الملاك البريء
25-10-2022 - 04:12 am
الظلام حالك والقمر توارى خلف الغيوم...
والمكان هادئ فلا يوجد سوى صوت الأمواج تتلاطم على الصخور وصوت أنين قلبي...
جلست أمام البحر لأنه أوفى صديق صامت في الوجود
فهو يسمع ويسمع دون أن يتضجر أو يمل...
وصفه البشر بالغدر فلا أدري من يوصف من؟؟ هل سمعتم بالمثل القائل: (( كلٍ يرى الناس بعين طبعه ))
هذا المثل ينطبق على البشر حينما وصفوا البحر بأنه غدار فليس البحر هو الغدار بل البشر أنفسهم...
كان البحر يسمع أنين قلبي ويشاركني فيه بتلاطم أمواجه التي بدا صوتها كصوت أنيني...
بكيت وبكيت في تلك الليلة المظلمة ولم أجد من يواسيني رغم كثرة الناس حولي إلا البحر الذي الجأ إليه...
فتح لي ذراعيه وتخالطت دموعي بميائه...
طلبت منه أن يسمعني ووافق على سماعي دون أن ينطق بالموافقة...
تكلمت وتكلمت حتى تعبت ولكن هو كان جاهزاً لسماع الأكثر كان يصغي إليّ بكل تركيز كان يسمع كلماتي كلمةً كلمة كمن يريد أن يحفظ الكلام...
وعندما انتهيت وجدت أمواجه وإبداع الخالق في خلقه هو أكبر من يواسيني ويكفكف دمعي...
تحاورنا حواراً جميلاً
قلت له: لماذا الكل يلجأ إليك عندما تكبلهم هموم الدنيا؟؟
قال: لأني اسمعهم دون أن يتكلموا صمتهم هي اللغة بيني وبينهم فالإنسان حينما يكون مهموماً يريد أن يفهمه الآخرون دون أن يتحدث...ووجدوا ما يريدونه عندي...
قلت له:هل لديك هموم؟؟
قال:همومي هي همومك وهموم الآخرين جميعهم...
قلت له:كيف لم أفهمك؟؟
قال:عندما تشكين أنتي و يشكي هذا وذاك أعيش أنا تلك الهموم كأنها همومي أنا...
قلت له:ماهو الأسلوب الذي تواسي به كل من يلجأ لك؟؟
ضحك وقال لي:سر المهنة...
قلت له:هل أتى لك وقت أحسست بالعجز...
قال:جميعنا عاجزين سواءً الآن أو في وقت آخر إذا لم نكن عاجزين أمام البشر فنحن عاجزين أمام الباري عز وجل...
قلت له:لن أطيل عليك أكثر من ذلك فكلامك كلام حكيم وعاقل كلام يصدر من شخص خاض تجارب كثيرة وله خبرة في الحياة...
فلا أقول سوى .......
دمتم لمن تحبون.....
الملاك البريء
أو الأنثى التي تجيد إنطاق من لاينطق
آسفه لقد قطعت حديثكما
إسمحيلي بمصافحة صاحبك ( البحر )
أوه آآآآسفه
نسيت أن ليس له أصابع تصافح
إعذريني فلا أعرف كيف ألقي عليه التحيه
فأنا من أرض نجد
لابحر فيها ولا أنهار
وعزائي الوحيد تلك الرمال الذهبيه
كفتاة بادية لاترى سوى الرمل ولاتنام سوى على الرمل
أشق عليه طرقات وطرقات
ويدفن الهواء آثار أقدامي الشارده
وأجواء تغري برقص الحروف المتعبه
أرض لاتمل أقدامنا
ولكن أين المطر ؟
نسيت
لقد شربتها الرمال
وتركتنا نموت عطشا
فياترى أيهم أوفى
البحر أم الرمل
الملاك البريء
ومازلت أسرح بما كتبه قلمك
فإلى الأمام أخيتي