبطة بها انتشار الأمراض التي تنتقل من خلال الجنس والأثار طويلة الأجل على الضحايا في النسيج الاجتماعي في المنطقة.
ويحاول الأطباء والممرضات التقليل من تلك الآثار.
وإذا دخلت من تعرضت للاغتصاب المستشفى في غضون 72 ساعة يعطيها الطباء جرعات قوية من موانع الحمل لضمان عدم حدوث حمل.
تقول حوا "طالما إنهن لم يحملن نخبرهن بأنه لا يزال لهن مستقبل. نحاول إخبارهن بأن شيئا لم يتغير".
مع تحيات أختكم: ضيء الورح